الاثنين، 29 ديسمبر 2014

الدعوة للحوار.. والفرص الضائعة

للمرة الخمسين يعلن السيد رئيس الجمهورية دعوته للحوار الوطني لحل قضايا السودان في السلام والتنمية إذ لا تنمية بلا امن وسلام.. وبالرغم من الاستجابة الكاملة من قبل القوى السياسية الكبيرة في جماهيريتها وفي وعيها الوطني والتزامها جانب الشعب والوطن.. إلا أن قلة قليلة لا تصغي إلى نداءات الرئيس  وتصر على حمل السلاح وترويع المواطنين العزل في المناطق النائية وتستجلب أسلحة الدمار من قوى الشر والعدوان وتجار السلاح وصناع الأزمات. وأولئك لا يعرفون إلا مصالحهم المادية البحتة، بصرف النظر عن أولئك الذين يعانون من ويلات الحروب ويقتلون ويحرقون ويشردون من مناطقهم تاركين ممتلكاتهم ومصالحهم نهبا للمعتدين.
إن المرء ليحار وهو يسمع ويشاهد قوى الشر والعدوان وهي تحرض وتقدم كل العون لتلك القلة المارقة بينما ذات القوى تفرض العقوبات على الدولة التي تدعو للسلم والحوار لإيجاد معادلة للقضايا الأساسية في بلادنا.. وهذه الحالة ليس لها مثيل في الدنيا.. لأن الشعب يعاني من آثار الحصار الأحادي من القوى الشريرة وفي ذات الوقت يعاني من ويلات الحروب والتمرد.
وشعب مثل شعب السودان أصيل في صفاته مسالم ومحب للسلام لا يستحق أن يعامل هكذا ويظلم مرتين, مرة من هجمات التمرد ومرة أخرى من نظام العقوبات الأحادية ضد السودان.
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد, بل إن حملات تشويه صورة السودان وشعب السودان وقواتنا المسلحة تضاف من الجهة الأخرى إلى بقية الحروب.. فالقوات المسلحة السودانية لها تاريخ طويل وإرث لا تحيد منه من حسن التعامل مع النساء والأطفال والعجزة.. فليس منا من يقتل الشيوخ أو يغتصب النساء أو يعذب الأطفال.. وجيشنا عرف عبر التاريخ بالشجاعة والشهامة والإنسانية.. ولا يقوم بمثل تلك الانتهاكات إلا الجبناء الذين يهاجمون القرى والمدن النائية وينهبون الأموال ويغتصبون النساء ويقتلون الشيوخ والأطفال..
وفي نهاية الأمر.. الصبر له حدود والفرص لتحقيق السلام لا تتكرر دائماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق