الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

(الاعتزال السياسي) عند بعض أحزابنا!!

الإمام الصادق  المهدي زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة أعلن أيام تخطيطه للتقاعد وكشف عن توزيعه لأملاكه علي من تلزمه مؤونتهم وتخصيص بعض منها لأغراض عامة، وقال نصاً: "وسوف تسجل هذه الحقوق لأتحرر من الملكية وألقي ربي في الوقت الذي يختاره فقيراً من المال، فقيراً لرحمته."
هذا التحرر من المال عند السيد الإمام؛ جاء في احتفاله بعيد ميلاده السنوي؛ لكن يأتي احتفال هذا العام بعيداً عن أرض الأجداد؛ حيث نظمت الاحتفالية بالقاهرة مقر أقامة الزعيم الأنصاري خلال هجرته القسرية الأخيرة.
احتفل الإمام بعيد ميلاده الثمانين بالقاهرة وأعلن تحلله من جميع أمواله، وقال الإمام فيما قال إنه (يخطط) للتقاعد والاشتغال بالفكر والعمل الدولي وإسناد مسؤوليته في ما يقوم به حالياً إلي مؤسسات وكيان حزبه التي وصفها بالقوية.
تحرر الإمام من ما يملك حتي يلاقي ربه نظيفاً فهذا شأن يخصه، أما التفكير في التقاعد فهذا شأن عام.. لماذا لم يعلن المهدي تقاعده فعلاً وقد بلغ الثمانين؟.. أفبعد هذا العمر من أمل متوقع في الحياة ومتسع لتحقيق حلم سياسي.
لماذا لم يعلن الإمام اعتزاله العمل السياسي المباشر في ذلك الاحتفال؟. لا أن يحدثنا مجرد الحديث عن (التقاعد) والتفكير فيه؟ اختيار الإمام  التحرر مالياً في الوقت الراهن؛ يؤكد ميله للبقاء في ميدان السياسة الذي لا يستطيع مفارقته.
ولو فعل الإمام (الاعتزال) كان يكون قد سن سنه حسنه وقدمها لرصفائه في الشعبي والاتحادي الديمقراطي؛ ونال بها قصب السبق بينهم ولبقيت ذكري (الاعتزال) العطرة تجلجل في فضاء الزمن.
لكنه يفعل تماماً كما فعل ويأمل صهره الدكتور الترابي؛ قائد الإسلاميين وزعيم المؤتمر الشعبي.. فقد أعلن حزبه علي لسان الأمين السياسي كمال عمر بقاء د. الترابي علي سدة قيادة الحزب.. القرار برره كمال عمر بالآتي: لاستكمال التحول الكبير في الحياة السياسية وإسهاماته الفكرية للأمة الإسلامية.
كمال عمر شدد في حديثه للمجهر السياسي أمس أن أي حديث عن مغادرة الشيخ الترابي لموقعه محل رفض بالإجماع من قيادة الحزب؛ وأكد بالقول: "ليس لدينا نية في الوقت الراهن لمناقشته في ذلك".
أغرب ما في تصريح كمال عمر لـ(المجهر السياسي) قوله:" نحن لا نقدس الأشخاص".. لك أن تتخيل- يا رعاك الله – وكيف يكون التقديس في رأي السيد الأمين السياسي للشعبي.
كثيرة هي الأحاديث التي طالبت قيادات الأحزاب التاريخية في السودان بالترجل؛ بعد بلوغ سن (المعاش السياسي) .. نحن الآن في مرحلة انتظار (ما بعد الثمانين).
أين القيادات الشابة في المسرح السياسي؟ هل فرحت لنا القيادات العتيقة والعتيدة أي من القيادات الشابة التي تستطيع أن تقود الأحزاب في المستقبل.
دعوة نطلقها علي الهواء الطلق.. تمنعوا في الأحزاب وصفوفها (الأول جيل القيادة الحالية)؛ و(الثاني جيل متوقع له أن يحمل الراية)؛ و(الثالث وهو الجيل المأمول له تسلم القيادة مستقبلاً)..ماذا وجدتم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق