الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

فايروس المكان أصاب دبلوماسية الأمم المتحدة

من حق السودان حماية سيادته وحفظ كرامته من أي اعتداء أو اختراق أو محاولة الاستخفاف بتلك السيادة.. ومن واجب الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلم مبعوثيه وممثليه أسس وكيفية تمثيل هذه المنظمة العالمية التي تحمل في اسمها كلمة (الأمم المتحدة) كاكبر منظمة تربط الشعوب ببعضها البعض وتعلمهم أصول الدبلوماسية وكيفية التعامل مع هذه الأمم التي تشكل الكيان الكبير.. فالتصريحات المهينة والمسيئة لمنصب مبعوث الأمم المتحدة وممثله قبل أن تمس الدولة الموجهة إليه تلك الإساءات كان الواجب على كي مون أن يستدعي ذلك الموظف قبل أن تضطر الدولة أن تخطره بالإبعاد من أراضيها، وكان عليه أن يعيد تدريبه قبل أن يكلفه بأي مهمة ذات صلة بالتمثيل في مثل هذه الحالات.
*وبيان الأمين العام الموجه لبلادنا هو نوع من التمادي في تعيين السفهاء وعديمي الفهم والوعي بثقافات الشعوب والدبلوماسية.. فقد شهدت بلادنا العديد من الحالات تلك من قبل سفراء لدول كبرى ذات نفوذ في مجلس الأمن الدولي، فتم طردهم من بلادنا، لأنهم لم يحترموا الأعراف الدبلوماسية ولم يكونوا صادقين في رؤاهم وتقاريرهم التي ظلوا يروجونها كذبا ضد بلادنا.. وما الجنائية إلا واحدة من تلك النماذج القبيحة التي كتبت بواسطة السفهاء والبلطجية ضد قياداتنا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وطبيعة شعبنا.
*وإذا كان مندوب المملكة الأردنية الهاشمية قد عقب على قرار إعادة مسألة الجنائية إلى مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرارات شاطحة كما جرت العادة.. فإن الإساءة التي وجهها الزعتري، وهو أردني الجنسية أيضا يقودنا إلى تساؤل مهم جدا لهذه القضية.. فلماذا المتدرب الدائم للأردن في مجلس الأمن.. ولماذا ما قام به المواطن الأردني الزعتري في حق السودان حكومة وشعبا.. ما الجديد في العلاقات بين البلدين؟ وهل غير الأردن موقفه من السودان مما سيؤدي إلى وقف التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.. وهل تحركت الحكومة الأردنية نحو هذه القضية وتصرفت مع الممثلين لها في الأمم المتحدة ؟ بالتأكيد فإن هذا التزامن والتوافق في الفعل لم يأت عشوائيا، وإلا فليرنا الملك عبدالله ماذا فعلت حكومته إزاء هذه التفلتات من موظفين كان ينبغي عليهم أن يكونوا نموذجا للانضباط والدبلوماسية.. غير أنني ألتمس العذر لهؤلاء الموظفين الأمميين طالما أن الأمين العام نفسه يفتقر للدبلوماسية في أحاديثه.. ويبدو أن فايروس المكان قد أصاب الخطوط الدبلوماسية لأمين عام الأمم المتحدة وموظفيه ليخرجوا علينا هكذا بخطابهم المحفوف بالتعالي والعنجهية والصلف والكبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق