الاثنين، 29 ديسمبر 2014

الهروب الانتخابي

في الأخبار أن المؤتمر الشعبي قد أعلن رسمياً مقاطعته للانتخابات القادمة كحال عدد من الأحزاب التي رفعت الراية باكرا واعتذرت عن المشاركة بدلاً من السقوط الذي يمكن أن ينسف تواجدها في ساحة المشهد السياسي وسط قواعدها الذين فقدوا الأمل في إصلاح حزبي يعينهم علي التمسك بتلك الشعارات البراقة التي انتهت مع مرور  الأيام وإصرار القيادات علي الكنكشة التي أفقدتهم روح المتابعة والمواكبة لمجاراة  المشاهد التي تحيط بالعمل السياسي في كلياته داخلياً وخارجياً.
انسحاب الأحزاب من مارثون الانتخابات لا يخصم من الديمقراطية  والشرعية التي ستكتسبها البلاد في المعركة الانتخابية القادمة لأن الشعب قد اختار ممثليه منذ خمس وعشرين عاماً واحتكم لصوت العقل بعد أن فشلت كهول الأحزاب الأخرى في طرح أفكار ناضجة ورؤى يمكن أن تساعدهم في الخروج من عنق زجاجة التقليدية.
أولاً وبحسابات المنطق والقانون فإن تأجيل الانتخابات يفقد الحكومة شرعيتها ويفتح الباب أمام الفوضى والجدل القانوني الذي سيضع قيادة الدولة في مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي والمواطنين وحتي الأحزاب السياسية التي تسعي لخلق أوضاع مشابهة يمكن أن تحصل من خلالها علي غنائم دنيوية معروفة سلفا.
كان الاجدي للأحزاب أن تثبت وجودها من خلال المعركة الانتخابية القادمة خاصة وإن إعلانها قد تم منذ العام 2010 وأن الفترة التحضيرية كانت كافية ويمكن لأي حزب أن يعد قواعده وآلياته للدخول في معترك التنافس الذي يمكنه من تحقيق تطلعات المنضوين تحت لوائه ولكن.
ما نقرأه من تصريحات وما نسمعه من ندوات ترفض الانتخابات وتطالب بتأجيلها يصب في إطار الهروب السياسي، باعتبار أن نتيجة الانتخابات ستكشف المستور وستوضح الحجم الحقيقي لأحزاب (الأوانطه) التي فقدت البوصلة السياسية في الوصول إلي الأهداف المأمولة.
لابد من استمرارية الحوار الوطني والوصول إلي نقاط يمكن أن تساهم في تعديل العملية السياسية بالشكل الذي يحفظ حقوق المواطن ويعيد موازين الاقتصاد والخدمات ولكن في ذات الوقت علي المؤتمر الوطني إن يستمر في التجهيز والترتيب للمعركة التي تؤكد أحقية الاستمرار لتنفيذ المتبقي من المشروع الإسلامي الذي وضعت الإنقاذ لبناته منذ عشرين عاماً ويزيد وتمكنت من إنجازه رغم العراقيل والمتاريس التي وضعت في طريقها.
علي المواطنين الاستعداد للمبايعة من جديد، لأن التجارب السابقة قد بينت أن الخيار قد حسم باكراً وأن هطرقات الأحزاب لم تخرج من إطار ضجيج البراميل الفارغة التي تحدث ضجيجاً في اللاشئ.
تقدم الشيخ حسن خطوات في الحوار المفتوح وخيب الآمال سريعاًَ وهو يتراجع من خطوته التي أفرحت غالبية الشعب داخلي يتلاعب بالأمزجة ويرفض أللانصياع لواقع لافكاك منه.
علي الأحزاب أن تتفهم وضعيتها جيداً.. وأن تعترف بالخسران المبين قبل الانتخابات لأن خذلان التراجع والهروب يعلن النتيجة قبل البدايات، ويؤكد ما ذهبنا إليه سابقاً بأن المعارضة لا تخلو من عنتريات الأشخاص ولكنها لا تحمل مكوناً حزبياً يمكن أن يقدم مشاريعها وأفكارها للعامة ويتحمل تبعات برامجها أن وجدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق