الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

جوبا ودعم التمرد...!

دعم دولة الجنوب لحركات دارفور المسلحة وقطاع الشمال أكدته العديد من الجهات. فالجانب السوداني لديه من المعلومات والدلائل ما يثبت تورط جوبا في هذا الأمر، الأمر الذي جعل الحكومة توجه تحذيراً شديد اللهجة للجنوب في حال استمرارها تقديم الدعم الذي قطع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير عهداً للحكومة السودانية بعدم تقديمه وعدم إيواء الحركات المسلحة في أراضيها. ووجدت الخطوة استحسان الحكومة السودانية واعتبره الخبراء خطوة جيدة في تعديل مسار العلاقات بين الجانبين إلا أن الكثير من المعلومات الواردة للأجهزة المختصة تثبت استمرار الدعم من قبل جوبا للحركات المسلحة دون النظر لتعهداتها السابقة.
وقد أكد عائدون من معسكرات حركة العدل والمساواة ببحر الغزال استمرار عمليات الدعم والإيواء من حكومة جنوب السودان والجيش الشعبي لمتمردي دارفور، وأن مخططات قد رسمت لاستمرار الدعم لمزيد من التصعيد العسكري ضد السودان، وأدلى العائدون بإفادات وعدت الجهات الرسمية ببثها لاحقاً تكشف تفاصيل مريعة عن أعمال تقتيل وتصفيات لعدد كبير من المواطنين السودانيين الذين رفضوا الانخراط في معسكرات التجنيد القسري والواقعة داخل حدود دولة جنوب السودان، وقال العائدون الذين من بينهم رعاة وتجار أن حركة العدل والمساواة ارتكبت جرائم كبيرة بولاية الوحدة أثناء مشاركتها في الحرب مع قوات الجيش الشعبي ضد المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق دكتور رياك مشار ووفقا لإفاداتهم فان الحركة نهبت عشرات المركبات من مقار شركات البترول بالمنطقة إلى جانب مركبات مملوكة لمواطنين بالإضافة لنهب أكثر من "6" مليارات جنيه سوداني جنوبي من بنك ايفوري، وأكد العائدون أن معسكرات حركات التمرد الدارفورية داخل دولة جنوب السودان تضم عدداً من الخبراء الأجانب من بينهم خبراء إسرائيليون يقومون بعمليات التدريب وتنفيذ العمليات القتالية والتخريبية، بالإضافة لكل هذه المعلومات والشهادات من العائدين من مناطق التوترات الأمنية التي تسيطر عليها الحركات المسلحة الحركات الدارفورية "العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي" مدعومة من الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان وقطاع الشمال الذي يتمركز على أقصى الحدود الجنوبية لدولة السودان والشمالية لدولة جنوب السودان وتستخدمها الحركات في إقامة معسكرات التدريب ونقاط انطلاق نحو الأهداف الشمالية دون أن تقدم جوبا على تنفيذ وعودها "بطرد" تلك الحركات إبان ضغط المتمردين الجنوبيين على حكومة سلفا كير وسيطرتهم على الكثير من المناطق وتخوف جوبا على أن يجدوا المساندة من الخرطوم بعد انهيار المفاوضات حول المنطقتين ورجوع الوقود من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث قال رئيس وفد التفاوض بروفيسور غندور بأن الجانب الآخر لم يكن جاداً في التوصل الى اتفاق والدليل المطالب التعجيزية من رئيس قطاع الشمال ومطالبه الشهيرة بإقامة حكم ذاتي في دارفور والنيل الأزرق، على ضوء هذه الأحداث نشطت الحركات المسلحة على الحدود الغربية وبالمقابل توعدت حكومة السودان أن يكون هذا العام نهاية التمرد مع الإعداد لما سماه الصيف الساخن على المتمردين وأعوانهم وقد توعد الفريق عطا مدير جهاز المخابرات الوطني بالرد داخل الأراضي الجنوبية حيث يتواجد المتمردين ان اقتضى الأمر، السؤال هنا بعد أن ثبت وبالدليل بحسب حديث الجهات المسؤولة تورط جوبا المتواصل بدعم هذه الحركات وإفادات المنشقين والعائدين بان الدعم الجنوبي لا زال مستمراً وإن هناك خبراء ومسؤولين من الجيش الشعبي يساندهم خبراء أجانب وبالأخص الإسرائيليين لماذا لا تتوقف جوبا عن دعم التمرد ضد الحكومة السودانية؟ وهل موقفها هذا نتيجة لضغوط من دوائر غربية تستفيد من استمرارية الحرب بين الحكومة والحريات المسلحة؟ الخبير الأمني حسن بيومي يقول : لابد لحكومة السودان وحكومة جنوب السودان اللجوء الى تحكيم صوت العقل في هذا الأمر ويقع على الحكومة السودانية العبء الأكبر لأنها دولة مؤسسات ودولة "ام" فلابد ان تأتي ردة الفعل تجاه هذا الأمر بكثير من الحكمة والحركات يتزعمها أمراء الحرب وعبر التاريخ أمراء الحرب لا يرضخون للعملية السلمية لأنهم يستفيدون من هذا الوضع قطعا، إذا على حكومة السودان أن تقوم بحل القضية بالجلوس مع القيادات الجنوبية الحكيمة ودولة الجنوب بها أناس كانوا يعملون معنا ويعرفوننا ونعرفهم واعتقد يمكن أن يستطيعوا عمل شئ في هذا الموضوع كما أسلفت، وبشأن وجود خبراء أجانب بمعسكرات الحركات لا جديد في الأمر فهو معلوم حتى قبل تفجر الأزمة بما إن إسرائيل حليفة أو صديقة دولة الجنوب لا نستبعد وجود خبراء من إسرائيل أو أي دولة أخرى من العالم وكما أقول دائماً علينا التعامل بكثير من العقلانية مع ملف دعم جوبا للحركات لأن جوبا تعتقد بأن هؤلاء هم أصدقاؤها والذين ساندوها بالأمس فليس من الواجب التخلي عنهم بهذه الكيفية، وأضاف بيومي أيضا يمكن أن تتخوف منهم حكومة الجنوب خاصة وهم يعرفون مناطق قوتها وضعفها وتخشى أن ينقلبوا عليها وان يدعموا المعارضة الجنوبية، وأكد بيومي الملف به الكثير من العقبات وكيفية الحل تحتاج الى المزيد من الوقت والجهد والتروي والعقلانية وبعيداً من التهديدات المتبادلة.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق