الخميس، 25 ديسمبر 2014

طريق الإنقاذ الغربي بين الإنجاز والسلامة

ضمن احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال، يتوقع أن يتم افتتاح طريق الإنقاذ الغربي الذي ظل حلما يراود سكان دارفور منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، وحتى قبل شهر عندما سلكته مارا من الخرطوم حتى الفاشر، فكان سالكاً عدا نحو 10 كيلومترات لم يكتمل العمل فيها وقتها رغم استمرار أعمال الردميات وتسوية الأرض في معظمها، وهذا ما يجعلني مطمئناً  أن العمل سيكون في نهايته خلال يناير المقبل بما يمهد لافتتاح هذه المرحلة الرئيسية من الطريق القومي القاري، لكن ثمة دلالتين مهمتين يجب التوقف عندهما، فهما ايجابيتان ومبشرتان : فالتنمية ممكنة حتى في ظل الحروب وحالة عدم الاستقرار إذا توافرت الإرادة السياسية واتحدت الجهود الشعبية والرسمية، فقد مضى زمن تنازل فيه مواطنو دارفور عن حصتهم من السكر التعاوني أيام كانت السلع الاستهلاكية نادرة وغالية مطلع التسعينيات من القرن الماضي، أما الجانب الإيجابي الثاني هو الثمرات القومية التي يمكن أن تنتج عن اكتمال هذا الطريق في وصل وربط دارفور بالسودان بصورة عميقة اقتصاديا واجتماعياً وسياحياً حتى يكون الوصول إلى جبل مرة أو أي بقعة لكل سوداني في أي مكان أمراً يسيراً ما يعزز من نسيج الوحدة الوطنية وتشابك المنافع وتبادلها لدحض وتفكيك مخططات الآخرين في تجزئة السودان إلى دويلات تعتبر دارفور أحد أهم أقسامها التي يرجون بها التفكيك. أما الجانبان السلبيان فأولهما هو الخلل السياسي في إفهام الذين حملوا السلاح ولم يكتفوا بلغت الانتباه فقط إلى قضيتهم ومضوا في الحرب إلى طريق إلا عودة، في حين أن الذي كان بالإمكان لتكون التنمية أفضل مما هي عليه في دارفور هو أن ينجحوا للسلم مبكراً لتعود المبالغ التي تصرف على الحرب وتحقيق الأمن من قبل الحكومة أو اتصالات المتمردين باستقطاب الدعم الأجنبي لحركاتهم كان إحدى أن يستقطب الدعم لمشاريع التنمية، والجانب الآخر السلبي هو حوادث السير الكارثية التي وقعت في طريق الإنقاذ أو الطريق القومي المؤدي إليه.
حاشية :
إن طول المسافة بين الفاشر والخرطوم خاصة في طريق العودة حيث تستغرق الرحلة نحو أربع عشرة ساعة على الأقل، فيمر السائق في النصف الأول من الطريق حتى النهود أو الأبيض في تركيز جيد رغم أن الطريق نحو الخرطوم حيث أكثر الحركة من بقية الولايات إلى الخرطوم تقع الحوادث عندما يفقد السائق تركيزه لطول الطريق أو يغشاه النعاس، وحتى لا يصبح الطريق طريق موت، لابد من تدارك الحد الأدنى من المعالجات، والتي هي اشتراط سائقين يتناوبان على البص السفري الواحد وتراجع ذلك سلطات المرور على امتداد الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق