الاثنين، 29 ديسمبر 2014

(لعبة) حلوة يا "عرمان" فهل من مزيد؟!

قرار الحركة الشعبية (قطاع الشمال) بإطلاق سراح (20) أسيراً محتجزاً لديها في جبال النوبة، كإثبات لحسن النوايا ومقدمة لحوارها مع مجموعة (سائحون) هو بلا شك عمل سياسي جدير بالمتابعة والاهتمام، إن لم يرق  لمقام الاحترام.
صحيح أنه عمل (تكتيكي) هدفه فك  الحصار (السياسي) و(العسكري) المضروب علي الحركة وقواتها التي تتلقي ضربات موجعة في أنحاء جبال النوبة، ومحاولة لتعبئة (الداخل) ضد الحكومة، لكنها في النهاية مبادرة (سياسية) وإنسانية، ترفرف حولها الرايات البيضاء وتلوح بإشارات للحوار والسلام والتنازلات.
بيان الحركة حول إطلاق سراح الأسري وإعلان الاستعداد لترحيلهم عبر طائرة تابعة للصليب الأحمر ، قبل بداية الجولة المقبلة من المفاوضات أو الدخول في حوار تفصيلي  مع (سائحون)، وأن كنت لا أتوقع مردوداً يتجاوز مثل هذه المبادرات من وراء  التفاوض مع جهة لا تملك سلطة ولا قراراً، بيان الحركة مؤشر قوي علي أن قادة (القطاع) لديهم (جديد) يقولونه بعد أن نسفوا الجولات السابقات من المفاوضات مع الحومة بالإصرار علي مطالب ومواقف  لا يمكن تكرارها في السودان بعد كارثة (نيفاشا) التي أودت بحياة وطن واحد كان اسمه (السودان أبو مليون ميل مربع.. من حلفا لنمولي).
عاوزين سلام.. واستقرار وتنمية وخدمات.. وقبل ذلك حريات عامة، وديمقراطية نزيهة وشفافة، أهلاً وسهلاً.. نحن معاكم ضد الحكومة و(المؤتمر الوطني).
عاوزين تنادوا بـ(حكم ذاتي) لجبال النوبة، والنيل الأزرق الما عندكم فيها  (عشرة كيلومتر)، وترددوا محفوظات إثارة العنصرية مثل (جلابة).. ورق... وعبودية.. وغيرها من الأكاذيب، دا تاني ما في ليهو سكة.. باب  وانسد.. بعد سلمت حكومتنا جنوبنا وشعبه لعصبتكم من لدن "سلفا" و"باقان" و"مشار" فضيعوا شعب الجنوب، اختطفوه بعون أمريكا والاتحاد الأوروبي... وحكومة السودان ليست بريئة  بل شريكة في هذا الجرم، فقذفوا جميعاً بعشرة ملايين جنوبي إلي أتون المجهول وجحيم حرب لا تنتهي!!
أين "باقان" الآن.. أين طائر الشؤم  الذي كان يحرض شعب الجنوب لست سنوات، علي الانفصال والتحرر من عبودية الشمال، ويصرخ في احتفال إعلان الدولة بهستيريا مهللاً بالحرية والاستقلال؟
شعب السودان لن يسمح بتكرار الفجيعة.. يا قطاع الشمال.
علي كل، شكراً علي مبادرة إطلاق عشرين أسيراً حرموا لسنوات من أهلهم.. أمهاتهم وآبائهم.. إخوانهم وأخواتهم.. وأبنائهم وبناتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق