الثلاثاء، 31 يناير 2017

لجنة برلمانية تُدشِّن مبادرة للتسامح

عقدت لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الوطني البرلمان برئاسة محمد أحمد منصور الشايب رئيس اللجنة لقاءً جامعاً لتدشين المبادرة المشتركة مع مؤسسة بوصلتي للتنمية المستدامة حول تعزيز مفهوم التسامح بالسودان، بمشاركة وزارات الإرشاد والأوقاف والإعلام والثقافة.
وقال الشايب إن مفهوم التسامح قد توارى، ويتطلب تحريك هذه القيمة، مشيراً إلى أن المسائل ما عادت تسير بالطرق التقليدية.
وأعرب الشايب عن أمله في أن تخطو المبادرة إلى الإمام، مطالبا الاًجهزة التنفيذية والمعنية بأمر السلام أن تكون هذه المبادرة لزاماً عليهم.
من جهته، قال وزير الإعلام أحمد بلال عثمان إن هذه المبادرة مفتاح ضخم للسلوك الحضاري في السودان، وتؤسس لسلوكيات اجتماعية وحضارية.
ودعا الوزير إلى تجديد هذه القيمة لكي تسود بين الناس والانتباه للمفردات التي تربت عليها الأجيال.
ونبَّه بلال إلى دور الإعلام في ترسيخ المفاهيم، وقال "نعاني من عنف الكلمة في الإعلام".
من جانبه، أكد وزير الإرشاد والأوقاف عمار ميرغني أن المبادرة تعمل على توطين التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
وشدَّد على أن السلم هو أساس العدل والأمن، داعياً لترسيخ المبادرة لتحقيق الكثير من النجاحات وتوطين التسامح على المستويات المجتمعية المختلفة.

أعداد من المواطنين تسلم أسلحتها طوعاً بشرق دارفور

كشفت حكومة ولاية شرق دارفور عن تكوين لجنة عليا لحصر وتقنين السلاح في وقت أشارت فيه إلى قيام إعداد من المواطنين بتسليم أسلحتهم طوعاً للسلطات بالولاية. وأوضح اللواء محمد الحسن بيرك نائب والي شرق دارفور في تصريح صحفي له,أن اللجنة بمعاونة الإدارات الأهلية ستقوم بحصر السلاح العشوائي في أيدي المواطنين وتقنينه ثم بعد ذلك تحدد فترة زمنية لتسليمه، مبيناً أن أعداد من مواطني محلية الضعين قاموا بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم طواعية، مؤكداً أن حالة الاستقرار الأمني الذي تشهده شرق دارفور فرض واقع تعايش سلمي بعيداً عن حمل الأسلحة بين مكونات المجتمع.

السودان سيلغي دعم الوقود والغذاء نهائيا بحلول 2019

قال وزير الدولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني السودانية، مجدي حسن ياسين، إن الحكومة تخطط للخروج نهائيا من دعم السلع بنهاية عام 2019، متوقعا أن يؤدي رفع العقوبات الأميركية إلى تدفق تحويلات بقيمة أربعة مليارات دولار سنويا. وقال الوزير في مقابلة “بنهاية الخطة الخمسية 2019 سيتم إزالة التشوه في هيكل الاقتصاد بإلغاء دعم الاستهلاك نهائيا، ويشمل ذلك الوقود والكهرباء والقمح المستورد من خارج السودان”. وفي الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أعلنت واشنطن خططا لرفع حظر تجاري استمر 20 عاما، وفك تجميد أصول ورفع عقوبات مالية ردا على تعاون الخرطوم في محاربة تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية. وسيدخل رفع العقوبات حيز التنفيذ في غضون ستة أشهر إذا اتخذ السودان المزيد من الخطوات لتحسين سجله الخاص بحقوق الإنسان، وخطوات لحل الصراعات المسلحة بما في ذلك الصراع في دارفور.

لبس: الشعبي بإمكانه الرجوع إلى صف المعارضة لو خرج من الحوار!

{ موقف المؤتمر الشعبي منذ "نداء الوثبة" وحتى الآن يعيد إلى الأذهان ما يراه البعض عن أن المفاصلة لم تكن سوى لعبة ومسرحية؟
- أي شخص يقول إن المفاصلة مسرحية كلامه غير صحيح، لأن الأضرار التي نجمت عن المفاصلة وأصابت مشروعنا في الحركة الإسلامية كبيرة.. التشويهات لحقت بالحركة الإسلامية على مستوى العالم كله وعلى المستوى المحلي.. حتى أن بعض الشباب الآن عندما تتحدث معهم عن الإسلام يعدّون أن الإسلام قد جنى عليهم، هذا بالإضافة للضعف الذي حدث بالنسبة لانفصال الجنوب والعقوبات وهذه القضايا الكبيرة.. لدرجة أن الناس دخلوا في موضوع محاكم خارجية.. لذلك أي شخص يعتقد أن المفاصلة مسرحية فهو شخص غير موضوعي، لأنك إذا نظرت لكل هذه الحيثيات مع بعضها البعض فما هو الكسب الذي تحقق في مقابلها (عشان الناس يعملوا مسرحية زي دي)؟!
{ الذين يعتقدون أنها تمثيلية يقولون إن التمثيلية فشلت ولم تحقق أهدافها بسبب سوء القراءات وسوء التقديرات.. يرون أن تقديرات أطراف المسرحية لم تكن مضبوطة لذلك لم تحقق أغراضها وفشلت؟
- (ما خلاص إنت لو عملت مسرحية ولقيتا ما مظبوطة ممكن من السنة الأولى تخرج منها!!).. لكن المفاصلة استمرت لأكثر من عقد من الزمان فلا يمكن بعد أكثر من عقد من الزمان وبعد ما يحصل وحصل في النهاية تكون مسرحية.. لا يمكن بأي حال من الأحوال.
{ مهندس "يوسف".. كيف تنظر لقرار الرئاسة الأمريكية الخاص بإلغاء العقوبات الأمريكية على السودان؟
- والله طبعاً هم تحدثوا عن الإيجابيات التي تجري ومن ضمنها مسألة الحوار وهم تحدثوا عن شروط.. ففي فترة الستة أشهر لابد أن يكون هناك تقدم في الحوار وفي مخرجاته وفي هذه البنود.. (وأنا أفتكر أن هذا شيء طبيعي، فإذا ذهب السودان تجاه التراضي وإذا قررت الحكومة أنها ستكون حكومة لكل الشعب فما في مبرر يجعلهم يفرضون عقوبات على الشعب بالطريقة الحاصلة دي).. والدبلوماسية السودانية أيضاً اشتغلت وتحركت حراكاً كبيراً، بالإضافة لذلك الرئيس الأمريكي يريد أن يقدم شيئاً في نهاية فترته الرئاسية.
{ في تقديرك.. هل سيتم رفع العقوبات بالفعل أم أن أمريكا ستتحجج بأن السودان لم يقم بتلبية الشروط؟
- أمريكا طبعاً بلد مؤسسات.. ليست مثل بلدان العالم الثالث، هذا يقرر ثم يأتي آخر ويشطب ما قرره السابق.
{ نعم هي دولة مؤسسات ولكن القرار الذي صدر قرار مشروط ولم يقطع بأن العقوبات سيتم رفعها في كل حال؟
- نعم، القرار مشروط وبعد ذلك الذي سيأتي سينظر هل الشروط تحققت؟ لكن أمريكا تعمل بمؤسسية ولديها مستشارون.. هم ليسوا مثلنا (الواحد ما بقطع حاجة من راسه ويعملها.. لا.. بشوف المفيد شنو والمضر شنو)، ومستشاروها علماء وخبراء ومقربون من الرئيس.
{ المهندس "يوسف لبس" أمضى سنوات طويلة داخل سجون ومعتقلات النظام.. فأنت صاحب أطول فترة سجن سياسي قضاها سجين بين القضبان حيث دفعت ثمن مواقفك السياسية (16) سنة في سجون الحكومة؟
- (مقاطعاً).. بحساب سنين السجن أمضيت (16) سنة.. لكن بالسنوات القمرية هي (12) سنة. فالسنة في السجون (9) أشهر.
{ بالرغم من ذلك موقفك في الاجتماع الذي خصص لمناقشة موضوع المشاركة اتسم بالتسامح وكنت من المؤيدين للمشاركة في السلطة الانتقالية؟
- نحن أصلاً لو كنا ننظر للقضايا الشخصية لما استطعنا أن نقدم شيئاً.. منذ التحاقنا بالحركة الإسلامية وحتى اليوم، نحن لا ننظر للإطار الشخصي أو لما يلحق بنا من ضرر على المستوى الشخصي.. هذا ليس معيارنا.. معيارنا هو أننا لدينا مفاهيم ولدينا مشاريع وأفكار فهل تمت خدمة هذه المفاهيم وهذه الأفكار؟ إذا كان الأمر كذلك، فإننا نغض الطرف عن أي شيء على المستوى الشخصي.
{ ألا تشعر بمرارة تجاه المؤتمر الوطني بسبب كونه وضعك في المعتقل كل هذه السنوات؟
- أبداً والله.. أصدقك القول (أنا ما عندي أي مرارة تجاه أي زول).. (يعني حتى الزول الكان بتعامل معاي "تعامل ....")، "صلاح قوش" جاءني في البيت و...
{ (مقاطعة).. تعامل "صلاح قوش" معك كان تعاملاً صعباً؟
- (آي.. المهم في النهاية بدون أي مبرر أنا قعدت فترة طويلة جداً في السجن).. لكن في النهاية جاءني في البيت وقال لي: (عايز العفو) فقلت له: (أنا والله ما عندي معاك أي حاجة.. إنت اللي كنت خاتي حاجة في نفسك. الحاجة اللي كنت خاتيها في نفسك شيلها من الليلة وأنت منذ اليوم "free" من أي عتاب ومن أي شيء).
{ متى جاءك في البيت؟ في تلك الفترة أم في هذه الأيام؟
- (زمان لما خرجت من المعتقل)..
{ يعني أنت حالياً مسامح "صلاح قوش" ومسامح المؤتمر الوطني وسامحتهم جميعاً؟
- (أنا ما عندي أصلاً قضية شخصية مع زول وبعدين الخلاف الذي حدث وأدخلونا السجن بسببه لم يكن خلافاً متعلقاً بشخصي أنا "يوسف لبس").. (هو أصلاً كان خلافاً وبعد ذلك حدثت المناطحة وبعد ذلك هناك أفراد في النُص لازم يضحوا بالقصة دي فهذا هو الذي حدث).. مرحلة السجن (تخطيناها زمان) ولن يكون لها تأثير إن شاء الله.
{ مهندس "يوسف".. هل تحدثتم مع المؤتمر الوطني في موضوع قسمة السلطة والمواقع التي سيتولاها المؤتمر الشعبي؟ وبالمناسبة تردد أن منصب رئيس الوزراء سيكون للمؤتمر الوطني فما رأيكم في تولي الوطني لهذا المنصب؟
- الشيء الغريب أنه وفي بعض المواقع الإسفيرية تردد أن "يوسف لبس" سيأتي وزيراً للنقل.. هذا كله غير صحيح وهو كلام "واتساب"، فالناس الآن يتناقشون في إطار مبدأ (المشاركة أم اللا مشاركة) فلا يمكن أن يحددوا شخصيات بعينها للمناصب.. فقضية المناصب هذه ليست همنا، وهي قضية يتوافق عليها المتحاورون أنفسهم، ولو توافقوا على أن يكون في المنصب المؤتمر الوطني أو حزب العدالة أو غيره (فما عندنا مشكلة).
{ لكن الدكتور "عمار السجاد" احتج كثيراً على نسبة الـ(15%) التي تم تخصيصها لكم في الحكومة الانتقالية؟
- هذا رأيه الشخصي.. "عمار" دائماً يعبر عن رأيه الشخصي.. نسبة الـ(15%) تم تخصيصها للقوى المحاورة.. ولم يحدث حتى هذه اللحظة أن تحدثنا مع المؤتمر الوطني عن ما هو نصيبنا في المؤتمر الشعبي.. نحن نتحدث عن التوافق السياسي الكامل المتكامل بالنسبة للبلد، لكن مسألة أن نتحدث عن نحن في الشعبي (ح تدونا شنو)، هذه لم ولن نقولها إن شاء الله.
{ لم ولن تقولوها.. لماذا؟
- هذه تقال في الإطار العام، لكن (إنت لو خصصت معناها إنت قاعد تفتش عن مناصب).
{ ويمكن أن تقال كذلك في إطار البحث عن العدالة وضمان تحقيقها.. أليس كذلك؟
- نعم.. لكن تكون في الإطار العام.. فطالما أنك دخلت الحوار في إطار منظومة متكاملة من المكون السياسي كله، فالقضايا لا بد أن تُناقش في إطار المكون العام.
{ أستاذ "يوسف" ألا ترى أن نسبة الـ(15%) التي تم تخصيصها للقوى المحاورة نسبة ضئيلة جداً؟ هل المؤتمر الشعبي راض بهذه النسبة؟
- نحن أصلاً الأهداف التي ذكرتها لك لو تحققت...
{ (مقاطعة).. الأهداف مهمة لكن العدالة كذلك مهمة.. فهل ترون أن هذه النسبة تحقق العدالة؟
- لو الأهداف التي وضعناها تمضي إلى الأمام فـ(من يكون) هذه ليست مسألة مهمة بالنسبة لنا.. نحن عندنا أهداف وضوابط إذا شعرنا أن أهدافنا وضوابطنا تمضي في الاتجاه الذي نريد، فإذن (من يكون) هذه قضية ليست مهمة.
{ هناك قراءة تقول إن المؤتمر الشعبي بعدما خرج من تحالف المعارضة والتحق بمنصة الحوار الوطني وأمضى أكثر من عامين في قاعات الحوار إلى أن وصل هذه المحطة.. إذا فشل الحوار وخرج منه الشعبي سيجد نفسه منعزلاً بعدما حرق كل المراكب التي يمكن أن تحمله إلى المعارضة.. لذلك هو الآن مجبر على المضي في الطريق الذي يسير فيه الآن حتى لو فشل الحوار أو تعثرت أو توقفت خطواته؟
- لا أبداً.. أنا أرى خلاف ذلك.. المؤتمر الشعبي اليوم إذا ترك الحوار فيمكن أن يرجع للمعارضة.
{ لكن هل سيكون مقبولاً ومرحباً به في أوساط المعارضة؟ المعارضة هل ستقبل به بين صفوفها؟
- (معليش) إذا لم تقبل فهذا يعني أنها لا تنظر لقضايا الوطن.. نحن دخلنا في هذا الحوار من أجل قضايا الوطن.. المؤتمر الشعبي لم يدخل في هذا الحوار إلا من أجل المصلحة العامة، وأصلاً ومنذ بداية الحوار لم يحدث أن تحدث المؤتمر الشعبي عن قضية خاصة به.. كنا نتحدث كلنا عن قضايا الوطن (فإذا كان لأننا حاورنا الوطني تاني ما بقبلونا فيبقى ما ممكن نحن ذاااتنا.... نحن قبل أن ندخل في تحالف المعارضة كنا معارضين برانا وأكتر ناس دفعوا الثمن.. وأكتر ناس وقفوا مواقف صلبة جداً هم نحن، والمعارضة نفسها تعلم ذلك.. وإذا كانت المعارضة عايزة تعارض براها برة من المؤتمر الشعبي، إذا لا قدر الله هذا الحوار لم يتم، فهي تكون معارضة غير راشدة).
{ المعارضة من الممكن أن تقول لكم أنتم حزب غير راشد ضيعتم عامين وفي النهاية رجعتم؟
- (ضيعنا سنتين.. ما الحياة تجارب).. العلوم الإنسانية الموجودة الآن كلها جاءت نتيجة للتجارب الإنسانية.. الناس يدخلون في حروب وفي قتال وتحصد ملايين الأرواح وتسفك الدماء، وفي النهاية يخرجون من التجربة بالعظة وبالتجارب.. الناس يقيمون تجاربهم ويستفيدون منها في مضيهم إلى الأمام.. فنحن إذا دخلنا في تجربة والتجربة فشلت فهذا ليس عيباً، لكن العيب أن تكون أنت مستقراً على وضع واحد ومحنطاً وغير قادر على مواكبة المستجدات التي تحدث.. هذا هو العيب.
{ يبدو أن هناك هزة داخل حزب المؤتمر الشعبي نتيجة قرار حزبكم بالمشاركة في السلطة الانتقالية رغم روح الإحباط السائدة بسبب حصيلة الحوار وثمراته.. هناك احتجاجات وهناك من تقدم باستقالته.. فكيف تنظر للأوضاع داخل الحزب؟
- والله الحركة الإسلامية ومنذ المصالحة الوطنية وفي كل مرحلة هي تتعرض لبعض الاحتجاجات لكن مسألة الانشقاقات التي يتحدث عنها بعض الناس (مافي أي انشقاق ح يحصل إن شاء الله)، لكن إذا كان هناك أحد تقدم باستقالته فهو يكون قد فعل ذلك في لحظة انفعال فهناك أناس انفعاليون.. (وبعدين أنت بتتكلم عن الشورى وعن التنظيم، فإذا كان موقفك هو إما أن يؤخذ برأيك أو تتقدم باستقالتك فهذا يعني أنك غير تنظيمي وأن خطك غير موزون).. لذلك أعتقد أن هذا انفعال ومن تقدم باستقالته سيتراجع.
{ الذين تقدموا باستقالاتهم لم يتراجعوا حتى الآن أليس كذلك؟
- أي فرد داخل المؤتمر الشعبي له قيمة لذلك الذي تقدم باستقالته نحن لن نتركه، سنصله وسنستوضحه وسنستنطقه، والشيء الغائب عنه الذي دفعه لتقديم استقالته سنوضحه له وسيتراجع إن شاء الله.

الإتحادي الأصل يدعو “نداء السودان” للدخول في الحوار مع الحكومة

طالب الحزب الإتحادي الأصل قوى نداء السودان بضرورة لعب دور في إستقرار السودان ووضع خارطة طريق لوقف النزاع والدخول في حوار مع الحكومة من أجل إستقرار وأمن البلاد. وطالب ميرغني مساعد القيادي بالحزب في تصريح صحفي له, الممانعين بضرورة الإحتكام لصوت العقل من أجل إستقرار البلاد، مؤكداً سعيهم الحثيث لإشراك الكافة في الحوار الوطني والدخول في الحكومة القادمة. وأضاف مساعد أنه من الأفضل للمعارضة وضع خارطة طريق قصيرة لحل المشكلات عبر المفاوضات والحوار مع الحكومة للوصول معاً لتحقيق السلام بالسودان وخاصة المنطقتين ودارفور. وقال مساعد إنهم أبلغوا القوى التي لم تلتحق بالحوار أكثر من مرة بأنهم جربوا كل أنواع المعارضة ولم ينجحوا إلا بالحوار والسلام.

“كمال عمر”:لا مانع لدينا أن يكون رئيس الوزراء من الوطني أو الشعبي

قال عضو آلية الحوار والأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” إن تأخر إعلان حكومة الوفاق الوطني يأتي لمزيد من التجويد في اختيار من يتولون المناصب. في وقت توقع فيه إعلانها فبراير القادم، مبدياً رغبة أكيدة في أن يتم اختيار رئيس الوزراء القادم من الشخصيات القومية ذات الوزن الكبير حتى يقدم إضافة جديدة للساحة السياسية- حسب قوله- لكنه عاد وقال: (ليس لدينا مانع أن يكون رئيس الوزراء من الوطني أو الشعبي لأنه أصلاً سيخضع لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني). وأكد “كمال عمر” في تصريح صحفي له, أنه طلب من كل حزب مشارك في الحوار تقديم رؤيته حول المواصفات والمعايير التي ينبغي أن تتسم بها الشخصيات لتولي المناصب في الحكومة القادمة، ونوه إلى أنهم يرغبون في استيعاب جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة القادمة خلال الأجهزة التشريعية والتنفيذية والمفوضيات، وعد عودة الإمام “الصادق المهدي” مكسباً للساحة السياسية، وأردف: (يقيني أن بقاء “المهدي” خارج البلاد أكسبه علاقات مع الحركات يمكن أن تساهم عبر اللقاء به في تجويد المرحلة المقبلة).

انتخاب الرئيس الغيني ألفا كوندي رئيساً للاتحاد الإفريقي

انتخب الاتحاد الإفريقي في قمته الـ 28، التي انطلقت أعمالها، يوم الإثنين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الرئيس الغيني ألفا كوندي، رئيساً له لدورة جديدة في العام 2017. ومن المنتظر أن يتسلم كوندي منصبه من سلفه، الرئيس التشادي إدريس دبي، في وقت لاحق . قال مصدر إفريقي مطلع، للأناضول إن مجموعة دول غرب أفريقيا توافقت على تولي كوندي، رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته الجديدة لعام 2017.
وفاز وزير خارجية تشاد موسى فكي برئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وانطلقت القمة الإفريقية على مستوى روساء الدول والحكومات بحضور 37 من القادة الأفارقة، لمناقشة عدد من القضايا والمفات التي تهم القارة السمراء.

بريطانيا تخصص 10 ملايين إسترليني لمناخ السودان

خصصت حكومة بريطانيا مبلغ عشرة ملايين جنيه إسترليني لوزارة البيئة بالسودان، لاستغلاله في مواجهة آثار التغير المناخي والنتائج السلبية الناجمة عنه، وأوضح مدير إدارة التنمية الدولية البريطانية كريستوفر بيكروفت، أنهم يسترشدون بالتقرير لتصميم مشاريع بيئية مستدامة.
وقال مدير إدارة التنمية الدولية البريطانية كريستوفر بيكروفت -خلال تواجده بالبرلمان السوداني يرافقه سفير بريطانيا لدى الخرطوم مايكل أرون، لمتابعة تقرير عن حالة البيئة في السودان والتوقعات المستقبلية- إن المبلغ يأتي لدعم برامج البيئة من أجل تقديم حلول لهذه القضايا،
وأوضح أنهم يسترشدون بالتقرير لتصميم مشاريع بيئية مستدامة.
من جانبه، كشف وزير البيئة السوداني د. حسن هلال، عن خروج مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية عن الإنتاج.
وقال إن ذلك يأتي نتيجة الزحف الصحراوي وتذبذب الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وأشار إلى أن البلاد تواجه تحديات بيئية جسيمة بسبب موقعها الجغرافي، بفعل المستجدات التي طرأت على المستوى العالمي والإقليمي.

ترامب يعفي وزيرة العدل من منصبها

أعفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، القائمة بأعمال وزير العدل سالي ييتس، بسبب رفضها تطبيق قراره التنفيذي بشأن حظر دخول رعايا سبع دول أجنبية إلى الولايات المتحدة. وأصدرت تعميماً للمدعين العامين بعدم تطبيق القرار.
وكانت سالي ييتس التي عينت من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أصدرت تعميماً تطلب فيه من المدعين العامين عدم تطبيق قرار ترامب التنفيذي المختص بالهجرة.
وقال البيت الأبيض في بيان له إن "ييتس خانت وزارة العدل ورفضت قرار يهدف لحماية مواطني الولايات المتحدة". ووصفها بأنها "ضعيفة في ما يتعلق بالحدود وضعيفة جداً في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية".
وعين ترامب دانا بوينتي، المدعي العام لولاية فرجينيا في منصب وزير العدل.
وكان الرئيس الأميركي الجديد أصدر قراراً تنفيذياً مؤقتاً بحظر دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة وخارجها.
وقالت ييتس في رسالة كتبتها إنها "غير مقتنعة أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بخصوص الهجرة قانوني". وأضافت حينها "طوال فترة تولي وزارة العدل بالوكالة، فإن وزارة العدل لن تقدم حججاً للدفاع عن الأمر التنفيذي إلا إذا اقتنعت أنه من المناسب فعل ذلك".

السودان يفوز بمنصب المفوضية الاجتماعية الأفريقية

فازت مرشحة السودان أميرة الفاضل، بمنصب مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي بالأغلبية، خلال الجلسة الإجرائية ضمن فعاليات القمة الأفريقية الـ28، ليل الإثنين، بينما حصل التشادي موسى فكي محمد على رئاسة مفوضية الاتحاد من بين خمسة مرشحين آخرين.
والمرشحون الخمسة الذين نافسوا فكي بيلونومي فنسون مويتي من بوتسوانا، واجابيتو امبا موكوي من غينيا الاستوائية، وأمينة محمد من كينيا، ود.عبدالله باتيلي من السنغال.
وقال فكي في تصريحات صحفية عقب فوزه إنه سيعمل مع القادة الأفارقة لتنفيذ أجندة الاتحاد بعيدة المدى 2063، بالتركيز على القضايا التي تهم الشعوب الأفريقية وتثبت وتحقق مصالحها.
وشغل فكي رئيس وزراء تشاد خلال 2003- 2005، ثم عمل رئيساً للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم وزيراً للشؤون الخارجية.
وبالقابل، أكدت الفائزة باسم السودان أميرة الفاضل أن الفوز جاء نتيجة لجهد كبير لجهات كثيرة ومتعددة.وأعربت في تصريحات صحفية عن شكرها وتقديرها على الدعم الذي قدمته لها الرئاسة ووزارة الخارجية وسفارة السودان بإثيوبيا.
وعبرت عن أملها أن يكون الفوز فرصة سانحة ليلعب السودان دوره على مستوى الاتحاد الأفريقي وتقديم تجربة السودان في الشأن الاجتماعي.
وأكد وزير الخارجية أ.د.إبراهيم غندور، أن فوز السودان بالمنصب يؤكد أن الدبلوماسية السودانية بخير، وأنها حاضرة في محيطها العربي والأفريقي، مشيراً إلى فوز السودان بمنصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية.
وهنأ غندور في تصريحات صحفية القيادة السياسية والشعب السوداني بهذا الفوز.
وقال إن السودان لأول مرة يفوز بهذا المنصب منذ العام 1963، وهو مؤسس الاتحاد الأفريقي، مؤكداً دعم وزارته للأستاذة أميرة الفاضل بما يمكنها من القيام بدورها الأفريقي.
وأعرب وزير الخارجية عن شكره للدعم الذي قدمه الأفارقة للسودان في هذا الصدد، ولفت إلى أن مرشح السودان أميرة الفاضل تصدرت المجموعة بعد جولات السباق السبع.
وحصلت أميرة الفاضل على 40 صوتاً من جملة 51 صوتاً، بينما نال أقرب منافس لها 29 صوتاً.
وأميرة تشغل حالياً رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وهي وزيرة سابقة.
ولم يحالف الحظ السفير رحمة الله محمد عثمان، الذي كان مرشحاً لمنصب مفوض الشؤون السياسية.
وبدأت القمة العادية الـ28 للاتحاد الأفريقي أعمالها، الإثنين، في أديس أبابا بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد وتستمر إلى الثلاثاء.
وتناقش القمة ثمانية ملفات رئيسة، ويشكّل قرار الانسحاب من المحكمة الجنائية أبرز الموضوعات التي ستناقشها القمة.

فرنسا: ترامب يشكل خطراً كبيراً على التجارة العالمية

قال وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان، يوم الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تشكل خطراً كبيراً على التجارة العالمية، وإنه سيتعين على أوروبا التصدي لها كي تمنع انهيار المؤسسات الاقتصادية العالمية، التي تواجه خطر زعزعة استقرارها.
وقال سابان في كلمة أمام لفيف من خبراء الاقتصاد الدوليين الذين اجتمعوا بمقر وزارة المالية الفرنسية "يبدو أن شريكنا الأميركي يريد أن يتخذ قرارات حماية بشكل منفرد وهو ما قد يزعزع استقرار اقتصاد العالم بأكمله.
وأضاف: "قرارات الإدارة الأميركية الجديدة تشكل خطراً كبيراً على نظام التجارة العالمي".
وشدد على أنه لا فرنسا ولا أوروبا بإمكانهما أن تشاهدا (ذلك) دون تحريك ساكن بينما تواجه مؤسساتنا الاقتصادية خطر زعزعة استقرارها.

المغرب تعود رسمياً إلى الاتحاد الأفريقي

صادقت القمة الأفريقية المنعقدة في أديس أبابا الإثنين، على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، وجاء القرار بأغلبية الأصوات بعد شد وجذب بين الدول الأفريقية خلال جلسة مغلقة خصصتها القمة لبحث الطلب. وحظي طلب المملكة المغربية بدعم غالبية الدول الأعضاء التي ترى أن عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي، ستمثل إضافة قوية لعمل الاتحاد الذي يواجه العديد من التحديات الكبرى والاستراتيجية بالنسبة لمستقبل القارة.
وبهذا التصويت، تعود المغرب رسمياً إلى الاتحاد، الوريث الشرعي لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي انسحبت منها المغرب في العام 1984 احتجاجاً على قبولها عضوية جبهة "البوليساريو"، التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء.
كما فاز المرشح التشادي، موسى فكي محمد، برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال عملية التصويت بمقر الاتحاد الأفريقي ضمن خمسة مرشحين هم "بيلونومي فنسون مويتي "بوتسوانا"، اجابيتو امبا موكوي "غينيا الاستوائية"، أمينة محمد "كينيا"، الدكتور عبدالله باتيلي "السنغال".
وقال الفكي في تصريحات صحفية عقب فوزه، إنه سيعمل مع القادة الأفارقة لتنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي بعيدة المدى 2063، بالتركيز على القضايا التي تهم الشعوب الأفريقية وتثبت وتحقق مصالحه.
وكان موسى فكي محمد، رئيس وزراء تشاد، 2003-2005، ثم عمل كرئيس للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم وزيراً للشؤون الخارجية .

المعارضة السودانية.. إعادة تأهيل سياسي ووطني!

ليس هناك ما يدهش في المشهد السياسي العام في السودان ويثير الاستغراب سوى جهة واحدة. المعارضة السودانية سواء تلك التى تحمل السلاح أو التى تنتهج نهجاً سياسياً سلمياً.
مكمن الدهشة والاستغراب ان هذه القوى المعارضة بشقيها لا تفعل أكثر من أن تبدي غضباً عارماً تجاه خصومها في الحكومة. الغضب مرده الى إنفراد الحكومة بالسلطة بحسب ما تدعي هذه القوى، ولهذا السبب -وحده- تجد كل خطاب المعارضة وطريقة عملها وأدبياتها ترتكز على أنها صاحبة الحق والجماهير والأحرص على التعددية والديمقراطية.
حسناً لنفترض ذلك جدلاً، إذا كنت أنت صاحب وزن سياسي وجماهيري وحرص على الديمقراطية لِم تحجم عن خوض أكثر من دورتين انتخابيتين؟ و حتى ولو خضتها تخوضها بلسان حال متذمر يطلق اتهامات التزوير؟ لم أيضاً قاطعت هذه القوى الحوار الوطني، هناك بالداخل في الخرطوم بضمانات مثبتة وموثقة.
 أين جماهيرك وقواعدك التى تستند ظهرك؟ لماذا أهدرت فرصك الطبيعية فى التحاور والحجة و المنطق وفرض الرأي المسنود جاهيرياً؟ أليس هذا مدهشاً؟ اذا كانت عشرات القوى المعارضة ومثلها مسلحة تتلقى الدعم الخارجي رغداً يأتيها من كل مكان فشلت فشلاً ذريعاً في زحزحة الحكومة الحالية، ألا يعني ذلك -بالمنطق السياسي البسيط- ان هذا مزاج المواطن السوداني ورغيته السياسية ورأيه في هذه القوى؟
 هل من عاقل معارض ينظر إلى المواطن السوداني من زاوية انه (غبي) أو لا يعرف مصلحته؟ كل قوى المعارضة تعترف لشعب السودان بالذكاء السياسي وأنه (معلم)! لماذا إذن قوى المعارضة لا تحترم هذا (المعلم)؟ قلنا كل ذلك لان قرار رفع العقوبات الامريكية الصادر في 13 يناير لم يربك حسابات المعارضة فحسب ولكنه (أغلق حسابها على الشبكة السياسية)! القرار افرغ جيوب القوى المعارضة من أي نقد قابل للتداول السياسي في السوق السياسي السوداني.
هل بإمكان مواطن سوداني بسيط أن يتصور ان أحزابه وقواه السياسية تعمل في معارضتها للحكومة على عقوبات اقتصادية وقرارات مجلس الأمن وملاحقات المحكمة الجنائية؟ تكتيك المعارضة وكل مهاراتها مرتهنة فقط لدى (الطرف الخارجي والعوامل الخارجية)؟ هل هذه تستحق لقب المعارضة؟ لقد بدا واضحاً الآن أن أوراق اللعبة قد سلبت من يد التعساء فى نداء السودان وقوى المستقبل وقوى الإجماع والثورية وقطاع الشمال.
كانوا يراهنون على (كتشنر) الألفية الثالثة لتضرب مدافعه فجاج الخرطوم! وكان منتهى أملهم أن تسقط حكومة سودانية وطنية بضربات من الخارج وبطائرات أجنبية. إن رفع العقوبات الاقتصادية ينبغي أن يكون النقطة الفاصلة لقوى المعارضة لكي تعيد تأهيل نفسها سياسياً ووطنياً وترتب أوراقها. وزنها البالي، مدى قبولها في الشارع، خبرتها. وليس عيباً أبداً ان تعرف قدر نفسها وان تتعايش مع هذا القدر وتثابر على تطويره وتنظر إلى المستقبل، أما الماضي فقد مضى ولم يحدث قط أن عاد الماضي الى الحاضر أو المستقبل!

ولماذا لا يكون الصادق شريكاً؟

في السياسة – دائماً – هناك فسحة، ومجال للتحاور والمقاربة والاستفادة من الفرص، وشواهد الأيام وتجارب السنين تؤكد تلك الوقائع البديهة، والأبواب لا تقفل أبداً، مادام المقصد المصلحة الوطنية والهم الوطني، فإن ثمة مجال للمشاركة بالفعل، والمشاركة بالرأي، والمشاركة بالنصح، وطبيعة الانسان السوداني انه ميال للبعد الاجتماعي والتراضي على الكليات..
ولذلك ليس من الكياسة، أن نتعجل النفي، وأن نتحدث بلغة الصفقة لاي اتفاق سياسي بين طرفين، لأن التفاهمات حول اقتراب في المنظور واقتراب في الاحساس بالمرحلة وتقدير للمواقف وتطلع للمستقبل وكل خطوة إلى الوحدة والتوحد هي مدعاة للافتخار والزهو.. وتلك سمة أهل السودان في تدافعهم إلى التسامي على الخلاف والشقاق، والتداعي إلى منظومة سياسية كلية تتفق مع الوثيقة الوطنية أو تضيف إليها أو تحذف منها.. لأن الاتفاق والوطن هو ما يبقى، أما المواقف والغبن فانه ينزاح مع مشاهد الأحداث.. ولذلك لماذا لا يكون الصادق المهدي شريكاً في مرحلة سياسية قادمة في السودان، وضمن تفاهم سياسي عريض وفاعل ومؤثر.
جاء الصادق المهدي الخرطوم لتعزيز التقارب الوطني والتوحد، وسعى بمفهوم الوسطية بين الأديان، فلماذا لا يكون عنصر تقارب في الواقع السياسي السوداني، ويستفيد من كل اقترابه وتجاربه، فهو وان لم يكن طرفاً في مخرجات الحوار الوطني، فقد كان طرفاً في بدايات الحوار الوطني، وهو وان لم يحمل السلاح فقد كان جزءاً من نداء السودان وحملة السلاح، فهو حلقة وصل، لتأسيس شراكة سياسية قوية تجنب الوطن الصراع والتنازع وتعزز مفهوم الحوار والتراضي الوطني، فلماذا لا يكون الصادق المهدي شريكاً في الهم الوطني، وما بين الصادق المهدي من رابطة سياسية وأجندة مع قوي الداخل أكثر بكثير مما بينه وأطراف نداء السودان، ان انخراط المهدي في شراكة سياسية يمثل رسالة اطمئنان لكل الأطراف تلك ويعزز اللحمة الوطنية السودانية.
لم تعد السياسة معادلات، وانما خيارات وفرص وفق الهامش الممكن، ولم تعد المواقف العقائدية تلك هي التي تحدد المنازل والمواقف، وإنما قراءة المشهد السياسي بكلياته، والبيئة السياسية المحلية والاقليمية والدولية، وفي ظل تحول عالمي للوحدة وانشغالات بهموم التحديات الداخلية ولم تعد لغة المحاور والاستقطاب ذات تأثير واسع، فالمصالح تحكم اليوم مواقف القوى السياسية وتحدد اتجاهاتها، كما أن المتغيرات الدولية أحدثت تأثيراً على جماعات الضغط وصناع الحروب بعد أن تقلصت مصادر الدعم والتمويل، وزهد العالم بشكل كبير من الحروب والدمار والانقسامات، وفوق ذلك فإن الامام الصادق أكبر من أن يكون أداة في محور سياسي خارجي أو مخطط أجنبي يستهدف وطنه أو يزعزع استقراره.

مرحباً بالامام الصادق شريكاً سياسياً في كليات الهم الوطني، وفي ادارة الشأن العام، وفي تعزيز الحوار، ففي قضايا الوطن لا صفقات أو اتهامات.

الرباط تكسب معركة العودة إلى الاتحاد الأفريقي

انتزعت المملكة المغربية، أمس، تأشيرة عودتها إلى عضوية «الاتحاد الأفريقي»، وذلك بعد معركة ليّ أذرع طويلة مع الجزائر استمرت 6 أشهر في كواليس المنظمة الأفريقية. لكن المحور الجزائري ــ الجنوب أفريقي استفاد من قرارات ترضية عدة للحفاظ على نفوذه وتأثيره الدبلوماسي في القارة السمراء.
تشهد القمة الـ28 للاتحاد الأفريقي، التي انطلقت أعمالها أمس الاثنين في مقر المنظمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، معركة ليّ أذرع ضارية بين الجارين اللدودين المغرب والجزائر، وذلك على صُعد عدة، دبلوماسية وقانونية وأمنية.
اللافت أن هذا الصراع الجزائري ــ المغربي ألقى بظلاله على كافة استحقاقات القمة، بدءاً بمسألة تعيين رئيس الدولة الذي سيتولى الرئاسة الدورية لـ «الاتحاد»، وانتخاب رئيس الهيئة التنفيدية للمنظمة الأفريقية، التي تعرف باسم «المفوضية الأفريقية»، وصولاً إلى تجاذب النفوذ داخل «لجنة الأمن والسلم» الأفريقية، التي تهيمن عليها الجزائر منذ 15 عاماً.
وبذلك، سمّمت التجاذبات الجزائرية ــ المغربية كواليس القمة، على كافة الصُّعد. فلم يقتصر الأمر، كما كان متوقعاً، على مسألة البتّ في طلب عودة المغرب رسمياً إلى المنظمة الأفريقية، التي كانت قد انسحبت من عضويتها عام 1984، احتجاجاً على اعتراف «الاتحاد» (الذي كان يُعرف آنذاك باسم «منظمة الوحدة الأفريقية») بـ»الجمهورية الصحرواية»، المُعلنة من جانب واحد من قبل «جبهة بوليساريو»، والمدعومة من الجزائر، في الصراع الذي تفجر بينها وبين المملكة المغربية في إقليم الصحراء الغربية، إثر جلاء الاستعمار الإسباني عنه.
بالرغم من أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، صرّح عند وصوله إلى أديس أبابا، مساء الجمعة الماضي، عشية التئام الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، بأن «المغرب مرحّب به في الاتحاد الأفريقي، ما دام يعتبر نفسه متساوياً في الحقوق والواجبات مع بقية أعضاء الاتحاد الـ 54»، فإنّ مصادر تابعت عن كثب نقاشات الجلسة المغلقة لرؤساء دول الاتحاد الأفريقي (التي نوقشت خلالها مسألة عودة المغرب إلى «الاتحاد»)، صباح أمس، قالت إن القادة المشاركين في القمة فوجئوا بأن الجزائر وجنوب أفريقيا اللتين تعدان الدولتين الأفريقيتين الأكثر تأييداً لـ»الجمهورية الصحراوية»، تمسكتا بموقفهما المعارض لعودة المغرب، بحجة أن «قوانين الاتحاد لا تسمح بقبول عضوية دولة لا تزال تحتل أراضي دولة أخرى»!

عودة شائكة!

كان الملك المغربي، محمد السادس، قد شرع منذ ما يقارب عشر سنوات، بمساعٍ دبلوماسية حثيثة لاستعادة النفوذ السياسي والاقتصادي لبلاده وتوسيعه في القارة الأفريقية (موضوع ص 13)، خلافاً لوالده، الملك الحسن الثاني، الذي كان قد أدار ظهره للقارة السمراء، منذ منتصف الثمانينيات، مراهناً على ترسيخ صلات المغرب بالاتحاد الأوروبي.
وتتويجاً للمنجزات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققها المغرب على الصعيد الأفريقي، عبّر الملك المغربي في شهر تموز الماضي، عن رغبة بلاده في العودة إلى عضوية الاتحاد الأفريقي. ورأت اللجنة القانونية للاتحاد، في حينه، أن هذه العودة مشروطة، كما ينص عليه القانون الداخلي للمنظمة، بموافقة أغلبية الدولة الأعضاء، أي 28 دولة من مجموع 54.
ووفقاً للمصادر الدبلوماسية المغربية، فإن «المملكة الشريفية» استطاعت أن تحصل على تأييد 42 دولة أفريقية، ما خوّلها التقدم رسمياً بطلب العودة إلى صفوف الاتحاد الأفريقي في شهر أيلول الماضي. بالتالي، عُدَّت مسألة التصديق على قبول عضوية المغرب، بالنسبة إلى غالبية دول «الاتحاد»، مجرد إجراء بروتوكولي يندرج ضمن الاستحقاقات الروتينية التي عادة ما يوقع عليها القادة الأفارقة، خلال التآم قمة «الاتحاد».
لكن المحور الجزائري ــ الجنوب أفريقي، مدعوماً بـ 12 دولة أخرى، فتح معركة مضادة على الصعيد القانوني، لقطع الطريق أمام عودة المغرب. تجسّد ذلك من خلال رفع عريضة إلى اللجنة القانونية لـ «الاتحاد»، للطعن في قانونية قبول عضوية المغرب، على خلفية أنه «لا يزال يحتل أراضي دولة أخرى»، الأمر الذي وضع اللجنة أمام إشكالية قانونية شائكة. فبالرغم من أن دولة «الجمهورية الصحراوية» لا وجود لها على أرض الواقع، إلا أن المنظمة الأفريقية تعترف بها دولةً كاملة العضوية في «الاتحاد».
هذه المعضلة دفعت اللجنة القانونية، بعد ثلاثة أشهر من التجاذبات، إلى النأي بنفسها عن الصراع. وفي مذكرة قانونية من عشر صفحات، رفعتها إلى رئاسة «الاتحاد»، قالت اللجنة إنّ العريضة التي تقدمت بها الجزائر وجنوب أفريقيا تطرح «إشكاليات جوهرية ومهمة»، لكنها اعتبرت أن البت فيها ليس من صلاحيات اللجنة القانونية، بل يجب أن يحسمه قادة «دول الاتحاد»، خلال اجتماع القمة.
بالرغم من النبرة التوفيقية لتقرير اللجنة القانونية، فإنّ المغرب عدّه انتصاراً دبلوماسيا مهما. فإحالة القضية على رؤساء دول الاتحاد يجعل قبول عودة المغرب أمراً محسوماً سلفاً، لكون المغرب يحظى بتأييد 42 دولة من بين دول «الاتحاد» الـ 54. ولعلّ هذه التوازنات التي تصبّ في مصلحة المغرب، هي التي دفعت وزير الخارجية الجزائرية إلى إبداء المرونة في تصريحه الأخير، المرحّب (نظرياً) بعودة المغرب إلى صفوف «الاتحاد»!
لكن بدا أنّ تأييد غالبية القادة الأفارقة للمغرب لم يمنع الجزائر من مواصلة ضغوطها الدبلوماسية، خلال أعمال القمة. ضغوط انصبّت في محاولة الحدّ من اتساع النفوذ المغربي، بعدما بات واضحاً أن «المملكة الشريفية» كسبت معركة افتكاك عضويتها مجدداً في الاتحاد الأفريقي. وأثمرت تلك الضغوط قرارات عدة اتخذتها القمة الأفريقية، على سبيل ترضية الجزائر.
أحد قرارات الترضية تلك تمثّل في تعيين الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقه، نائباً لرئيس الاتحاد الأفريقي. وهو أمر مثير، بالنظر إلى الحالة الصحية للرئيس الجزائري المقعد، الذي لا يستطيع تكبد مشاق الأسفار والجهود الدبلوماسية التي يقتضيها منصب كهذا.
ورافقت خطوة التعيين الرئيس الجزائري (رمزياً) في منصب نائب رئيس الاتحاد الأفريقي خطوة أكثر أهمية تمثلت في هوية الرئيس الذي جرت تزكيته لتولي الرئاسة الدورية لـ «الاتحاد»، وهو رئيس جمهورية غينيا (اليساري) ألفا كوندي، المقرّب من المحور الجزائري ــ الجنوب أفريقي. وقد عُيِّن أمس في خلال اجتماع القادة الأفارقة، رئيساً لـ»الاتحاد»، لأربع سنوات، خلفاً للتشادي، إدريس دبي، المعروف هو الآخر بقربه من الجزائر.
أما المكسب الدبلوماسي الأهم الذي حققته الجزائر، فقد تمثل في تزكية المرشح المدعوم من قبلها لمنصب رئاسة «المفوضية الأفريقية»، وهي الهيئة التنفيذية التي تمتلك الصلاحيات الأوسع داخل «الاتحاد». وكانت الجزائر قد أيدت المرشح التشادي موسى فكي محمد، وألقت بكل ثقلها الدبلوماسي لإيصاله الى رئاسة «المفوضية»، من أجل قطع الطريق أمام المرشح الأبرز، السنغالي عبدولاي باتيلي، الذي رأت فيه الجزائر تهديداً لنفوذها في «الاتحاد الأفريقي»، لأن التقارب المغربي ــ السنغالي، منذ وصول ماكي سال إلى الحكم، عام 2012، جعل من السنغال البوابة الرئيسيّة لتنامي النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي المغربي في القارة السمراء.
وبتولي موسى فكي محمد رئاسة «المفوضية الأفريقية»، لمدة أربع سنوات، تكون الجزائر ضد ضمنت استمرار نفوذها داخل «لجنة الأمن والسلم» التابعة للمفوضية، والتي تهيمن عليها الدبلوماسية الجزائرية منذ 15 سنة. وتعدّ هذه اللجنة إحدى هيئات «الاتحاد الأفريقي» الأكثر فاعلية، ولها أهمية قصوى من وجهة النظر الجيو ــ استراتيجية، وخاصة بالنسبة إلى المحور الجزائري ــ الجنوب أفريقي، الذي يتطلع إلى التصدي من خلالها لأي مخططات تدخل أجنبية في الشؤون السياسية والأمنية للقارة السمراء.

مليون توقيع لمنع زيارة ترامب لبريطانيا.. والاتحاد الأوروبي يعتبره خطرا..

وقع اكثر من مليون بريطاني على عريضة تطالب السيدة تيريزا ماي، رئيسة الوزراء بإلغاء دعوتها التي وجهتها الى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد لزيارة بريطانيا، في الوقت الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي خطرا عليه، بسبب سياساته العنصرية تجاه المسلمين، وقراراته بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول أمريكا،
السيدة ماي تجاهلت حملة التوقيعات هذه، وقالت انها ترحب بالرئيس ترامب في بريطانيا الامر الذي سيثير العديد من الاحتجاجات ضد الحكومة في العاصمة لندن التي انضم عمدتها صديق خان للمحتجين، علاوة على مدن عديدة في مختلف انحاء بريطانيا.
جيرمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض الذي قاد المظاهرات ضد الحرب في العراق، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، طالب بمنع الرئيس الأمريكي من اجراء أي زيارة رسمية الى بريطانيا، الا اذا الغى قراراته العنصرية تجاه المسلمين.
ما يعزز هذا الموقف الشعبي البريطاني الرافض للعنصرية الامريكية وخطر دخول المسلمين، البيان الصادر عن الأمم المتحدة الذي وصف القرارات الامريكية هذه بأنها “سيئة للغاية” وتتنافى مع حقوق الانسان، مضافا الى ذلك المظاهرات العارمة التي سادت عدة ولايات أمريكية ضد الرئيس الأمريكي الجديد وسياساته، وبدء عدة منظمات حقوقية أمريكية في رفع قضايا امام المحاكم لالغاء الحظر.
اللافت انه بينما يتظاهر الامريكيون، ويوقع مليون بريطاني لمنع زيارة رسمية لترامب الى بريطانيا، يسود الهدوء العواصم العربية، ومعظم الإسلامية، وباستثناء العراق وايران اللتين طالبتا بمعاملة المواطنين الأمريكيين بالمثل، لم يصدر أي رد فعل يمكن ان يعكس غضب مليار ونصف المليار مسلم وعربي، الذين تستهدفهم هذه العنصرية وتلصق تهمة الإرهاب بهم.
السيدة ماي تراهن على الوقت في رفضها للمطالب الشعبية المتزايدة لالغاء زيارة الرئيس الأمريكي العنصري لبلادها، ولكن هذا الرهان محكوم بالفشل، لان الشعب البريطاني، او نسبة كبيرة منه، عندما يرفض هذه السياسات العنصرية يدرك جيدا انها ستصب في مصلحة التطرف والإرهاب، علاوة على كونها تتناقض كليا مع قيم العدالة والديمقراطية والميثاق العالمي لحقوق الانسان.
هذا الرئيس العنصري لا يجب ان يكون موضع ترحيب في بريطانيا او أي دولة أخرى، لانه يوفر الذخيرة الأقوى للجماعات الإرهابية التي يدعي محاربتها، وإصدار هذه القوانين والإجراءات لمنع وصولها الى الولايات المتحدة.

تعاون استراتيجي بين السودان والاتحاد الأوروبي

اتفق السودان والاتحاد الأوروبي على مواصلة التعاون الاستراتيجي والتنسيق التام على المستويات كافة خلال الفترة المقبلة، وكشف سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان، جان ميشيل، عن زيارات سيقوم بها كبار المسؤولين بالاتحاد ووفد برلماني أوروبي رفيع للخرطوم في فبراير المقبل.
وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان، جان ميشيل، عن زيارات لكبار المسؤولين بالاتحاد الأوروبي وممثلي الدول الأعضاء في مجموعة أفريقيا خلال الفترة  بين من 19- 24 فبراير.
والتقى وكيل وزارة الخارجية السودانية، عبدالغني النعيم، الإثنين، جان ميشيل، وبحثا العلاقات بين السودان والاتحاد الأوروبي في المجالات السياسية والتنموية وقضايا مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية، قريب الله الخضر، في تعميم صحفي، "إن الجانبين اتفقا على التعاون الاستراتيجي ومواصلة التنسيق التام على المستويات كافة خلال الفترة القادمة".
وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن السفير الأوروبي ثمن دور السودان المحوري في معالجة القضايا الإقليمية، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في السودان وحرصه على ترقية التعاون بين الجانبين.
وامتدح  السفير الأوروبي توافق الجانبين من خلال عمل اللجنة العليا للتعاون، التي تضم اللجان الفرعية العاملة في مجالات التنسيق السياسي والتعاون التنموي ومكافحة الهجرة غير الشرعية، قائلاً إن الأمر سيقود لبناء علاقات استراتيجية بين السودان والاتحاد الأوروبي.
وبحسب المتحدث الرسمي، فإن وكيل وزارة الخارجية أكد استعداد السودان للتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتحقيق الأهداف المنشودة، مشيراً لأهمية العمل المشترك والتحضير الجيد لتفعيل اللجنة العليا للتشاور السياسي، مشدداً على ضرورة بناء علاقات استراتيجية بين الجانبين.
ودعا الوكيل لتعزيز الجهود الرامية لإعفاء ديون السودان وتشجيع الاستثمار المشترك بين مؤسسات القطاع الخاص، مرحباً بمبادرة الاتحاد الأوروبي بشأن إنشاء غرفة تجارية أوروبية في الخرطوم قريباً، منوهاً لأهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن التعاون التنموي وتمويل مشروعات مكافحة الهجرة غير الشرعية .

الاثنين، 30 يناير 2017

سفير الاتحاد الأوروبي يقف على متغيرات قانون الانتخابات

وقف سفير بعثة الاتحاد الأوروبي بالسودان السفير جان ميشيل على دستور البلاد والمتغيرات التي طرأت على قانون الانتخابات وفي الساحة السياسية بالسودان، وما تم في الحوار الوطني. والتقى رئيس المفوضية القومية للانتخابات أ.د. مختار الأصم.
وضم لقاء السفير الأمين لمفوضية الانتخابات جلال محمد.
وأكد السفير جان ميشيل لوكالة السودان للأنباء، أن مفوضية الانتخابات تُعد من أهم المؤسسات بالدولة، مشيراً إلى أنه وقف على آخر ترتيبات المفوضية للانتخابات القادمة.
من جانبه، أوضح رئيس المفوضية القومية للانتخابات أ.د. مختار الأصم أنه أطلع سفير الاتحاد الأوروبي على أنشطة المفوضية خلال الفترات الماضية والنشاط المتوقع للمفوضية في الانتخابات القادمة، مشيراً إلى أن السودان الآن أمام تحول ديمقراطي شامل في كل مؤسسات الدولة.
وأبان الأصم أنه طلب من سفير الاتحاد الأوروبي المشاركة في وضع ما يعرف ببيانات قوائم الناخبين بالصورة والبصمة، ووعد ميشيل بالنظر في هذا الأمر.

"عرمان" يكشف عن فشل مساعي توحيد الجبهة الثورية وتباعد مواقف المعارضة

اعترف الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال "ياسر عرمان" بفشل المساعي لوحدة مكونات الجبهة الثورية، وقال "عرمان" في تصريح صحفي له: (قمنا بمبادرة لتوحيدها لم تكلل بالنجاح لكن حدث لقاء جماعي ولقاءات فردية يجب البناء عليها للوصول لتفاهم، وعلى قواعد الجبهة الثورية أن تدعم هذا الطرح لفائدة جميع السودانيين). وأشار "عرمان" إلى أن الحركة الشعبية بذلت مجهودات في قضية المركز الموحد للمعارضة مع كافة مكونات المعارضة. وأضاف: (يظل المركز الموحد قضية إستراتيجية لأي عمل حاسم تقوم به المعارضة، هنالك تباين وتباعد في مواقف المعارضة بعضها موضوعي وأغلبها ذاتي، وخلاصة تجربتنا أنه يجب الوصول للمركز الموحد بالوصول لجسم تنسيقي في المرحلة الأولى، وبناء الثقة عبر العمل وتطويره لمركز موحد، اقترحنا قيام مؤتمر في الداخل لكل قوى المعارضة لمناقشة فكرة التنسيق في تفاهم وثيق مع القوى التي لا تحظى بتمثيل كافٍ في الخرطوم لاسيما الجبهة الثورية).
وكرر "عرمان" موقف الحركة الشعبية باستعدادها للوصول لاتفاق حول المساعدات الإنسانية فوراً مع وقف عدائيات يخضع للمراقبة .

4 أحزاب تسعى للاندماج او تشكيل كتلة بالبرلمان

كشف رئيس حزب الامة الوطني عبد الله مسار, عن سعى اربعة احزاب سياسية لتشكيل جبهة, او الاندماج في حزب موحد, ضمت حزب الامة الوطني, الاصلاح والتنمية, الامة المتحد, وحزب التحرير والعدالة القومي, وقال ان هنالك لجانا تعمل من اجل ترتيب العمل للوصول الى نتيجة تخرج بتنظيم واحد او حزب جبهة مشتركة تتفق مع بعضها في البرنامج السياسي.
واشر مشار في تصريحات صحفية الى سعي حزبه للبحث عن برنامج مشابه لرؤيته للاندماج معه,وقال ان "وجدت حزباً يتفق مع اطروحتي ساندمج معه وقال ان"حزب المؤتمر الوطني لديه برامج جيدة" وتوقع مسار مشاركة المهدي في الحوار الوطني الذي عده بمثابة الاستقلال الثاني للسودان.

البشير يقود وفد السودان المشارك في أعمال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الأفريقي

يتوجه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يوم الإثنين الى اثيوبيا مترأسا وفد السودان المشارك في أعمال القمة العادية الثامنة والعشرين للاتحاد الأفريقي يومي 30 و 31 من يناير الجاري بأديس ابابا بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد تحت شعار ( تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب) . وتناقش القمة تقريراً حول إصلاح الاتحاد الافريقي والتقرير السنوي لرئيس المفوضية حول أنشطة المفوضية خلال الفترة من يناير إلى ديسمبر 2016م .
كما تناقش عدداً من الملفات في صدارتها التحول الديمغرافي ووضعية الشباب، ومسألة الهجرة، واستثمار إمكانيات القارة من أجل الدفع باندماج اقتصادي بين الدول وخلق سوق مشتركة.
كما سيتناقش القادة الافارقة في القمة بشأن طلب الانضمام الذي تقدمت به المملكة المغربية فضلا عن اختيار رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الافريقي خلفا لزوما بعد أن تم تأجيل الخطوة خلال قمة كيقالي العام المنصرم . وتنظر القمة أيضاً في طلب المغرب للانضمام إلى الاتحاد الافريقي ويتم خلالها انتخاب رئيس لمفوضية الاتحاد الافريقي من ضمن خمسة مرشحين هم: بيلونومي فنسون مويتي (بوتسوانا) ، موسى فقي محمد (تشاد) ، اجابيتو امبا موكوي (غينيا الاستوائية) ، أمينة محمد (كينيا) ، الدكتور عبد الله باتيلي (السنغال) بجانب انتخاب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ويتم تعيين ثمانية مفوضين لمفوضية الاتحاد الافريقي و قاضيين اثنين للمحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب و تعيين أحد عشر عضوا بالمجلس الاستشاري لمحاربة الفساد التابع للاتحاد الافريقي فضلا عن تعيين عضو باللجنة الافريقية للقانون الدولي التابعة للاتحاد الافريقي وتنظر القمة في تقارير وصياغة مقررات اللجان التابعة لمؤتمر الاتحاد وتعتمد مقررات وإعلانات من قبل أجهزة السياسات.
وستعرض على القمة توصيات قمة دول الآلية الافريقية رفيعة المستوى لبحث الأوضاع في ليبيا التي عقدت في الكنغو الجمعة الماضية بمشاركة السودان بوفد برئاسة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن.
يشار إلى أن القمة الماضية في كيغالي كانت قد قررت تأجيل انتخابات رئيس مفوضية الاتحاد، إلى القمة الحالية، بعد أن فشل المتنافسون على المنصب آنذاك في الحصول على ثلثي الأصوات، بعد سبع جولات من التصويت. وقد سبقت القمة على مستوى الرؤساء اجتماعات المندوبين الدائمين للاتحاد الافريقي التي شارك السودان فيها عبر مندوبه لدى الاتحاد الافريقي السفير جمال الشيخ ووزير الخارجية إبراهيم غندور على مستوى المجلس الوزاري.

منع طبيب سوداني من السفر لحضور مؤتمر طبي في “نيويورك” تنظمه الأمم المتحدة

رغم حصول الدكتور “محمد الرشيد بكري” على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لحضور مؤتمر طبي في “نيويورك” تنظمه الأمم المتحدة، إلا أن السلطات الأمريكية عبر سفارتها في قطر رفضت للدكتور “محمد الرشيد” السفر يوم (السبت) للولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي “ترامب” الذي قضى بإيقاف منح تأشيرات دخول رعايا (7) من البلدان الإسلامية والعربية. د. “الرشيد” عاد مساء السبت للخرطوم وينتظر أن يعود لمقر عمله بمدينة الأبيض ، حيث ينشط في اللجان الصحية بالأحياء ومستشفى الأبيض التخصصي.

من هم الممنوعون من دخول الولايات المتحدة الأمريكية؟

المرسوم الذي اصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب "لحماية الامة من دخول ارهابيين اجانب الى الولايات المتحدة"، يمنع، منذ مساء الجمعة، رعايا سبعة بلدان مسلمة من دخول الولايات المتحدة. فئات الاشخاص المعنيين مباشرة بالمرسوم: 1 - السوريون: جميع السوريين الذين تشهد بلادهم حربا منذ 2011، ممنوعون من دخول الاراضي الاميركية حتى اشعار آخر. 2 - رعايا ايران والعراق واليمن والصومال والسودان وليبيا: المرسوم يحظر على رعايا هذه البلدان دخول الولايات المتحدة فترة 90 يوما، لإعادة النظر في معايير منح التأشيرات. أوضح البيت الابيض ووزارة الخارجية، يوم السبت، أن المرسوم يشمل جميع رعايا هذه البلدان، باستثناء الذين يحملون الجنسية الاميركية المزدوجة وبعض التأشيرات الدبلوماسية. 3 - البطاقات الخضراء (غرين كارد) وتأشيرات الهجرة ايضا:
يشمل المرسوم ايضا الاشخاص الذين يحملون تأشيرات هجرة قانونية، او بطاقة خضراء (غرين كارت)، وهي دليل الاقامة الأميركية التي يتعين الانتظار سنوات احيانا للحصول عليها.
وحتى يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة، يتعين على حاملي البطاقة الخضراء الموجودين حاليا في الخارج التوجه الى القنصلية الاميركية للحصول على إذن خاص، كما اوضحت الخارجية الاميركية. ورعايا هذه البلدان الذين يحملون البطاقة الخضراء والموجودون في الولايات المتحدة ويرغبون في السفر، يتعين عليهم ايضا طلب إذن مسبق من السلطات الاميركية حتى يتمكنوا من العودة. - تعليق برنامج قبول اللاجئين بصورة كاملة: يعلق مرسوم الجمعة، من جهة أخرى، لفترة اربعة أشهر، البرنامج الاميركي لقبول اللاجئين بصورة كاملة، وهو أحد البرامج الأكثر طموحا في العالم، لاستقبال ضحايا الحروب، حيث أتاح هذا البرنامج، الذي أنشئ عام 1980، استقبال حوالي 2.5 مليون شخص في الولايات المتحدة. وكان البرنامج قد أوقف لمدة ثلاثة أشهر بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

جمعيات حقوقية تتقدم بشكوى ضد قرار ترامب منع مواطني 7 دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة

قدمت جمعيات أميركية عدة للدفاع عن الحقوق المدنية السبت 28 كانون الثاني ـ يناير 2017، بشكوى أمام القضاء ضد قرار الرئيس دونالد ترامب منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة. وقدمت الشكوى ضد ترامب ووزارة الأمن الداخلي صباح السبت أمام محكمة فدرالية في نيويورك من جانب "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" وجمعيات حقوقية وأخرى تدافع عن المهاجرين، وهي تطالب خصوصا بالإفراج عن مواطنين عراقيين احتجزا مساء الجمعة في مطار جون كينيدي في ضوء المرسوم الرئاسي. وجاء في نص الشكوى إن العراقيين المحتجزين في مطار كينيدي يحملان تأشيرتي دخول تتيح لهما الدخول بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة. وتبين أن العراقي الأول عمل لحساب شركات أميركية وفي القنصلية الأميركية في أربيل، والثاني يريد الانضمام إلى زوجته وابنه اللذين سبق أن دخلا الولايات المتحدة بشكل قانوني كلاجئين. وتطالب هذه الجمعيات بإطلاق سراحهما وتمكينهما على الأقل من استخدام حقهما بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة لتجنب إعادتهما الى العراق، حيث لديهما ما يكفي من الأسباب للتأكد من وجود خوف على سلامتهما في حال أعيدا. كما تطالب الجمعيات أيضا بأن تعتبر هذه الشكوى عملا جماعيا يشمل كل الأشخاص في هذه الحالة ويمكن أن يحتجزوا في المطارات الأميركية. ويمنع المرسوم الذي وقعه ترامب الجمعة 27 كانون ا لثاني ـ يناير 2017، دخول رعايا سبع دول إسلامية الى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر. وهذه الدول هي العراق و إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، باستثناء الذين يحملون تأشيرات دبلوماسية أو يعملون في مؤسسات دولية. كما ستعلق واشنطن العمل لمدة أربعة اشهر في البرنامج الفدرالي لقبول لاجئين في البلدان التي تشهد حروبا من كل الجنسيات. أما اللاجئون السوريون فمنعوا من الدخول حتى إشعار آخر.

حملة لتعقيم نقاط جمع النفايات بالمؤسسات الطبية

أطلقت إدارة مكافحة الآفات والحشرات ذات الصلة بالنفايات، بالتعاون مع الإدارة العامة للنفايات الطبية بهيئة نظافة ولاية الخرطوم، حملة لتطهير وتعقيم نقاط جمع النفايات بمؤسسات الرعاية الصحية بتغطية دورية مرة أسبوعياً إكمالاً للحزمة الوقائية لبرنامج النظافة.
وقال مدير إدارة مكافحة الآفات والحشرات ذات الصلة بالنفايات بالهيئة محمد المنتصر، إن البرنامج تم تدشينه بمستشفى أمدرمان، ويهدف إلى مكافحة الملوثات والميكروبات عبر تطهير نقاط جمع النفايات داخـل المستشفيات كمرحلة أولى باعتبار أنها المنتج الأكبر للنفايات الطبية بالولاية.
وأضاف المنتصر أنهم يستخدمون الفورملين المخفف بالماء باستخدام طلمبات الهدسون ويصاحب التدخل حزمة رش رزازي وضبابي باستخدام مبيدات الدايزينون والبيرمثرين لمكافحة الذباب والحشرات ذات الصلة بالنفايات بأطوارها اليرقية والطائرة كتدخل احترازي.
وفي ذات السياق، رحب مدير الإدارة العامة للنفايات الطبية أحمد النور الحسن بتدشين الرنامج وقال إنه خطوة تؤدي لتكامل الخدمات الوقائية التي تقدمها هيئة نظافة ولاية الخرطوم ضمن حزمة الإدارة المتكاملة للنفايات الطبية.
وأكد تغطية أكثر من 2111 مؤسسة صحية بخدمات متكاملة يومية بالولاية، تتضمن توزيع أكياس النفايات الطبية بألوانها المختلفة مجاناً، وتوزيع حاويات بأحجام مختلفة حسب حجم الإفراز اليومي بنقاط جمع النفايات داخل المؤسسات الصحية فضلاً عن استمرار السحب اليومي للنفايات.

الاتحاد الأفريقي يؤكد عدم وجود جيش الرب بالسودان

قال مفوض الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأفريقي السفير إسماعيل شرفي، بورقة قدمها في اجتماع ضمن أنشطة القمة الأفريقية رقم (28) المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية حول أماكن وجود جيش الرب اليوغندي، إن هذا الجيش لا وجود له بالأراضي السودانية.
وأوضح وزير الخارجية السوداني أ.د. إبراهيم غندور، في تصريحات لوكالة السودان للأنباء عقب الاجتماع، أن الاجتماع شمل الدول المعنية بمكافحة جيش الرب والمكونة للقوة الأفريقية المعنية.
والاجتماع دعا له الرئيس اليوغندي يوري موسفيني وحضره كل من: الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان، ورئيس أفريقيا الوسطى، ووزير الخارجية السوداني، ووزير خارجية الكونغو الديمقراطية، ومفوض الأمن والسلم الأفريقي، بالإضافة إلى الشركاء في العملية من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
وقال إن الاجتماع استعرض ورقة قدمها المفوض السفير إسماعيل شرفي حول أماكن وجود جيش الرب.
وأشار غندور إلى أن الورقة قالت إن جيش الرب لا يوجد بالسودان الآن، وأن السودان قدم رؤيته خلال الاجتماع لهذا المسار خلال الفترة المقبلة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية السوداني أن نظيره الزامبي سيزور الخرطوم في التاسع من شهر فبراير المقبل في زيارة رسمية تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
والتقى غندور عدداً من نظرائه الأفارقة بأديس أبابا منهم وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي على هامش القمة الأفريقية الثامنة والعشرين المنعقدة حالياً بأثيوبيا.
وتجيء هذه اللقاءات في إطار سعي السودان الدائم لتوطيد علاقاته مع محيطه الإقليمي وتعزيز هذه العلاقات بما يصب في المصلحة العامة للإقليم.
وقال غندور إن اللقاءات شملت وزير الخارجية الزامبي الذي أكد بدوره زيارته للخرطوم في التاسع من فبراير المقبل لبحث العلاقات الثنائية.

السودان يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس

تبدأ أعمال القمة العادية الـ28 للاتحاد الأفريقي، يومي 30 و31 من يناير الجاري بأديس أبابا، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد وتناقش 8 ملفات رئيسة، ويشكّل قرار الانسحاب من المحكمة الجنائية أبرز الموضوعات التي ستناقشها القمة.
وقد سبقت القمة على مستوى الرؤساء اجتماعات المندوبين الدائمين للاتحاد الأفريقي، التي شارك السودان فيها عبر مندوبه لدى الاتحاد الأفريقي، السفير جمال الشيخ، ووزير الخارجية، إبراهيم غندور، على مستوى المجلس الوزاري .
ومن المقرر أن تشهد القمة نقل رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام 2017 من إدريس ديبي رئيس تشاد إلى رئيس إحدى دول غرب القارة، ومن الأجندة التي ستناقشها القمة انتخاب رئيس جديد للمفوضية، وتعد الكينية، أمينة محمد، من أبرز المرشحين لتولي رئاسة المفوضية.
وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، لـ"الشروق" إن لقاءاته على هامش القمة، مع عدد من نظرائه ناقشت القضايا الإقليمية والثنائية ذات الاهتمام المشترك، وشملت وزيري الخارجية بإثيوبيا ومصر، بجانب المبعوث الأوروبي، الاكزاندر روندس، وهو يتابع قضايا السودان المختلفة وناقشنا السلام في السودان والمنطقة، وقدم التهنئة للسودان برفع العقوبات الأمريكية.
وكشف غندورر عن لقائه مع القائد الجديد لقوات "يوناميس" في جنوب السودان، واستعرض قضايا السلام بدولة جنوب السودان والمنطقة كافة ومساعي الحلول وضرورة وضع الحلول السلمية .
وتُلقي عودة المغرب للاتحاد وملف الإرهاب والصراعات والنزاعات التي تعاني منها العديد من دول القارة بظلالها على اجتماعات القمة الأفريقية الـ28، والتي ستناقش موضوع نشر قوة الحماية الإقليمية بجنوب السودان، وجهود إعادة الإعمار في جمهورية أفريقيا الوسطى.
ويشكّل قرار الانسحاب من الجنائية أبرز الموضوعات التي ستناقشها القمة، بعد إجازة المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي استراتيجية الانسحاب الجماعي .

النائب الأول يزور جنوب دارفور الإثنين

أعلنت حكومة ولاية جنوب دارفور، اكتمال استعداداتها لزيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية، بكري حسن صالح، والتي تبدأ يوم الإثنين وتستمر مدة يومين، يزور خلالها محليتي عدالفرسان وكتيلا ويفتتح خلالها عدداً من المشاريع التنموية في الولاية.
وأوضح والي جنوب دارفور، آدم الفكي، أن الزيارة تأخذ أهمية كبيرة لإنسان الولاية، وهي تخاطب قضايا مهمة مثل التنمية والاستقرار الأمني  وتعزز التعايش الاجتماعي بين المجتمعات في الولاية.
وأضاف الفكي أن النائب الأول لرئيس الجمهورية، سيدشن خلال زيارته مشروع طريق "نيالا برام" الذي يعتبر مشروعاً استراتيجياً مهماً لإنسان مناطق جنوب الولاية، بالإضافة لافتتاح مشروع مياه نيالا الإسعافي، وبرج العدل والتأمين الصحي والطرق الداخلية في مدينة نيالا، ويخاطب عدداً من اللقاءات الجماهيرية.
بدوره توقع رئيس لجنة تنفيذ الحوار الداخلي والتشاور بجنوب دارفور محمد أحمد هارون، أن يخاطب النائب الأول لرئيس الجمهورية، الثلاثاء المقبل، بمحلية كتيلا مؤتمر الحوار الدارفوري التشاوري الداخلي الذي ترعاه رئاسة الجمهورية.
وقال رئيس لجنة تنفيذ الحوار، إن المؤتمر بمحلية كتيلا، تشارك فيه 150 شخصية من مكونات المجتمع بكتيلا، وجاء موعد انعقاده مع زيارة النائب الأول للرئيس ضمن إنفاذ المرحلة الثانية للمؤتمرات، التي انتظمت ولايات دارفور، بهدف تعزيز مسيرة السلم الاجتماعي، وإعادة بناء الثقة بين المكونات السكانية.

الخرطوم تصف تقييد دخول السودانيين لأميركا بـ"الرسالة السالبة"

أبلغت الحكومة السودانية، الأحد، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالخرطوم ستيفن كوتسيوس، استياءها إزاء إجراءات تقييد دخول المواطنين السودانيين للأراضي الأميركية. وعدَّت قرار إدارة الرئيس ترامب رسالة سلبية في ظل التطورات الإيجابية في مسار علاقات البلدين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أصدر الأمر التنفيذي رقم 13769، المتعلق بتقييد دخول المواطنين السودانيين للولايات المتحدة الأميركية ضمن مواطني سبع دول.
وعبَّر وكيل وزارة الخارجية السودانية، السفير عبد الغني النعيم، الذي استدعى القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لمقر الوزارة، الأحد، عبَّر عن استياء حكومة السودان إزاء ما اتخذ من إجراءات تجاه المواطنين السودانيين، خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية، والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد النعيم حرص السودان على مواصلة الحوار والتعاون مع الجانب الأميركي على كافة الأصعدة الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
وقال إن السودان ينتظر من حكومة الولايات المتحدة الأميركية أن يتم رفع اسم السودان عاجلاً من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأن يُعاد النظر في القرار التنفيذي 13769 الذي قيد دخول المواطنين السودانيين للولايات المتحدة .
من جانبه، أوضح القائم بالأعمال أنه سيقوم بنقل رسالة حكومة السودان لحكومة بلاده، مفيداً بأن الولايات المتحدة الأميركية حريصة على مواصلة الحوار والتعاون المشترك، بما يعزز العلاقات بين البلدين، على ضوء التقدم الذي أحرز في الأشهر الستة الماضية.

12 دولة إسلامية تشارك في أعمال مؤتمر الأسرة الدولي

وقف وفد رفيع المستوى من 12 دولة إسلامية، يشارك في أعمال مؤتمر الأسرة الدولي الذي تستضيفه جامعه أم درمان الإسلامية، وقف على تجربة الصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بالاتحاد الوطني للشباب السوداني، وتهيئة الحياة الأسرية لهم.
 وضم الوفد الذي رافقه مدير جامعة أم درمان الإسلامية أ.د.حسن عباس حسن، ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية أ.د.محسن التركي، والأمين العام للرابطة جعفر عبدالسلام، بجانب عدد من عمداء كليات جامعة أمدرمان الإسلامية.
ورحَّب المدير العام للصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج مهدي محمد أحمد بالوفد الزائر، وقدم شرحاً مستفيضاً عن الدور الذي يضطلع بها الصندوق في عملية الإحصان للشباب ودور المودة في الاستقرار الأسري.
ووقع معهد دراسات الإسرة بجامعة أمدرمان الإسلامية، بروتوكول للتعاون المسترك مع مركز المودة للتدريب والاستقرار الأسري بالصندوق، ويشمل البروتوكول على تحقيق الاستقرار الأسري من خلال الإرشاد، وصولاً إلى تقليل حالات الطلاق في المجتمع السوداني.
واتفق الطرفان على إقامة حملات للتوعية على مستوى الأفراد والمجتمعات في الخرطوم والولايات، بجانب الدورات المتخصصة وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بقضايا الأسرة.
كما اتفق معهد دراسات الأسرة، ومركز المودة للتدريب والاستقرار الأسري على قيام آلية مشتركة للمتابعة والتقويم، مع وضع خطة تنفيذية مشتركة.

الوطني: قطاع الشمال لا يرغب في إيصال المساعدات

قال الحزب الحاكم في السودان" المؤتمر الوطني"، إن الحركة الشعبية "قطاع الشمال" لا تزال تتمترس في مواقفها السالبة تجاه تحقيق السلام بالمنطقتين، مبيناً أن قطاع الشمال لا يرغب في إيقاف الحرب وتهيئة المناخ لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالمنطقتين .
وأكد الأمين السياسي للحزب، حامد ممتاز، في تصريحات صحفية، على جدية الحكومة في إنهاء معاناة أهل السودان عامة، مبيناً أن الحركة الشعبية لا تهتم بالقضية الإنسانية ولا ترغب في التوصل لحل سياسي ينهي معاناة أهل النيل الأزرق وجنوب كردفان .
وأشار إلى أن الحركة الشعبية تراجعت عن الحلول التي يمكن التوصل من خلالها لتفاهمات تسهم في إحداث الأمن والاستقرار بالمنطقتين .
وأوضح ممتاز أن الحكومة ترغب في تحقيق السلام ولكن تعنت قطاع الشمال في القبول بالمقترحات والحلول كافة أدى لتعطيل التسوية السياسية وزاد قائلاً "نتمنى أن يصلوا إلى قناعة بأنه لا سبيل لحل المشكلات إلا بالحوار والتفاوض الجاد" .

مساعد رئيس الجمهورية يدعو لنبذ العنف بالجامعات

دعا مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد طلاب وطالبات التعليم العالي، إلى نبذ العنف، ووضع الوطن في مكانة عالية حتى لا تفرقهم السياسة، لأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم. وقال إن السودان يخطو خطوات جادة نحو المستقبل المشرق.
وحيا موسى، لدى مخاطبته احتفال كلية بحري الأهلية بأعياد الاستقلال، الذين أرسوا دعائم التعليم العالي في السودان حتى أصبح منارة يُهتدى بها في المحيط الأقليمي العربي والأفريقي.
وأشار موسى إلى أن السودان، وخلال هذه المرحلة، يخطو خطوات جادة نحو المستقبل المشرق. وقال "آن الأوان للسودان أن يتبوأ مكانه المستحق في قيادة الشعوب".
وأشاد مساعد الرئيس بالدور المجتمعي الذي تقوم به كلية بحري الأهلية في كسوة المحتاج ودعم الأقصى ومكافحة المخدرات. وأعرب عن أمنياته في أن تستطيع الكلية تحقيق أهدافها تجاه المجتمع بعد حصولها على الرقم الهندسي، وشراكاتها المتميزة مع عدد من مؤسسات التعليم العالي ومعهد كونفوشيوص وعدد من الشراكات الخارجية.
من جهته، أشار عميد كلية بحري الأهلية أ.د.إبراهيم بابكر عجبنا إلى دور الكلية في تطوير مناهجها الدراسية، مؤكداً أن خريجيها سيلعبون أدواراً مهمة في تحريك المجتمع والوطن باعتباره جديراً بالتضحية.
وأشاد بالاهتمام الواسع الذي يجده التعليم العالي من رئاسة الجمهورية خاصة المجالات الفنية والتقنية.

الرِفاق وفلسفة المُر والأمرَّ منه!

لو أن الحزب الشيوعي السوداني وجد مناصاً آخر يجبنه مرارة تأييد رفع العقوبات الامريكية عن السودان ما توانى فى ذلك. ولكن لان السياسة، هذا المتغير العجيب حشرت الحزب حشراً في مواقف قليلة الخيارات، فإن حزب الطبقة العاملة لم يكن له سوى خيار تأييد رفع المعاناة عن شعب السودان والترحيب بالقرار الأمريكي.
لسنا هنا في مقام التقليل من موقف الحزب، وان كانت المعطيات المتوفرة كما أسلفنا لا تتيح له خياراً آخر ولكننا هنا بصدد التساؤل عن جدوى موافق الحزب الشيوعي الرافضة للحوار، الرافضة للتطورات السياسية فى السودان، الرافضة للتحول الديمقراطي، في الوقت الذي يمكن القول فيه -بأدلة قاطعة- ان التطورات السياسية الجارية فى السودان مثلت واحدة من أهم عناصر رفع العقوبات وبالتالي فإن الذين ينظرون الى مجمل الأوضاع فى السودان من الخارج وصلوا إلى قناعة ان هذا البلد بدأ يتعافى سياسياً ومن الأفضل -بغرض دفعه أكثر لهذه المعاناة السياسية- ان ترفع عنه العقوبات وان يجد التشجيع والدعم من المجتمع الدولي.
هذه النقطة هي النقطة المركزية فى النزاع القائم بين الحكومة السودانية ومعارضيها، إذ المعروف ان الحزب الشيوعي السوداني -ضمن أحزاب اخرى- يعارضون النظام القائم في السودان بدعوى انتهاكاته الحقوقية وحروبه ومشاكله المزمنة ولا يضعون أدنى وزن في سير هذا البلد، وإصلاح أوضاعه. الآن بلد مثل الولايات المتحدة يقر بوجود جدية و تحسن جدي فى إصلاح الأوضاع ولولا ذلك لما رضخت واشنطن لرفع العقوبات عنه لان أسباب إنزال هذه العقوبات حين فرضت في العام 1997 كانت تتصل بهذه الأمور.
إن الحزب الشيوعي السوداني بدا منطقه -حتى مع ضعفه- يتلاشى، و بدأ يدرك ان (جناحه العسكري) المتمثل فى الحركة الشعبية قطاع الشمال المستند الى حلفائه الأمريكيين بات بلا أسنان أو أظافر! تلك هي الآن ورطة الرفاق، الذين يزعمون أنهم يعتنقون الماركسية والاشتراكية المضادة للرأسمالية ففى الوقت نفسه  يسندون ظهرهم الى زعيمة الرأسمالية فى العالم، الولايات المتحدة!
الأمر الأكثر فداحة فى الخسارة ان الحزب الشيوعي فاته قطار الحوار وأنه إذا أراد الوصول الى محطة السلام والتحول الديمقراطي لا بد له من ان يشتري تذكرة ويلحق بالقطار حتى ولو بالقرب من المحطة الأخيرة، إذ ان الحكومة الوفاقية المرتقبة وشيكة التشكيل وهي ستأتي فى مناخ سياسي واقتصادي مواتي.
المعاناة التى كان يستثمر فيها الحزب الشيوعي وارتفاع التضخم وضعف معدل النمو، واختلال الموازنة العامة، كل هذه باتت الى زوال فسوف ينفتح الأفق الاقتصادي فى السودان بذات انفتاح الأفق السياسي وسوف تصبح الأسباب المفضية الى انتفاضة سلمية او عصيان مدني ضرباً من الجنون!
ترى ما هو مصير الحزب الشيوعي السوداني وقد تساقطت أوراقه وتبعثرت في ظل هذه المتغيرات المفصلية المفاجئة؟

عبد الواحد وشهادة دولية بعدم الأهلية السياسية!

لم يدع المبعوث الأمريكي الخاص (دونالد بوث) تعبير استهجان سياسي وتساؤل وارتياب بشأن الموقف المتصلب لعبد الواحد محمد نور، إلا وعبّر عنه بوضوح وبشدة وحِدة ظاهرة. (بوث) بدا شديدة الغضب والاستغراب من موقف عبد الواحد نور الرافض
دائماً لأي تفاوض والدائم التعنت حيال أي حل سياسي و أعطى بوث فى عبارة موجزة ملخصاً لما يمثله موقف عبد الواحد من مجمل المشهد السياسي بقوله (عبد الواحد اصبح مضراً بالجهود الدولية لتحقيق السلام).
ثم طفق بوث يعدد السوانح التاريخية التى أهدرها عبد الواحد ووقف منها موقفه الرافض (مفاوضات أروشا في تنزانيا 2009) ثم الدوحة (2009- 2011)  وأخيراً خارطة الطريق الأخيرة فى أديس ابابا. ثم قطع دونالد بوث بعدم ترك الأمر لمعوق للسلام لكي يصبح عقبة للجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد!
الملفت هنا في حديث بوث يمكن ملاحظته فى عدة نقاط. أولاً، إدراك المجتمع الدولي والقوى الدولية الكبرى إدراكاً لا يتطرق اليه الشك أن عبد الواحد -بموقفه المحير هذا- يؤكد أنه ليس سياسياً على الإطلاق، فالسياسي ومهما كانت مطالبه ومهما كانت درجة عداءه وخصومته مع خصومه إلا أنه يمارس فن الممكن، يمضي في أي طرق يقود إلى الحل ولا يكون موقفه الرفض الدائم. ولو لم يكن بوث قد وصل الى هذه القناعة -مع آخرين في الخارج- لما صرح بذلك علناً وبهذا القدر من الحدة.
لقد بدا المجتمع الدولي يدرك للتو -مع الأسف- أن أمثال عبد الواحد لا يصلحون للعمل السياسي المطلوب. الرجل بلا أفق سياسي وليست لديه رؤية قابلة للنظر والتأمل و يراهن على مستقبل لن يأتي ومن المستحيل ان يأتيه فى مكانه .
ثانياً، إن عبد الواحد نفسه لا يمثل قاعدة جماهيرية يؤبه لها فى إقليم دارفور، ولو كان يملك هذه القاعدة لوافق على التفاوض وحصل على مكاسب توازي قاعدته الجماهيرية. وفي الغالب فإن الرجل خضع لعملية دراسة مستفيضة من قبل داعميه في الخارج وتوصلوا فيما يبدو الى أنه لا يملك لا قواعد جماهيرية ذات تأثير ولا قوة مسلحة على الأرض ولا آفاق سياسية يمكن للداعمين أنفسهم ان يستفيدون منها مستقبلاً كمقابل لما قدموه له في فترة نضاله. الرجل بدا خالياً من كل شيء.
ثالثاً، المحادثات التى عددها (بوث) وكان عبد الواحد قدر رفضها تشير إلى أن الداعمين لعبد الواحد اكتشفوا انه ومع عدم امتلاكه لأفق سياسي فهو غير قابل للتعليم والتدريب سياسياً لان من الطبيعي ان يستفيد المفاوض من جولات التفاوض التى تنعقد فى تطوير مهاراته التفاوضية وتوسيع آفاقه والإلمام بحقائق الواقع، والتدرب على المرونة فى موضع والتعنت فى موضع!
باختصار كانت خلاصة الأمر ان داعمي عبد الواحد فى الخارج اكتشفوا بعد غياب الشمس في الأفق إن ما كانوا يعتقدون انه ذهباً وكان يلمع ليس كذلك!

المهدي كان يريده (أن ترفع ويذكر فيها إسمه)!

 الذي يعرف شخصية وموافق زعيم حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي وتاريخه الطويل الحافل بالإخفاقات والتردد، وسوء إدارة التوقيت والتعامل مع المواقف والأزمات، لن يستغرب قط ولن تستوقفه استدراكات المهدي المدهشة على قضية رفع العقوبات الامريكية عن السودان.
الرجل ولفرط تفاجئه وربما اغتياظه من القرار أورد من عنده وعلى طريقته الفلسفية المشهورة فى تعداد الأشياء ما أطلق عليها (الأسس والمقاييس الحقيقية لرفع العقوبات) وطفق الرجل (يوجّه) الإدارة الامريكية بهذه الأسس والمقاييس ويعددها فى التحول الديمقراطي وتحقيق السلام وإطلاق الحريات ووقف الحرب!
كأني بالمهدي اصبح (مساعداً) للرئيس الأمريكي. وكأني بالرجل لا يحس بمعاناة السودانيين ليس من هذه العقوبات الاقتصادية الغليظة فحسب ولكن من إذلالها وإهانتها لكرامة شعب السودان، وانتهاكها لحقوقه!
كيف لسياسي سوداني يرتكز على خبرة تجاوزت الـ50 عاماً فى المضمار السياسي ان يبدي استياءاً صريحاً برفع عقوبات ظالمة مخالفة للقوانين والأعراف الدولية على بلاده، ثم لا يواتيه أدنى حياء ليطالب الإدارة الامريكية بأن تبني قراراتها على (مقاييس حقيقية)! إن هذا الموقف غير الموفق للمهدي المعروف بمواقفه الكثيرة المماثلة يمكن ان نستخلص منه عدة نقاط للأسف تطعن في صميم مصداقيته الوطنية والسياسية.
أولاً، بدا واضحاً أن المهدي كان ولا يزال والى هذه اللحظة (مؤيداً) للعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان مع علمه القاطع بأن ضررها المباشر على شعب السودان. الدليل المادي على ذلك أنه (انتقد) المقاييس التى تم رفع العقوبات على أساسها وربطها بمقاييس أوردها من عنده!
ومعنى هذا ان الرجل يرى ان مقاييسه هذه لم تتوفر حتى الآن و من ثم فهو غير موافق وغير سعيد برفع هذه العقوبات. ومن البديهي ان الرجل كان يأمل ان ترفع و يذكر فيها إسمه أي حين يصبح هو صاحب التحول الديمقراطي. الأمر لا يحتمل تفسيراً آخر.
ثانياً، ان السيد المهدي -كسياسي عريق- بعيد كل البعد عن معاناة شعبه، اذ إن أي سياسي وطني حقيقي يهمه قبل كل شيء رفع المعاناة عن شعبه ثم يفكر بعد ذلك فى (حظوظه السياسية الخاصة) وفي مستقبله السياسي والتحول الديمقراطي الخاص به! والمدهش هنا ومضحك ومبكي معاً أن إدارة المهدي لحزبه (حزب الأمة القومي) تفتقر للديمقراطية ويعيش حزبه نزاعاً تاريخياً متشعباً بسبب هيمنته الأبوية و غياب الممارسة الديمقراطية.
حتى لجنة استقباله في عودته من منفاه الاختياري وقع فيها نزاع! مجرد لجنة مراسمية للاستقبال لم تنجح فى الممارسة الديمقراطية ومع ذلك يرهن شعب السودان كله للإدارة الامريكية بمزاعم التحول الديمقراطي!
ثالثاً، حتى لو استجابت الإدارة الامريكية -بكرم سياسي فياض منها- لطلبات السيد الصادق و قبلت بمقاييسه الخاصة هذه ترى من أين للرجل (بميزان) يصلح لمقايسة مقاييسه هذه ومن ثم تصحيح امتحان الحكومة؟ هل يصبح الرجل ضمن (لجنة الكنترول والتصحيح) ليقرر هل نجحت الحكومة فى امتحان مادة المقاييس  الديمقراطية؟ أم يترك الأمر للجنة التصحيح الامريكية؟ أم يسند الى لجنة من حزب الأمة شبيهة بلجنة الاستقبال التى استعصى عليها وضع برنامج استقبال زعيم الحزب العائد من القاهرة؟

اليوناميد .. عودة ارهاصات المغادرة

ترجح أوساط متابعة للشأن السوداني أن تسرع حادثة ضبط أسلحة بحوزة عناصر وحدة من الشرطة الإندونيسية وهم بصدد مغادرة دارفور، من جهود الخرطوم في إخراج البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (يوناميد) من السودان.
وكانت السلطات السودانية منعت، الأسبوع الماضي، 139 من شرطة إندونيسيا من السفر جوا من شمال دارفور، بعد أن أظهرت شاشات التفتيش الأمني وجود بنادق وذخيرة في حقائبهم.وقد أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السفير ماما بولو، منذ أربعة أيام، عن بدء تحقيق حول الحادثة، فيما أصرت الحكومة السودانية على ضرورة التسريع في كشف الحقائق.
وأجريت في العام المنصرم لقاءات مكثفة مع الحكومة في الخرطوم وحكومات ولايات دارفور. بشأن خروج البعثة. وتمسكت الحكومة بإستراتيجية الخروج، لجهة أن التفويض الممنوح للبعثة انتهى منذ ثلاث سنوات، وذلك لأن التفويض ينتهي بشرطين هما تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية، وتؤكد الخرطوم أن هذين الشرطين متوفران حالياً وأنه لا مناص من وضع إستراتيجية لخروج محسوم وسلس ومتدرج للبعثة. وكانت الشقة تباعدت بين الحكومة و(يوناميد)، وكانت الأمم المتحدة قد أوصت في نهاية أبريل الماضي، بخفض عدد الجنود وشرطة اليوناميد بأكثر من 4000 فرد، وذلك نتيجة لتحسن الأمن في بعض أجزاء دارفور، وأعلن ذلك أمام مجلس الأمن رئيس عمليات حفظ السلام آرفيه لادسو.وقال لادسو لمجلس الأمن إن عدد الجنود ينبغي خفضه بمقدار 3260 أو حوالى 16% من الحجم المرخص به، بينما ينبغي خفض قوة الشرطة بمقدار 770 شرطياً أو حوالى 12%. وأكد أن الخفض المقترح في المشاة يرجع بشكل أساسي إلى تحسن الأمن بمحاذاة الحدود بين دارفور وتشاد وفي أقصى لوضع القوات.والآن وبعد أن ثبت بأن المجموعة لم تعد أكثر من مجرد أداه من الأدوات الأممية لتركيع وإذلال السودان من القوي العظمي التي تحرم الجرائم في بعض أرجاء العام وتحللها في إرجاء أخري منه فما لوجود هذه البعثة أي مبرر .
وتقول خلفيات نشر هذه القوات أن بعثة اليوناميد كان تم نشرها بدارفور وفق قرار مجلس الأمن الدولي ( 1769 ) المؤرخ بـ(31 يوليو 2007م) وتقوم مهمة اليوناميد الأساسية – وفق الموقع الالكتروني للبعثة – على حماية المدنيين، إلا أنها مكلفة أيضا بالإسهام في توفير الأمن لعمليات المساعدة الإنسانية، ورصد تنفيذ الاتفاقات والتحقق منه، والمساعدة على إجراء عملية سياسية شاملة، والإسهام في تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون، والرصد والإبلاغ فيما يتعلق بالحالة على طول الحدود مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى”.ويقع مقر البعثة في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، ولديها مواقع نشر إضافية في جميع أرجاء ولايات دارفور الثلاث. وتقوم البعثة بأكثر من 200 دورية يوميا محاولة زيادة فعاليتها غالبا في مواجهة الإعاقات البيروقراطية أو المسلحة. وتهدف البعثة إلى بذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين في دارفور وتيسير وصول عمليات المعونة الإنسانية لجميع المناطق، بغض النظر عن المتحكم فيها، والمساعدة على تهيئة بيئة لترسيخ السلام.
عموما فتجربة البعثة المشتركة (اليوناميد) في دارفور – كما تقول الشواهد – هي نموذج لتجربة إهدار المال الدولي فيما هو غير مفيد, فالسنوات الست التي قضتها قوات اليوناميد في دارفور بدت فيها غير فاعلة ولم تقم بأي عمل ذي بال كان الإقليم في حاجة ماسة إليه, بل ان قوات اليوناميد أصبحت هي نفسها عبئاً علي الإقليم حين تعرضت مراراً لهجمات المتمردين وتورطت في أحيان أخري في تقديم الدعم للمتمردين. وحتي الآن لم نقرأ تقريراً حقيقياً صادقاً لهذه القوات بحجم الإنجازات الميدانية الملموسة التي أنجزتها, كل تقارير اليوناميد كانت إقرار بتحسٌّن الأوضاع وتوقف وتيرة العنف والمواجهات ومن الملاحظ هنا أن هذه البعثة المشتركة لم يحدث قط أن قدمت تقريراً أقتضي أن يغيَّر مجلس الأمن من تفويضها من الفصل السادس الي السابع. و مطالبة الحكومة السودانية بتقليص وخفض هذه القوات إنما هو من قبيل التعامل الدبلوماسي.

إستراتجية البناء الوطني برؤية جديدة!

بعد التطورات الاستراتيجية الهائلة التى شهدها السودان انطلاقاً من 13 يناير 2017 حينما نفض الغبار الظالم الممثل فى العقوبات الاقتصادية التى كانت قد فرضتها عليه الولايات المتحدة لحوالي 20 عاماً فإن مترتبات رفع هذه العقوبات مقروءة مع
الجهد الهائل والشاق الذي تم بذله بواسطة الحكومة السودانية بمساعدة أصدقائه عربياً, آسيوياً وأفريقياً يستلزم عدة أمور إستراتيجية بالغة الأهمية ينبغي على القوى السياسية السودانية ان تعيد صياغتها كثوابت وطنية لا محيد عنها مطلقاً.
 أولاً، مهما كانت درجة الخصومة السياسية والخلافات بين الفرقاء السودانيين يجب إخراج العامل الخارجي الضار بالدولة السودانية من عناصر وأدوات النزاع. لم يعد مجدياً لا سياسياً ولا أخلاقياً استعداء الاجنبي على الدولة السودانية بدواعي الانتصار على الخصم لأنه وببساطة فإن الضرر الناجم عن هذا السلاح غير المصرح به يحيق بالمواطن وبالدولة السودانية ونهضتها وسمعتها الدولية، بإمكان الفرقاء ان يختلفوا ويتخاصموا ويستخدموا الوسائل السياسية المختلفة ولكن بعيداً جداً عن إقحام عوامل ضارة ضرراً محضاً بنواة الدولة وبنيتها الأساسية المركزية.
ينبغي إبعاد الدولة عن التراشق السياسي لأنها باقية والساسة ذاهبون. ومع أن هذا المبدأ الوطني واضح وجلي وما كان ينبغي المساس به ولكن للأسف جرى استخدامه ورأى الجميع نتائجه أثبتت وعلى نحو قاطع ان سلاح الاستعانة بالأجنبي واستجلاب القرارات الدولية الضارة و التحريض على الحصار والعقوبات غير مفيدة لمن يستخدمونه لا على المدى القريب ولا البعيد.
وليس أدل على ذلك من ان القوى المعارضة التى ظلت (تتبرع) بالمعلومات الخاطئة وتمنح تقارير مجانية ضارة بالوطن للقوى الدولية لم تنل فى خاتمة المطاف أية جائزة، فقد تجاوز النظام الحاكم العقوبات بمعية شعبه ولم يسقط أو يضعف واحتفظ بقواعده السياسية فى مقابل ضعف وتضعضع أوصال القوى المعارضة التى راهنت على هذه العقوبات.
لم تستفد هذه القوى شيئاً، لا أسقطت الحكومة، ولا حصلت على مزايا سياسية من الخارج ولا كسبت ثقة شعب السودان ولا قويت بحيث يمكن القول انها قوى المستقبل. فقط أضرت وطنها و سلبته سيادته الوطنية وخسرت جماهيرها ونبذتها القوى الدولية التى كانت قد تحالفت معها ضد الحكومة أي ان ناتج هذه القوى بكل أسف صفراً كبيراً!
ثالثاً، ان البناء الوطني –مهما كان رقعة المواجهة ومقدار الخصومة– مقدم على اي شيء آخر لان المقصود البناء الوطني هو المحافظة على الوطن سالماً للأجيال القادمة، أما الاعتقاد ان إسقاط النظام بأية وسيلة ومهما كان ثمنها وكلفتها هو الهدف وحده، فهذا عبث ثبت ضرره وبؤسه. وفي خاتمة المطاف إما ان تسقط هذه القوى المعارضة من صحائف التاريخ أو ان تضطر للعودة والإسهام في بناء الوطن وهي منهكة، وكسيفة ومطأطأة الرأس.
إن مجمل القول إن القوى السياسية المختلفة عليها ان تسهم فى البناء الوطني حتى ولو كانت تستشعر غبناً او خصومة أو عداء تجاه النظام الحاكم فما تبنيه اليوم ينفعك غداً، ويضيف الى سجل الوطن ويخرجك من جريمة التآمر على الوطني بلا ثمن ولا جزاءً ولا شكورا!

السودان والقوى الدولية.. إستراتيجية استعادة الحق!

برفع الولايات المتحدة الامريكية عقوباتها الاقتصادية الأحادية الجانب التى دامت لحوالي 20 عاماً على السودان، عقب إصدار الرئيس الأمريكي المنصرف باراك أوباما قراراته التنفيذية بتاريخ 13يناير 2017 القاضية بإلغاء الأوامر التنفيذية الصادرة ضد السودان بحظر التعامل معه وحجز أرصدته المالية، بهذا الرفع يكون السودان هذا البلد المصنف من شانئيه، بلداً ضعيفاً مثخن بالجراحات والحروب قد استعاد حقوقه السليبة.
رفع العقوبات الامريكية عن السودان لا ينظر اليه على انه (محض مكرمة سياسية أمريكية) وإنما هو نجاح استراتيجي باذخ لبلد بالكاد يضع أقدامه على التعبة الدولية، استطاع أن ينازل الكبار والأقوياء و أن ينتزع منه -باقتدار وعزة- حقوقه المسلوبة منه. ولهذا فإذا أردنا قراءة القرار الأمريكي موضوعياً فإن قراءته لا تأتى إلا من خلال الرؤية الاستراتيجية السودانية زاوية استعادة الكرامة واسترداد الذات الوطنية و مقارعة الكبار بمنطقهم السياسي نفسه والانتصار عليهم.
أولاً، أثبت السودان بجلاء انه قادر على الصمود والاحتمال مهما كانت المشاق، وهذه في حد ذاتها ميزة إستراتيجية نادرة، إذ ان بلداً مثل ظرف السودان تحتمل عقوبات اقتصادية لـ20 عاماً، دون أن تنهار آو تسقط أو تدخل فى فوضى هذا يعني الكثير جداً وهو بمثابة (مران استراتيجي) مماثل لمران ضرب النار و تمارين الرماية بالذخيرة الحية و المناورات العسكرية.
 أثبت السودان انه قادرة على احتمال هذا السلاح الاقتصادي والصمود تجاهه دون أن تنكسر نواته الصلبة، ويملك قدرة هائلة على امتصاص ضربات الاقتصاد الموجعة مهما كانت مقدار الألم وطول أمده.
ثانياً، صمود السودان وامتصاصه للعقوبات الامريكية فى واقع الأمر  أعطى نتائجاً عكسية للقوى الدولية فحواها ان السودان مستقبلاً لن يجدي معه قط هذه النوعية من الأسلحة الاقتصادية. لم تعد فاعلة ولن تجدي نفعاً.
ثالثاً، أثبت السودان -بأدلة مادية قاطعة- انه لم يرتكب ما استوجب معاقبته من الأساس والدليل على ذلك أن واشنطن استجابت لرفع العقوبات، ولو لم يكون السودان بريئاً مما أتهمته به واشنطن لما تسنى ذلك قط، وذلك ببساطة لان واشنطن لا تعرف فى قاموسها السياسي وعلاقتها الدولية شيء اسمه المسامحة، أو العفو أو المغفرة.
هي تمعنت بعين فاحصة وموضوعية فى كل سلوك السودان وحركاته وسكناته وأدركت انه لم يرتكب ما اعتقدت انه ارتكبه! هي فقط (تخشى) ان يفعل، ولديها هواجس تفسرها لصالح أمنها القومي، ولكنها لو تيقنت من اتهاماتها بأدلة قاطعة فإن من المستحيل تماماً أن ترفع العقوبات.
رابعاً، صبر و مثابرة السودان على إثبات سلامة موقفه هو من قبيل الإصرار على الحق والإصرار على الحصول على هذا الحق. وفي واقع الأمر لم يكن السودان ولن تجده يوماً يستجدي أحد بشأن حق من صميم حقوقه. هو ثابر على نيل حقوقه بالوسائل المتاحة، وقد فعل.
خامساً، العقوبات نفسها وعلى شدة وطأتها إلا أنها علمت السودان الكثير فى شأن إيجاد البدائل الاستراتيجية وفن إدارة الأزمة، وفهم طبيعة هذه العقوبات وقد رأينا كيف سارعت شركة (شيفرون) النفطية الامريكية للعودة للسودان على الفور، ورأينا كيف تتسابق البنوك الامريكية والشركات الاستثمارية الى السودان لقد كانت الضربات متبادلة، إذ بقدر ما تألم السودان من سياط العقوبات تألم (الجلاد) نفسه من بعض أطراف السوط التى تأبى إلا ان تنال طرفاً منه!
وهكذا فإن اختطاط السودان لإستراتيجية استعادة حقوقه كما فعل بشأن العقوبات وكما سيفعل بشأن قائمة الارهاب وكما قطع شوطاً محترماً بشأن الجنائية، هي إستراتيجية بالغة المهارة والذكاء وهو ما أكسب هذا البلد بجدارة قدرات استثنائية ستظل محفظة فى خزانة تاريخه السياسي تؤكد انه لا يتراجع ولا يئن ولا يقدم تنازلات إذا تعلق الأمر بحقه السليب، وسيادته الوطنية.

ترامب رئيس لا يشبه أمريكا!!

حدثت ريكة في كل  مكان في العالم,, الرئيس الأمريكي الجديد وقع أمراً تنفيذياً وضع فيه قيود علي دخول مواطني سبع دول معظمها شرق أوسطية..
القرار حدد مهلة  تسعين يوماً  لسريان القيود حتي تتمكن أجهزة الأمن الأمريكي من ترتيب البيت من الداخل.. اللافت أن القرار في البداية شمل حتي الذين يحملون بطاقات الإقامة الدائمة..
تحدث  الرئيس ترامب عن الإرهاب الإسلامي بشكل مباشر كما أشار لأوضاع المسيحيين في سوريا.. هنا انزلق ترامب البعد السياسي لقراره إلي التفرقة بين الناس علي أساس ديني.
لم تمض ساعات طويلة حتي اندلعت مظاهرات تندر بالقرار الأمريكي.. مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أوضحت أنها ستصنف نفسها مسلمة في سبيل الدفاع عن حقوق المسلمين.. حتي اللوبي اليهودي النشط في أمريكا لم يكن سعيداً بالتوجهات الأصولية للإدارة الأمريكية.. نافذون في الكونغرس انتقدوا صراحة القرار الذي يؤجج مشاعر الكراهية بين المواطنين.
قاصمة الظهر جاءت من السلطة القضائية حيث أصدرت القاضية أن دونلي حكماً بإبطال المرسوم الرئاسي. وتبعتها قاضية أخري في واشنطن.. وزارة الأمن القومي أكدت أنها ستذعن لقرار السلطة القضائية وبالتالي تسمح بدخول المواطنين العالقين في المطارات الأمريكية .. كما تلغي الأوامر القضائية كلما ترتب من آثار علي المرسوم الرئاسي، خاصة تجاه اللاجئين.
قبيل الدخول في تفاصيل القرار حري بنا أن نحلل الظروف التي أوصلت ترامب إلي البيت الأبيض.. في يوم الاحتفال بتنصيبه رئيساً خرجت مظاهرات غضب في العديد من المدن الأمريكية..  لم يتمكن ترامب من الفوز بالأغلبية الشعبية وإن فاز بأغلبية الكليات الانتخابية قبل عشرة أيام رئيساً..
ارتفعت أصوات في ولاية كلفورنيا تطالب بالانفصال من أمريكا وستسري الموجة في ولايات أخر.. صحيح لن ينتج عن ذلك انفصام في عري الاتحاد الأمريكي.. لكن يمكن أن تقرأ تلك المشاعر باعتبارها  صوتاً رافضاً للسياسات المتشددة للرئيس الأمريكي الجديد.
في تقديري .. أن الجدل الذي ولدته سياسات ترامب والذي سيأتي لاحقاً يؤكد أن الاتجاهات العنصرية والانعزالية لا تعبر عن مشاعر الأمريكان.. لكن السؤال يقفز حائراً كيف نجح رجل الأعمال في كسب معركة الانتخابات.. الذين يصورون ترامب باعتباره متطرفاً أو رئيساً فاقد البصيرة يخطئون كثيراً.. هذا الرجل ومن خلفيته كرجل أعمال استطاع أن يستثمر في مخاوف الأمريكان.. جزء من هذه المخاوف جاءت من التطرف الديني في الشرق الأوسط.
حينما تقوم حركة متشددة بحرق طيار مسلم وتبث ذاك في الأسافير.. أو تجز عنق رهينة غريبة وتسجل كل المشاهد المرعبة في فيديو.. ستتولد مشاعر خوف يستفيد منها رجل انتهازي مثل دونالد ترامب ويجعلها عظم ظهر برنامجه الانتخابي.
بصراحة.. سيخسر ترامب محاولات خلق عنف مضاد خاصة إذا ما حاول أن يستهدف الإسلام.. لأن ذلك ضد طبيعة لانفتاح في الذهب الأمريكي.. لكن علي المسلمين في كل مكان أن يدركوا أن العنف يولد عنفاً مضاداً وفتنة لا تقتصر علي الفئات الباغية.. هذا هو الدرس المهم في هذه المحنة.

مرحب بالحبيب الصادق المهدي

لا أحتاج إلى أن أعبّر عن سعادتي الغامرة بعودة الإمام الصادق المهدي إلى حضن الوطن، فقد ظللنا نطالب ونلح في الدعوة إلى عودته اقتناعاً منا بالفراغ السياسي الكبير الذي خلّفه غيابه ولأهمية وجوده في الساحة للدفع باتجاه تحقيق المشروع الوطني الديمقراطي الذي ظللنا نُدندن حوله آناء الليل وأطراف النهار .
كنا على الدوام نطالب بإحسان التعامل مع المهدي باعتباره أحد رموزنا الوطنية البارزة، فقد اعترضنا على المعاملة القاسية التي تعرّض لها لمجرد إبدائه رأياً لا يتفق مع الحكومة مما أدى إلى خروجه وغيابه المؤلم عن وطنه الغالي، وكنتُ ولا أزال لا أرى في الساحة السياسية بين قوى المعارضة جميعها من هو أجدر منه بالاحترام والتقدير لسببين اثنين أولهما أنه الأكثر شعبية وقبولاً وتأثيراً من بين
رموز المعارضة السودانية، وثانيهما لأنه الأكثر خبرة في التعاطي مع الأزمة السودانية والأوفر ديناميكية ونشاطاً بين قيادات القوى السياسية.
لا يصدني عن قول هذه الحقائق اختلاف الرأي المصادم أحياناً حول بعض القضايا الوطنية أو قيادتي لحزب سياسي آخر (منبر السلام العادل) يحمل رؤى مختلفة عن طروحات المهدي الفكرية والسياسية فنحن نحتاج إلى الصدع بما نعتقده حقاً بدون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم.
لعلَّ ما يشد المرء إلى خطاب المهدي السياسي أنه يتحلّى بمرونة كثيراً ما تدفعه إلى التمرد على (الصندوق) الذي يريد حلفاؤه إبقاءه في جُبّه وسجنه اللعين، ولذلك سعدتُ أن يُعلن المهدي عما سماه بالاختراق الوطني بينه وبين بعض القوى المعارضة (يقضي بعدم إسقاط النظام بالقوة أو تقرير المصير لأية منطقة والعمل بلا عنف لتحقيق الأهداف السياسية).
أقول للإمام إنك وصفتَ العلاج الناجع، ولا أظننا سنختلف في بقية القضايا طالما أنك أعلنت عن رفضك لإسقاط النظام بالقوة، ذلك أننا ظللنا نُحذِّر من المآلات المخيفة التي لا نزال نراها تُدمدم وتُزمجر وتشتعل في محيطنا الإقليمي سيما وأن بلادنا أكثر هشاشة من دول تتقلّب الآن في نيران الحرب الأهلية بالرغم من أنها كانت أكثر تماسُكاً وتوحُّداً وأمناً واطمئناناً ومعاشاً من بلادنا المأزومة.
قال الإمام الصادق المهدي في خطبة الجمعة الفائتة (لا يمكن أن نسمّي ما اتفق عليه بعض الناس حلاً للبلاد، والحرب مستمرة والجسم السياسي منقسم). وطالب (بوقف الحرب وتوحيد الكلمة بصورة قومية).
لن أجُادل المهدي فيما قال، ولا يمكن أن ننكر أن الحرب لم تتوقف طالما أن بعض حركات دارفور وقطاع الشمال لا يزالون يرفضون التوقيع على وقف إطلاق النار، كما لا يمكننا أن نزعم أن الحوار شامل ويضم جميع القوى السياسية بالرغم من أنه يضم غالبها ولكن ..
ألا يتفق المهدي معناً أن معظم حركات دارفور والمقاتلين قد وضعوا السلاح ولا يمثِّل الرافضون لوقف الحرب إلا نسبة ضئيلة للغاية من مجموع المقاتلين، وأن دارفور الآن تختلف كثيراً عنها قديماً عندما كانت الحركات المنخرطة في الحوار الآن، والتي تتجاوز الثلاثين، حاملة للسلاح؟ لماذا، أخي الحبيب، يصر جبريل ومناوي وعبد الواحد (مستر نو) على رهن قضية دارفور لقرارهم رغم علمهم أنهم ما عادوا
يملكون عُشر معشار ما كانوا عليه من قوة عسكرية وسياسية في أيام سالفات؟ ألا يعلم المهدي أن شراذم المتمرّدين تحوّلوا إلى مرتزقة في دول الجوار يبيعون أرواحهم وسلاحهم وقضيتهم لقاء حفنة دولارات؟! ألم تقرأ ما قاله المبعوث الأمريكي دونالد بوث عن المتمردين جميعاً الذين تمنعهم العزة بالإثم وتقديم حسابات الأنفس الشح على مصالح الوطن من العودة إلى بلادهم رحمة بشعبهم الذي
قتلوه ومزَّقوه وشرَّدوه ورحمة بوطنهم الذي أرهقوه وعوَّقوا مسيرته وشوَّهوا سمعته بين الأمم بدون أن يسألوا أنفسهم: من فوّضهم ليخوضوا الحرب باسم مناطقهم وشعوبهم وليقتلوا المواطنين ويشردوهم بينما أبناؤهم هم وأطفالهم ينعمون بالعيش الرغيد والتعليم الجامعي في الخرطوم وعواصم العالم؟!
أما عرمان وحركته الشعبية وجبهته الثورية فقد والله علمت أيها الحبيب ما يحملونه لك من بُغض تعرفه في لحن القول بل وفي الكلام (العديل) الذي لطالما هرف به عرمان وفي الأشرطة المسربة من سكرتيره وكاتم سره مبارك أردول.
أخي الحبيب .. الآن وقد عدتَ إلى حضن وطنك أرجو أن تنفض يدك عن هؤلاء خاصة وأنك تعلم أن خيارهم الأوحد يتمثّل في إسقاط النظام بالقوة والذي أعلنتَ أنك لستَ من أنصاره.

في ذكرى تحرير الخرطوم

في السادس والعشرين من يناير من العام 1885 م تحررت الخرطوم علي يد المهدية بعد حصار محكم وخطابات ومناورات بين المهدية والمستعمر ، بدأ الحصار في مارس من عام 1884 م بقيادة الشيخ عبيد ودبدر ، وفي أبريل من ذات العام ، تلاه محمد عثمان أبو قرجة الملقب بأمير البّرين والبحرين ، قبل ان تكتمل حلقة الحصار بوصول الامير عبدالرحمن النجومي وحصار الخرطوم من جهة الجنوب ، وقد تحررت علي يده الخرطوم من يد الانجليز والاتراك وتم قتل القائد الانجليزي غوردون باشا .
الخرطوم :
اختيار الخرطوم كعاصمة للحكم التركي جاء من خلال الموقع الجغرافي لوقوعها بين النيل الابيض والنيل الازرق ، واقام عبدالقادر حلمي تحصينات قوية وقام بتحسين دفاعاتها وحفر خندقاً عميقاً بعرض « 12 » مترا مليئاً بالماء بين النيل الأزرق والأبيض وبذلك أحاط المدينة بالمياه من كل جانب وأطمأن إلى تأمينها تأميناً كاملاً. فكر المهدي اقامة الدولة المهدية في الخرطوم والانتهاء من سيطرة الانجليز والاتراك وانهاء حكم المستعمر .
من هو غوردون :
ولد غوردون في ووليتش، بلندن من أب عسكري هو اللواء هنري وليام غوردون «1786 – 1865» وأمه إليزابيث «إندربي» غوردون «1792 – 1873». تلقى علومه في مدرسة فولاندز في تاونتون، سومرست وفي الأكاديمية الملكية العسكرية في ووليش. وبعد تخرجه منها برتبة ملازم ثان ألحق بسلاح الهندسة الملكي عام 1852 ، ليكمل تدريبه في تشاثام. رقي ملازم أول عام 1854
النجومي الميلاد والنشأة :
ولد عبد الرحمن أحمد محمد عبدالرحمن محمد أدريس الشهير بالأمير ود النجومي، في قرية مويس ريف شندي ولاية نهر النيل عام 1854 م من عائلة متدينة تنتمي إلى قبيلة النافعاب، إحدى بطون الجعليين ، توفى والده وهو رضيع في عامه الأول ، اضطرت عائلته للهجرة من قرية مويس بريفي شندي بعد مقتل إسماعيل كامل باشا، نجل خديوي مصر محمد علي باشا عند غزوه للسودان عام 1821 م، فراراً من إنتقام صهره محمد بك الدفتردار ، وانتقلت به والدته إلى حى الصبابي بالخرطوم بحري حيث ترعرع ونشأ في كنف جدها الشيخ خوجلي أبو الجاز صاحب المقام المعروف باسمه في الخرطوم بحري ، ومن خلاوي الشيخ خوجلي تعلم مبادئ الدين، وانطلق منها الي خلاوي الغبش.
شب عبد الرحمن النجومي في بيئة متدينة وتعلم القرآن علي يد الفكي هاشم «صاحب قبة الفكي هاشم بالخوجلاب حالياً». وفي إحدى رحلاته التجارية إلى جنوب السودان سمع اثناء مروره بالقرب من الجزيرة أبا بدعوة الإمام المهدي وبوجوده فيها، فقابله خلال رحلة عودته من الجنوب في أغسطس 1881 م، وبايعه خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم، وظل في رفقته وهاجر معه إلى جبل قدير بجنوب كردفان مع خمسمائة من الأنصار الآخرين.
باخرة الحكمدار :
صبيحة يوم 18 فبراير 1884م، رست باخرة الجنرال غوردون باشا، حكمدار عام السودان على رصيف الخرطوم ، فاستقبله كبار الضباط وقناصل الدول الأجنبية والمشايخ والعمد وأعيان البلاد ورجال الدين، وأوضح مهمته أمامهم قائلاً: « إني بمقتضي هذا المرسوم قد سميت حاكماً عاماً ومفوضاً على كل السودان لأنظر مافيه من مشاكل».
أبلغ غوردون رؤساءه في مصر بتعذر إخلاء الخرطوم من الوجود التركي المصري وأوضح لهم انه لن ينصاع لأوامر الاستدعاء، إلا بعد الاطمئنان على حياة الجنود والمدنيين الموجودين بالسودان ، وكان من رأيه أن الإخلاء يتطلب عوناً خارجياً وعسكرياً وسياسياً إذا أريد حقن الدماء.
لماذا الحصار ؟
وجاء إختيار المهدي لإستراتيجية الحصار نتيجة تجاربه في الأبيض و بارا و لتجنب خسائر الهجوم المباشر ، وفي غضون ذلك بدأت قوات المهدية بقيادة الشيخ عبيد ودبدر حصار الخرطوم في جبهتين ، وتلاه في أبريل 1884 ، محمد عثمان أبو قرجة الملقب بأمير البّرين والبحرين قادماً من مدينة الأبيض لتولى قيادة القوات العامة فاكتملت بذلك حلقة الحصار، ودارت بينه وقوات المستعمر بقيادة غوردون باشا معارك عديدة سجلت فيها قوات المستعمر إنتصارات كادت أن تؤدي إلى زعزعة ثقة قوات الأنصار في أنفسهم كثيراً، ولولا قوة الدافع الديني لديها لإنهار الحصار وتشتت شملها.
الأسلاك الشائكة والألغام :
بدأت جيوش المهدية تحاصر للخرطوم منذ مارس 1884 وتم عزل الخرطوم عن العالم الخارجي فسدت الطرق من جهة الشمال كما عزلتها عن بقية للسودان فاحاطت بها القبائل واحكمت الحصار.
أما غردون فقد عمل على تحصين المدينة بالأسلاك الشائكة و تقوية القلاع «الطوابي» و زرع الألغام .و كانت حامية الخرطوم المكونة من المصريين والأتراك وبعض السودانيين ذات ولاء ضعيف للنظام .
وفي الجانب الأخر نجد ان انضمام الشيخ محمد الخير للمهدية زاد من احكام الحصار على الخرطوم حيث تمكن من السيطرة على بربر في مايو 1884 وازداد الأمر حرجا لغوردون عندما زحفت قوات الأمير عبد الرحمن النجومي إلى الخرطوم ثم جاء المهدي بجمع يقدر بأكثر من مائة ألف من المقاتلين ونزل في ديم ابي سعد جنوبي ام درمان في أكتوبر 1884م وأخذ يبعث بالرسائل إلى غردون.
النجومي منقذ الموقف :
صدرت تعليمات المهدي إلى النجومي الذي كان وقتها يقاتل من اسماهم المرتدين عن المهدية في جبل الداير بجنوب كردفان، صدرت تعليمات للنجومي بالتحرك فوراً إلي الخرطوم وتولي القيادة العامة للقوات التي كانت تحاصرها. وكان في إمرته « 1500 » من المجاهدين و « 5000 » من العرب المزودين بالأسلحة النارية. وصل النجومي إلي منطقة الخرطوم بعد أن سمّاه المهدي أميراً للأمراء في أول سبتمبر 1884 م، قادماً من الرهد بالغرب الأوسط للسودان، واختار مقر قيادته العامة في المنطقة الواقعة جنوب استحكامات الخرطوم وسورها على مسافة مناسبة من مجرى نهر النيل الأبيض، شمال حلة شجرة محو بك «ضاحية الشجرة الحالية».
الدبلوماسية والحرب النفسية :
بعد أن اكمل النجومي استعداداته القتالية بدأ في تنفيذ مرحلة تتكون من خليط من الدبلوماسية والحرب النفسية، بعث برسائل إلى غوردون وأخرى إلى أهالي الخرطوم متيحاً لهم فرصة الإستسلام لضمان سلامة أرواحهم وأموالهم ، وجاء خطابه إلى غوردون مختصراً وصارماً على النحو التالي:
« اعلم انا ود النجومي أمير امراء المهدية وفاتح كردفان والداير وجئتك بجيوش لا طاقة لك بها ومدافع لا قدرة لك باحتمالها فسلم تسلم، ولا تسفك دماء العساكر والأهالي بعنادك. والسلام ».
وجاء رد غوردون باشا على هذا الخطاب جافاً بقوله :
« لقد اطلعنا على خطابك، وأنا لست مبالياً بك ولا بسيدك المهدي وسوف يحل بك ما حل بابي قرجة والشيخ العبيد ود بدر، وخلي عنك شقشقة اللسان وكسر الهريات وجرب نفسك. والسلام ».
علي الرغم من جفاء غوردون واصل النجومي حثّ أعدائه على الاستسلام حقناً للدماء وعمل على تسريب خطاباته إلى المدينة المحاصرة بواسطة جواسيس المنازل واسواق المدينة في الوقت الذي كانت فيه قواته تطبق الخناق عليهم وتسد المنافذ إليهم على أمل ان يحملهم الجوع على الإستسلام.
طلب النجدة :
كان غردون قبل ان يشتد عليه الحصار ، قد ارسل إلى حكومته طالبا إرسال حملة تفتح الطريق بينه وبين مصر لسحب الحاميات ثم اضطره الحصار للمناداة بحملة إنقاذ إلا ان محاولته لم تأت بنتيجة تخرجه من ورطته ، إلا في أكتوبر 1884م حيث تحركت حملة الإنقاذ من القاهرة بقيادة اللورد ولزلي وعندما علمت قوات المهدية بهذه الحملة وضعت خطة محكمة لمناوشتها وتعطيلها والعمل دون تمكينها من الوصول إلى حين تحرر الخرطوم .
خطة الهجوم :
شدد النجومي الحصار على المدينة بدقة واستمرت الأعمال العدائية واعمال القناصة ضد العدو بشكل يومي وكانت المكاتبات جارية بين المهدي وغوردون حتى معركة أبو طليح بالقرب من شندي بواسطة حملة الإنقاذ البريطانية وتبعها قراره ببدء الهجوم على الخرطوم في يوم 26 يناير 1885 م، وكلف النجومي بتنفيذ خطة الهجوم التي تتلخص في تقسيم قواته إلى قسمين رئيسيين ، قسم يتكون من حملة الأسلحة النارية والمدافع بقيادة محمد عثمان أبو قرجه ومهمته الانتشار على طول الخطوط المواجهة لدفاع واستحكامات العدو واحكام الرماية عليه بالاسلحة النارية والمدافع وقت الهجوم بقصد تثبيت قوات الحكومة كلها في المواجهة وانشغالها بالكامل عن هدفها الحقيقي.
علي ان يكون القسم الثاني هو القسم الرئيسي ويتكون في أغلبيته من حملة الاسلحة البيضاء مع عدد من الاسلحة النارية ويقوده عبد الرحمن النجومي بنفسه وواجبه هو اقتحام الثغرة على شاطئ النيل الأبيض ومهاجمة قوات الحكومة في الاستحكامات من الخلف بعد أن يتم تشتيتهم بواسطة القسم الأول. وبعد اكتساح قوات الدفاع في نقاط الاستحكام تتم مطاردة الفلول في داخل المدينة وتمشيطها واقتحام سرايا غوردون لمنعه من الهروب بالبواخر الراسية على ضفاف النيل.
ساعة الصفر :
نفذ النجومي الخطة التي رسمها للهجوم علي الخرطوم في منتصف ليلتي 25 و26 يناير 1885 م، حيث قام بتوزيع قوات القسم الأول بسرية و هدوء ، حتى أن المدافعين عن الاستحكامات لم يشعروا بذلك. واتخذت القوات مواقع لها على مسافة تقلّ عن « 300 » متر من خط الدفاع على طول ضفة النيل الأبيض وحتى النيل الأزرق في الوقت الذي كان يتم فيه تجميع اكثر من « 15 » ألف مقاتل تجاه الثغرة الضيقة على شاطئ النيل الأبيض.
قبيل الفجر مباشرة فتح القسم الأول نيران مدافعه و اسلحته على طول استحكامات العدو وبدأ المدافعون في الرد عليهم بكل امكانياتهم ، ثم اندفع المهاجمون من القسم الثاني وعلى رأسهم عبد الرحمن النجومي مقتحمين الثغرة وتمكنوا من إبادة القوات القليلة التي كانت تحميها بينما ولت الباخرتان النيليتان اللتان كانتا في حماية الثغرة بالفرار إلى عرض النهر فتدفقت موجة المهاجمين واكتسحت قوات غوردون المرابطة في استحكاماتها من الخلف.
وفي أقل من ساعة واحدة أبيدت قوات المستعمر التي كانت منتشرة بين النيل الأبيض وحتى بداية بوابة المسلمية ، وبوابة منطقة كوبري الحرية الحالي بجنوب الخرطوم، وتمكنت قوات النجومي من فتح هاتين البوابتين مما أتاح لقوات القسم الأول من المشاركة بشكل مباشر في المعركة.
و بإنهيار مقاومة القوات التركية المصرية اندفعت قوات النجومي نحو المدينة لتطهيرها وتم في ساعات قلائل أسر كل من بقي حياً من الجنود وانتهت المعركة في ضحى ذلك اليوم بوقوع خسائر قليلة على جانب قوات النجومي.
مقتل غوردون :
بدأ انصار المهدي يعبرون النيل الأبيض للحاق بجيش عبد الرحمن النجومي الذي كان يحاصر الخرطوم من جهة الجنوب ، واثناء هجوم القسم الثاني اندفعت قوة صغيرة من قوات النجومي متفرقة في شوارع المدينة بسرعة شديدة قاصدة سرايا الحكمدار لإعتقال غوردون باشا الذي سقط صريعاً اثناء المقاومة هو وحرسه الخاص في ظروف غير واضحة .