الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

التحرير والعدالة إلى أين؟

يبدو ما كنت أخشاه من انتقال عدوى التشظي والانقسامات التي أصابت كل الحركات الدارفورية بدون استثناء قد ظهرت أعراضها مؤخراً في حركة التحرير والعدالة التي كنا نراهن على اعتدالها وتماسكها الصلب وحكمة قادتها بعد التوقيع على وثيقة (الدوحة) التي كانت حلماً لكل أهل دارفور، حتى أصبحت حقيقة ماثلة أمام كل العالم الذي أثنى على بنودها وتوجهاتها الواقعية في إحلال السلام المستدام عبر بناء الثقة بين كل المكونات الإثنية في دارفور والشروع في إعادة الإعمار والتنمية وعودة النازحين من جحيم الحرب إلى قراهم آمنين في استقرار وسلام إلى أن تباينت الرؤى والأفكار مؤخراً بين قطبي حركة التحرير والعدالة الدكتور (التيجاني السيسي) رئيس الحركة والسلطة الإقليمية والسيد (بحر إدريس أبو قردة) الأمين العام للمجلس القيادي الأعلى للحركة وبدون الدخول في تفاصيل الخلاف ومسبباته والبحث والتدقيق فيمن يقف وراءه ويؤجج نيرانه لصالح أطراف في الداخل والخارج تخطط بهدوء وذكاء للقضاء على وثيقة الدوحة ونسف كلما ورد فيها من موجهات لإحلال السلام ومعالجة الأزمة الدارفورية فالمسألة ليست استهدافاً لشخوص في قامة (التيجاني السيسي) و(بحر إدريس) فالمستهدف هو سلام دارفور وحزب التحرير والعدالة الذي تميز عن كل الحركات الدارفورية بتنوعه الإثني والثقافي في عضويته دون انحياز أو أفضلية لقبيلة على الأخرى وأبعد من ذلك سينشر حزب التحرير والعدالة في كل ربوع السودان عبر أطروحاته القومية وأفكار قادته القائمة على المواطنة كركيزة أساسية للعدالة في الحقوق والواجبات دون تفرقة أو تمييز وبالتالي من واجبنا أن ندرك الأمر ونعجل بمعالجة الأزمة الطارئة قبل أن تستفحل وتصبح أمراً واقعاً لا تقوى على علاجه خاصة أن حزب التحرير والعدالة هو رأس الرمح في وثيقة الدوحة التي فتحت الطريق المتكامل لإحلال السلام العادل والشامل في دارفور مما جعلها المرجعية الوحيدة في كل أجندة الدول الصديقة ذات الاهتمام الخاص بالشأن الدارفوري وفوق كل ذلك عند التوقيع عليها كان هناك الأمين العام للأمم المتحدة السيد (كي مون) وممثلين للاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وكل دول الجوار السوداني بجانب الولايات المتحدة الأمريكية فماذا نقول لكل هؤلاء إذا تشظى حزب التحرير والعدالة وتبعثر معه وثيقة الدوحة ثم ماذا نقول لأشقائنا في دولة قطر الذين جادوا بكل أموالهم وعلاقاتهم الدبلوماسية الرفيعة من أجل إحلال السلام في دارفور، وأما المناحين من الدول العربية والأوربية ستصيبهم خيبة أمل إذا تفكك حزب التحرير والعدالة الضامن للسلام والطرف الثاني مع الحكومة السودانية في تحمل إنفاذ وثيقة الدوحة وفوق كل ذلك أن التيجاني السيسي وبحر إدريس يعلمان علم اليقين أن الحركات الدارفورية التي تقاتل الحكومة وعلى رأسها (عبد الواحد وجبريل ومني) يعيشون على أمل الخلاص من وثيقة الدوحة واستبدالها بمنبر جديد للتفاوض مع الحكومة بدون التحرير والعدالة بالإضافة إلى النشاطات الإسرائيلية المحمومة التي تخطط لتقسيم السودان إلى دويلات صغيرة على رأسها دارفور وبالتالي يا أخوتي قادة حزب التحرير والعدالة إننا ندعوكم لتجاوز الخلافات بالتواضع والتضحيات والحكمة والتأني في الحوار الذي يحقق الأهداف الوطنية حيث ما عاد المواطن الذي تحاصره الإشكالات والتحديات يتقبل جراحات وصراعات جديدة وعلى وجه الخصوص ذلك الإنسان الدارفوري البسيط الذي عقد كل آماله عليكم وصولاً إلى السلام والاستقرار والتنمية عبر وثيقة الدوحة التي لا بديل لها برغم تلك العقبات والمعوقات التي تعرقل نفاذ بنودها.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق