الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

جنوباً.. قبل أن ينكسر الكبرى

في عام 2010م كنا في مدينة أبيي الجميلة كانت الحركة الشعبية ما تزال شريكة في الحكم كانت واحدة من أفكار عوض جادين، مدير وكالة السودان للأنباء، المبتكرة، أن يتم توثيق الحياة الطبيعية في المدينة قبل أن بنفصل الجنوب وقبل أن تختفي مظاهر التدامج  والمتجمع المشترك للدينكا والمسيرية عن وجهها.
كانت هناك نهضة حاملة، نوعاً ما، في المدينة ثمة شوارع بدأت تسفلت تخطيط للمدينة وشبكة للكهرباء والمياه، وحركة نشيطة في كل قيادات الحركة الشعبية من دينكا نقوك متأكدة من أن أبيي مدينة جنوبية وستذهب إلي الجنوب دون ريب.
مزهوين وهم يتحدثون عن ظلم الشمال لهم.
واضطهاد المسيرية للدينكا.
قلت للناظر كوال دينق مجوك في إطار إستنطاقات واسعة رحمة الله- لماذا تريدون الانفصال والدينكا شعب طموح جسور.
ذلك فضلاً أنكم شخصياً – من خلال دينق مجوك وأعيان دينكا نقوك التسعة – من اخترتم البقاء ضمن إقليم كردفان؟.
كان رد الناظر كوال معلباً جري يحكي محفوظات الحركة الشعبية عن الممارسات والظلم والاضطهاد الذي عاني ويعاني منه الجنوبيون.
فلا معني للبقاء موحدين مع الشمال.
كان هناك موظفون كبار في حكومة السودان تم انتدابهم للعمل ضمن حكومة الجنوب، وإدارية أبيي لرسم ملامح خدمة مدينة في الجنوب- الدولة المضمر قيامها.
من بينهم مراجع من ديوان المراجع العام، من أبناء ابيي، نسكن معاً في استراحة المجلس التشريعي للإدارية.
في النهار حين نلتقي  علي شاي أو مائدة إفطار، كان خشناً جامحاً لا يكاد يفرد وجهه  قط، للقادمين من الشمال وحين يجن الليل تخرج الذات الطبيعية للجنوب البسيط.
أو قل الذات السودانية من غير أملاءات حين تأخذ الخندريس مأخذها منهم.
كان يأتينا في غرفتنا  حزيناً وأحياناً يبكي بحرقة شديدة، يتحدث بكل صدق  "نحن نحبكم والله وأنتم إخواننا ولا نريد هذا الانفصال" .. كان دائماً يصر علي أنهم مأمورون بهذا الانفصال ومدفوعون له دفعاً، في الصباح يركب وجها آخر، هو وجه دينق ألور أو إدوارد لينو أو لوكا بيونق.
ثمة أحاديث عن احتمال خوض حرب بين البلدين، مثل معركة هجليج وقد لا تنحصر هذه المرة في هجليج – لا سمح الله- وما هو عنها بالحديث المترجم، كما قال زهير  بن أبي سلمي.
وأول الحرب كلام وقد بدأ الكلام خشناً فالجنوب يدعم الجبهة الثورية ويفتح معسكراتها، وخطوط إمدادها.
والجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى يقوون برد الصاع صاعين، وتلك تقديرات عسكرية لكن قرار الحرب، كما قال تشرشل قرار خطير ليس من الحكمة أن نتركه للعسكريين وحدهم .
سيكون غالبية الذين يضرمون نيران الحرب من الجنوبيين علي شاكلة موظف ديوان المراجع العام ذاك.
مجبورون علي الصلاة وقد أذهلت الحرب الجنوبية- الجنوبية حكومة الجنوب رشدها وأفقدتها توازنها، حتي وقعت بالكامل فريسة في أيدي أعداء السودان الحقيقيين.
وستعمل علي زلزلة الأرضية التي يقف عليها الآن، خاصة وأن هناك مؤشرات استقرار كبير ستشهده البلاد بإذن الله لذلك علينا  أن نعمل لي تحاشي  الحرب تلك، ما أمكننا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق