الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

لا للحرب .. نعم للسلام المستدام

تبدو في الأفق القريب بوادر أزمات جديدة ما بيننا ودولة جنوب السودان وترجح الاحتمالات العودة لمربعات الاحتراب الأولي بعد الاتهامات العدوانية وذلك للتراشق وتلك التصريحات الإعلامية السالبة التي دفع بها كل ضد الآخر في الآونة الأخيرة، مما يثير القلق والتوتر حول مستقبل العلاقات الثنائية التي استبشرنا بها خيراً في الشهور الماضية بعد تبادل الزيارات الرسمية والاتفاق على التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة والوجود المكثف للجنوبيين النازحين بسبب الحرب إلى السودان، ولكن بشكل مفاجئ أعلنت حكومة السودان بأنها لن تصمت على اعتداءات الحركات الدارفورية على المواطنين في الأراضي السودانية والتي تنطلق في داخل الأراضي الجنوبية ووعدت بمطاردتهم في داخل الأراضي الجنوبية، ولكن الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان نفي وجود أي من الحركات الدارفورية على أرض الجنوب مؤكداً في تصريحات صحفية بأن السودان يساند ويقدم المساعدات لجماعة (رياك مشار) ضد حكومة الجنوب، مشيراً إلى أن (التصريحات السودانية هي إعلان للحرب ضدنا ونحن مستعدون لها) وعبر ذلك التصريح الناري فقد ذهب السيد فيليب أقوير الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي بعيداً، فنحن في السودان (الفينا مكفينا) ولا أعتقد أن فكرة العودة مرة أخرى للحرب في الجنوب هي رغبة عند أي مسؤول سوداني وإلا ما كان الجنوب قد نال استقلاله برضاء وقبول من السودان الذي آثر أهله وضع حد نهائي للحرب برغم مرارة الانفصال الذي استقطع جزءاً عزيزاً من ذلك الوطن الكبير فيا أخي (فيليب) مرة أخرى أكرر لك ولكل أهلنا في جنوب السودان بأننا قد طوينا صفحات الاحتراب إلى الأبد، بل نحن الآن مشغولون بقضايانا الداخلية ونسعى بكل قوة لإحلال السلام في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وبصدد فتح حوار وطني نعالج عبره قضايانا العالقة كلها، ويهمنا كثيراً أن نسير نحو الوفاق الوطني الشامل في بلادنا وأن ينعم أشقاؤنا في دولة جنوب السودان بالاستقرار والمصالحة الوطنية وإيقاف الحرب الأهلية التي تؤثر سلباً علينا وتلقي بظلالها في كل الحدود السودانية – الجنوبية التي أصبحت مراكز للحركات الدارفورية المسلحة والتي تروع المواطنين في تلك المناطق ولقد ثبت بالأدلة والبراهين بأن الحركات الدارفورية تهاجم السودان ثم تحتمي داخل الأراضي الجنوبية بعلم من بعض القيادات السياسية في الجنوب، كما ذكر السيد تعبان دينق والي ولاية الوحدة السابق والذي كان سنداً عسكرياً لقطاع الشمال والحركات     ضد السودان حينما كان يشغل ذلك المنصب الرفيع في تلك الولاية المجاورة للسودان، والمعروف الآن أن تلك الحركات تساند حكومة الجنوب في حربها ضد مجموعة رياك مشار ومن هنا يأتي تفسير السيد (فيليب) عليها وهو ينكر وجودها برغم ما قامت به من اعتداءات مثبتة ضد المواطنين داخل السودان، والاستيلاء على ممتلكاتهم بالنصب المسلح والمعروف أن لتك الحركات الدارفورية تجارب خارج القضية الدارفورية حينما كانت سنداً (للقذافي) في مواجهة الثورة الليبية الشعبية، وعموماً أخي (فيليب) نحن لا نريد حرباً بل يريدها الرئيس الأوغندي (موسفيني) لتحقيق مصالح شخصية واقتصادية، فأرجو أن لا تستمعوا لتخيلاته وأفكاره الضارة بعلاقات الشعبين الشقيقين في الشمال وفي الجنوب، فليس هناك من يفكر في غزو الجنوب بالعودة إلى مربعات الحرب القديمة وبالتالي نحن نتطلع إلى حياة مستقرة في بلادنا بعد أن نتجاوز كل الصعاب التي تواجهنا ونصبوا إلى علاقات مستقبلية متميزة مع أشقائنا في جنوب السودان في كل المجالات ولا نريد حرباً، حتى ولو اعتديتم علينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق