الخميس، 25 ديسمبر 2014

ندوة الأربعة.. في القبل الأربعة!

لا شك أن هناك حالة من حالات المعارضة في الشارع السوداني.. لكن بأي مستوي هي وما توجهاتها وما هي خياراتها، ماذا تريد وكيف تريد بل ما هو الوزن  الحقيقي لها ككتلة جماهيرية؟.. أسئلة كثيرة لا أحد بمقدوره أن يجيب عنها بشكل قاطع ودقيق.
لكن الواقع يفيد بأن جمهور المعارضة كبر أو صغر حجمه لكنه ليس جمهوراً منظماً بل يكاد في كثير من الأحيان يحتفظ بموقف تجاه الأحزاب المعارضة يشابه موقفه  تجاه الحزب الحاكم.
جمهور معارض يقف علي مسافة واحدة من كل  مكونات الساحة السياسية المنظمة، مسافة موقف  ومسافة عدم ثقة ومسافة انتماء.
لذلك يتحول كيان المعارضة وينتقل من خانة إلي خانة أخري مناقضة ومن موقف إلي موقف ومن الداخل إلي الخارج والعكس، دون أن تترك نشاطاته  أو تحركاته أي نوع من الدهشة أو الاستغراب.. أو السخط أو التأييد أو حتي الرغبة في التعليق علي تك المواقف.
وبناءً علي هذا نستطيع أن نجزم  بأنه لا أحد يمتلك  الحق في تبني صوت الشارع المعارض، ولذلك بدأت تظهر علامات عدم رضا النخب السياسية المعارضة من موقف الشارع الذي يتحرك علي (كيفه) يثور.. يغضب.. يصمت.. يتكلم.. فهو بالضبط يحاكي حالة المرهف عبد القادر الكتيابي وقافيته (أرقع جبتي أو لا أرقعها أطرزها من اللالوب ألبسها علي المقلوب أخلعها علي كيفي).
طالعت أخباراً تتحدث  عن ندوة سياسية لحزب المؤتمر السوداني قبل يومين حضرها فقط  أربعة أشخاص بالإضافة إلي ثلاثة آخرين هم من أشرفوا علي تنظيمها وغاب الجميع بل غاب المتحدثون أنفسهم.. رغم  الإعلان المسبق والكثيف للندوة..!
تخيلوا ندوة تعقد في دار حزب كنت أفترض أن له وجوداً بحسب ضجيج إعلامه وكثافة نشاطاته وتخيلوا أن يكون توقيت هذه الندوة في ظل اعتقال السلطات لقيادات معارضة كبيرة مثل السيد فاروق أبو عيسي وأيمن مكي مدني، وتخيلوا أيضاً أن يكون هذا الفعل في المرحلة التي أعقبت توقيع اتفاق نداء السودان كمشروع جديد للمعارضة.. كيف لا يحضر أحد؟ وما هي مؤشرات ذلك؟
هل فعلاً  هذه الأحزاب بلا جماهير؟ وحتي جمهور المعارضة غير المنتمي نفسه أليس لديه علي الأقل الإحساس بأهمية الحضور للاستماع علي الأقل إلي ما يطرب أذنه ويصادف هواه من خطاب معارض.
وهل تلك  الحالة تعبر فعلاً عن فقر جماهيري تعيشه تلك الكيانات أم أن الجمهور المعارض ليس فقط هو غير منتم لتلك الأحزاب بل يحتفظ كذلك بموقف أِبه بموقف المقاطعة لفعاليات تلك الأحزاب إما بسبب خطابها (الما جايب حقو) أو بسبب خياراتها التي اختارتها مؤخراً وتحالفاتها مع حملة السلاح..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق