الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

(الحوار بمن حضر) هل أصاب الرئيس؟؟

الدوسنتاريا المزمنة، تكسير عام في الجسم، وإنهيار في الأداء، وبؤس شديد وتعب وزهج، علماً بأن الدوسنتاريا مرض البيئات المتخلفة، وفقد كثيراً من حيويته، وبات مثل طعام المستشفى وهو تشبيه يطلق على كل شئ فاقد لطعمه الخاص، فالبيئة تفسد الدسامة والحوار يمر بمطبات.
أصيب (عمنا) الحوار بالدوسنتاريا حتى صارت لجنة (7+7)  غير مهمة وليست بها ذرة من المفاجآت، وبعد أيام يدخل عمر الحوار عاماً واحداً وهو عند الأمهات ما زال يتعرف على ملامح أبيه وأهل بيته، يبكي إذا جاع ويحن ويحتج حسب قدرته على التعبير، وأبننا (السيد الحوار الوطني) سيبلغ العام ولن يستطيع الحبو ومتمسك بثدي أمه خوفاً من الجوع، لم يأكل الذرة، الطعام الوطني وهو حساس مع الغرباء، ضعيف وهش وهو كائن رقيق بلا حول له ولا قوة، مثل العصافير، عصافير الخريف باللون الأحمر والبني المضغوط، حلوة وحرة وعادية وللأسف زاد الوهن في طباع طفلنا الحوار الوطني ونخاف أن يصاب بالتوحد إذا تجاهله الجميع من أفراد العائلة الكريمة.
لا بأس من التفاؤل، دعونا نقرأ عمر الحوار، ماذا أنجز وكيف عجز وهل ما زالت الفرصة قائمة للانتقال والتحول الديمقراطي، غالب الظن لن نجد نتائج واضحة بالقرارات والخطى، سوى خطوة أديس المعطلة وإعلان باريس ونداء السودان بينما الخرطوم تقف متفرجة ومترددة وربما خائفة، والكل ينتظر دكتور الترابي في ربط المعارضة مع الحكومة بوجهة نظر وسطى إما حكومة قومية أو انتقالية مكونة من التنكقراط، والبداية المبشرة جاءت من ضرورة تعيين الولاة بحجة أنها جلبت القبلية والعنصرية والجهوية وتكاد تكون التعديلات الدستورية هي العنوان اللامع لتفسير رغبة الحكومة في تحريك طفل عمره عام في وداعة طيور الخريف الزقزاقة، الطفل الذي صار في مشاعر الناس مزارعاً مصاب بالدوسنتاريا يحش بدقنه ويؤجل أعماله وربما يموت بالهزال، والكل يتأمل خطى المعارضة في نداء السودان، هل كان مفرطاً في المطالب وسمعنا أن الحركات تكاد تحمل حقائبها وأن كل شئ على ما يرام بتطمينات رئاسية.
البعض منا يحب الحروب ليضيف لثرواته مزيداً من الملايين، وجاء إعلان فشل المفاوضات في الجولة الثامنة برسالة مكتوبة بقلم الرصاص في حجم الكاتيوشا، لغة يفهمها السياسي وهو يشير للجنرالات بتوضيب العملية حتى تنتبه الحكومة في الخرطوم بينما الحكومة تدرس خيار الصيف الحاسم إذا كان ديدن الحركة هذا الابتزاز والكل يبكي ويلوم بينما المصحف موجود بين الجانبين وبعد الخدعة التكتيكية الماكرة من عرمان وهو يثير غباراً مكثفاً تحت قدمي خيل غندور ويربك الحساب وهو يطلب حق الحكم الذاتي في المنطقتين بحجة أن الحكومة ترفض تطريز أحلام عرمان بالمقاس القومي وتفصل أوجاع دارفور بعيداً عن وحي السودان الجديد.
الشاهد البديع أن الخطوط تتمايز واللغة تتساعد والفرقاء يستعصمون برؤاهم لإخراج السودان من النفق الظليم، وتساوي العناد من الخرطوم لأديس توقف النبض حتى قال السيد الرئيس تعبيراً عن تعنيت المعارضة بمواقفها أن الحوار وهو طفل يحبو سيتعلم المشي بمن حضر وهذا يعني أن الحكومة (ما فاضية) لآمال المعارضة وهي تحمل سكاكينها أمام الحكومة تريد عثرة واحدة ثم تليها ضربات قاضيات ومن يصدق أن تكتب الحكومة والقلم في يدها كل ذلك الشقاء المكتوب بحبر الشعراء الثوريين.
فهل سينجح الحوار (بمن حضر) وهل هو فعلاً إعلان نعي مبكر حتى خيل للبعض أن اللون الأبيض ليس بغرض الزفاف بل هو كفن دفن الحوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق