الثلاثاء، 27 يناير 2015

الحوار الجماعي هو الحل

أتي السيد (ثامبو أمبيكي) إلي الخرطوم في الأسبوع الماضي من أجل متابعة ترتيبات انطلاق الحوار الوطني بالإضافة إلى التنسيق مع الحكومة حول جولة المباحثات القادمة مع قطاع الشمال بأديس أبابا، ولكنه فوجئ بخلافات جديدة وإضافية لمهامه في داخل (7+7)، حيث ذكر القيادي بالمؤتمر الوطني، د. مصطفي عثمان بأن هناك بعض القوى السياسية التي تحاول تعطيل الحوار، وبالمثل اتهمت الأحزاب المقاطعة للحوار الحكومة بتقليص الحريات واستمرار الحرب بالإضافة إلى قيام الانتخابات في ميعادها بالرغم من أن ظروف البلاد لا تسمح بقيامها، حسب إفادات كمال رزق، نائب رئيس حركة الإصلاح الآن.
فالسيد أمبيكي الذي أتي للسودان متفائلاً يحمل في طياته تباشير موافقة حركة عبد الواحد محمد نور للمشاركة في الحوار الوطني قد فوجئ تماماً بخلافات المؤسسين لفكرة الحوار الوطني مما يصعب مهامه ويلقي عليه بالمزيد من الأعباء التي لم تكن تخطر على باله، مما جعله في ربكة إدارية لا يعرف من أين يبدأ، خاصة وأنه التقي بالسيد وزير الدفاع لمناقشة الملفات الأمنية العالقة ما بين السودان ودولة جنوب السودان، وعموماً فإن كل المؤشرات تؤكد بأن السيد أمبيكي قد أصبح في حيرة من أمره ولا يعرف من أين يبدأ، بعد أن اختلطت الأوراق وظهرت إشكالات وصراعات جديدة في الداخل لم تكن في الحسبان، وكما ذكرت في فترات سابقة بأن كل الحوارات والمباحثات الثنائية بين طرفي النزاع في الحكومة والمعارضة المسلحة مكتوب لها الفشل وفق تلك التجارب المتكررة في كل الجولات التي مضت، وعلى وجه الخصوص مع قطاع الشمال الذي خالف القرار ألأممي (2046) واتجه صوب القضايا القومية بالإضافة الى إشكاليات الصراع في المنطقتين بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، كما أن الحركات الدارفورية الرافضة لاتفاق الدوحة قد سارت على نهج قطاع الشمال وصارت لا تتحدث إلا في القضايا المركزية المتعلقة بإطلاق الحريات العامة والاتفاق على الكيفية التي يمكن أن يحكم بها السودان والتوزيع العادل للسلطة والثروة، والمعروف لأن لجنة (7+7) ليس بأجندتها سوى تلك القضايا المطروحة بقوة من الحركات المسلحة، وهذا يجعل السيد امبيكي يغير الكثير من خططه وقد يل يلجأ إلى دعوة كل الفرقاء في الداخل والخارج إلى لقاء تنويري يمكن أن يؤسس لحوار وطني شامل تشارك فيه كل القوى السياسية.
وكذلك الحركات المسلحة إلا إذا كان السيد أمبيكي قد أدمن الإطالة في المباحثات الجنائية.. جولة فاشلة بعد جولة، دون الوصول إلى أي تقدم أو حلول، خاصة أن جبهات الخلاف قد صارت متعددة لا تحتمل الثنائية، فبجانب قطاع الشمال فهناك الحركات الدارفورية بالإضافة إلى الخلافات الجديدة في داخل لجنة (7+7) وبالتالي ينبغي علينا ألا ننتظر السيد أمبيكي حتى يقرر، بل ينبغي علينا مساعدته تحقيقاً لمصالحنا بأن تقترح عليه تجاوز المباحثات الثنائية كافة، بأن يعجل بدعوة كل الفرقاء للمائدة المستديرة وفق خطوط عريضة للأجندة تتعلق بالتحول الديمقراطي وإطلاق الحريات العامة وإيقاف الحرب وإحلال السلام، في دستور قائم على المواطنة أساساً للواجبات والحقوق في دولة العدالة والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وان ينشط السيد أمبيكي في إقناع الرافضين للانضمام إلى الحوار الشامل الذي يمكن أن يضع حداً نهائياً لإشكالاتنا العالقة كافة، حيث لم يعد الزمان يسعفنا لمزيد من الانتظار، فعبر تلك الأجندة التي ترعاها الوساطة الأفريقية علينا البدء بمن حضر دون انتظار أحد، باعتبار أن الحوار الوطني هو الفرصة الأخيرة لبناء الدولة السودانية المستقرة.

د. غازي .. و(مأسسة) الاستبداد

(مخاشنات) شديدة طرفاها الأحزاب التي تم تعليق نشاطها في لجنة الحوار وبين اللجنة؛ وقد تولي كمال عمر الأمين السياسي للشعبي هذه الـ(مخاشنات)؛ عندما أعلن أمس عن ميلاد جسم جديد أطلق عليه (مجموعة الأحزاب المحاورة).
وذكر الأمين السياسي للشعبي ذكر أن (خيار الحوار) كان طوعاً ودون شروط وهناك بعض الأحزاب تسعي لـ(نسف عملية الحوار) ... وأشار إلي أن د. غازي صلاح الدين سبق أن أخطرهم بضرورة مغادرة (منصة الحوار) بسبب عدم رضا الكثيرين عن حيثياته ومخرجاته.
بداية يجب التفريق بين (الخلافات) الحزبية؛ وبين مجريات الحوار الذي ينبغي أن يضم جميع الأطياف؛ وما لا خلاف عليه أن الأحزاب بمختلف مسمياتها ليست علي (وفاق) مع المؤتمر الوطني.
وعدم الـ(وفاق) هذا يعني بداية أن (الخلاف) مهما علا يجب أن لا (يعيق) تقدم الحوار؛ وربما أصبح محفزاً له.. من هذا المنطق يصبح حديث د. غازي بضرورة مغادرة (منضدة الحوار) حديثاً غير (موفق).
وعدم التوقيع فيه أن يكون مصدره رئيس (الإصلاح الآن) شخصياً؛ وهو الداعي في كثير من مواقفه إلي (الندية) السياسية)؛ وتحرير (الرأي) .. ولو تذكرون أن أول ما قاله د. غازي لحظة خروجه من الوطني "أنه صدع برأيه".
فلماذا يحجر علي (الأحزاب) الذين أرادوا دخول الحوار وفق قناعتهم الكاملة وبلا أية شروط؟.. لماذا يحجر عليهم آراءهم؛ ويأمرهم صراحة بمغادرة منضدة الحوار؟
كمال عمر ساق في حديثه لـ(اليوم التالي) أمس اتهامات طالت قيادات الإصلاح؛ وقال إنهم كانوا ضمن منظومة الاستبداد ويتحملوا مثل غيرهم (وزر) انفصال الجنوب.ذ
وهذا ما ظللنا نكتب عنه لفترة ليست بالقصيرة؛ تأكيداً أن القيادات التي كونت الإصلاح الآن شاركت في الحكومة لـ(22) عاماً؛ وكانوا أعضاء أصيلين في الجهازين التنفيذي والتشريعي؛ مثلما أن لهم كامل العضوية في حزب المؤتمر الوطني.
طيلة فترة بقائهم وحتي موعد خروجهم الكبير من الحزب (الأم) لم تشهد لهم الساحة أقوال ناقدة ومناهضة للحزب أو الدولة؛ لأنهم جزء منها..فلماذا صار الحوار مع الحزب (الأم) من (الممنوعات) بعد خروجهم عنه؟ أو لمجرد أن كثيرين غير راضين.
وهل رضيت الأحزاب عن (الإنقاذ) في ما مضي من سنوات؟.. أم أن قادة الإصلاح أطلت علي رؤوسهم فجأة (الحلول الشافية) لكافة مشكلات السودان؟.. بينما كانت ذات هذه الحلول غائبة عليهم لـ(23) عاماً.
ما عجز عنه د. غازي صلاح الدين ومعانوه لما يزيد من عقدين من الزمان؛ وهم أعضاء بكل مؤسسات الحكومة؛ لن يفلحوا في تحقيقه وهم الآن خارج هذه المؤسسات.
ليس من الحكمة حمل (الآخر) حملاً ليكون رأيه مطابقاً لرأيك؛ وقديماً قيل نصف رأيك عند أخيك؛ عليه إذا قررت مجموعة الإصلاح عدم متابعة الحوار؛ أو أعلنت مقاطعتها للانتخابات؛ فذلك يمثل موقفها هي ولا تستطيع أن تصادر مواقف الأحزاب الأخرى.
فالداعي لممارسة العمل السياسي دون حجر أو وصايا والمنادي ببسط الحريات في العمل العام؛ ينبغي أن يكون أول المبادرين لحفظ حقوق الآخرين.. حتي لا يوصف هو نفسه بـ(الاستبداد).

أحزاب اللحظة والفرد

استغرب أن يجير الفرد تاريخه ومستقبله السياسي للحظة في التأريخ هي التي تحكم حياته كلها وتحدد مشاعره وأفكاره ومواقفه.
وليس بعيداً عن هذا أن يقف المرء محددات حياته على شخص دون فكرة ويبني عليها كل شأنه، ويحيرني في هذا أن يجد المذهب الشيعي أتباعاً كثيراً ومفكرين وخلاصة الأمر أن لحظة في التأريخ هي التي تحدد كل القضية والقضايا والسياسة والفهم. وتقصر طائفة من السودانيين شأنهم عند رجل واحد مثل ما يعتقده من يتبعون الفكر الجمهوري في السودان أو الذي يرون في ناصر والناصرية متكأ أصيلاً لهم. يذهب الرجال وتنتهي القضية وينضب المعين مع تطور الحياة والحاجة إلى أفكار حاضرة ومتجددة. ومثل هذه المواقف والأفكار التي تقوم عليها أحزاب وجماعات تحدث حراكاً واسعاً واستقطاباً حاداً ولكنه محدود العمر يقل أثره بعد غياب المؤسس والمفكر وتنتاب الفكرة والحزب والجماعة شيخوخة مبكرة مندثرة مهما ارتفع صوتها وعلا ضجيجها. مثل هذه الأفكار يحسن معها أن تترك للأيام وهي كفيلة بها ولكن قوم نقوم على روح قلقة لا ننتظر موات هذه المواقف التي تنبت قوية وتحتاج إلى عمر قصير نزيد فيه باهتمام أكبر بها. ربما تكون الفكرة الاتحادية ذات اختلاف بدرجة أقل كونها تقوم على فكرة تستدعي الروح الوطنية في السودان وهذا ما يبث روحاً في الفكر الاتحادي الذي يقوم على العلم ولحظة رفعه ومن رفعه.
رغم أن الركون إلى موقف من التأريخ ومواقف لأشخاص قد لا تنفع في تأسيس فكر سياسي شامل يرمي إلى إقامة منهج لإدارة الحياة كلها ورسم حاضر ومستقبل البلد. كثير من الأحزاب السياسية في السودان تتأسس على هذا المعنى والفهم ونبتت مجدداً أحزاب الطائفة والقبيلة والجهة والعنصر وهذه مصيبة أكبر. ولكن هذا الواقع سيكون مفيداً معه التدافع والحراك السياسي يقبل عبره الناس ما يريدون ويقبلون ويصححون المسار. ألاحظ بتقدير نشاطاً واسعاً للأحزاب الاتحادية وهي تستعد للانتخابات القادمة وليتنا نعايش صراعاً وتنافساً بين المكونات الاتحادية وبينها والقوى الأخرى.

الأمة القومي وإشهار إفلاس غير مجدي!

مثلما يفعل بعض العاملين في التجارة والأسواق حين يُحاصَرون بالديون والمطالبات المالية مع عجزهم عن الوفاء بها -وفى خطة قانونية استباقية- يلجئون إلى إشهار إفلاسهم وفق إجراءات معينة أمام المحاكم؛ وعبر أداء اليمين حتى يتسنى لهم -مستقبلاً- تفادي أي مطالبات من قبل الدائنين حيث يتيح إشهار الإفلاس ما يكمن اعتبارها حصانة تجاه الدائنين تمنعهم من مقاضاة المدين المفلس؛ فإن حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي -إذا صح ما رشح عنه مؤخراً- يبدو انه لجأ إلى هذه الطريقة.. إشهار الإفلاس، لتفادي المطالبة!
فقد تناقلت الأنباء خبر اتخاذ الحزب -بإيحاء من زعيمه المهدي من منفاه الاختياري في القاهرة- قراراً بحل أجهزة الحزب وتجميد أنشطته السياسية والنزول إلى تحت الأرض! إذا صحت هذه الخطوة والتي يبدو أن الحزب يحاول عن طريقها تفادي المطالبة الموجهة ضده بالحل والتجميد من قبل جهاز الأمن والمخابرات، فإن الحزب لسوء حظه يكون قد أرتكب أخطاء مزدوجة أكثر سوءاً من أن يواجه مصيره جراء الشكوى!
فعلى صعيد الافتراضات البديهية المعروفة إزاء الشكاوي ذات الصبغة القضائية، فإن من المتعارف عليه في الغالب إن نتيجة أي شكوى أمام جهة قضائية تحتمل إثنين؛ السلب والإيجاب فكما من الممكن أن يصدر قرار بحل وتجميد نشاط الحزب؛ فإن من المحتمل أيضاً بذات القدر أن يصدر قرار آخر بغير ذلك، إذ لا أحد مهما كانت التقديرات والمعطيات يستطيع التنبؤ بقرار من المنتظر أن يصدر عن جهة قضائية.
الخطأ الاستراتيجي لحزب الأمة فى هذه النقطة بالذات أنه أقر مسبقاً بخطئه ومخالفته ومن ثم شرع في ترتيب نفسه فيما يتعلق بالعقوبة! إذ أن قرار التجميد الاستباقي هذا ما هو إلا قرار استباقي لتفادي العقوبة التى ربما تتمثل في التجميد، فقد فضّل الحزب تجميد نفسه بنفسه!
من جانب آخر -وهو الأخطر وأهم- فإن الحزب ربما لم يدرك أن قراره بتجميد أنشطته وحل أجهزته، هو أيضاً قرار مخالف لقانون الأحزاب 2007 إذ ليس من حق الحزب -أي حزب- وبعد أن تم المساح له بممارسة نشاطه السياسي وأنشأ أجهزته، أن يقرر وقف نشاطه بقرار من زعيمه!
الإجراء يستلزم موافقة الجمعية العمومية للحزب، لأنها صاحبة السلطة العليا والفعلية وفق النظام الأساسي البديهي. وبهذا فإن الحزب لسوء حظه عرضة حتى في قراره الاستباقي هذا لقرار آخر من مجلس شئون الأحزاب إذا ما تقدم أي من عضويته ومنسوبيه بطلب يشكو فيه تجميد الحزب لأجهزته دون موافقة جمعيته العمومية، بل إن الحزب في أحسن الأحوال مطالب الآن بتقديم طلب مكتوب ومسبب لمجلس شئون الأحزاب يخطره فيه بالخطوة التى قام بها ومبرراته ودوافعه تجاهها والمدة التى يزمع فيها تجميد نشاطه!
من جانب ثالث فإن الإجراء حتى مع افتراض أن أحداً لم يتعرض أو يعترض عليه لا يسقط الشكوى ضد الحزب ولا يمنع المحكمة الدستورية من النظر فيها والتقرير بشأنها، ذلك أنه من الناحية القانونية المحضة فإن قرار الحزب بتجميد نشاطه أمر لا يغير من وضع الحزب القانوني ووجوده، ومن ثم فإن صدور قرار في وقت لاحق بحل الحزب وتجميده سوف ينزع عن قيادة الحزب أي تعاطف محلي أو دولي حيال القرار باعتبار أن الحزب من الأساس قرر تجميد نشاطه طواعية وبقرار أحادي من جانبه!
من الواضح إذن أن حزب الأمة القومي في حالة إرتباك غير مسبوق، وهذه في الحقيقة هي أزمة الأحزاب التقليدية التى عجزت عن استيعاب متغيرات الواقع والتفاعل معها!

الرئاسة السودانية تنتقل الي القصر الجديد

استبدلت الرئاسة السودانية القصر الجمهوري ، بقصر آخر جديد ، رفع عليه الرئيس السوداني المشير عمر البشير، علم السودان ونقل إليه مكتبه وكل متعلقات الدولة التي تخص الرئاسة السودانية ، وذلك بعد أن صمد لنحو 190 عاماً أمام مختلف التغيرات المناخية والسياسية بالسودان.
وشُيِّد القصر الجمهوري الجديد بمنحة من حكومة الصين ، وتزامن افتتاحه مع ذكرى تحرير الخرطوم في السادس والعشرين من يناير من العام 1885، ومقتل الجنرال الإنجليزي حاكم السودان وقتها غوردون باشا.
وشارك في الافتتاح نائبا الرئيس السوداني بكري حسن صالح وحسبو محمد عبدالرحمن ، وشاغلو المناصب التنفيذية ، والأجهزة  التشريعية ، وممثلو الدول والسفراء المعتمدون، وفئات من الشعب بجانب ممثل حكومة الصين بالسودان.
ومنح البشير عدداً من الأوسمة للقيادات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاز القصر الجديد.
وقال وزير الرئاسة السوداني صلاح الدين ونسي ، إن دواعي التجديد استلزمت أن يقام هذا القصر، بعد أن أصاب القصر القديم البلى بعد مرور 190 عاماً من إنشائه، تعرّض خلالها لعمليات صيانة وترميم.
وأشار إلى أن القصر الجديد لم يغفل الهوية الوطنية والثقافية للسودان ، ممتدحاً الشركاء الذين ساهموا في إنشائه.
ويتسع القصر الجديد ﻻستضافة القمم الدولية، ويضم قاعات ضخمة ﻻستقبال الرؤساء الزائرين، في ﻤﺴﺎﺣﺔ كلية ﺗﺒﻠﻎ نحو 18600 ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ، ﻭبمساحة مقدرة للحدائق ﺗﺒﻠﻎ 15000 ﻣﺘﺮ، ﻭيتكون ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻣن ثلاثة طوابق.
وشُيِّد القصر الحالي بجوار القصر القديم، الذي سيتحوّل إلى متحف بعد أن ظل مقراً لرؤساء البلاد، منذ تشييده في العهد التركي العام 1830.

امبيكي يبحث ملف المعتقلين السياسيين مع البشير

تعهّد رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي ، للمعارضة السودانية ، بمناقشة جملة من القضايا مع الرئيس السوداني المشير عمر البشير، بما في ذلك مسألة إطلاق سراح المعتقلين على رأسهم رئيس التحالف فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني.
وأطلعت قوى الإجماع بحسب بيان صادر عن مسؤول لجنة الإعلام أبوبكر يوسف ، امبيكي على موقف المعارضة المعلن مسبقاً الرافض للحوار ، وقالت "لا جدوى من التحاور مع النظام الذي لم يلتزم باشتراطات ، تراها المعارضة بأنها الحد الأدنى الذي يلزم لحوار جاد ومنتج".

الاثنين، 26 يناير 2015

مقتل خمسة صحفيين في هجوم مسلح بجنوب السودان

لقي خمسة صحفيين من دولة جنوب السودان مصرعهم مساء أمس الأحد في هجوم مسلح استهدف سيارة كانت تقلهم، أثناء جولة رافقوا خلالها محافظ مقاطعة راجا بولاية غرب بحر الغزال المتاخمة للحدود السودانية.
تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها التي يستهدف فيها صحفيون في جنوب السودان منذ اندلاع الحرب الدائرة بالبلاد في ديسمبر/كانون الأول 2013.
ورجح حاكم ولاية غرب بحر الغزال رزق زكريا حسن أن يكون وراء الهجوم مجموعة متمردة تتبع قوات المتمردين التي يقودها رياك مشار أو مجموعة أخرى تتبع حركة جيش الرب الأوغندي.
وقال زكريا في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن الهجوم تم بعدما أنهى محافظ المقاطعة -المعين حديثا- جولة له في إحدى القرى القريبة من مدينة راجا، مشيرا إلى أن المحافظ ومدير شرطة المقاطعة وآخرين كانوا ضمن الوفد نجوا من الهجوم وتعرضوا لإصابات طفيفة.
وأضاف أن 11 شخصا قتلوا في الهجوم بينهم خمسة صحفيين، هم مدير إذاعة راجا الحكومية، ومصور تلفزيوني، بالإضافة إلى ثلاثة صحفيين آخرين بينهم امرأتان، بينما أرسلت الحكومة لجنة تحقيق وقوة من الشرطة والجيش إلى مكان الحادث.
ومنذ العام 2006 أصبحت بعض قرى المقاطعة مراكز لحركة جيش الرب الأوغندي المصنف عالميا "حركة إرهابية"، حيث تشهد هذه المنطقة عمليات قتل واختطاف واسعة.
وأدان هنري جوزيف من رابطة الصحفيين المحلية بالولاية هذه الحادثة ووصفها بأنها "أكثر من إرهابية"، وطالب في تصريح للجزيرة نت الجهات الأمنية في الولاية بإجراء تحريات واسعة من أجل إلقاء القبض على الجناة.
وفي الأسبوع الماضي شهدت المنطقة ذاتها هجوما لمجموعة مسلحة على إحدى القرى، حيث اختطفت مجموعةً من الأطفال والفتيات، ويرجح سكان المنطقة أن يكون هذا الهجوم من فعل جيش الرب الأوغندي الذي ينشط داخل هذه المناطق.

الانتخابات ... اختبار حقيقي لمعرفة الحجم الطبيعي

من المعروف ان الانتخابات العامة هي الآلية الوحيدة المتفق عليها عالمياً في قضية تداول السلطة سلمياً ومن المدهش حقاً أن القوى السياسية التى ظلت لعقود تدعو وتنادي بهذه الآلية حين يأتي الآوان تتراجع وتتذرع بأمور واهية لا تمت إلى الجدية بصلة.ومن غرابة الأمران كل هذه القوى السياسية -مع علمها المسبق بموعد الانتخابات العامة- والتي تمثل المخرج الوحيد للسودانيين لطي الخلافات والعيش في إجواء السلم والحريات.باعتبار أن العملية الانتخابية استحقاقاً دستورياً، والضامن للتداول السلمي للسلطة.
فالانتخابات تمثل اختباراً حقيقياً للأحزاب لمعرفة حجمها الطبيعي، ومد قناعة قواعدها بما تطرحه من برامج ورؤى ، وهي فرصة مواتية لشباب الأحزاب للتدرج وتحمل المسؤوليات باعتبارهم عماد مستقبل هذه الأحزاب.
و بلغ عدد المرشحين للدوائر البرلمانية والنيابية بالولايات كافة ، ثلاثة آلاف مرشح. فالذين أكملوا إجراءات الترشيح للرئاسة بلغ عددهم ستة مرشحين، رغم أن هناك كثيرين قاموا بسحب الاستمارات ، وهناك تسع دوائر ولائية خارج عملية الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية، وهي" سبع دوائر بجنوب كردفان، و دائرتان بولاية وسط دارفور بمناطق جبل مرة"
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات بولاية الخرطوم، عن استلام 204 استمارات ترشيح للمنافسة في الدوائر القومية والولائية، بينما تنافست ستة أحزاب سياسية على دوائر الولاية.وفصّل رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية إبراهيم الكافي، أن لجنته استلمت 72 استمارة ترشيح للمنافسة على الدوائر الولائية، و48 للقومية، و84 استمارة للمنافسة في القوائم النسبية.وأضاف:" الاستمارات تم استلامها من مرشحي المؤتمر الوطني، وحزب الإصلاح الوطني، وحزب الأمة الفيدرالي، وحزب الأمة القيادة الجماعية، وحزب قوى السودان المتحدة، وحزب وحدة وادي النيل، بجانب عدد كبير من المستقلين"، وقال إن لجنته ستستمر في تلقي استلام طلبات الترشيح، حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وفي السياق أعلن حزب الأسود الحرة مشاركته الجادة في انتخابات أبريل المقبل بولايات شرق السودان ونهر النيل شمال السودان والخرطوم العاصمة.وقال القيادي بالحزب مبارك الشيخ سلمي إن دوافع خوضهم للانتخابات أملاها توجه الحزب وحرصه على ترجمة شعاراته وبرامجه لأرض الواقع.وأكدت المفوضية القومية للانتخابات ، انتهاء المرحلة الأولى من عملية سحب طلبات الترشح للمستويات الانتخابية، وانطلاق المرحلة الثانية، الأحد، بمباني المفوضية بالطائف وفقاً للجدول الزمني المعد.وقال القيادي بالحزب مبارك الشيخ ، في تصريح صحفي إن الأسود الحرة حزب قومي موجود وسط الجماهير، ويعبر عن قضاياها وهمومها بالوسائل السلمية والديمقراطية، كغيره من الأحزاب الوطنية بالسودان ، وقال "نحن نتطلع لتوسيع القاعدة نحو المشاركة في الجهازين التنفيذي والتشريعي، بما يوازي قوة نفوذ الحزب ووزنه السياسي".وأعرب عن رضاهم عن مشاركته الحالية في حكومة القاعدة العريضة، مشيراً إلى أنها أفرزت تجربة عمل وشراكة سياسية فاعلة.
من جانبه أعلن نائب رئيس حزب العدالة جمعة كوة ، أن مرشح حزبه للرئاسة يحيى صالح ، يخوض العملية الانتخابية إيماناً منه بأن معالجة مشكلات السودان ، لا تتم إلا عبر التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات باعتبار أنها استحقاق دستوري.وأشار كوة إلى أن حزبه سيخوض الانتخابات على كل مستويات الحكم ، داعياً كل القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات ، وحث السياسيين على الالتزام بمنهج الحوار الوطني لحل قضايا البلاد.

السياسة والسلاح في المخيلة الحزبية السياسية السودانية!

سارع حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي للإعلان عن تجميد نشاطه في خطوة استباقية فيما يبدو لقطع الطريق على الإجراءات شبه القضائية التى ابتدرها جهاز الأمن والمخابرات الوطني لدى مجلس شئون الأحزاب لحل وتجميد نشاط الحزب على خلفية توقعيه على إعلان باريس ونداء السودان مع الجبهة الثورية مؤخراً.
ومع أن خطوة الحزب الأحادية الجانب تبدو عديمة الجدوى حيال هذه الإجراءات على اعتبار أن الخطوة لن توقف الإجراءات وأن المقصد من وراء الإجراءات ليس اختصام حزب الأمة القومي وتصعيد الموقف ضده وإنما المقصد هو ترسيخ سوابق قانونية واضحة تمنع قيام الأحزاب السياسية من الجمع بين العمل السياسي والعمل المسلح  فى آن واحد.
والواقع أن هذه الفرضية القانونية تتزايد الحاجة إليها في ظل الواقع السياسي السوداني الذاخر بنماذج مماثلة، إذ ليس سراً أن العديد من القوى السياسية التى تعمل فى الساحة السياسية وفق قانون الأحزاب 2007 كثيراً ما تلجأ إلى التحالف مع بعض القوى الحاملة للسلاح فى سياق مكايدتها ومحاولاتها للضغط على السلطة الحاكمة.
رأينا ذلك في العام 1999 حين وقع حزب المؤتمر الشعبي المعارض وثيقة مع الحركة الشعبية الجنوبية التى كانت تقاتل الحكومة المركزية في الخرطوم آنئذ. رأينا ذلك أيضاً في تجربة التجمع الوطني في العام 1995 (مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية) وكيف قامت أحزاب سياسية بالتحالف مع الحركة الشعبية المسلحة. رأينا ذلك أيضاً حينما قام حزب الأمة القومي بالتوقع على إعلان باريس والذي ينص في بعض بنوده على أن يتم إسقاط الحكومة عبر العمل المسلح ثم ينصب السيد الصادق المهدي رئيساً للبلاد لفترة انتقالية، ثم ما لبث حزب الأمة أيضاً وبمعية أحزاب المؤتمر السوداني وبعض القوى السياسية المعارضة بالتوقيع على نداء السودان في أديس أبابا مؤخراً.
كل هذه النماذج تشير إلى الخلط المريع والمؤسف فى الواقع ما بين مسارين مختلفين تماماً هما مسار العمل السياسي السلمي، ومسار العمل العسكري المسلح. وتكمن الأزمة في هذا الصدد في أن القوى المسلحة تستمد شجاعتها وجرأتها في عملياتها الموجهة ضد الدولة من واقع شعورها بوجود مؤيدين مفترضين لها من جانب القوى السياسية بالداخل، وهذا من الناحية القانونية يعتبر (مساعدة جنائية) إذ إن القوى السياسية المتحالفة مع هذه القوى المسلحة من الممكن أن توفر لها المعلومات والإرشاد والإسناد السياسي بتبرير جرائمها، وهذا من جانب آخر -وهو الأخطر- يعطي انطباعاً مؤلماً لدى القوات الجيش الحكومي وبقية القوى النظامية بأن هناك قوى سياسية فى الداخل تساند العدو الذي يقاتلها والأدهى من كل ذلك أن القوى السياسية المعارضة هذه تتمتع -قانوناً- بكل ما تتمتع به الأحزاب والمنظمات السياسية من حرية الحركة وحرية الحصول على المعلومة وانتقاد الأوضاع وقيام الندوات والتظاهر، بما يفضي إلى أن القوى المسلحة لديها صوت سياسي بالداخل ومبرر سياسي وإعلامي فى قتالها ضد الدولة.
لكل ذلك فإن أحداً ليس بوسعه إيجاد المبرر الأخلاقي لأي قوة سياسية أو حزب يوقع إتفاقاً أو وثيقة من أي نوع مع أي قوة عسكرية مسلحة تقاتل الدولة، ولن يجدي نفعاً في هذا الصدد القول إن من بين بنود الإعلان وقف إطلاق النار؛ إذ المعروف بداهة أن وقف إطلاق النار يوقع عادة ما بين الطرفين المتقاتلين ويتم ذلك عبر إجراءات عسكرية متعارف عليها وبضمانات معينة ولأهداف معينة.
وعلى ذلك فإن فرضية الجمع بين السياسة والسلاح، واحدة من أخطر الممارسات السياسية التى تهدد الأمن القومي لأي دولة، لأن من الطبيعي أن من يقاتل الدولة إنما يقصد من قتالها إضعافها لمصلحته وهو في سبيل ذلك يستخدم كافة التكتيكات المتاحة أمامه بما في ذلك إحداث خرق في الجبهة الداخلية واختراقها بما يتيح له تحقيق نصر سياسي بأقل تكلفة!

الانتخابات العامة في السودان.. مخاوف الإخفاق وجدلية المقاطعة والمراقبة!

ربما بدا للبعض ممن يتحسرون في دواخلهم من عدم مقدرتهم على خوض تحديات الانتخابات العامة لضيق (ذات أحزابهم) وفقدانهم لمعاقلهم التاريخية وعدم مواكبتهم للمتغيرات أن الانتخابات التى دارت عجلتها حالياً في السودان بالإمكان إفشالها! فبعد أن ثبت أن مقاطعة العملية عديمة الجدوى باعتبار أن العملية فى جوهرها هي عملية ديمقراطية وما من عاقل يقاطع عملية ديمقراطية، وأنه حتى ولو قاطعت بعض القوى السياسية العملية فإنها عملياً لا تستطيع إجبار الناخبين (وهم ما يجاوز الـ15 مليون نسمة) من المشاركة في العملية.
لو كان لأحزاب المعارضة جماهير حقيقة تسندها وتستطيع التأثير عليها لخاضت العملية مهما بدت غير نزيهة أو عادلة. مأزق القوى السياسية الأساسي أنها بلا جماهير، فكيف لمن هو بلا جماهير ولا قواعد مؤثرة أن ينجح في مخاطبة الجماهير ويقنعها بمقاطعة العملية الانتخابية؟ ما هو المنطق السياسي المقنع الذي يجعل جماهير السودان تذعن لمطالب هذه القوى وتقاطع العملية؟
إن جماهير السودان المتسلحة بالوعي السياسي والذكاء الفطري تعلم أن العملية الانتخابية هي ذروة الممارسة الديمقراطية وأن على كافة القوى السياسية التى خرجت للعمل السياسي أن تلتزم بقواعد اللعبة وألا تتهرب منها بدعاوي غير مقنعة. ولهذا فإن التساؤلات التى تدور الآن فى أذهان الناخبين السودانيين لا تملك القوى السياسية المعارضة إجابة شافية لها، فالسؤال الجوهري الوحيد المتعلق بما هي أسباب مقاطعة هذه القوى للعملية لن تجد له إجابة.
فإذا كان الأمر يتصل بالمناخ العام فإن القوى السياسية –إن كانت قوى سياسية قوية وحقيقية– هي التى عليها أن تروِّض هذا المناخ وان تستفيد بشتى السبل من المناخ المتاح حتى ولو وصل الأمر إلى درجة وقوع عمليات تزوير من قبل الحكومية السودانية، فالمحك في مثل هذه الأمور هو العمل على ترسيخ الممارسة قدر الإمكان والعمل على تطويرها دورة إثر دورة حتى تصبح في خاتمة المطاف متطورة ونظيفة ومرضية للكافة.
إن جزء مقدر من مهام الأحزاب السياسية في البلد الإسهام في إصلاح الملعب السياسي وتطوير الممارسة الديمقراطية والصبر والمثابرة عليها. لا يمكن أن يكون كل هم القوى السياسية أن يتم تحضير كل شيء لصالحها! أن يقوم الحزب الحاكم بتنظيف الملعب لها وإعداد الشاي والطعام والموائد لكي تأتي هي كضيف وتتمتع بميزات الضيف!
الآن وبعد أن فشلت عملية المقاطعة أو كادت، وبعد أن شعرت هذه القوى السياسية أن الناخبين السودانيين لن يشاركوا القوى المعارضة هذه ما تصبو إليه بدأ التركيز على المنظمات الدولية التى أحجمت عن الدعم المادي للعلمية فضلاً عن إحجامها عن مراقبة العملية!
وفيما يختص بالدعم المادي فإن السودان لم يطلب من أحد تقديم الدعم له، وليس من حسن إدارة الأمور تسول الدعم من الخارج كما ليس شرطاً لصحة العملية أن تجد الدعم المادي من الخارج، وهذا أمر بديهي بصرف النظر عن موقفنا من المؤتمر الوطني، فالعملية الانتخابية فى نهاية المطاف عملية سياسية وطنية سودانية خالصة، لا مصلحة لأحد غير السودانيين فى نجاحها وإذا كانت بعض المنظمات المهتمة بالديمقراطية تقدم تمويلا لمثل هذه العمليات من هذا المنطلق فإن من المؤكد أن هذه المنظمات لديها مصالحها الخاصة وأجندتها والتي إن لم تظهر بوضوح فإنها بالتأكيد سوف تظهر في مرحلة من المراحل.
أما فيما يخص بالرقابة الدولية، فهذه للأسف أصبحت في الآونة الأخيرة (عقدة استعمارية) بغيضة، فحتى أكثر الوطنيين والنخب والمثقفين يراهنون على قيام منظمات أجنبية بمراقبة العملية (لتصحيحيها) ومنحها شهادة صحة ومشروعية! صحيح إن المراقبة الدولية ربما تضفي نزاهة مطلوبة لتأكيد سلامة العملية ولكن من قال إن أية انتخابات عامة لم تتم مراقبتها دولياً ليست انتخابات صحيحة معترف بها؟ هل نص قانون الانتخابات العامة في السودان على عدم مشروعية أي عملية انتخابية إذا لم تكن مراقبة دولياً؟
إن عدم مراقبة الانتخابات العامة المرتقبة في السودان لا يقلل من مشروعتيها ولا ينزع عنها قانونيتها ولا ينقص من وزنها شيء، وليس سراً في هذا الصدد أن هذه الانتقادات التى بدأ البعض يوجهها إلى العملية الانتخابية في السودان الهدف منها الطعن في هذه العملية والتشويش عليها حتى تصبح مثيرة للجدل!

الإتحادي الأصل ما بين حكمة زعيمه وسذاجة بعض قادته!

تبدو الأوضاع بالغة الغرابة داخل الحزب الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني فقد ظل الحزب مشاركاً في السلطة منذ أكثر من عامين أو ثلاث لم يشعر خلالها -لا من قريب ولا من بعيد- أنه يجلس على هامش السلطة، كان وما يزال الاتحادي الأصل فاعلاً فى كافة مستويات الحكم ولم يحدث مطلقاً أن دخل في نزاع أو صدام -ولو عن طريق الخطأ- مع شريكه الوطني في أي شأن يختص بهذه المشاركة.
كما ثبت للحزب طوال هذه المدة أن أطروحاته السياسية ليست على خلاف فى أي جزئية من الجزئيات مع أطروحات الوطني وسياساته، بل يمكن القول استناداً إلى معطيات كثيرة أن الاتحادي الأصل استفاد استفادة كبرى من هذه المشاركة لأنه على الأقل اكتسب خبرة إدارة الدولة فى واقع السودان الماثل وربما تسنى له -الاتحاد- الوقوف على حقائق عديدة لم يكن بالإمكان الإحاطة بها لو لم يكن جزءاً من السلطة، وهذه حقيقة ربما غابت عن العديدين، إذ أن إدارة الدولة وتحمل عبء الأوضاع فيها ليس أمراً سهلاً، ذلك أن الكثير من القوى المعارضة لو تسنى لها معرفة حقائق الأمور لما مارست المعارضة القوية السهلة.
حزب بهذه الخبرة السياسية والتنفيذية السابقة والحالية ترتفع بعض أصوات قياداته رافضة المشاركة فى الانتخابات العامة! لا أحد من هؤلاء -حتى ولو بمنطق مختل- يورد أسباباً موضوعية ومعقولة لهذا الرفض. فعلاوة على أن الحزب يدعي أنه هو الحزب الجماهيري الأول وحزب الحركة الوطنية بما يتيح له –وفقاً لذلك– الحصول على مقاعد وحصد أصوات تناسب وزنه، فإن من غير المعقول من حزب كهذا أن يبدي تخوفاً من الفشل سواء لمخاوفه من التزوير كما يقول بعض قادته الذين يعيشون حالة شكوك لا تنتهي أو المراهنة الخاطئة على سقوط المؤتمر الوطني.
غالب قادة الحزب الاتحادي الذين يرفعون أصواتهم برفض المشاركة في الانتخابات يتخوفون على أشخاصهم فقط! يخشون أن يتجاوزهم الزمن، خاصة وأن من بينهم من يمكن وصفهم (بغواصات) لأحزاب يسارية معروفة، دخلوا إلى الحزب مستغلين اتساع ماعونه لمآرب خاصة!
إن حزب نجح فى إدارة شراكة سياسية وتنفيذية على كافة مستويات الحكم لا يوجد أدنى مبرر يجعله خارج العملية السياسية فحتى لو صح أن الوطني يمارس ممارسات غير سليمة فى العملية الانتخابية فإن أمام الحزب الموجود داخل منظومة السلطة أن يراقب ذلك وأن يقف بنفسه على هذه الممارسات إن صحت، كما أن التنسيق السياسي فيما بينه والحزب الوطني -كأمر مشروع فى العملية الانتخابية- يتيح للحزب الحصول على شرعية سياسية من خلال العملية الانتخابية بدلاً من البحث عن مشروعية لم تأتي منذ ربع قرن من الزمان!
إن زعيم الحزب، السيد محمد عثمان الميرغني بلا أدنى شك يتمتع بقدر كبير من الحكمة والحصافة وفيما يبدو أن الرجل استفاد إلى حد كبير من الأخطاء القاتلة لزعيم حزب الأمة القومي، ففي الوقت الذي تفرقت فيه السبل بحزب الأمة القومي وأصبح زعيمه (لا في العير ولا في النفير) كما يقولون؛ فإن زعيم الاتحادي الأصل على الأقل فى قلب المشهد السياسي رغم الأصوات النشاز الفاقدة للحكمة السياسية التى ترتفع فى جنبات داره تدفعها مخاوفها الشخصية ومصالحها الخاصة!

الصيف الحاسم.. توقيعات السلاح غير القابلة للتزوير!

حين أعلنت الحكومة السودانية قبل نحو من عامين عن مشروعها العسكري الكبير الذي أطلقت عليه (الصيف الحاسم) كان من الواضح أنها بالفعل قد أعدت العدة واستعدت لعمل استراتجيي كبير، هدفه الرئيس كسر شوكة العمل المسلح الذي ظلت تواجهه فى مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور.
ولا شك أن العمل المسلح المنطلق في هذه المناطق الإستراتيجية الحيوية ظل يعرقل مسيرة البلاد على كافة الأصعدة ويعيق عملية الاستقرار السياسي والأمني التى بذلت من أجلها الحكومة السودانية جهوداً جبارة وما تزال.
عملية الصيف الساخن التى بدأت تدخل مراحها الأخيرة الصعبة يمكن القول إنها حتى الآن نجحت فى خلخلة بنيان العمل المسلح واستطاعت -بالفعل- أن تصيب العمود الفقري الرئيسي لحملة السلاح، ففي جنوب كردفان مثلاً وبعد مسيرة طويلة وشاقة يمكن حسابها بآلاف الأميال، وصل الجيش السوداني إلى مشارف منطقة كادوا، إحدى أهم معاقل قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال وما يسمى بالجبهة الثورية، إذ تعتبر منطقة (أنقارتو) الواقعة إلى الجانب الشرقي لمنطقة كاودا، نقطة متقدمة تلامس العمق الاستراتجي للمنطقة، وتضع قوات قطاع الشمال فى وضع مكشوف بالنسبة للجيش السوداني حيث لا مفر أمام قوات القطاع من الترتيب لمعركة دفاعية فاصلة لا تتوفر فيها مزايا كثيرة بإمكانها الاستفادة منها، إذ أن الخيار الوحيد المتاح أمام قوات قطاع الشمال هو التراجع الى داخل الحدود الجنوبية مع عدم وجود ضمانات بأن يكون تراجع قوات القطاع إلى الداخل الجنوبي أمراً مأموناً فى ظل الصراع الجنوبي الجنوبي الدائر هناك والذي ما تزال نتائجه غير واضحة نظراً لتعقيدات الأوضاع في كل ساعة زمان فى المنطقة.
اقتراب الجيش السوداني -مجرد الاقتراب- من آخر المعاقل الحصينة لقطاع الشمال والجبهة الثورية مع توفر خطوط إمداد طويلة وآمنة للجيش السوداني يضع قوات القطاع وعلى نحو غير مسبوق فى وضع عسكري حرج للغاية، مهما حصل القطاع على دعم وعتاد حربي لأن خيار المعركة الدفاعية عادة لأي قوات متمردة هو أسوأ الخيارات باعتباره لا يوفر أي حافز معنوي حقيقي لتحقيق أهداف إستراتيجية، فهو قتال فقط من أجل الشرف القتالي والمحافظة على الحصن، وهذه في العلوم العسكرية ليست حافزاً كافياً للجنود للإستبسال فى القتال.
من جانب ثاني فإن شعور قوات القطاع أن اجتياح حصنهم مسألة وقت حتى ولو طال ذلك الوقت لأشهر وسنوات يدفعهم نحو الاستسلام والانسلاخ والعودة وهي أمور حدثت بالفعل فى فترات سابقة حيث عاد المئات من خيرة قادة قطاع الشمال وسلموا أنفسهم للجيش السوداني.
أما على صعيد إقليم دارفور فإن مشروع الصيف الحاسم استطاع أن يدك إحدى أهم مناطق حركة مناوي الحصينة فى مناطق (أبو لحا) و (أبو قمرا) وانفتحت الطرقات حتى منطقة (أورشي) والأسوأ من ذلك أن من بين قتلى حركة مناوي رئيس هيئة أركان جيشه وهو ما يعتبر فى الأعراف العسكرية بمثابة هزيمة ماحقة.
وهكذا يمكن القول أن عمليات الصيف الحاسم أثبتت أن العمل المسلح الموجه ضد الدولة لم يعد سهلاً كما كان في السابق، ولم يعد الدعم الخارجي وحده كافياً للتمسك بالأرض والمعاقل، الأمر بات يستلزم ثباتاً حقيقياً وقتالاً احترافياً مسنوداً بمعنويات لم تتوفر أبداً في أي يوم لحملة السلاح. كما أن أكبر دليل على نجاح هذا المشرع الكبير أن كل القوى المسلحة التى كانت في السابق تجنح نحو المغالطات وإخراج البيانات المضادة لزمت هذه المرة الصمت، فقد أدركت أن توقيعات السلاح على رقعة الأرض أبلغ من أن يتم تزويرها!

الحكومة السودانية: مستعدون لتقديم تنازلات لسلام دارفور

أعلن رئيس مكتب متابعة سلام دارفور أمين حسن عمر ، استعداد الحكومة السودانية للتنازل عن العديد من المناصب من أجل تحقيق السلام المستدام بالسودان ، مشيراً الي أن أزمة السودان الحقيقية هي أزمة ثقة بين الفرقاء.
وقال عمر خلال مخاطبته فعاليات  الحوار والتشاور الداخلي بإقليم دارفور ، بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور ، إن أصحاب المصلحة الذين شاركوا في إعداد وثيقة الدوحة ، ركزوا على قضايا مهمة من بينها الأراضي التي كانت تحكم عبر الأعراف والتقاليد ، وأضاف أنها تتضارب مع المبادئ الدستورية والمواطنة، وأشار إلى أن ذلك استدعى الوصول إلى رؤية جديدة، لتتم مواءمة تلك الأعراف مع الدستور، حتى تسهم في حفظ الأمن والاستقرار.
وأشار عمر إلى أن عودة النازحين واللاجئين الذين شردتهم الحرب من ديارهم، تتطلب توفير عوامل أساسية تشجع على تحقيق عودة تلقائية بطريقة عملية، مبيناً أن وثيقة الدوحة أقرت أهمية توفير التنمية والخدمات بدارفور ، وقال "أدعو الجميع للحديث صراحة وتقديم اقتراحات وتدابير عملية وتنفيذها بمسؤولية".
وشدد عمر ، على أهمية قيام العدالة الشاملة المفضية إلى تحقيق التصالح والتسوية بين الأطراف جميعاً، مؤكداً دعم الحكومة المركزية لكل ما من شأنه تهيئة المناخ المناسب للحوارات الصريحة المفضية إلى التصالح.
من جانبه قال رئيس السلطة الاقليمية لدارفور د.التجاني السيسي ، ان الحوار الداخلي يمثل عنصراً أساسياً مهماً من عناصر إنفاذ وثيقة الدوحة للسلام ، وأضاف أن الصراعات الدامية التي شهدها الإقليم منذ العام 2003م لم تكتف بإزهاق الأرواح البريئة وتشريد أهلها إلى معسكرات النزوح اللجوء، بل أدت إلى حدوث الاستقطاب الإثني و القبلي الذي فاقم الأوضاع وأدى الى زعزعة امن واستقرار المواطنين.
ودعا سيسى أهل دارفور إلى طرح أرآهم بقوة وشفافية حتى يتم إغلاق الباب أمام "المخذلين" الذين لا يريدون النجاح لهذا الحوار بل يسعون إلى إحداث الفتن على ـ حد تعبيره ـ .
وناشد مواطني الإقليم ضرورة التمسك بالانجازات و المكتسبات التي حققتها وثيقة للسلام فى دارفور، وأثنى على التمويل المقدر الذي قدمته دولة قطر من أجل تنفيذ المشروعات التنموية.
وعلي صعيد متصل أعلن رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور "يوناميد" عابدون باشوا، التزام البعثة بتقديم الدعم لعملية الحوار من خلال تخصيص فريق كامل من البعثة لضمان نجاح عملية الحوار.
وقال باشوا، إن استمرار أعمال العنف لا يمكن أن يحقق الرفاهية والأمن لسكان المنطقة، داعياً جميع الأطراف للدخول في الحوار بصورة شاملة.

مباحثات استراتيجية سودانية صينية

بحث الجانبان السوداني والصيني ، أجندة الحوار الاستراتيجي بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني ، الذي تنطلق فعالياته يوم الاثنين ، بالعاصمة الصينية بكين برئاسة كل من مساعد الرئيس السوداني البروفسير إبراهيم غندور ، ونائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو.
وقال وزير الدولة بمجلس الوزراء السوداني جمال محمود ، في تصريحات صحفية عقب وصول الوفد الفني إلى بكين ، إن الاجتماعات ستركز على تطوير علاقات الحزبين الاستراتيجية وأوجه التنسيق المشترك في المواقف الإقليمية والدولية ، وتطوير ودعم الجهود المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وأوضح سفير السودان لدى الصين عمر عيسى ، أن الوفد السوداني يضم عدداً من وزراء القطاع الاقتصادي ورجال الأعمال ، الذين سيلتقون بنظرائهم الصينيين على مائدة مستديرة للتباحث حول فرص الاستثمار وتدعيم آفاق التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وأوضح السفير عيسى أن الحوار رفيع المستوى بين البلدين ، سيتناول القضايا التي تتصل بالتعاون بين الدولتين ، والعلاقة الوطيدة بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني.
وبحثت اللجنة الفنية للحوار رفيع المستوى بين السودان والصين قد بحثت فور وصولها لبكين أجندة وأوراق العمل التي سيناقشها الطرفان.
وشارك في الاجتماع وكلاء وزرات القطاع الاقتصادي بتقديم مقترحات لمعالجة التحديات التي تواجه التعاون الثنائي وتطوير العلاقات الخارجية ومساعدة السودان لسداد التزاماته عبر مشروعات استثمارية في مجالات الزراعة والصناعة وزيادة انتاج النفط وتسوية المعاملات بالعملة الصينية.

تراجع بعض منسوبي الوطني من الترشح كمستقلين

توعّد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بمحاسبة "غير مسبوقة" لمنسوبيه الذين ترشحوا مستقلين في الانتخابات المقبلة على مختلف مستوياتها ، معلناً تراجع البعض عن الترشح ، في وقت أكد الحزب الاتحادي الأصل خوضه الانتخابات بكل مستوياتها عدا رئاسة جمهورية السودان.
وكشف مقرر مجلس الشورى القومي بالمؤتمر الوطني محمد طاهر أوشام ، عن توجه بعض قيادات الحزب بالمركز لبعض الولايات لمعالجة الاختلالات في ترشيحات منسوبيه كمستقلين في دوائر المجالس التشريعية ، وقال إن لجنة المحاسبة والمساءلة المشكّلة من هيئة الشورى ستحاسب بعض القيادات الرافضة لاختيارات الكليات الشورية، والذين ترشحوا كمستقلين بعد أن ساندهم بعض شباب الحزب.
وأكد أوشام تفعيل لجان المحاسبة بالمركز والولايات لحسم التفلتات التي ظهرت خلال مرحلة الترشيح متوعداً المتفلتين بمحاسبة لم يشهدها الحزب من قبل ، وقال إن الفرصة ما زالت متاحة لسحب المتفلتين لأوراق ترشيحهم، مشيراً إلى أن لجان المحاسبة بالمركز والولايات تمت إجازتها من قبل المكتب القيادي للحزب برئاسة الرئيس عمر البشير.
من جهته أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ، منافسته لحزب المؤتمر الوطني في كافة الدوائر الانتخابية عدا رئاسة جمهورية السودان التي يدعم فيها الحزب مرشح الوطني المشير عمر البشير.
وقال القيادي بالحزب وأحد متصدري قائمة مرشحي الحزب للبرلمان ميرغني حسن مساعد ، إن الاتحادي الأصل سينافس على مستوى كافة الولايات بالدوائر القومية والنسبية وقوائم المرأة ، وأضاف "لا علاقة لنا بأي حزب وسننافس كافة الأحزاب بما فيها الوطني".
وعلي صعيد متصل أصدر حزب الأمة المتحد بقيادة بابكر دقنة، قراراً أعفى بموجبه الفاضل آدم إسماعيل من منصب نائب رئيس الحزب.
وقال الأمين العام للحزب الهادي جبريل الدويحي، إن الحزب أكمل تسليم مرشحيه للدوائر الجغرافية والولائية وقوائم الأحزاب والمرأة ، في جميع ولايات البلاد للمفوضية العليا للانتخابات ماعدا الشمالية والنيل الأزرق.

بلال: الرافضون لن يعيقوا الحوار السوداني

هاجم وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان عضو آلية (7+7) ، المعارضة السودانية ممثلة في الجبهة الثورية وقوى حزبية ، وقال إن الحوار سيمضي لأنه لا يقتصر على الأحزاب الرافضة ، خاصة وأن المعلِّقين لمشاركتهم لا يتعدون أربعة أشخاص.
وأقر بلال خلال حديثه لفضائية الشروق السودانية أن معظم أسباب تأخير مؤتمر الحوار كانت غير موضوعية ، وأضاف " بعض التمهّل كان بغرض إلحاق الحركات المسلحة، وقوى الإجماع الوطني منذ البداية أعلنت رفضها بمطالب تعجيزية، والحركات أتت بأجندة جديدة ، أفشلت التفاوض الذي كان دائراً معهم عبر امبيكي".
وكشف بلال عن 16 اشتراطاً دفعت بها أحزاب المعارضة السودانية ، رهنت تحقيقها بمشاركتها في الحوار مثل إيقاف الحرب وغيرها ، وإطلاق سراح الأسرى والمحكومين قضائياً وليس المعتقلين ، وجميعها محاولات للانسحاب من الحوار بالكامل ، وزاد "قلنا لامبيكي إننا على استعداد لمحاورة حملة السلاح، ولن نؤخّر الحوار أو نعلِّق الانتخابات بسبب مواقف حزب لم يتعد عمره أربعة شهور".
وأشار بلال إلى تواصل الآلية مع الأحزاب التي علِّقت التفاوض، مبيناً أنهم يمكن أن يقولوا رأيهم داخل الجمعية العمومية للحوار ، وأوضح أن الإعلان عن الشخصيات القومية، التي يقدر عددها بـ"50"  شخصاً، سيتم خلال الأسبوع القادم  بعد الاتصال بهم لأخذ موافقتهم.
من جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد المعتصم حاكم ، إن دعوة رئيس الحزب الميرغني للحوار الوطني، ظلت متجددة للمحافظة على وحدة ما تبقى من السودان ، وأضاف "هناك خطة لتقسيم السودان تقف وراءها إسرائيل بصورة مباشرة، وعلى الجميع الانتباه لها قبل فوات الأوان".
وأكد حاكم  أنه بالرغم من  المخاطر الكبيرة التي تحدق بالوطن، ولكن ليس هناك فرصة أخرى غير اتفاق الجميع على حل القضايا الوطنية بالحوار ، وأشار الي أن الحزب شرع في الترتيبات الخاصة بعقد المؤتمر العام في الفترة القادمة على مستوى العاصمة والولايات.

نقاط

* إرتبط اسم "ثابو أمبيكي" رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى في مخيلة السودانيين بالفشل.. حيث لازم الرجل في كل المهام التي أسندت إليه.. فشل "أمبيكي" في حل القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان بعد الانفصال وكانت الأوضاع أن تذهب إلى حافة الحرب.. وقبل أن ينهي تلك المهمة مع "هايلي منقريوس" وضع المجتمع الدولي والإقليمي ثقته في "أمبيكي" للمساعدة في الحوار بين الحكومة ومتمردي قطاع الشمال وقد بدأ في الأصل مبادرة من إثيوبيا التي استضافت لقاء (د. نافع – عقار) ونجحت في الوصول معهما لاتفاق شكل قاعدة صلبة لتجنب الحرب لولا الحملة الإعلامية التي قادها بعض المتطرفين في المؤتمر الوطني مما أدى لإجهاض الاتفاق ليصبح من بعده السيد "أمبيكي" وسيطاً يحمل تفويضاً دولياً وإقليمياً وقبل التوصل لاتفاق بإنهاء الحرب في قضية دارفور لتجميع المسارات تحت تصرف وإدارة "أمبيكي" بعد مواقف الخرطوم الخجولة على الخطوة وعدم ممانعة الدوحة التي وجدت نفسها في (ورطة) حقيقية بانغماسها في الملف الدارفوري شديد التعقيد أكثر من القضية الفلسطينية العربية.. ولازم "أمبيكي" أيضاً الفشل في مهمته الجديدة حيث تعددت الملفات التي أمامه.. وأخيراً أصبح "ثابو أمبيكي" مشرفاً على الحوار الوطني المتعثر.. لتعدد المهام وتضطرب الأولويات أمام منضدة الرجل المتقاعد عن الحكم..ولكن في كل الملفات التي أسندت له لازمه الفشل الذريع ولم يحقق أي نجاح.. ودخول "أمبيكي" في ملف الحوار الوطني يعني فشله الذريع والملف أصلا لا تنقصه أسباب الفشل بين تفرق شمل القوى السياسية وأصبحت لجنة (7+7) نفسها مأزومة وتصاعدت خلافات أعضائها..وفاحت رائحة التباغض.. وما ينقصها فقط دخول "أمبيكي" لتشييعها لمقابر "أحمد شرفي" في أم درمان!!

الاتحادي الأصل: ماضون في خوض الانتخابات

أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مشاركة الحزب في الانتخابات العامة في السودان ، على مستوى كافة ولايات السودان بما فيها ولاية الجزيرة ، وسلم القيادي بالحزب أحمد سعد عمر ، المفوضية القومية للانتخابات أوراق ترشيح الحزب في الولايات.
وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي ميرغني حسن مساعد  ، إن الحزب سيخوض الانتخابات على مستوى كافة الولايات برئاسة محمد الحسن الميرغني ، مشيراً الي انه جدير بالقيام بهذه المهمة ، كاشفاً عن إصدار الحزب قراراً للمضي قدماً في إنجاح العملية الانتخابية ودعم ترشيح "البشير".
وأشار مساعد إلى المجموعات التي تنادي بعدم خوض الانتخابات هي قلة من ملايين ولا تؤثر مقاطعتها في شئ على مسيرة الحزب.وأضاف "مساعد" أن القيادي "أحمد سعد عمر" سلم المفوضية أوراق اعتماد ترشيح الحزب بالولايات.

الأحد، 25 يناير 2015

السيسي: التحرير والعدالة ستخوض الانتخابات

أعلن رئيس حركة التحرير والعدالة د.التجاني سيسي، دخول حركته في عملية الانتخابات بعد تحولها إلى حزب سياسي عقب الترتيبات الأمنية، وأكد مشاركة الحركة في الحوار الوطني، وأنها تنظر إلى الحوار الوطني بأنه المخرج لتحديات الوطن.
وأكدت الحركة اكتمال مطلوباتها في التحول إلى حزب سياسي، للمشاركة في الانتخابات بتقديم قوائم مرشحيها للمفوضية القومية للانتخابات في جميع الدوائر الجغرافية القومية والولائية، بجانب قوائم المرأة، عدا رئاسة الجمهورية.
وقال رئيس القطاع الإعلامي بالحزب شرف الدين محمود، إن حزبه سيعقد مؤتمره العام التأسيسي لحزب التحرير والعدالة.
وفي سياق منفصل، تفقّد التجاني سيسي ووالي وسط دارفور الشرتاي جعفر عبدالحكم إسحاق، سير العمل بمطار زالنجي الدولي، الذي بدأت فيه العمليات الأولية للمدرج.
واطلع على خطة العمل، التي حددت مدة أربعة أشهر لتكملة شبكة الربط ومنطقة الحركة لاستقبال الطائرات، على أن يكتمل العمل خلال ثلاثة عشر شهراً.

الخميس، 22 يناير 2015

النصر لهم

الأيام والساعات التي يقضيها أحدكم على (شات) لأحد مجموعات التواصل الاجتماعي أو في منتدي نضير بطيب الحديث والنغم، يقضيها إخوة لنا من تل لأخر ومن جبل لثاني ومن كمين به مسقط نيران لمواقف صعبة يعبرها الرجال من إخواتنا وأصدقائنا بكل العزم، لا يبالون أو يهابون حتى الموت في نزلات العدو.
قدموا الغالي والنفيس ولا يزالوا يقدمون، ما تراجعوا عن حيز نالوه وما انكسروا أمام صف الغادرين، يعملون في صمت ورزانة، ولسان لحالهم أن الأمور بخواتيمها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ويحدث هذا وقد زن بعض المدبرين بالهزيمة أن الكذب يصنع مجداً أو أن الافتراء يحقق غاية، وستمضي الأيام وتخرج مسيرات النصر والظفر لأنه لا يصح إلا الصحيح، ولأن القوات المسلحة السودانية إرث وتاريخ تليد شيد على المكرمات وناصع السجل والوقائع.
ستظل القوات المسلحة حامية ألحمي، ومحل الثقة والتقدير، ولا يظنن متمرد أو خارج عليها وعلى الوطن أن عبث الشائعات أو تسويق الأكاذيب، سيجعل من هذا الجيش الجسور كما يتوهم البعض ويظن انها أم الشهداء وصانعة الرجال والتي ظلت على مدار التاريخ الوطني صاحبة الفضل والبيان والسنان، تقدم في كل المنعطفات الشهداء والشباب النضير لا تسأل بعدها إلا عن سلامة الوطن وشعبه، وبهذه المواريث فإن يد الجيش لاحقة وباطشة، فالتحية لهم حيثما حلوا وحلت أرواحهم فما كانوا يوماً فتية خذلان أو رجال تخاذل، يكرمون بلادهم ويرفعون رأسه وإن عز النصير ومشي الجهلاء بالنميمة والحقد.
ستظل القوات المسلحة وتبقي منزلاً طاهراً وموقعاً لا يقبل إلا الشرفاء النابهين لأنها حوض لا ينعقد فيه الاختصاص إلا للأقوياء الوطنيين وأمة من الناس لا تعقد لواء قياداتها إلا لمن خلصت دواخلهم واستطالت قاماتهم بالهمة والعزم، أم الشهداء ورسول الخير إن أظلمت بالناس الظروف وأضرتهم لا ضيق حيث لا طريق ومخرج إلا بمدخل البسالة لتأتي القوات المسلحة بجراحها متزينة.
لا أقبل دعم الجيش في هذه الظروف بالحديث المادح فتلك قدرة المتخاذل لكن ليكن الدعم عملياً بإنعاش هيئة دعم القوات المسلحة ولدي آلاف السودانيين ممن هم خارج حياضها قدرة ورغبة في دعمها، والله وكيل الجميع بالعوض ولا أعظم استثمار من رفد ودعم مسيرة الجهاد.
التحية لإخواننا في الجيش وكل السائرين الآن على دروب العزة من كل القوات النظامية والمجاهدون، وهم يطردون تجار الحروب وسماسرة الأزمات وينفذون مهامهم بمنهجية (قضاء الحوائج بالكتمان)، فعدوهم أعلم بهم وببأسهم ونحن أعلم بهم وبجسارتهم التي جعلت الجيش رغم كيد الأعداء وارتفاع مخططات التأمر فوق الجميع، قوات حامية ألحمي لا يضرها خذلان صديق وتراجع صاحب فكل يلقي الله فرداً.
واللهم نصرك الذي وعدت، وموعدنا يوم الزينة.

ثلاثة آلاف مرشح للدوائر البرلمانية والنيابية بالسودان

قالت المفوضية القومية للانتخابات بالسودان ، إن عدد المرشحين للدوائر البرلمانية والنيابية بالولايات كافة ، بلغ ثلاثة آلاف مرشح. وأكد رئيس اللجنة الفنية بالمفوضية الفريق شرطة الهادي محمد أحمد، التزام الحكومة السودانية بكل مراحل التمويل للعملية الانتخابية.
وقال محمد أحمد ، في حديث لفضائية الشروق السودانية ، أن الذين أكملوا إجراءات الترشيح لرئاسة جمهورية السودان بلغ عددهم ستة مرشحين، رغم أن هناك كثيرين  قاموا بسحب الاستمارات ، وكشف عن عدد تسع دوائر ولائية خارج عملية الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية، وأضاف هي" سبع دوائر بجنوب كردفان، و دائرتان بولاية وسط دارفور بمناطق جبل مرة" ، وأضاف:" اعتمدنا خطاباً وصلنا من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، يفيد أن "الحسن الميرغني" هو مرشح الحزب".
وأعلن عن اجتماع مع كل القوى السياسية المشاركة في الانتخابات يُعقد لاحقاً، حول تنفيذ الضوابط، والمراقبة، والاقتراع، والفرز، وعد الأصوات، وإعلان النتيجة عبر ممثلين للأحزاب ، وقال " الانتخابات منذ العام 53 إلى العام 2010، لم تُموّل من الخارج، وبطاقاتها طُبعت في الداخل، ولا يوجد اتفاقيات دولية مع الخارج للتمويل".
وأشار إلى أن تمويل الانتخابات في العام  2010، كان مبنياً على اتفاقية السلام الشامل كمبادرة، وليس بطلب من الحكومة، التي قامت بالتمويل  بنسبة 53%.

البشير يوافق علي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين

وافق رئيس الجمهورية المشير عمر  البشير علي المبادرة التي تقدمت بها إلية الحوار الوطني لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين علي رأسهم رئيس قوي الإجماع الوطني فاروق أبو عيسي وفرح العقار وأمين مكي مدني، وأكدت الآلية في مبادرتها لإطلاق سراح المعتقلين بالاتصال مع الجهات الأمنية والاتصال بالمعتقلين السياسيين.. وقال في أيام معدودة سيتم إطلاق سراحهم.
وأعلن أحمد بلال عثمان، عضو الآلية في تصريحات صحفية عقب لقاء الآلية برئيس الجمهورية ببيت الضيافة مساء أمس انطلاقة الحوار الوطني مطلع فبراير المقبل، وأكد بلال أنه لا مبرر لغياب ممثلي أحزاب الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل وتحالف قوي الشعب العاملة من اجتماع الرئيس بالآلية، مقال أتمني من الذين اسحبوا أن يعودوا مرة أخري، مشيراً إلي أنهم ربطوا قضية الحريات ووقف الرقابة علي الصحف وكل الإجراءات الاستثنائية بالبدء الفعلي للحوار.
وشارك في اللقاء عدد من قيادات الأحزاب السياسية علي رأسهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي يذكر أن أبو عيسي رئيس التحالف والناشط أمين مكي مدني قد تم اعتقالهم عقب التوقيع علي اتفاق نداء السودان مع الجبهة الثورية.

تنظيم علي محمود حسنين .. انشقاقات وخلافات تعجل بالانهيار

تطورات مثيرة، ومرحلة بالغة التعقيد وصل إليها تنظيم السياسي والقانوني الضليع والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين، المعروف "بالجهة الوطنية العريضة" التي اتخذت من دول مجاوره وأخرى أوروبية مقراً لها منذ تكوينها في العام 2010م كتنظيم مناهض سلمياً لحكومة الإنقاذ، ويهدف إلى إسقاطه.
انشقاقات بالجملة واستقالات لحقت بالتنظيم خلال الشهرين الحالي والمنصرم، وأخرها انسحاب حزب تجمع الوسط الإسلامي بقيادة د. يوسف الكودة بجانب كوادر وشباب تجمع كردفان للتنمية، عن تنظيم حسنين المذكور، فضلاً عن تقدم الأمين العام د. حسين إسماعيل أمين نابري، الذي دفع بمذكرة شديدة اللهجة لحسنين وبين من خلالها الأسباب التي دفعته للاستقالة، وقد تمحور سبب انسحاب الكودة عن التنظيم في إن رئيسه يتجه لتوقيع اتفاق مع حركة عبد الواحد محمد نور المسلحة ما اعتبره تراجع ومخالفة لمبادئ الحزب الرافضة لمبدأ العنف والعمل المسلح.
الكودة يحرج حسنين
لم يكن انسحاب حزب تجمع الوسط الإسلامي بقيادة الشيخ د. يوسف الكودة عن الجبهة الوطنية العريضة بالأمر اليسير لجهة الثقل الذي يتمتع به الحزب ورئيسه، ويمثل الانسحاب بمثابة ضربة قاضية للتنظيم وغير مسبوقة منذ انطلاقته، وقطعاً سيخلق قرار الانسحاب فراغاً في هياكل الجبهة التنظيمية والبرامجية، وما دفع الكودة للانسحاب الاتجاه القوى لرئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين لتوقيع اتفاق مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، الأمر الذي عده الكودة متناقض مع مبدأ حزبه الرامي إلى نبذ التغيير عبر الوسائل العنيفة والمسلحة، وقد قام الكودة بتحرير خطاب لحسنين يعلن فيه انسحابه عن التنظيم، ونص الخطاب الذي تحصلت عليه "الأهرام اليوم" إشارة للاتفاق الوشيك بين حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وبين الجبهة، الوطنية العريضة والذي وردنا في بيان الأمانة الإعلامية للجبهة الوطنية العريضة ونسبة لتعارض هذا مع وسائل وطرق التغيير التي اختطها الحزب في إرادته للتغيير المنشود بالبلاد من كفاح مدني مع اختيار حركة تحرير السودان من كفاح مسلح مع كامل التقدير والاحترام لاختيارهم هذا.
لذا تقرر وبعد تداول مع عضوية المكتب القيادي للحزب ضرورة الانسحاب من عضوية الجبهة الوطنية العريضة ومنصب المستشار الذي كان يتولاه رئيس الحزب، وكان قرار الانسحاب صادماً لعلي محمود حسنين.
إنسحاب تجمع كردفان
تجمع كردفان للتنمية المعروف اختصاراً بـ(كاد) أحد الكيانات المطلبية ذات المطلبية التي اختارت الوسائل السلمية للتعبير عن إرادة وحقوق أهل كردفان، ولتطابق الرؤى والأهداف مع الجبهة الوطنية العريضة بقيادة على محمود حسنين، قرروا الانضمام إليها، وشكلت قوة ضاربة وكانت بمثابة ذراع أيمن للجبهة، غير إن شباب ومثقفي تجمع كردفان المنتشرين في الدول الأوروبية ومن هم داخل البلاد بقيادة عبد الحميد منعم منصور قرروا الانسحاب من الجبهة الوطنية بدافع وأسباب تختلف قليلاً عن حزب الوسط الإسلامي، وتمحور دافعهم الرئيسي للانسحاب في ما أسموه بالهيمنة المفرطة لزعيم التنظيم حسنين علي مفاصل الجبهة فضلاً عن تفرده باتخاذ القرارات المصيرية، ما يصعب تحقيق أهداف تجمع كردفان للتنمية المرجوة من خلال التحالف مع التنظيم، وقال القيادي بتجمع كردفان للتنمية ومسئول الجبهة الوطنية العريضة بإقليم كردفان عمر سراج الدين في تصريح لـ"الأهرام اليوم" إنهم قرروا رسمياً الانسحاب عن الجبهة الوطنية العريضة بعد دراسة مستفيضة للقرار مع القواعد وكوادر التجمع بأوربا،  وأعلن عمر عن انهيار تام لتنظيم حسنين بعد انسحاب تجمع كردفان للتنمية وحزب الوسط الإسلامي بقيادة د. يوسف الكودة بجانب استقالة الأمين العام د. حسن إسماعيل أمين نابري، وأكد إن بيان التجمع أكد على حدوث انهيار شامل في العمل التنظيمي، بالجبهة وعشوائية القرارات في إختيار القيادات، وعدم الرجوع للمؤسسية في القرارات.
تحريف للنظام الأساسي
اتهم القيادي بتجمع كردفان عمر سراج الدين بجانب قيادات التنظيم على محمود حسنين بتحريف النظام الأساسي للجبهة الوطنية العريضة الذي تم التوافق عليه خلال المؤتمر الأول للجبهة في لندن عام 2010م الاستعاضة عنه بنظام أساسي جديد دون إجازته من هيئة القيادة وإستئجار دار في القاهرة دون الرجوع لهيئة القيادة مما حدا بالدكتور أحمد خير رئيس أمانة الإعلام لتقديم استقال، كما اتهم عمر سراج الدين حسنين بتحويل هيئة القيادة لموظفين تنفيذيين بموجب تلك التصرفات والممارسات، ولفت إلي أنهم تقدموا بمذكرات عديدة لحسنين بهذا الخصوص، لكنه أصر على موقفه وواصل تصرفاته وقراراته الانفرادية ما دفعهم للانسحاب عن الجبهة الوطنية العريضة.
هجوم عنيف
على ذات المنهج الذي سار عليه تجمع كردفان للتنمية في الانتقادات والاتهامات صوب الأمين العام المستقيل د. حسن إسماعيل أمين نابري، انتقادات لاذعة، للسياسي والقانوني الضليع علي محمود حسنين، ثمة اختلاف بين موقف التجمع والأمين العام الذي وضع ما اسماه عجز الجبهة الوطنية العريضة عن تلبية نداءات القواعد المتكررة بشأن تحقيق الهدف الاستراتيجي للجبهة والمتمحور في إسقاط نظام حكم الإنقاذ، وإقامة البديل الديمقراطي، على رأس مسببات الاستقالة بجانب ما اسماه في البيان الذي تحصلت عليه "الأهرام اليوم" بالتباطؤ الممنهج والمستمر لرئيس الجبهة وقيادتها في تنفيذ الهدف اللازم والضروري المتمثل في عملية التقارب والتوحد مع قوى ومكونات المعارضة الأخرى الناشطة والجادة في سبيل إسقاط النظام، فضلاً عن أسباب ودفوعات أخرى متعلقة بالعمل التنظيمي للجبهة الوطنية العريضة، وقد دفع هذا الموقف عدد كبير من قواعد الجبهة إلي تشكيل رأي مماثل تجاه علي حسنين، الأمر الذي يشكل بدوره هزة كبيرة في صفوف الجبهة وهدد استمرارها.
الموقف الآن
وفقاً لمصادر مقربة بالجبهة الوطنية العريضة تحدثت لـ(الأهرام اليوم) فإن انهيار تام قد لحق بالجبهة عقب انسحاب أكبر ازرعها والمتمثل في تجمع كردفان للتنمية بجانب انسحاب تجمع الوسط بقيادة يوسف الكودة، وأكدت المصادر انه لا يوجد الآن بعد انسحاب هذه الكيانات تنظيم يعرف بالجبهة الوطنية العريضة في ارض الواقع.
ما لحق بالجبهة الوطنية العريضة من تطورات ربما تعلن رسمياً خلال الأيام المقبلة – وفقاً لهذه الحيثيات – عن وفاة التنظيم، سيضع السياسي المرموق على محمود حسنين في محك حقيقي، وربما التفكير في تكوين تنظيم آخر، يستقطب كيانات جديدة خلافاً للتي كان جزء من التنظيم القديم، الذين يبدو استقطابهم مجدداً عصياً، لجهة التباعد المريع في الشقة بين الطرفين.

حسبو يؤكد مضي المؤتمر الوطني قدما في عملية الإصلاح الشامل

اكد السيد حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني مضي أجهزة الدولة والحزب قدما في عملية الإصلاح الشامل .
جاء ذلك لدى مخاطبته مساء امس اجتماع أمانة الزراع والرعاة بالمؤتمر الوطني بالمركز العام للحزب ، ودعا حسبو أعضاء الأمانة لاستنهاض الهمم وحشد الجهود لإنجاح عمليات الحصاد والاستعداد للموسم الصيفي .
واستعرض سيادته خطة القطاع الاقتصادي للحزب وجهود زيادة الإنتاج والإنتاجية مشيرا لأهمية تعزيز دور القطاع الخاص لتحقيق النهضة الزراعية والاقتصادية بالبلاد .
من جانبه اكد المهندس إبراهيم محمود وزير الزراعة والري ان السودان قادر بما له من إمكانات هائلة على تحقيق أهداف مبادرة الأمن الغذائي العربي .
من جانبه امن الأستاذ التجانى السفورى أمين أمانة الزراع والرعاة بالحزب على ضرورة تشجيع دور الجمعيات الزراعية لترقية وتطوير العملية الزراعية بالبلاد .

مخططات الثورية.. رسالة لأكثر من جهة

(سهر الجداد ولا نومو) مثل سوداني يتطابق كثيراً مع ما تقوم به الحكومة في الكشف عن مخططات الجبهة الثورية، وقد كثر في الفترة الأخيرة حديث الحكومة عن كشفها لمخططات تقوم بها الجبهة الثورية، آخرها الحديث عن وقوع صاروخ كان يستهدف القصر وكبري القوات المسلحة، وكشف معلومات عن اجتماع لقادة خلص إلي تفعيل العمل لإسقاط الخرطوم، ويري خبراء أمنيون، أن كشف مثل هذه المخططات يدخل أحياناً  في إطار إرسال رسالة اطمئنان للمواطن، بأن الأجهزة الأمنية علي قدر التحدي، إضافة إلي تنبيه المواطن بأن هناك خطراً محدق به، كما يدخل أيضاً في إطار معرفة مدي تفاعل  المواطن مع مثل هذه المخططات وردت فعله تجاهلها.
يلاحظ تصاعد نبرة التهديد وكشف المخططات منذ إعلان الحكومة لعمليات الصيف الحاسم، والترديد بأن عام 2015م هو عام حسم التمرد، وذكر ذلك رئيس الجمهورية في لقاء نصرة مزارعي الجزيرة الأخير، بأن هذا العام سوف يشهد حسم التمرد في السودان، ومنذ ذلك الحين ظلت الحكومة تطلق بين الفينة والأخرى كشوفاتها لمخططات الجبهة الثورية، حيث أكدت بعض المصادر في تقارير إعلامية، أن هناك اجتماعاً عقد بين قادة الجبهة الثورية سرياً بدولة الجنوب بمشاركة رمزية من قوي المعارضة بالداخل، وأكد أن الاجتماع خلص إلي تفعيل العمل لإسقاط النظام في الخرطوم وذلك بمشاركة دول أجنبية مثل أمريكا وفرنسا وإسرائيل إضافة إلي مشاركة (16) خبيراً أجنبياً لتدريب المتمردين من الجبهة الثورية والحركة المسلحة للعمل ضد الخرطوم، وأكدت المصادر وجود تنسيق فيما يجري بين قوي المعارة بالداخل وما يتم ترتيبه في الخارج، وأشار إلي لغة بعض القادة السياسيين المعارضين للحكومة بالداخل في وسائل الإعلام وما يحاك ضد الحكومة بالخرطوم من داخل الأراضي الجنوبية سوف يعيد التوتر بين البلدين مرة أخري، وما أثير مؤخراً عن اتهام البلدين لبعضهما بإيواء ودعم متمردي الطرفين، وبدلاً من أن تواجه الحكومة مخططات الجبهة الثورية سوف تواجه أيضاً تحدي التعامل مع حكومة الجنوب خاصة وأن هناك ترتيبات وملفات أمنية لم تفعل بعد.
وفي منحي ذي صلة يؤكد الخبير العسكري الفريق أول محمد بشير سليمان في حديثه لـ(ألوان) أمس، أن للحكومة قدرة عالية علي كشف أي مخططات خارجية، وأنها تمتلك تقنيات تمكنها من التقاط المحادثات التي تدور بين قادة الثورية إضافة إلي وجود (غواصات) داخل الجبهة الثورية نفسها، كما أن هناك تعاوناً استخباراتياً بين السودان وهذه الدول يستطيع من خلاله معرفة ما تقوم به الجبهة الثورية، وأوضح سليمان، أن هذه  الحكومة هي دولة أمنية من الدرجة الأولي ولها القدرة علي التحسب لأي مهددات أمنية، رغم فشلها في اكتشاف تحرك خليل إلا أن ذلك لا يعني أن لها المقدرة علي كشف ما يحاك ضدها والاستعداد له، وذكر سليمان بالرغم من الاستعداد يأتي العدو أحياناً من حيث لا نحتسب وهو ما نسميه في التخطيط العسكري (البعد المقترب الرابع) مشيراً إلي أن ما يحدث الآن بين الحكومة والجبهة الثورية هو صراع عسكري، وارد فيه الاختراق، وهو صراع يعتمد علي الاستخبارات وجمع المعلومات ولا نستطيع التكهن بأن للحكومة القدرة علي الاحتواء في كل المرات، كما أننا أيضاً لا نستطيع الجزم للجبهة الثورية القدرة علي الاختراق، ويأتي حديث الحكومة عن كشفها لمخططات الجبهة الثورية في أطار خلق رأي عام وتنبيه المواطن أن هناك خطراً حوله وأنها واعية ومتابعة لكل ما يتم ويحاك ضدها.
وأنها ليست المستهدفة فقد بل أمن واستقرار المواطن، ويذهب في ذات الاتجاه الفريق عثمان بلية الذي أكد علي قدرة الحكومة وأجهزتها الأمنية علي التعامل مع هذه المخططات، وأوضح بلية في حديثه لـ(ألوان) أمس، إن للحكومة قدرة استخبارتية وأمنية تمكنها من متابعة ما يدبر ضدها وكشف أي مخطط تخريبي يتم مستقبلاً.
إلي ذلك أوضح المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدين الدومة أن الحديث عن كشف المخططات يقود إلي أن ما يكون ليس هناك مخططاً والاتهام في مكانه يدخل في إطار الخداع الإستخباراتي من الجبهة الثورية صد نظام الخرطوم وأكد الدومة في حديثه لـ(ألوان) أمس، إن لهدف من كشف هذه المخططات إرسال رسالة للجبهة الثورية بأنها لن تستطيع اختراق نظام الخرطوم وإن ما تقوم به مكشوف لدينا الأمر الثاني هو إرسال رسالة للرئيس من قبل الأجهزة المعنية بأنها قدر التحدي وأنها صاحية لكل ما يستهدف أمن البلاد.

إغلاق باب الترشيح للانتخابات السودانية

أغلقت المفوضية القومية للانتخابات في السودان باب الترشيح لرئاسة جمهورية السودان ، وعضوية البرلمان السوداني، وقائمة المرأة والأحزاب ، اليوم الخميس.
وتسلّمت المفوضية أوراق اعتماد مرشح حزب العدالة ياسر يحيى صالح ، ومرشحة حزب الاتحاد الاشتراكي فاطمة عبد المحمود.
وقال عضو المفوضية الهادي محمد أحمد ، في تصريحات صحفية إن المفوضية بحسب الجدول الزمني الذي وضعته مؤخراً، ستُغلق باب الترشيحات للرئاسة وبقية المستويات.
وأكدت المرشحة للرئاسة فاطمة عبد المحمود في تصريح صحفي الأربعاء ، أنها ستبذل قصارى جهدها لحل قضايا الوطن ، من خلال التداول السلمي للسلطة داعية الجميع لممارسة حقهم الدستوري من خلال الانتخابات واختيار من يمثلهم.
من جانبه أعلن نائب رئيس حزب العدالة جمعة كوة ، أن مرشح حزبه للرئاسة يحيى صالح ، يخوض العملية الانتخابية إيماناً منه بأن معالجة مشكلات السودان ، لا تتم إلا عبر التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات باعتبار أنها استحقاق دستوري.
وأشار كوة إلى أن حزبه سيخوض الانتخابات على كل مستويات الحكم ، داعياً كل القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات ، وحث السياسيين على الالتزام بمنهج الحوار الوطني لحل قضايا البلاد.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات بولاية الخرطوم، عن استلام 204 استمارات ترشيح للمنافسة في الدوائر القومية والولائية، بينما تنافست ستة أحزاب سياسية على دوائر الولاية.
وفصّل رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية إبراهيم الكافي، أن لجنته استلمت 72 استمارة ترشيح للمنافسة على الدوائر الولائية، و48 للقومية، و84 استمارة للمنافسة في القوائم النسبية.
وأضاف:" الاستمارات تم استلامها من مرشحي المؤتمر الوطني، وحزب الإصلاح الوطني، وحزب الأمة الفيدرالي، وحزب الأمة القيادة الجماعية، وحزب قوى السودان المتحدة، وحزب وحدة وادي النيل، بجانب عدد كبير من المستقلين"، وقال إن لجنته ستستمر في تلقي استلام طلبات الترشيح، حتى نهاية الأسبوع الجاري.
من جانبها أعلنت المرشحة لمنصب الرئيس السوداني محاسن التازي الاربعاء عن تكملة إجراءاتها للتنافس على المنصب للانتخابات المقرر لها مايو المقبل ، وقالت إنها تتقدم لهذا المنصب ، استناداً على "ثقتها بالله أولاً ثم برنامجها الانتخابي دون عون أو سند من جهة حزبية ، وأنها تمثل حزب السودان كله".
وأوضحت التازي، أنها تهدف من وراء ترشيحها، إلى تشجيع المرأة المستقلة للدخول بقوة في العملية الانتخابية ، وأضافت " الخطوة فرصة قد لا تتوافر للمرأة في الأحزاب السياسية، بجانب قياس رأي الشعب السوداني لمبدأ الفكرة أساساً، وخاصة قطاع المرأة السودانية".
وأعربت التازي عن تطلعها لمعرفة تقدير الجهود التي تبذل من جانب الناشطات في مجال المرأة والطفل، ومدى الاعتماد على قطاع المرأة والشباب في الانتخابات القادمة.

البشير يوافق علي مبادرة الافراج المعتقلين السياسيين

أعلنت آلية الحوار الوطني (7+7) ، عن موافقة الرئيس السوداني المشير عمر البشير، على مبادرة طرحتها بشأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين ، في مقدمتهم رئيس تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى ، وأمين مكي مدني ، وفرح عقار ، ومدير مكتبه الخاص.
وقال وزير الإعلام  السوداني عضو آلية (7+7) أحمد بلال عثمان ، في تصريحات صحفية عقب اجتماع الآلية برئاسة البشير، أن الرئيس أبدى موافقته المبدئية ، على المبادرة للإفراج عن المعتقلين الأربعة ، وأن الآلية ستشرع اعتباراً من الخميس في الاتصالات الخاصة لتنفيذ المبادرة.
وأعلن بلال موافقة وتأمين الرئيس ، على انطلاق المؤتمر العام للحوار مطلع فبراير المقبل، عقب المشاركة في القمة الأفريقية ، وأشار إلى أن الاجتماع أجاز قائمة (الموفقين) الخمسة  للحوار ، كما صادق على الشخصيات القومية الخمسين ، المنتظر إشراكها في مؤتمر الحوار.
وقال بلال إن الأحزاب التي قاطعت الحوار لها تقديراتها السياسية ، واشار إلى أن الحوار يعتبر "عملية سياسية طوعية" ، مؤكداً رفضه لطرح اشتراطات مسبّقة ، واضاف أن كل المطالبات المطروحة من المعارضة محلها المؤتمر العام.
وأعلن وزير الاعلام السوداني عضو آلية (7+7) عن رفع الرقابة القبلية عن الصحف خلال شهر فبراير القادم ، مع بداية انطلاق الحوار الوطني ، مشيراً إلى أن وثيقة الحريات التي أجازتها الجمعية العمومية للحوار الوطني ، أكدت الشروع في التنفيذ فور البدء في عقد المؤتمر العام للحوار الوطني.

امبيكي يبحث استئناف مفاوضات المنطقتين بالخرطوم

يبحث كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي في الخرطوم ، اليوم الأربعاء ، خلال مباحثات رسمية مع المسؤولين السودانيين دفع الحوار الوطني ، واستئناف المفاوضات المتوقفة حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال.
ونقل موقع (سودان تربيون) عن مصدر حكومي - لم يسمه - أن أمبيكي يسعى بقوة لتحريك ملف الحوار الوطني، وإبلاغ الحكومة رسمياً بموعد جديد لاستئناف مفاوضات المنطقتين.
وقال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم د.مصطفى عثمان إسماعيل إنه سيلتقي الأربعاء بأمبيكي لبحث قضية تحقيق السلام والحوار الوطني في السودان، معرباً عن أمله أن تتوصل الجولة القادمة للمفاوضات بشأن المنطقتين إلى اتفاق نهائي .
وأكد مصطفى في تصريحات صحفية عقب عودته ، أنه نقل رسالة شفهية من الرئيس البشير لرئيس الوزراء الإثيوبي تتعلق بالعلاقات الثنائية والاقتصادية بين البلدين ، وسير عملية الحوار الوطني ، وحرص الرئيس السوداني على الاستمرار في الحوار حتى بلوغ نهاياته.
وقال إسماعيل إنه بحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي القضايا السياسية والاقتصادية في السودان ، الذي أكد دعمه للحوار الوطني والوصول لحل سلمي.
وكشف عن لقائه برئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي زوما، وقدم لها شرحاً عن سير عملية الحوار الوطني في السودان، التي أكدت بدورها على دعمها للحوار الوطني والنماذج الحديثة التي ابتدرها الأفارقة لحل ومعالجة قضاياهم السياسية.

البشير يلتقي برؤساء آلية الحوار الوطني

أعلن عضو آلية الحوار من جانب الحكومة السودانية د.مصطفى عثمان إسماعيل أن الرئيس السوداني عمر البشير سيلتقي اليوم الأربعاء ، بآلية الحوار الوطني المعروفة بـ (7+7) على مستوى الرؤساء ، بعد أن أنهت اللجنة الفنية أعمالها بالكامل، وحددت رؤساء اللجان والنواب.
وأعلن إسماعيل  في تصريحات صحفية إكمال اللجنة لعضوية الأحزاب في المؤتمر ، والـ 50 شخصية قومية في المؤتمر، بجانب الاتفاق على الخمس شخصيات الوفاقية ، التي تساعد في تقريب وجهات النظر، والاتفاق على الأمانة العامة التي ستشرف على الإجراءات التنفيذية للحوار ، مشيراً الي أن لقاء الأربعاء إعلاناً رسمياً لانطلاق عملية الحوار الوطني ، مؤكداً أن الرئاسة وجهت الدعوة لأحزاب الحكومة والمعارضة للمشاركة في اللقاء.
وأكد إسماعيل انطلاق عمل ست لجان للحوار في موضوعات الحريات والحقوق الأساسية والوحدة والسلام والهوية والعلاقات الخارجية والاقتصاد والمعاش وكيفية حكم السودان.
من جانبه، أكد حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان أن زعيمه د.حسن الترابي سيشارك في لقاء آلية الحوار مع البشير الذي سينعقد ببيت الضيافة في الخرطوم.
وشدد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام، في المنبر الصحفي الدوري للحزب، أن كل مطلوبات الحوار فيما يتعلق بخارطة الطريق تم إنجازها ، وأضاف "اكتملت المهمة وسنقدِّم للرئيس البشير في الاجتماع الذي من ضمن مهامه تحديد تاريخ انطلاق عملية الحوار".
ووصف عمر البيان الذي صدر الثلاثاء الذي زعم بمقاطعة قوى المعارضة للقاء (بالتضليلي) ، وقال انه لا يعبر عن جميع قوى المعارضة المشاركة في الحوار الوطني، قبل أن يصفة بأنه مجرد "بالونة سياسية أرادت الأحزاب المنسحبة أن تقول عبرها إنها موجودة، في وقت يحتاج السودان أن يكون موجوداً".
وقال عمر إنه كان الأجدر بالذين أصدروا البيان تسمية الأحزاب التي أعلنت الخطوة، موضحاً أنهم في المؤتمر الشعبي باقون في الحوار، وسيشاركون في لقاء الرئيس يوم الأربعاء.

البطر السياسي!

المنطق الذي استند عليه رئيس حزب الأمة الحقيقة الفيدرالي، فضل السيد شعيب فى خوض حزبه للانتخابات العامة التى دارت عجلتها للتو في السودان كان من المتوقع أن يكون هو المنطق السياسي الذي تستند عليه كافة القوى السياسية السودانية المعارضة فى خوضها للانتخابات.
رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي قال إنهم يخوضون الانتخابات العامة (ترسيخاً للممارسة الديمقراطية). والواقع إن هذا المنطق السياسي هو الفكرة المركزية والأساسية فى كل الحراك السياسي في السودان، إذ أن العملية الانتخابية إجمالاً هي الآلية الوحيدة الحضارية المتاحة للتداول السلمي للسلطة بغض النظر عمن يحرز الفوز فيها، وبغض النظر عن ما إذا كان الطرف الفائز يستحق الفوز من عدمه.
ومن الغريب أن العشرات من القوى السياسية التى تتردد الآن حيال هذه العملية بعضها تتنازعه رغبة الخوض ولكنه يخشى الفشل، وبعضها يتخوف من شماتة رفاقه فى المعارضة، وبعضها الآن تائهة بفعل أحلامها الوردية الأقرب للمستحيل بسقوط النظام القائم نفسه! الغريب أن هذه القوى على يقين تام أنه لابد من أن يأتي يوم يضطرون فيه لخوض هذه العملية الانتخابية طال الزمن أو قصر وقد يضطروا لخوضها فى ظروف أكثر سوءاً من الظروف الحالية، إذ أن السياسة فى عمومها نهر جاري؛ وحافلة بالمتغيرات إذ ربما تفرز نتائج الانتخابات الحالية واقعاً مختلفاً للغاية، وقد تعيد تشكيل الخارطة السياسية وترتيب القوى السياسية التى خاضتها ومن ثم تتراجع هذه القوى التى رفضت أو ترددت فى خوضها، لأن التاريخ فى العادة لا يلقي بالاً لمن يترددون في خوض غمار المعارك، ويفضلون معاركاً أكثر سهولة وفى مناخ وظروف سهلة ومواتية!
ولا ندري كمراقبين كيف يمكن أن يتم إثراء تجربة الممارسة الديمقراطية في بلد كالسودان تنتاشه سهام المشاكل والأزمات وتتنازعه المنازعات إن لم يكن عبر الإصرار على ترسيخ فكرة الانتخابات العامة والصبر والمثابرة عليها وتطويرها فى كل دورة وتحسين ظروف قيامها قدر الإمكان.
إن القوى السياسية التى تبحث عن (مدنية انتخابية فاضلة) عبر وضع انتقالي، وفترة انتقالية والرجوع من جديد إلى المربع الأول القديم لا شك أنها تعتقد أن الفترة الانتقالية هي إكسير الحياة الذي سيمنحها جماهيراً فقدتها بفعل المتغيرات السياسية، وهو الدواء الذي سيمنع عنها مضاعفات الشيخوخة السياسية!
إن أزمة القوى السياسية المعارضة أنها غير مختبرة جماهيرياً، ولم تفحصها بعد أجهزة الفحص الجماهيري، ولم تحقق فى تاريخها انجازاً سياسياً وكل ما فعلته أنها تحلم، والحلم مشروع ولكن الأحلام لا تأتي إلا عبر العودة إلى الواقع.
إن من سخريات القدر أن يتاح في السودان للكل عرض نفسه على صناديق الاقتراع ولكن يأبى البعض بحجج ومبررات واهية، بينما هناك بلدان فى عالمنا القريب ومحيطنا المحلي لا تعرف المعنى الحقيقي للإنتخابات العامة والتداول السلمي للسلطة. إنه البَطر السياسي الذي لا دواء له.

الأربعاء، 21 يناير 2015

السودان يتوقع تسمية بدلاء للزعتري وهيلي

توقّعت الخارجية السودانية ، تسمية الأمم المتحدة ممثلاً جديداً لها للشؤون الإنسانية ، خلفاً لعلي الزعتري  وللمدير القُطرِي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ايفون هيلي، خلال الأيام المقبلة، مجدِّدة تمسكها بالقرار الخاص بإبعاد  المسؤوليْن الأممييْن من السودان.
وطردت الحكومة السودانية في ديسمبر الماضي الزعتري وهيلي ، على خلفية تصريحات للأول انتقد فيها الشعب السوداني وقيادته، وتجاوزات للثانية بشأن التعامل مع المسؤولين الحكوميين، والمشروعات ذات الأولوية.
وقال المتحدث باسم الخارجية يوسف الكردفاني ، إن المنظمة الأممية لم تُسمِ بعد بديلاً للزعتري وهيلي ، مؤكداً حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة، وفقاً للمواثيق الدولية.
واشار الكردفاني إلى أن الأمم المتحدة، أبدت تفهّمها لموقف السودان فيما يتعلق بقضية الزعتري وهيلي، بالإضافة للتفاوض بإستراتيجية معينة لخروج اليوناميد من البلاد خلال الفترة المقبلة، والاتفاق مع الأطراف المعنية.

كيف تتعامل قوات الدعم السريع مع الحركات المسلحة؟

ما من شك أن قوات الدعم السريع التى ذاع صيتها مؤخراً في مناطق النزاعات المسلحة في مناطق جنوب كردفان ودارفور، أثبتت أنها قوات أوجدت لنفسها وزناً عسكرياً راجحاً في كفة ميادين القتال هناك، ويكفي فى هذا الصدد أن الحركات المسلحة فى دارفور ومنذ انطلاق هذه القوات لم تذق مطلقاً طعماً للنوم، ولم يتسنّ لها التجوال، ولا الاستمتاع بجرائم النهب والترويع التى كانت تقوم بها باستمرار فى مناطق دارفور وكردفان بحرية ومتعة بالغة.
وتشير الأنباء إلى أن العشرات من أسرى الجيش الشعبي قطاع الشمال قد وقعوا مؤخراً فى يد قوات الدعم السريع كنتيجة مباشرة لحالة الارتباك التى عمت أوساط الحركات المسلحة؛ ففي الثلاثين من نوفمبر 2014 على سبيل المثال وإثر اشتباك رهيب بين قوات الدعم السريع وقوات قطاع الشمال فى منطقة تدعى (واني) بالجبال الغربية بجنوب كردفان، فقد دحرت قوات الدعم السريع قوات قطاع الشمال ووقع فى أسرها جندي برتبة الوكيل عريف يدعى (إسماعيل بريمة انجليز).
وفي الرابع من يناير الحالي دحرت قوات الدعم السريع أيضاً قوات قطاع الشمال فى منطقة (خور العفن) وأسرت جندي يدعى إبراهيم صاروخ عجبنا. ووفقاً للقانون الجنائي السوداني لسنة 1991 فإن الجنود المأسورين يعتبروا جناة وفقاً لما إرتكبوه من أفعال، باعتبار أن العمل المسلح نفسه أكبر جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي السوداني، ولهذا فقد تم التحقيق مع هؤلاء الأسرى وأحيلوا -كأمر طبيعي- للمحاكمة أمام محكمة جنائية عادية فى كلٍ من الخرطوم والخرطوم بحري.
ولعل الأمر الملفت للنظر فى هذا الصدد أن هؤلاء الجناة بعضهم قديم عهد بالجيش الشعبي مثل المدعو إسماعيل بريمة انجليز، إذ يشير فى استجوابه أمام المحكمة إلى التحاقه بالجيش الشعبي في العام 2001 بعد أن تم تجنيده بواسطة (جقود مكوار)، أحد ابرز متمردي جنوب كردفان، ويشير إلى تلقيه تدريب بدولة إرتريا فى ذلك الحين كما يشير إلى مشاركته فى العديد من المعارك فى شرق وجنوب السودان.
أما المدعو إبراهيم صاروخ عجبنا فهو يزعم أنه من أبناء الدلنج وأنه في العام 2010 وأثناء رجوعه من رعيّ بهائمه تم اختطافه إلى جنوب السودان وأجبر على الانخراط فى الحركة! من بين هذين النموذجين بإمكاننا أن نلحظ عدة ملاحظات؛ أولها أن قوات الدعم السريع وفضلاً عن قيامها بواجباتها القتالية فى التصدي لحملة السلاح ودحرهم بإتباع ذات أساليبهم القتالية وتكتيكاتهم فهي تقوم بالقبض على من يتسنّى لها القبض عليهم وتحليهم إلى المحاكمة بتهم جنائية واضحة مستقاة من القانون الجنائي السوداني؛ وهذا الإجراء يعتبر إجراءاً قانونياً سليماً، فالجلسات التى تجري لمحاكمتهم علنية وتتوفر لهم فيها كافة حقوق الدفاع، والقاضي الذي يحاكمهم قاضيهم الطبيعي ولا يحاكموا فى محاكم خاصة أو استثنائية.
إجمالاً يمكن القول إن قوات الدعم السريع تعمل على تصفية العمل المسلح واستئصال شأفته من الساحة السودانية بشتى السبل القتالية والقانونية.

الحوار الوطني .. وإن طال السفر

بعد ستة أيام بالضبط، ستمُر الذكرى الأولى لإعلان الرئيس البشير مبادرته المشهورة للإصلاح السياسي، التي عُرفت لاحقاً بالحوار الوطني، وهي المبادرة التي أعقبت قرار الحزب الحاكم بضخ  دماء جديدة في جهازيه التنفيذي والحزبي، في إعلان رسمي بأنه سيسلك طريق الإصلاح بدلاً عن التغيير، أو كما قال!!
>  وعلى الرغم من مرور عام على خطاب (الوثبة) الذي أعلن فيه الرئيس البشير رؤيته لإصلاح الدولة والحزب، إلا أن المرء الذي يحاول أن يلتمس حصاد هذا العام في صحافتنا، أو لدى المشتغلين بالسياسة في بلادنا، يكاد يجد إجماعاً على أن المحصلة لا تكاد تساوى شيئاً في مقابل حجم التطلعات والآمال التي كان يُعلِّقها غالبية المشتغلين بالصحافة والسياسة على الحوار الوطني؛ فهل هذه هي الخلاصة التي تُعبِّر عن الحقيقية كما هي، أم أن هنالك جانباً من تلك الحقيقة تعذَّرت رؤيته بسبب غبار المعارك السياسية التي أُثيرت حول هذا الموضوع، أم حُجبت رؤيته لخلل ما، في التصورات والوقائع، التي شكَّلت مجتمعة الصورة الذهنية لموضوع الحوار الوطني على النحو الذي رآه به الناس؟؟.
>  في الأيام الأولى لإطلاق مبادرة الحوار الوطني، كتبتُ منبهاً إلى ضرورة فحص النوايا تجاه العملية برُمَّتها، من قِبل الحكومة، ومن قِبل المعارضة، وقلتُ فيما قلتُ إن حزب المؤتمر الوطني يُخطئ إن ظنَّ إن القوى السياسية المعارضة ستأتي إليه مهرولة طمعاً في السلطة أو خروجاً من دوامة الإنهاك التي وجدت نفسها فيها، وقلتُ أيضاً إن القوى السياسية المعارضة تُخطئ إن ظنت أن الحزب الحاكم حار به الدليل وبات يبحث عن شركاء يتحملون معه عبء الحال الذي آلت إليه أوضاع البلاد والعباد، ودعوتُ الطرفين أن يُقبلا على الحوار لا طمعاً في سلطة ولا هرباً من مسؤولية، وإنما رغبة في لم شمل الوطن والتطلُّع نحو المستقبل الذي تتسارع خطى الأمم والشعوب للانضمام إلى ركبه.
>  للأسف، ذهب صوتي وأصوات الكثيرين مثلي أدراج الرياح، فقاطعت قوى سياسية مسيرة الحوار، وهي بعد في طور التخلُّق، وسعت لإفشال أول أركانه وهو تحقيق السلام عبر تحالف سياسي مع حملة السلاح، وبقيت قوى سياسية أخرى تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين، وافتقدت تحركات الحزب الحاكم تجاه الموضوع إلى الديناميكية وروح المبادرة السياسية، فغرقت في وحل الإجراءات؛ وأدى ذلك كله إلى تعظيم مساحات الشك المتبادل بدلاً عن تقليص المساحات الموجودة أصلاً، وهكذا فقدت مبادرة الحوار الوطني أهم عناصر نجاحها، وهي إعادة بناء الثقة بين مكوِّنات الوطن السياسية وجعلها رافعة لإعادة تعبئة الناس باتجاه المستقبل وقضاياه، بدلاً عن الركون للماضي وصراعاته.
> ومع هذا، فليس من المنصف أن نقرأ الفاتحة على روح الحوار الوطني، لمجرد أن الحكومة أصرت على الوفاء بالتزام دستوري آخر هو قيام الانتخابات في موعدها؛ فقيام الانتخابات لا يعني أن الأقلام قد رُفعت وأن الصحف قد جفت، بل على العكس يمكن أن يُشكِّل سانحة جديدة لإعادة العافية لجسد الحوار الوطني الذي أصابه الهزال، وحين تُقبل القوى السياسية على الحوار مجدداً، وتثبت جديتها في تشكيل أجندة الوطن المستقبلية، يصبح من غير العسير قيام انتخابات مجدداً لإنتاج برلمان يجد فيه الجميع فرصتهم للمشاركة في صياغة دستور السودان الدائم، ويكون فرصة لتحديد أوزان القوى السياسية التي طالما تمسكت بحيثيات التاريخ لتقرر في شأن المستقبل.

ماذا يريد الصادق المهدى

كانت مفاجأة كبيره لى وللكثيرين غيرى حينما طالعنا عبر اجهزة الاعلام والصحف بان الامام الصادق المهدى قد حل كل اليات حزب الامه وجمد نشاطه وتحول للعمل السرى (تحت الارض) وهذه خطوه لا تشبه حزب كبير مثل حزب الامه والذى سبق وذكرنا جذوره الضاربه فى السودان وتاريخه الناصع منذ المهديه والصادق المهدى الذى نصب اماما للانصار وهى طائفه ضخمه منتشره فى كل بقاع السودان وقد يكون القرار مفاجأ لهم ايضا لان حزب بقامة حزب الامه لا يقبل ان يكون نشاطه سريا فى عهد الديموقراطيه فالمؤتمر الوطنى لم يحظر نشاط الاحزاب بل فتح لها كافة المجالات من حرية راى وديموقراطيه ونشاط سياسى كاملا كما دعا كل الاحزاب لحوار وطنى جامع والمشاركه فى الانتخابات الرئاسيه.
والبرلمانيه ولم يحجر على اى حزب المشاركه واذا كان حزب الامه يثق فى شعبيته وجماهريته لماذا لم يشارك فى الانتخابات مثل بقية الاحزاب ولماذا لم يترشح الامام الصادق المهدى لرئاسة الجمهوريه ويأتى رئيسا للجمهوريه بأمر الشعب بدلا من العمل السرى فى عهد لم يمنع فيه النشاط السياسى العلنى وهو حق مكفول للجميع ولا اتخيل ان يأخذ الامام الصادق المهدى هذا القرار المعيب وابنه يعمل فى سدة الحكم مساعدا لرئيس الجمهوريه وهذا المنصب لم يمنح له الا تقديرا لوالده الامام الصادق المهدى واحتراما لتاريخ الانصار وجهادهم فى ان يعيش السودان حرا مستقلا لقد اتخذ الامام الصادق المهدى العديد من القرارات الخاطئة التى جعلت حزب الامه تعصف به المشاكل وانقسم الى عدة احزاب صغيره ومن القرارات الخاطئه التى قام بها الامام الصادق المهدى قيامه بتوزيع العقارات والاموال على افراد اسرته مما جعل اعضاء الحزب يدخلون معه فى مشاكل فى ملكية هذه الاموال هل هى له ام للحزب وهذا يذكرنى بموت رب الاسره والابناء يتقاتلون على الميراث.
ان كل هذه الممارسات لا تشبه الامام الصادق المهدى ولا اسرته ولا حزب الامه العريق والحكمه تتطلب من الامام الصادق المهدى العوده للوطن ولملمت حزبه المشتت والعمل بصورة ديموقراطيه هو دائما ما ينادى بها ولا اعتقد ان حكومة المؤتمر الوطنى ستقف امام عودته والانخراط فى العمل الوطنى والديوقراطى فى حدود القانون وعليه ان ينبذ كل ما قام به من توقيع مذكرة باريس مع الحركات المسلحه والدعوه للعمل تحت الارض التى لم يفهم معناها حتى القيادين فى حزب الامه بل رفضها العديد منهم ولا زلنا نتسائل ماذا يريد الصادق المهدى.

النرويج: سمدعم الانتخابات والحوار والسلام في السودان

أعرب المبعوث النرويجي الخاص للسودان ودولة جنوب السودان جنيس بيتر، عن آمال بلاده في أن تفضي الانتخابات المقررة في أبريل المقبل وعملية الحوار الوطني، لنتائج إيجابية تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان.
وأجرى بيتر لقاءات مع مسؤولين كبار في الحكومة السودانية ، من بينهم مساعد الرئيس السوداني البروفسير إبراهيم غندور، رئيس مكتب متابعة سلام دارفور أمين حسن عمر، بشأن مجمل تطورات القضايا السودانية.
وأطلع غندور المبعوث النرويجي على مراحل عملية الحوار الوطني، ولقاء رئيس الجمهورية المرتقب مع آلية (7+7).
وأكد المبعوث النرويجي ، دعم بلاده لجهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لتسريع الحوار الوطني وإنجاح المفاوضات حول المنطقتين، بما يحقق السلام والاستقرار بالسودان.
وأوضح بيتر أن اللقاء تناول سير عملية الحوار الوطني والانتخابات، معرباً عن أمله في أن يفضيا إلى نتائج إيجابية ، وأضاف أنه بحث مع مساعد الرئيس، الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه السودان في رأب الصدع بين الأطراف المتصارعة في دولة الجنوب، بما يحقق الاستقرار والسلام.
ومن جانبه أكد رئيس مكتب متابعة سلام دارفور أمين حسن عمر لدى لقائه المبعوث النرويجي ، استعداد الحكومة السودانية للحوار مع الحركات المسلحة  تحت  كل الظروف على أساس وثيقة الدوحة،  مجدِّداً حرصهم على الاستمرار في دعم السلام  بدارفور.
وقال بيتر إنه بحث مع د.أمين ، كل المسائل المتعلقة بسلام دارفور ، واستمع لشرح واف حول سبل تحقيق السلام بالإقليم وإلحاق الحركات المسلحة بالعملية السلمية.

آلية الحوار السوداني تلتقي الرئيس البشير

تلتقي آلية الحوار (7+7) مساء اليوم الأربعاء الرئيس السوداني المشير عمر البشير، للنظر في انطلاقة الحوار الوطني.
وقال عضو الآلية عبود جابر في تصريحات صحفية ، أنه سيتم خلال اللقاء تقديم التقرير المرحلي المعد من الآلية عن الخطوات السابقة التي قامت بها تحضيراً ودفعاً لعملية الحوار، كما سيتم التفاكر حول التاريخ المناسب لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
وتوقع حدوث تطورات إيجابية بشأن عملية الحوار الوطني تصب في صالح عملية الحوار.
ودعا جابر الشعب السوداني وقواه السياسية للعمل على وحدة الصف والتوافق لصناعة الاستقرار وتحقيق السلام في السودان.

للحفاظ على وحدة السودان بدولتيه

قبل أن أتناول بعض إفادات كارلوس ل"السوداني" لابد من تكرار تهنئتي للابن محمد عبد العزيز على هذه "الخبطة" الصحفية غير المسبوقة التي أخرج بها كارلوس من محبسه ليدلي ل"السوداني" بافادات جديدة عن ملابسات وجوده في السودان وحتى تسليمه لفرنسا.
*لن أتوقف كثيراً عند اتهامه للدكتور حسن الترابي بأنه يتحمل مسؤولية تسليمه لفرنسا لأنه في ذات الحوار ذكر أكثر من مرة أن عناصر أمنية بالمجلس الأربعيني للترابي هم من أخبروه بالصفقة التي تمت لتسليمه لفرنسا، ولا عن حديثه عن اعتذارقائد فريق إعتقاله الذين أجهشوا بالبكاءعند وداعه !!، إلا أن هذه الافادات الغريبة تنفي ما قيل من قبل بانه تم تخديره قبل ترحيله إلى فرنسا.
*لكنني وقفت كثيراً عند قوله : ماحدث لي لايقارن بما حدث لمسلمي الجنوب بعد إنفصال جنوب السودان، لأنني سبق وقلت ذلك أكثر من مرة، أذكر منها مداخلتي في اللقاء التنويري حول السجل المدني الذي تم في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بحضور النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وفي لقاء تنويري اخر دعانا له أحد أبرز مفاوضي نيفاشا ادريس محمد عبد القادر بقاعة الاجتماعات بوزارة النفط.
* توقفت أيضاً عند قول كارلوس : تمنيت أن يعود السودان موحداً، وإن كان سقف أمنياتنا تراجع ليصبح أن تعود العلاقات السودانية السودانية إلى طبيعتها، وأن تتنزل إتفاقيات التعاون المشترك بين دولتي السودان لصالح المواطنين السودانيين هنا وهناك.
*للأسف رغم الزيارات الرئاسية المتبادلة، والجهود التي بذلت تحت مظلة لجنة الوساطة الافريقية رفيعة المستوى برئاسة حكيم افريقيا الرئيس ثامبو امبيكي، ما زالت الأجواء بين بلدينا متوترة بسبب إستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة في كل قطر على حدة، والتداخل السلبي الضار بهما وباستقرارهما ومستقبلهما.
*يستطيع السودان لأنه الإقرب للدولة الوليدة التي خرجت من رحمه، أن يؤدي دوراً إيجابياً لوقف النزاعات القبلية المسيسة هناك، وأن يسترد في نفس الوقت زمام المبادرة التي طرحها حزب المؤتمر الوطني في يناير من العالم الماضي لوقف نزف الدم السوداني، وإفساح المجال للأحزاب والفعاليات المعارضة للاسهام في معالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية، والانتقال الى رحاب التحول الديمقراطي الحقيقي والتداول السلمي للسلطة.
*لم يعد هناك مجال للتلاوم وتبادل الاتهمات غير المجدية، فالأوضاع في بلدي السودان تتطلب تعاوناً جاداً لدفع جهود المصالحة الوطنية في دولة جنوب السودان، ومساعي التوافق القومي المتعثرة في السودان.
*ان التحدي الماثل امام بلدينا، ليس التمكين لحكم الحركة الشعبية في جنوب السودان أو حكم المؤتمر الوطني في السودان، وإنما في الحفاظ على وحدة السودان التليد بدولتيه وشعبه الواحد بعيداً عن الخلافات والنزاعات المسلحة التي أضرت بهما، وما زالت تهدد أمنهما واستقرارهما ومستقبلهما.

أيها السيد الرئيس هذا ما يحتاجه الوطن

يكفي السودان ابتلاء أن يكون محط أطماع القوى الدولية والإقليمية كونه يمتاز بموقع جغرافي محوري في التواصل بين أفريقيا والشرق الأوسط من جهة وإطلالته على البحر الأحمر الذي تمر به نصف السفن التجارية إلى الشرق حتى بلاد الهند والسند وهو بالتالي نافذة بحرية لمعظم دول وسط أفريقيا وبعض الدول في غربها، كما أن وجود البحر نفسه يمثل مكمن خطر كون السيطرة عليه محل تنافس بين الدول العظمي استناداً على قاعدة عسكرية قديمة تقول بأن الذي يسيطر على البحار يسيطر على العالم، كما أن موقع السودان الاتصالي كنقطة تلاقي بين العالمين العربي الإسلامي من جهة والأفريقي من الجهة الأخرى ومدى إمكانية هذا التلاقي في أحداث تلاقح أو تقديم مقاربة توحد آسيا وأفريقيا فيتحالفان مع أمريكا الجنوبية في مواجهة العالم الغربي، كل هذه المخاطر إضافة الى الدور الديني في محاربة امتداد الإسلام نحو وسط وجنوب وغرب القارة الإفريقية واعتبار أن السودان منذ أيام سياسة المناطق المقفولة لم يكن إلا خطاً فاصلاً بين الإسلام شمالاً والمسيحية والوثنية جنوباً ثم تلعب إثيوبيا شرقاً دور الحزام الآخر بينما يلعب الاستعمار الفرنسي غرباً في تشاد وأفريقيا الوسطي هذا الفاصل.
ومع كل هذه المخاطر وما يتبعها من مخططات لإدارة السودان بالصراع بحيث تنشغل مكوناته بالصراعات فيما بينها عن إحداث أي تقدم ذي شأن على مستوي البناء الوطني والتكامل المجتمعي والانصهار في مكون قومي يعبر عن الشخصية الوطنية والهوية الثقافية الجامعة، والتي نراها رأي العين وتجسدت في دروسه على ارض الواقع، بالرغم من كل ذلك لا نزال نتعارك فيما بيننا ونتشظى إلى مكونات أولية تجاوزتها الشعوب التي كانت في سبات عميق وبلا سند حضاري، لا يمضي شهر إلا ونشهد أو نسمع عن صراع قبلي يتفجر في دارفور أو كردفان أو غيرها من مناطق السودان، والولايات التي لا تحترب قبلياً يصطف أكثرها على هذه الخلفيات في التنافس السياسي فبدلاً عن الاستقطاب الحزبي ألبرامجي أو حتى الأيدلوجي، يصبح الاستقطاب قبلياً.
حاشية:
لا يحتمل السودان بعد هذا الإنهاك ومضي أكثير من ستين عاماً قضي معظمها في الاحتراب الداخلي أو صراع المركز والأطراف، لا يحتمل المزيد من التشظي في عراه أو التهتك لنسيجه الاجتماعي المثقل بحمية القبلية وعصبيتها وجاهليتها.
ما يحتاجه الوطن سيادة الرئيس هو إعمال سلطاتكم للقضاء على كل العوامل المساعدة على اشتعال القبلية أو تلك التي تفاقم من تهتك نسيج المجتمع وفي مقدمتها انتهاج ليس سياسة تعيين الولاة من خارج ولاياتهم بل منع تعيين أي وال من ابنا الولاية في ولايته ومنع تعيين أي معتمد في محليته وأكثر من ذلك الشروع الفوري في مراجعة توزيع المحليات وحدودها بحيث يقلل عددها وتدمج ليس للتكلفة الإدارية فقط بل لمنع أن تنفرد كل قبيلة بمحلية وتصبح للقبيلة لافتة رسمية تستتر بها في السلطة والمحاصصة، لن يتعايش الشعب السوداني في وطن واحد ما لم يتعايش أبناء ثلاث قبائل على الأقل داخل حدود وسلطة محلية واحدة.
فهلا أجبنا داعي الوطن.

مولانا بحالة ذهنية جيدة (علي السيد قصدو شنو)

جاء خبر غريب، مهمته ربما بإتفاق الطرفين، إثارة غبار حول الحالة الذهنية لمولانا و إلا فأين تفاصيل الإشاعة وسيرة الخبر الذي تقدمه الصحيفة و ينفيه علي السيد ونحن سمعنا (كلام كتير) لا يكتب ثم تابعنا كيف وصل الحسن بن مولانا واستلم أمور الحزب وكانت طلائع وشباب الحزب يراهنون به ضد صمن الأب وتماهيه مع الحزب الحاكم واغترابه المتكاثر وطبيعته في إدارة الحزب منذ أن شحن قيادات محترمة لتلتقي به في مؤتمر المرجعيات وبات فصيل واسع من الإتحاديين يكرهون الدقير وأحمد سعد ومن شاكلهم وهم يغرقون في السلطة المتسربة من بين يدي الحزب الحاكم على حساب تاريخ وعراقة الإتحاديين بتوقيت الأزهري ومبارك زروق و الشريف حسين وزين العابدين ثم جيل علي محمود حسنين الرافض لأسلوب قيادة الميرغني الذي يدخل الإنتخابات بحزبه، ويرسل أبنه لمساندة البشير ضد مرشحيه ويحزن أبو الحسن على حاله، يسافر لأولاده في أمريكا كعزاء من غبائن مولانا، وونسة الأتحاديين لبعضهم، هي آخر ما تبقي لهم من مؤسسات يحكون النكات، ضد قبضة رجل واحد لا يتكلم إلا قليلاً، ويحكي واحد من الساخرين، وبعد غيبة التقي بواحد من الإتحاديين القدامى فسأله عن مولانا الميرغني، فأجابه باستغراب (الميرغني منو)؟؟؟!
بالمنطق، حان وقت التغيير الكبير في حزبي الأمة والإتحادي فالأول حل نفسه قبل أيام والثاني ينفي رجل في قامة علي السيد خبراً مصمم بعناية ليفجر مفاجأة ولعل نفي إشاعة (الحالة الذهنية لمولانا) تنتج الخبر الذي أراده الأعداء قبل الأحبة وما يحمد لمولانا والإمام لم يكونا عتاد حرب ولم يساهما في العنصرية الحالية وكانا مع موقفهما من الديمقراطية لكنهما يدعمانها بسخاء وحجج قديمة وليس لهم أي طباع من العنف، قضيا حياتهم في محطة الطائفية ولكن جيلي لا يحبهم سيما في مثل هذا الشتاء والكل يتطلع للتغيير .. والسؤال من ناس كتااااار (علي السيد قصدو شنو)

الأمة القومي تحت الأرض..!

عرف لحزب الأمة القومي وكيان الأنصار  دورهما البارز من علي سطح الأرض في سائر الأنظمة والمناسبات.
ولم يعرف العمل من تحت الأرض غير الحزب الشيوعي السوداني الذي كانت له تجاربه وممارسته التي وثق لها.
ومنها الحقبة النوفمبرية التي وثق  لها الراحل "مصطفي المكي" في مقالاته بعد ثورة أكتوبر بعنوان (ست سنوات تحت الأرض).
علي أن حزب الأمة الذي عرف في عهد زعيمه السيد "الصادق المهدي" بعد ثورة أكتوبر 1964م بـ(حزب الأمة  القومي) قد صارت له تقلبات ومبادرات في العمل السياسي أفضت  به في الفترة الأخيرة  إلي الانفتاح علي الكيانات حاملة السلاح.
ورغم اتفاق  (جيبوتي) الذي عاد به من المعارضة الخارجية (التجمع الوطني  الديمقراطي) إلي الداخل ملقياً بسلاح (جيش الأمة) ممارساً لنشاطه السياسي السلمي والإحالة هنا إلي:
-    (إعلان باريس) مع الجبهة الثورية  في أغسطس من العام الماضي.
-    ثم اتفاق (نداء السودان) مواصلة لإعلان باريس مع الأحزاب المعارضة الأخرى.
وقد أدي به ذلك – أي منذ  أغسطس/ آب الماضي – إلي أن يدخل في مرحلة اغتراب  أخري يمارس فيها العمل السياسي عن بعد أو بـ(الريموت كنترول) في مرحلة عمرية وحزبية سياسية لا تسمحان بذلك فضلاً عن (أزمة ثقة) وخروج علي المألوف بينه وبين النظام  الحاكم مما أدي إلي تطورات  جنائية وقانونية أخري كرست الفرقة والخلافة التي تجسدت  في المطالبة بإعمال قانون هيئة الأحزاب السياسية ضد حزب الأمة القومي والقانون الجنائي  ضد زعيمه السيد "الصادق المهدي".
وقد كانت مواجهة ذلك كله عند قيادة حزب الأمة القومي في الداخل بالدفع القانوني كما أعلن وقيل في تصريحات مسؤولي الحزب، إلا أن السيد الإمام "الصادق المهدي" وهو صاحب (تقلبات ومبادرات) كما قلنا وذكرنا سابقاً أتي للحزب وللساحة السياسية بجديد هو (العمل من تحت الأرض) بعد تجميد مؤسسات الحزب.. أي معيداً تجربة الحزب الشيوعي السوداني المعهودة والمعروفة.
المبادرة أعلاه دفع بها السيد رئيس الحزب من الخارج إلي قيادة الحزب ومؤسساته المؤقتة في الداخل لتصبح قراراً حزبياً.. خلاصته:
-    ممارسة الحزب نشاطه من تحت الأرض وإغلاق دوره في الولايات.
-    ثم تفويض السيد رئيس الحزب بتشكيل مؤسسات استثنائية.
ومن عجب أن القرار بتفاصيله المذكورة وحسب بيان صادر عن قيادة الحزب في الداخل التي اجتمعت لساعات طويلة كما جاء في البيان تمت الموافقة عليه (جماعياً..!) أي بالإجماع..!
فالقيادة المكلفة – كما يقول البعض من رموز الحزب- هي الأخرى استثنائية ومؤقتة، ودور السيد زعيم الحزب في تركيبها وهيكلتها هو الأكبر، وكان من المنتظر أن ينعقد المؤتمر العام للحزب وفيه يعاد ترتيب كل شئ بطريقة شرعية ومؤسسية.
واليوم من (تحت الأرض) وبمؤسسات استثنائية يشكلها زعيم الحزب وهو في الخارج، يعود كل شئ إلي السيد الإمام وبخاصة في غياب المؤتمر العام للحزب وإغلاق دور الحزب في الولايات تبعاً لفلسفة (العمل من تحت الأرض..)
الحال كذلك.. يبقي السؤال هو: هل بادر حزب الأمة القومي من تلقاء نفسه بالغياب عن الساحة السياسية وإتاحة الفرصة لغيره ممن انسلخوا عنه للممارسة نشاطهم وربما بفاعلية.. ولم يبق له هو غير حراك زعيمه عبر مهجره في الخارج، منهياً بذلك كل ما كان يمكن أن يحل الأزمة من إجراءات ودفاعات قانونية ووساطة مزمعة.
فهل يعقل أن يعمل الحزب الشيوعي صاحب الخبرة والتجربة من فوق الأرض، له صحيفته ودوره ونشاطه السياسي والاجتماعي ويحرم حزب الأمة القومي نفسه بمبادرة منه وقرار بالإجماع.
هذا علماً بأن ما (تحت الأرض) اليوم ليس بالأمس، حيث إن الكشف عن المستور بالوسائل الحديثة والمعاصرة بات متاحاً، إذ إن أدوات الرصد والمتابعة اليوم باتت نشطة ومتعددة.. وعليه ربما بدأ قرار حزب الأمة  القومي بممارسة نشاطه من تحت الأرض مجرد (رد فعل) غير مدروس، فالأمر في (الألفية الثالثة) وهي ألفية التقانة غيره في الألفية الثانية..!!
ولكن من يدري والسيد الإمام في (مهمة لم تكتمل بعد) كما يقول السيد نائب رئيس الحزب اللواء (م) برمة ناصر، ماذا ستكون الخطوة الثانية في تلك المهمة بعد القرار بالعمل من تحت الأرض؟!.

الاتحادي يحث المهدي علي العودة للحوار

حث الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني ، حزب الأمة القومي المعارض برئاسة الصادق المهدي ، على الرجوع لصوت العقل ومواصلة مشاركته في الحوار الوطني ، وابدي دهشته بشأن ما أثير عن عودة الحزب للعمل سراً.
وسحب حزب الأمة يده من الحوار الذي دعا له الرئيس عمر البشير في الـ 27 يناير 2014، بعد تعثر خطواته ، ووقع زعيمه المهدي اتفاقاً مع متمردي الجبهة الثورية بأديس أبابا عرف بنداء السودان.
وناشد القيادي في الحزب الاتحادي ميرغني مساعد ، في تصريحات صحفية ، حزب الأمة الإسراع بالانضمام إلى الحوار الذي ينتظم البلاد وانتظار مخرجاته والابتعاد عن أي عمل يضعف من شأن الحزب ، واضاف "علينا أن نعمل سوياً لإنجاح الحوار الوطني لحل مشكلات البلاد، والابتعاد عن أي حل آخر لا يخدم قضية السودان" ، وأشار الي أن حزبه حمل السلاح مسبقاً، لكنه أيقن بأنه لا حل لمشكلات السودان سوى الحوار بالداخل.

28 حزباً تشارك في الانتخابات السودانية

أعلنت المفوضية القومية للانتخابات بالسودان ، أن  28 حزباً  أكملت إجراءات ترشيحها  وقدمت أوراقها للدخول في العملية الانتخابية ، التي قالت إن كافة إجراءاتها وترتيباتها تسير بشكل جيد ، نحو إجراء عمليات الاقتراع وفق ما هو معلن في أبريل المقبل.
وقال المتحدث باسم مفوضية الانتخابات السودانية  الهادي محمد أحمد في تصريح صحفي إن عمليات تقديم الترشيحات بالولايات تمضي  بشكل جيد، وأنه اكتمل إلى الآن تقديم أوراق 113 مرشحاً للدوائر الجغرافية والنسبية ، وأشار إلى أن المرشحين المعتمدين للرئاسة إلى الآن هم أربعة فقط ، مشيراً لقيام آخرين بسحب أوراق للترشيح، بيد أنهم لم يكملوا العملية بعد.
وعلي صعيد متصل أعلن حزب (السودان أنا) ، دخوله في مرحلة جديدة في مسيرته السياسية عبر دخوله في تحالف جديد مع ما يسمى بـ(جبهة الخلاص).
وقال رئيس الحزب إبراهيم مادبو في تصريحات صحفية إن حزبه ولد من رحم حركة مسلحة ارتضت السلام ، مؤكداً عزمهم خوض الانتخابات المقبلة ، وتزكية ترشيح المشير البشير لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة.
ودعا القوى السياسية المعارضة والحركات المختلفة، إلى التوحّد ونبذ الانشقاقات، والعودة للبلاد والانخراط في العملية السلمية بالسودان.

الثلاثاء، 20 يناير 2015

الانتخابات.. فاصل ونواصل!

اقتربت ساعة النزول إلى حلبة وجلبة الانتخابات في نسختها الثانية، وبالرجوع إلى انتخابات 2010 التي احتشدت بالنجوم والبرامج الانتخابية التي فرضها واقع الشراكة النيفاشية وعلى وقع حوافرها اتسمت بالجاذبية خاصة حينما طرح المرشحون برامجهم وما في صدورهم على الهواء في منبر بابكر حنين، وبعد كسب تلك النسخة الانتخابية بريقا انسحبت بعض القوى في التوقيت الخاطئ، وحينها لم تكن هنالك مهددات وانعكاسات تلقي بظلال سالبة على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بل الواقع كان  استرخاءً وهناءً والسلاح أرضا والخنادق تحاكي الحراز في موسم الاخضرار، بينما انتخابات 2015 أول انتخابات تشهدها الدولة السودانية بدون جنوبها الذي انفصل لحاله دولة ومازالت أحزانه وأفراحه وعداوته البغيضة تنعكس على الدولة الأم ومن لحظة ميلاد الجنوب ولد واقعا جديدا على مستوى عدم الاستقرار وإيواء حركات التمرد على الدولة، ومن هنا تأتي مهددات الانتخابات بظلالها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبلا شك أن الوضع الاقتصادي والمعيشة تحد يواجه البرنامج الانتخابي وكذلك مسرح العمليات العسكرية ومكافحة التمرد وتقارب القوى السلمية مع تلك الحركات وأخيرا معركة الأوزان السياسية المشاركة في الانتخابات القادمة.
والمتابع لمعركة الأوزان الانتخابية ومنافسة الوطني بشخصيات وأحزاب وعدم مشاركة الكبار أو ما يسمى بالقوة الحية في حركة الاعتراض السياسي ربما نابع من تجربتهم في انتخابات 2010 ودعمهم لها وإعطائها درجات ممتازة في مسيرة التحول لذلك ترتفع الأصوات عندهم لدعوة الجماهير لمقاطعة الانتخابات، وفي تقديري لو أنهم يملكون أفئدة الجماهير لولوا مقبلين على الصندوق ويهزمون البشير ومشروعه وإسقاطه وبناء دولة الديمقراطية ومؤسساتها، لكنهم ينتظرون السماء أن تفعل نيابة عنهم ما يشتهون.!! معارضة تتناسل فيها المبادرات والنداءات والإعلانات وطواحين كلام والنضال المزيف والانتخاب وعملية قياس الأوزان الجماهيرية واختبار الثقوب في جدار الأحزاب وتحديد اتجاهات المستقبل ولهذا يمتنع المعترضون على خوض التجربة، ولو أمعنا النظر في الحراك داخل المؤتمر الوطني استعدادا للانتخابات لظهرت ثقوب واختلالات واستقطاب قبلي وجهوي وشلليات مصلحية بدأت تصطرع، لكن قيادة الحزب الحاكم استبقت الباب بالتعديلات الدستورية فيما يخص تعيين الولاة وقدت قميص الفيدرالية المتعفنة من قبل ودبر لأن انتخابهم ربما كان يقود الحزب إلى نهايات تؤدي إلى تلاشي الوطني من مسرح السياسة، وخوض خارجين عن إجماع الوطني في هذه الانتخابات كمستقلين وهو ناتج إيجابي يؤكد أن هنالك نبض حتى ولو أنه نبض برغماتي أو من باب الإصلاح.
إن انتخابات 2015 فاصل ونواصل دون أن نقلب صفحة الأزمة السودانية.. والتحديات الماثلة سوف يجلس الفرقاء في أديس لمناقشة قضايا الحرب والسلام، إذ أن العرض مستمر، وفي قاعة الصداقة الحوار الوطني لبحث قضايا السودان وربما تقاطع قوى الإجماع الوطني.!! ومن هنا لابد أن نضع في مخيلة المواطن أن العملية الانتخابية كرنفال واستحقاق دستوري وليس حلا للأزمة السودانية التي ارتفعت وتيرتها وتوهجت حد الانفجار، أما الحوار والصبر المر هو الطريق الآمن لتفادي انفجار الأزمة وتشظي المكونات المجتمعية والسياسية.

تفاصيل خطيرة حول مشاركة الجبهة الثورية في معركة الرنك

قتل نائب رئيس الجبهة الثورية للعمليات في معارك ضاربة بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان بمنطقة "أم دلس" السبت الماضي.
ونقل القائد بقوات المعارضة المسلحة اللواء جميس كوانق شول لـ"الانتباهة" أمس، صوراً توضح مقتل قائد القوة نائب عقار، إضافة إلي عدد من القادة والقتلى الآخرين التابعين للحركة الشعبية قطاع الشمال.
وأوضح أن القوة التي تصدت لهجوم قوات سلفا كير المدعومة بقوات الجبهة الثورية، كانت تحت قيادة العميد جيمس فوك كونق بقوات المعارضة، وذكر أن قواتهم لم تستطع تحديد اسم القائد الثاني لعقار نسبة لعدم حملة لأوراق ثبوتية، بيد أنه قال إن نواب عقار يرتدون "صليباً" معيناً يظهر أنهم قادة  المجموعات القتالية، وأكد أن القائد المقتول يقود الكتيبة "107" التابعة لقطاع الشمال.
من جهته، أبان قائد شعبة الأمن والاستخبارات بلواء موبايل فوس التابع لقوات المعارضة، أن القوات التابعة لجوبا هاجمت معسكراً لقوات المعارضة بمنطقة "أم دلس"، وأن القوة قادت الهجوم عبر ثلاثة محاور علي المعسكر، وأن قوات المعارضة تصدت للهجوم وواصلت مطاردة القوات المهاجمة  حتي تشرق مدينة الرنك.
وأفصح عن استمرار المعركة لـ"6" ساعات بقوة قوامها "2" ألف من قوات جوبا مدعومة بعشر دبابات.
وأكد أن قوات المعارضة كبدت القوة المهاجمة خسائر فادحة تمثلت في "117" قتيلاً و"270" جريحاً وأسر مجموعة أخري.

حركة مناوي.. نزيف القيادات

في الخامس عشر من يناير الحالي نعت حركة تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي، مقتل العميد محمد هري شردقو قائد ركن عمليات جيش الحركة، الذي قتل قبل يومين من تاريخ النعي إثر هجوم شنته القوات المسلحة عند خزان أورشي، علي قوات الحركة المنسحبة من بلدتي (أبو لحا وأبو قمرا) بولاية شمال دارفور حسبما أعلنه أمس الأول، العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.
ويعد هري من كبار قادة أركان جيش حركة مناوي، وأحد أعمدة جيش تحرير السودان منذ بواكير تأسيسها، وكان من بين آخرين لم يغادروا الأراضي التي احتلتها قوات مناوي مطلقاً، ملازماً جنوده ورفاقه طيلة عقد  من الزمان ونيف.
وقد تحسرت الحركة علي فقده حسبما بدا في بيانها الباكي، كما أن خطوة نعيه عبر بيان منشور تعد من الخطوات النادرة للحركة طوال تاريخ قتالها في دارفور.
وبرغم  أن مقتل هري من ناحية عسكرية يعد خسارة للحركة، إلا أنها بدت عازمة علي أن لا يثنيها فقده عن مراميها.
كما تعد  المعارك التي دارت  الأسبوع الماضي في مناطق شرق جبل مرة بين لقوات المسلحة وحركتي مناوي وعبد الواحد، هي الأولي من نوعها منذ وقت طويل، فمنذ  أن غيرت الحركات إستراتيجيتها القتالية أواخر  العام 2011 وتوقيعها ميثاق  تحالف الجبهة الثورية حفت حدة  المواجهات  العسكرية في مناطق دارفور، وانتقل نشاط الحركات القتالي إلي جنوب كردفان تحت مسمي التحالف الجديد، وامتدت رحلة قتال مشترك مع الجيش الشعبي، في جنوب كردفان علي مدي سنتين قبل أن تعود حركة مناوي إلي دارفور وتستقر في مناطق قريبة من حاضرة جنوب دارفور "نيالا" إلي الاتجاه الجنوب  الشرقي.
قبل أن تخرج من هذه المناطق في فبراير من العام الماضي، وتتوجه شرقاًَ، ولحظتها كانت قوات الدعم السريع  التي خرجت من "الأبيض" حاضرة شمال كردفان والتي حطت فيها عقب  أن أنهت مهمتها في جنوب كردفان، متحركة صوب جنوب دارفور، وعند وصولها إلي مناطق "أم قونجا" و"الحجير" وقري أخري مجاورة تقع جنوب شرق نيالا.
كانت قوات مناوي تدخل  محليتين بولاية شمال دارفور هما "اللعيت جار النبي" و"الطويشة" قبل أن تغادرهما بعد أسبوعين إلي مناطق بشمال الولاية.
نزيف القيادات ظل متواصلاً في حركة تحرير السودان قيادة مناوي، وأغلبه كان نزيف الانشقاقات، وبدأت تلك الانشقاقات عقب وصول مناوي إلي الخرطوم كبيراً لمساعدي الرئيس البشير، حيث مكث في منصبه ذاك زهاء العامين، قبل أن يخرج مغاضباً في مايو 2008م، متوجهاً إلي دارفور حيث قواته الميدانية، ومكث وسطها حوالي الشهرين قبل أن يعلن تمرده من جديد رسمياً، وخلال وجوده بين قواته أرسل عدة رسائل تبين في مجملها أنه غاضب علي صير تنفيذ الاتفاقية التي وقعها مع الحكومة، مطالباً الأخيرة بضرورة الالتزام بها وتنفيذها علي أكمل وجه حتي تتسني له العودة من جديد إلي الخرطوم.
وأثناء تباعد المواقف بين الطرفين كانت التوترات داخل الحركة ترتفع يوماً عقب آخر، حتي بلغت ذروتها لحظة إعلان مناوي فض شراكته للحكومة واختياره الغابة من جديد علي القصر الرئاسي، وهو القرار الذي لم يعجب عدداً من القادة السياسيين والعسكريين بالحركة، فسارع بعضهم إلي الخروج علي مناوي ورفض مغادرة الخرطوم بعد أن عقدوا مؤتمراً صحفياً أعلنوا خلاله عزلهم لمناوي.
وكان من بين القادة السياسيين يومها، يعقوب الملك عضو البرلمان الحالي عن دائرة قريضة، ومبارك حامد علي ، أمين السلطة الانتقالية سابقاً، وعلي حسين دوسه، الأمين العام المكلف وقتها.
ومن القيادات العسكرية كان حسن صالح نهار قائد ركن الاستخبارات العسكرية، ومحمد دربين المتحدث العسكري باسم الحركة.
ولم تنته مسيرة الانشقاقات في صفوف الحركة، لجهة أن الحركة لم تمت بعد، فما أن يعلن أن مجموعة قيادات اشتقت عن الحركة ويظن البعض أنه نهاية الحركة، حتي يأتي آخرون يمشون علي ذات الدرب فما تكاد تذكر سيرة للأولين أو إلي أي البقاع ذهبوا.
آخر  تلك الانشقاقات قام به في أكتوبر من العام الماضي نحو (26) من القادة الميدانيين، أطلقوا علي أنفسهن أسم "مجموعة الإصلاح" بقيادة آدم صالح أبكر الناطق العسكري للحركة، وقائد ركن الإمداد"، والعقيد عبد الله تجاني شغب، والعقيد آدم بوي داد "مساعد الرئيس للشؤون الإنسانية" والمقدم أبكر صابون فلانكا.
بعد أن اتهموا مناوي بممارسة الجهوية والعنصرية والدكتاتورية وعدم إتاحة المجال لقادة الحركة لمناقشة قضاياها، إلي جانب استغلال موارد الحركة لمصالحه الشخصية.. بينما قالت الحركة إن الضباط المذكورين تم فصلهم في أعقاب رصد تورطهم في تحركات باتجاه التخابر مع الحكومة السودانية.
منذ أن خرج مناوي من القصر تاركاً كرسي كبير مساعدي الرئيس الذي كان يشغله فارغاً، تغيرت لهجته ومواقفه من حكومة الخرطوم، وبدأ أكثر معارضة وشراسة وتصلبا في مواقفه من عملية التفاوض، وبات منادياً مع غيره بإسقاط النظام، بعد أن رأي أنه لا يمكن التوصل إلي حل للأزمة السودانية وسلام عادل شامل في وجود النظام الحالي، متخذاً تجربته في القصر عقب  الاتفاقية التي وقعها في أبوحا مايو 2006م، دليلاً علي مماطلة النظام وعدم وفائه بالاتفاقيات التي يمهرها مع الحركات المسلحة.
وتعبر حركة مناوي أكثر الحركات وجوداً في ميدان القتال بدارفور في الآونة الأخيرة، وفقا للأحداث التي شهدها الإقليم، فبعد أن نقلت حركة العدل والمساواة نشاطها إلي جنوب كردفان، وانعزلت كلياً عن ما يجري في دارفور من تطورات عسكرية، إضافة إلي وجود قوات عبد الواحد في مناطق محصورة في شرق جبل مرة، كانت حركة مناوي الأكثر نشاطاً عسكرياً في الإقليم.
ففي مارس من العام الماضي دخلت في أوقات متزامنة ثلاث مدن في شمال دارفور، هي اللعيت جار النبي والطويشة في الجهة الشرقية للولاية، وبينما استقرت في اللعيت والطويشة عدة أيام بلياليها، خرجت من مليط صباح اليوم التالي بعد أن دخلتها مساءً.
وتستقر أغلب قوات مناوي في منطقة وادي هور بولاية شمال دارفور، وهي ذات المناطق التي كانت تتخذها قوات حركة العدل والمساواة علي عهد قائدها السابق خليل إبراهيم.

حزب الأمة..!!

يترقب الجميع الموقف النهائي لحزب الأمة القومي وما سيتخذه من إجراء وتدبير، إذ بدا وكأن الحزب متنازع بين مطلوباته كونه حزباً سياسياً له مواقفه وتقديراته عبر مؤسساته وبين كونه تنظيماً يعاني خللاً مريعاً في جانب الانقياد خلف رغبات رئيسه الصادق المهدي الذي هو من يجر الحزب بقياداته ومؤسساته إلى حافة هاوية المواجهة، فهو من قرر التخاشن مع الجيش وجهاز الأمن والمخابرات، وهو – أي المهدي- من وقع باسم الحزب على إعلان باريس ثم أديس رغم أنه ذات الشخص الذي جمد عضوية نصر الدين الهادي لأنه أنضم للجبهة الثورية بصفته الشخصية وليس كقيادي بحزب الأمة.. وكان الصادق نفسه من أشد الناقدين لوثيقة (الفجر الجديد) وكفي يومها المؤتمر الوطني مؤونة الرد والمناجزة وعرض عيوبها!
الآن ثمة تيارات يحددان مسار حزب الأمة، طرف قد لا يعارض القرارات في صفتها النهائية لكن يقرأها في مجموعات (واتساب) أو على صفحات الصحف، وهؤلاء قادة وقيادات في هياكل الحزب لا يستشارون ربما أو يخطرون بعد اتخاذ الموقف، وطرف أخر عائلي واضح أن مريم الصادق من تتزعمه، وهو من يحدد توجهات التنظيم الكبير .. وللأسف فإن هذا الجناح هو من يملك ختم الإجازة لأنه وعرفاً فأي قول لـ مريم هو خبر وأي قول لمن سواها من القيادات رأي يحتمل الخطأ والإصابة، وبالتالي لم يعد غريباً لي أن يكون الأصل في أشياء حزب الأمة تقدير المنصورة الذي هو في أرجح الروايات رأي والدها والبنت سر أبيها على شيوع القول العامي.
أزمة مؤسسة الحزب تفضحها البيانات الطويلة والمطولة التي هي كلام المهدي معني ونص منطوق هيئات حزبه شكلاً وإخراجاً، ففي الوقت الذي يفترض أن يخوض الأمة معركته القانونية حول مذكرة حله التي قيل إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني دفع بها لمسجل التنظيمات، وهي مذكرة نقاط ارتكازها وركائزها قانونية وإن ألبسها البعض لبوس السياسة، اتجه الكيان العريق للحلول الانفعالية من شاكلة النزول للأرض وإنفاق العمل السري وهو توجه لا أظن أن حكيماً من أعضاء دست القيادة يوافق عليه، لأنه ببساطة يصادق على مذكرة الجهاز ويمنحها براءة صحة بل ووجوب لأي إجراء يتخذ، لكنه وطالما أن رغبة مالك الحزب والحائز على شهادة بحثه ستكون ما يرغبه إلا أن تكذب الساعات المقبلات ويملك زيد أو عبيد قول (لا) وأني لاحدهم ذلك.
حزب الأمة حينما كان حاكماً في السلطة وله وزارة الداخلية والأمن ورئاسة الوزراء لم يتردد في اعتقال ثلة من الأكاديميين جلسوا في ورشة (أمبو) مع الحركة الشعبية بحجية أنهم خالطوا وناقشوا حملة السلاح بالحركة الشعبية لتحرير السودان وجون قرنق يومها وهو إجراء لم تفعله الإنقاذ مع مريم المهدي أو حزبها صاحب الحصة الأكبر في مساحات الصحف رغم أن الصادق المهدي جلس ووقع مع (كل) المعارضة المسلحة التي تحارب الدولة والمواطنين من تخوم جبل مرة إلى سهول كادوقلي .. فهل خالط معتقلو ورشة (أمبو) مسلحين وخالط المهدي الآن مشجعين للهلال المبجل فلا تهلك أسي وتجلد.

يا إمام ابراهيم الشيخ زاتو فوق الأرض ..!

دهمنا بالأمس هذا الخبر: (قرر حزب الأمة القومي المعارضة تجميد نشاطه طوعاً والعمل سراً، وذلك بعد طلب جهاز الأمن من مجلس الأحزاب حل وتجميد الحزب لتحالفه مع قوى الجبهة الثورية الرافعة للسلاح ضد النظام)، والخبر من صحيفة الخليج تتخلله قضايا أخرى ولكنني اقتطفت ما يلي موضوع النزول تحت الأرض الذي أعلنه الصادق المهدي.
(ووقَّع 13 من ممثلي قوى التحالف على وثيقة "نداء السودان" الموقعة بين حزب الأمة ومنظمات المجتمع المدني مع "الجبهة الثورية" في أديس أبابا . ومن أبرز الموقعين سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد جلاء الأزهري، والقيادي في حزب البعث السوداني يحيى الحسين، وأحمد وهبي عن حركة حق).
(وأعلنت القوى المعارضة تضامنها مع حزب الأمة القومي بعد تلقيه إخطاراً من مجلس الأحزاب السودانية للرد على شكوى من جهاز الأمن والمخابرات تطالب بتجميد نشاط الحزب وحله، وهددت باللجوء إلى كل الخيارات حال صدور قرار بحل الحزب ومصادرة ممتلكاته)
بالتاكيد ما حدث من شد وجذب بين الحكومة وحزب الأمة أمر مؤسف للغاية، وبالتأكيد الصادق المهدي من حقه انتقاء بعض الأدوات لصراعه السياسي مع الحكومة وأن تكون هذه الأدوات مشروعة ...طبعا "المشروعية والإخلاقية" في السياسة مسألة نسبية وليست مثالية ولكن المهم أن تكون الأدوات "فعّالة" و "مؤثرة"..!
أخطأ الصادق المهدي بالحديث عن النزول تحت الأرض، وبقصد بذلك العمل السري وتشكيل الخلايا السرية وهلمجرا...!
الجميع يعلم أن عهد السرية "تعيش انت"، لا توجد حاليا سرية لأجهزة المخابرات الدولية فما بالك بحزب معارض في عالم ثالث، وانتهى عهد السرية و "العمل تحت الأرض" في السودان تماما، حتى نقد رحمة الله عليه كان في مكان معروف لدى الأمن وعندما قرر الخروج للعلن زاره مدير الجهاز حينها ... الفريق صلاح قوش بغرض إبطال إدعاء العمل تحت الأرض..!
الأحزاب التي تضامنت مع الأمة في موضوع تحت الأرض ... كلها فوق الارض وأزمتها مع النظام أكبر من الأمة ... ابراهيم الشيخ أزمته مع النظام أكبر ولا يعمل أحد ابناؤه مساعدا لرئيس الجمهورية .. و مع ذلك يعمل في العلن ولديه استثمارات وشركات ...!
لم يكن التهديد واقعي ولا مفيد، بل ضار بالحزب للغاية، لأنه أكسبه مسحة يسارية وأظهره في مقام الذي يستلف ويستعير أدبيات الحزب الشيوعي السوداني و كأنه فقير الأدبيات.
كتبت المقال أولا بعنوان حزب الأمة ... مسحة شيوعية وهممت بانتقاد السيدة الحبيبة مربم الصادق لأنها سبب هذا التقهقر الذي حدث للحزب ولكن قلت في النهاية ... مافيش داعي ... مريم سياسية شاطرة وستخرج من هذه التجربة بفهم جديد ورؤية جديدة بإذن الله.