الخميس، 19 فبراير 2015

رسالة بالحبر السري!

-1-
الصدفة وحدها لا تفعل كل ذلك!
زيارة مفاجئة لنائب رئيس الجمهورية، حسبو  محمد عبد الله الرحمن، إلي يوغندا، تفتح مساراً جديداً بين الخرطوم وكمبالا، وتهدد ملاذات الحركات المسلحة هنالك.
قيادات الحركات بدأوا يتحسسون جوازات سفرهم.
لعل المغادرة تكون قريباً إلي محطة أخري.
ربما – ولو مؤقتاً – جوبا هي الخيار المناسب لقادة الحركات؛ ولكن من المؤكد أنهم لن يكونوا الضيوف المناسبين بالنسبة لها!
وليس من المستبعد أن يتوجهوا إلي القاهرة، ولكن تحت رهن الشروط  المصرية التي تسمح للسيد الصادق  المهدي باستقبال الضيوف، وإقامة حفل عيد ميلاده، وممارسة هوايته، المحببة (لعبة التنس).
-2-
زيارة مفاجئة أخري، يقوم بها مساعد رئيس الجمهورية دكتور إبراهيم غندور إلي الولايات المتحدة الأمريكية، تفتح صفحة جديدة بين الخرطوم وواشنطن، مروراً بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
فشلت كل محاولات إفشال الزيارة.
استنفرت الحركة الشعبية  مؤيديها ومناصريها في أمريكا، فلم يستجب سوي 9 أفراد فقط، لم يصمدوا طويلاً تحت زمهرير الشتاء الأمريكي.
المتظاهرون التسعة لم يستطيعوا إخفاء حالة الإحباط البادية علي عيونهم من فضول عدسات الكاميرات.
المصورون كانوا أكثر عدداً من المتظاهرين.
طوال وجود ياسر عرمان في الحركة الشعبية منذ بواكير انضمامه إلي اليوم، لم تلحق به هزيمة  أمر عليه من تلك المترتبة علي نجاح زيارة بروف غندور إلي أمريكا.
عبأ عرمان عشرة أسئلة بكل ما لديه من عبوات ناسفة، وقذف بها طائرة غندور، فلم تصبها بسوء.
فعل عرمان كل شئ لإفشال الزيارة أو تعكيرها علي الأقل، فخاب سعيه وطاش سهمه، وعاد غندور إلي مطار الخرطوم وعلي وجهه ابتسامة الانتصار!
-3-
الاستثمارات الكويتية في السودان تتقدم للأمام لتقارب الـ10 مليارات دولار، ومطار الخرطوم يستقبل وفود المستثمرين العرب من دول الخليج.
لم تعد قابلة للتسويق تلك الدعاية السياسية الساعية للجميع بين المتناقضات.
واحد من الاثنين:
إما أن تكون الخرطوم ذراعاً يسري لطهران في المنطقة؛
أو أنها داعمة لمشروع داعش!
كان عليهم اختيار تهمة واحدة لإنجاح مهمة عزل الخرطوم من المحيط العربي.
الخفة والاضطراب، جعلا كل تهمة قادرة علي نفي الأخرى.
-4-
الاتحاد الأفريقي يطالب مجلس الأمن بإلغاء قرار إحالة قضية السودان إلي المحكمة الجنائية الدولية.
لم يكتف الاتحاد بذلك، بل اختار الضبع التسعيني روبرت موغابي، رئيساً له، في رسالة واضحة، بكل تأكيد لن تخطئ صندوق بريدها!
-5-
الصدفة لا تنتج أفعالاً ومواقف متجانسة ومتزامنة بهذا الشكل.. بؤرة مركزية في هذا العالم المتداخل والمتشابك  المصالح والمخاوف معاً، فرضت هذه المتغيرات ذات الطبيعة الفجائية.
كلمة السر في كل  هذه المتغيرات أوردها صديقنا مصطفي البطل الخميس الماضي، ولا مانع من تكرارها.
(أمريكا تنظر حولها فتري كرة اللهب في جنوبي السودان، ثم تفتح بصرها كرة أخري فتري المشهد الجيوسياسي عبر غرب أفريقيا والساحل والصحراء، ثم شرقاً حتي يطن القارة، يتجهم وينذر بشر مستطير.
وعن الشرق العربي المفخخ، الممتلئ حتي آخره بالألغام، حدث ولا حرج، والتنظيمات القاعدية الداعشية تقطع الرؤوس بالفؤوس، لا تستثني رقاب الفرنجة.
وأخيراً ها هو مشعل التحول الديمقراطي في المنطقة الذي رفعته أمريكا وبشرت به يسقط من يدها، والحال يغني عن السؤال).
جميعهم يعلمون:
بديل المؤتمر الوطني ليس  علي يساره (الحركات المسلحة وأحزاب المعارضة).. بديل المؤتمر الوطني يقف علي يمينه (داعش وبوكو حرام)!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق