الخميس، 19 فبراير 2015

تغريدة أمريكية..!!

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً رفع الحظر التقني المفروض علي السودان، وهو ما سيسمح بالحصول علي أحداث الأجهزة والبرامج المتعلقة بتقنية الاتصالات وتقاناتها واستيراد الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر وبرامجها وجميع البرامج المرتبطة بتقنية الاتصالات.. واشنطن عدت الخطوة إجراء طبيعياً وقالت إنه سيعزز حرية التعبير ويساعد السودانيين علي التواصل فيما بينهم ومع العالم أجمع، علي حد قول المبعوث الأمريكي للسودان "دونالد بوث" الذي صرح لحظة إعلان القرار الذي يفترض أنه قد بدأ في السريان اعتباراً من أمس (الأربعاء).
القرار بلا شك سيحدث حراكاً واسعاً وسيتجه المفسرون فيه إلي أكثر من جهة ووجهة، ستكون السياسة حاضرة فيه وستضرب أخماساً وأسداساً، ورغم التبرير البارد للحكومة الأمريكية فإن إمكانية أن الفعل نفسه خطوة ضمن خطوات أخري علي الطريق وواشنطن لن يكون بعيداً عن هذه الحسابات والتحليلات، سيحدث رفع الحظر التقني صورة في عالم الإعلام الجديد في نسخته السودانية.. السودانيون خلاقون ويجيدون التعامل مع هذه الثورات المعرفية باهتمام، فهم ورغم أن (جوجل) مثلاً كانت السودان تحظر من الوصول للعديد من خدماتها منذ عام 2007م إلا أن ثورة التواصل بالنص والبيان كانت حاضرة في المحركات وبما تيسر.
ويبدو، ودون إهمال المؤشرات والعوامل الأخرى السياسية أو غيرها، أن الولايات المتحدة تتجه لمواقف أكثر إيجابية في مسائل الحظر هذه، فقد سبق وأن رفع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي الحظر عن معاملات مالية تتعلق بأنشطة التبادل الأكاديمي والمهني بين السودان وأمريكا، وهو ما يسمح للمؤسسات الأكاديمية الأمريكية بالانخراط في الأنشطة المالية الضرورية للسودانيين للتقديم للمؤسسات الأكاديمية الأمريكية والكورسات التدريبية المهنية،إلي جانب السماح للمؤسسات المالية الأمريكية بالقيام بتحويلات مالية من قبل المواطنين السودانيين المخول لهم بالمشاركة في برامج التبادل الأكاديمي ودفع الرسوم والمصاريف المتعلقة بالقبول والتسجيل الأكاديمي.
هذا التطور الجديد المرتبط بالتقانة والانترنت سيحدث تطورات إيجابية في هذا السوق وأنشطة المتصلة بالبلاد، وهو ما يعني بالضرورة التعامل مع الأمر بجدية أكبر من مجرد الاحتفاء المعنوي، ومن المؤكد أن مقبل الأيام قد يشهد مراحل جديدة من التدرج في مجالات أخري، ستنتهي كلها علي الأقل إلي تسوية ما في شك التواصل التجاري وما شابه، فرفع الحظر التقني يمهد بشكل أو بآخر لمعالجات في مسائل التواصل الاقتصادي، وهذه كلها نقاط من اللازم إسنادها بعمليات تنظيم وترتيب للداخل السوداني من حيث الاستيعاب والاستفادة، ويجب تحاشي نظريات سوء الظن، إذ أعتقد أن البعض سيترك كل الجوانب المضيئة ويتمسك بجزئية أن أمريكا فعلت ما فعلت لأنها تريد توظيف وسائط الإعلام الجديد ضد الحكومة.
حكومة يسقطها بوست غلي (فيسبوك) أو تغريدة علي (توتير) من الأكرم لها أن.. تتطلب الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق