الاثنين، 16 فبراير 2015

تابت .. تعود لدائرة الضوء من جديد

إتهامات لم تصمت بين حكومة السودان ويوناميد منذ ظهور قضية تابت شمال دارفور، حيث أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها وأشارت وزارة الخارجية البريطانية إنها تساند إجراء تحقيق دون عراقيل في مزاعم الاغتصاب الجماعي في بلدة تابت. وقالت الوزيرة بوزارة الخارجية البريطانية آنيلاي "يقلقني بشكل خاص ما توصلت إليه منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير تابت".
في ذات الوقت إستبقت الحكومة زيارة فريق رفيع من الأمم المتحدة للبلاد الأيام القادمة لمناقشة إستراتيجية انسحاب بعثة (يوناميد) من دارفور، وشنت هجوماً عنيفاً على البعثة وقالت إنها أصبحت عبئاً عليها، وجددت يوم الجمعة الماضي رفضها السماح لفريق أممي بإجراء تحقيقات جديدة في مزاعم عملية اغتصاب جماعي.
وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الله الأزرق أن حكومته لن تسمح بإعادة التحقيق في قضية قرية تابت مجدداً، موضحاً أن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بمطالبته الجديدة يريد الوصول لنتائج مسبقة إلى شئ غير موجود بالمرة.
كما طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي باتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين في البلدة من أية انتهاكات محتملة.
وسبق أن رفض السودان مزاعم الاغتصاب الجماعي التي تداولتها وسائل الإعلام، ومنعت السلطات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور (يوناميد) من الوصول للبلدة. وتوترت العلاقة بين السودان والأمم المتحدة على خلفية هذه الحادثة، ما دعا السودان لمطالبة (اليوناميد) مغادرة أراضيه، في حين أن الحكومة البريطانية تطالب بضرورة دخول البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور والمنظمات الإنسانية دون أي عراقيل ومساندتها للمطالبة بإجراء هذا التحقيق.
وأعربت بعثة اليوناميد في وقت سابق عن بالغ أسفها لمنع القوات الحكومية دورية تابعة لها من الدخول على منطقة تابت للتحقق من الانتهاكات ضد الإنسانية، ودعت الحكومة الى السماح غير المشروط لها بالدخول إلى أي منطقة في دارفور يعتقد أن المدنيين فيها تعرضوا لاستهداف تنفيذ للاتفاق المبرم بين حكومة السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وأشارت البعثة إلى أن مكتب حقوق الإنسان باليوناميد عقد اجتماعاً مع رئيس الادعاء بولاية شمال دارفور بشأن اغتصاب نساء بلدة تابت إلا أن رئيس الإدعاء أبلغهم أن النيابة لم تتسلم أية بلاغات تتعلق باغتصاب حدث بمنطقة تابت.
وبرر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد منع بعثة اليوناميد من الدخول لعدم حصولها على إذن مسبق.
كروت ضغط
أشار المحلل السياسي عبد الرحيم بلال في حديثه لـ(الخرطوم) أن كل طرف سواء الحكومة البريطانية أو السودانية تحمل في جيبها كرت ضغط للتأثير على الطرف الآخر لتحقيق مصالحه، ولن تؤثر قضية واحدة مثل قضية تابت في مجرى الأحداث في السودان إلا بموافقة الحكومة نفسها، وفي رأيي أن مجمل الزيارات الخارجية التي قامت بها حكومة السودان في مجملها، الزيارة إلى واشنطن ستتأثر بتلك القضية سواء عاجلاً أم آجلاً.
إفشال قيام الانتخابات
استهل القيادي بحزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي حديثه لـ(الخرطوم) قائلاً : أن بريطانيا تحاول أن تفشل بكل الايجابيات التي يسعى السودان لإنفاذها بالأخص برنامج الزيارات الخارجية التي قامت بها الحكومة ابتداء من واشنطن وتوطيد العلاقات مع دولة يوغندا وغيرها من المساعي الجادة لتحسين صورة السودان.
وفي رأيي أن حكومة بريطانيا تحاول تشويه صورة السودان خارجياً، إضافة الى إفشال الانتخابات النزيهة وإعادة ترشيح الرئيس البشير لدورة ثانية للحكم، إضافة إلى تشديد العقوبات وتصعيد قضية تابت والقصد من ذلك عدم الاستقرار في السودان وقيادته الى اضطراب وتوريط السودان ومعاكسته، والسودان بخطوته اتجاه يوناميد يعتبر صائباً مئة في المائة.
سند روسيا والصين
يرى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي حسن الساعوري أن الحكومة البريطانية لن تستطيع أن تصعد القضية ما لم توافق الحكومة السودانية على هذه الخطوات.
وقال حسن لـ(الخرطوم) : إن الأمم المتحدة رفع لها تقرير من يوناميد يبرئ الحكومة لذلك لن توافق الأمم المتحدة على اتخاذ خطوة جديدة إلا إذا وافق الأعضاء الخمس الدائمون في المنظمة، وفي اعتقادي أن قرارا لن يمرر خارج مصلحة السودان لأن الصين وروسيا سيعترضان على أي قرار في شأنه أن يهدد مصلحة السودان، وكل ما تفعله بريطانيا الآن مجرد حرب إعلامية على السودان ليس إلا، ولا يمكن إعادة فتح القضية إلا بموافقة السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق