الأحد، 15 فبراير 2015

بل رحيل (الأمة القومي)

قبل أيام كان حزب (الأمة القومي) صاحب شعار (ارحل .. ارحل) قد فتح أبواب داره لتعبر مجموعة (نداء السودان) عن ذلك الشعار الذي فتح له الحزب أيضاً داره في "سنار" بالأمس القريب.. (الأمة القومي) يلعب علي ذلك وهو الخاسر الأكبر – فيما يبدو – في العملية الانتخابية التي تجري الترتيبات لها وقد دخلت طورها النهائي حسب ما هو معلن.
هناك وأنا أكتب هذا ( المشهد السياسي) الذي سيري النور اليوم (الأحد) بإذن الله.
-  ستة عشر مرشحاً للرئاسة.
-  وثمانية آلاف مرشحاً للدوائر البرلمانية القومية والولائية.
هذا إذا لم تظهر هذا الصباح وهو آخر يوم للانسحاب أرقام أخري، ولكنها في النهاية كبيرة ولها مغزاها ومعناها علي المستوي السياسي، فقد ظل السيد زعيم حزب (الأمة القومي) ومنذ انسلاخ السيد "مبارك الفاضل المهدي" وجماعته عن الحزب في عام 2003، يقول امتدت القائمة لتصل إلي الدكتور "الصادق المهدي" ومنسوبيه، ثم الدكتور "نهار" ومنسوبيه وغيرهما لتصل القائمة إلي الدكتور "إبراهيم الأمين" (الأمين العام السابق) للحزب.
فحزب (الأمة القومي) تحت زعامة الإمام "الصادق المهدي" (تشلع) وانهار ليصل به الحال إلي أكثر الأحزاب (تفتتاً) بالنظر  إلي ما يشكله  من خرجوا عليه من قوة وجماهير  حزبية دخلت بها الانتخابات العامة المزمعة وفي شتي الدوائر والمستويات الانتخابية بما فيها الرئاسية – أي أن الحزب وبصريح العبارة لم يعد له زخمه المعروف وسيطرته  علي بعض المناطق الجغرافية كولايات "دارفور" التي رفدته في انتخابات 1986م بنصف ما حصل عليه من دوائر زاد عددها علي المائة دائرة.
لقد درج السيد الإمام "الصادق" في مبادراته علي المبالغة، ولهذا فهو يلهج بلسان (ارحل.. ارحل) وليس (قاطعوا الانتخابات) واضعفوا من شأنها.. وذلك ما درج عليه من قبل بعد الانتفاضة في رجب – إبريل 1985.. عندما واجه الجبهة الإسلامية القومية بشعاري:
-  محور آثار مايو.
-  وأتبع رأسها الذنب..!
حيث كان كل همه يؤمئذ ألا تقوم للجبهة الإسلامية القومية قائمة وهو الذي أتي بمبادرة اتفاق 7/7-1977 مع البشير "نميري" في "بورتسودان"، وحصدت  ثماره بموضوعية الحركة الإسلامية.. فالسياسة- كما يقولون – فن الممكن..!
فخرج "المهدي" من المولد بلا (حمص) لأن أطماعه الذاتية وليست الحزبية كانت أكبر..!
أن الكيانات الحزبية التي انشقت علي "المهدي" ودخلت السباق الانتخابي الذي تجري ترتيباته وتكاد تكون قد اكتملت تريد بعد إعلان النتيجة بتفاصيلها  وفي مستوياتها المختلفة أن تقول لـ"المهدي" هؤلاء  نحن وهذا هو تقدير المواطن لنا، فأنت لم تعد الأمر الناهي في حزب قومي يعمل في مجتمع ديمقراطي وبعد حدوث الكثير من المتغيرات، فهناك من الشباب اليوم الذين نالوا حقهم الانتخابي من لا يعرفون لـ"المهدي" سطوة أو نفوذاً موروثاً.
فمن يرحل والحال كذلك – المهدي وحزبه الذي لم يمارس السلطة والديمقراطية منذ أكثر من ربع قرن من الزمان.. أم من انشقوا  عليه وسلكوا طريقاً آخر في الممارسة السياسية والحزبية؟.. التي بدأت بالشراكة السياسية والتنفيذية مع الآخر ثم قدر بعضها آخر النهار أن يمارس حقه الانتخابي مستقلاً ومنافساً في الانتخابات العامة التي يدعو البعض لمقاطعتها عبر وسائل مختلفة.
والسؤال في خاتمة هذا المشهد السياسي – هل هذا كله يعني أن فارقوا "المهدي" وحزبه – أوراق شجر تساقطت ليس إلا.. أم خيارات سياسية وحزبية مشروعة مارسها أصحابها وخرجوا منها بما هو موجب ومعين علي السير علي الدرب.. بلا مغالاة أو تضخيم للذات يؤدي في النهاية إلي الرحيل لا البقاء..!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق