الاثنين، 16 فبراير 2015

السودان .. المشهد الخارجي

وخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز.. بحكمه آل سعود يرسم سياسة المملكة للمرحلة القادمة.. مؤشراتها لملمة الشتات العربي.. وتطوير العلاقات بين المملكة وشقيقاتها العربية، وتوطيدها وإزالة الدخن وتفهم أكدته لقاءات مسؤولين سودانيين برصفائهم السعوديين، فهذا ما كشفته زيارة الدكتور مصطفى عثمان للسعودية، فالمؤشرات أن العلاقة الأزلية بين الشعبين الشقيقين ستشهد تطوراً وتعاوناً لمصلحة البلدين.
استقرار تشاد جزء من استقرار السودان، فلا حواجز طبيعية ولا بشرية بينهما، فلا يتأتى استقرار البلدين ونمائهما إلا بالتعاون في كل المجالات، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية "فبوكو حرام" المنظمة الإرهابية لا تهدد تشاد وشرق الكاميرون بل تهدد السودان وكل القارة من غربها إلى شرقها، ولقاء الرئيس دبي بالرئيس البشير تأمين للأمن في البلدين واللقاء يحمل تأكيدات لمستقبل زاهر لعلاقة تتجاوز الحدود المصطنعة، التي سينسفها طريق الإنقاذ الغربي الشريان الرئوي الذي يربط بين شعبين لم تفصلهما الجغرافيا ولا التاريخ.. ولما تتحول بورتسودان ثغراً لأثيوبيا، يسقط التوجس وتنمو شجرة الثقة بين الدولتين، ويبني الشعبان جسوراً للتواصل، تواصلاً قائماً على تبادل المصالح وتصبح الحدود "الطويلة" بين البلدين.. حدوداً آمنة مفتوحة لتبادل الطعام والكساء والكهرباء لا حدوداً لتدفق السلاح وإيواء المعارضين، ففتح مرابط ميناء بورتسودان لتجارة "الترانزيت" الأثيوبية. اختراق للعلاقات الأثيوبية السودانية، التي كانت في وقت ما علاقة فاترة ومهزوزة.
قطاع الشمال مولود مسقط رأسه كمبالا.. والجبهة الثورية من مواليد كمبالا.. وقيادات حركتها المتمردين من كمبالا يقودون التمرد، بدعم من موسفيني، وتوتر العلاقة بين الخرطوم وجوبا تصنعه كمبالا.. وعشرات السنين وكمبالا خطر يهدد أمن وسلامة السودان، وعشرات السنين يعمل موسفيني على إسقاط النظام في السودان ويفشل ولا ييأس.. وعشرات المحاولات والخرطوم تحاول تطبيع العلاقة مع كمبالا عبر زيارة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن زيارة كانت أهم مخرجاتها توجيه من الرئيس موسفيني بمغادرة قادة الحركات المتمردة لأراضي يوغندا، اعتقد أن هذا التوجيه لو تنزل إلى أرض الواقع، يكون موسفيني قد غير صورته أمام دول وشعوب القارة، يكون موسفيني قد قدم نفسه لها كرئيس أفريقي يريد للقارة أن تستقر ولشعوبها أن تنهض، يقدم لها نفسه كرئيس أفريقي ينشد السلام.. وإن لم تنزل يكون التوجيه خدعة سياسية.
أمريكا تدرك أن السودان لا يرعى الإرهاب، وأن شعبه المسالم ليس من طبعه الإرهاب، والعالم أجمع يدرك أن إدراجه في ملف الدول الراعية للإرهاب هو عمل سياسي ورفض إداراتها المتعاقبة لرفع الحظر الاقتصادي عليه قرار يدفع فاتورته الشعب السوداني، قبل الحكومة التي فشلت كل الإدارات في إسقاطها، فأعتقد أنه ليس من مصلحة دولة عظمى كالولايات المتحدة أن تحارب شعباً لأجل منظمات تدبج تقارير غير دقيقة تهدف من ورائها مصالح لجهات.. لا اعتقد أن من مصلحة دولة عظمى أن يتسع حزام الفقر والمرض في السودان بسبب المقاطعة الاقتصادية في وقت ينادي بحقوق الإنسان.. فإلى متى تتطابق الأقوال بالأفعال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق