الأحد، 15 فبراير 2015

الصمت الدولي حيال تجاوزات الشعبية في القضايا الإنسانية

كان المطلب الأول الذي تقدمه الحركة الشعبية قطاع الشمال في كل جولة مفاوضات هو وقف مؤقت لإطلاق النار للأغراض الإنسانية متى ما كان موقفها القتالي متراجعاً وفي المقابل تطرح الحكومة وقفاً دائماً لإطلاق النار بغرض التسوية النهائية، لكن الغريب في الأمر أن يكون هذا المطلب مجرد تمويه أو تكتيك فكل يوم تتكشف الأبعاد غير الإنسانية في تعامل الجبهة الثورية عموماً وقطاع الشمال على وجه الخصوص، ففي أقل من شهر واحد شهدنا ثلاثة تجاوزات إنسانية وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وكل المواثيق الدولية المتعلقة بإدارة الشأن الإنساني أوقات الحروب.
فقبل نحو أربعة أسابيع قامت الحركة الشعبية قطاع الشمال بإطلاق النار على طائرة كانت تعمل لصالح برنامج الغذاء العالمي ما اضطر طاقمها إلى الهبوط الاضطراري حيث قامت قواتهم باعتقال الطاقم في ظل صمت دولي معيب لا يساوي الإلحاح الذي تقوم به ذات الأطراف الدولية التي تطلب الاستجابة لمطالب الحركة الشعبية قطاع الشمال بوقف مؤقت لإطلاق النار حتى تحسن به موقفها القتالي الميداني وتعاود نشاطها المسلح فيما بعد، ثم قبل أقل من أسبوعين واستمراراً لهذا السلوك غير الإنساني، وتجاوزاً لكل المواثيق والأعراف الإنسانية قامت ذات الحركات المسلحة باغتيال ثلاثة من متطوعي الهلال الأحمر الذين كفلت لهم القوانين الحماية عند أداء واجبهم الإنساني في الإسعاف ورعاية المرضى وإطعام الأطفال الجوعى وعلاجهم وتقديم خدمات الإغاثة والإيواء للمحتاجين والنازحين. فكيف تستقيم دعوة الحركة الشعبية قطاع الشمال لوقف إطلاق نار إنساني في الوقت الذي تمارس فيه أبشع الجرائم ضد الإنسانية وتتجاوز المبادئ والأعراف الدولية ضاربة بها عرض الحائط.
حاشية :
إن وتيرة الاعتداء المتزايد من الحركة الشعبية قطاع الشمال على القوات الدولية أو المنظمات الإنسانية واغتيال المتطوعين في مجالات الإغاثة في الهلال الأحمر لهي جرائم إنسانية يعاقب عليها القانون الدولي، ومن المعيب أن تمر هكذا وتتكرر في صمت دون أن تتحدث عنها أي من المنظمات الحقوقية الدولية أو الوطنية، والازدواجية في التعامل واضحة فحتى الأمم المتحدة التي تتبع اليها القوة (يونيسيفا) أو يعنيها حماية الشأن الإنساني لا تبذل ولا حتى أضعف الإيمان بإدانة مثل هذه الانتهاكات بأقوى العبارات مما يقود إلى تكرارها في أقرب فرصة تالية، وعلى الإعلام أن يتفهم قضايا العمل الإنساني ويسهم في عرضها في وقت أصبحت فيه مدرسة (أنسنة الصحافة)) المدرسة الرائدة في الغرب، لا يزال إعلامنا يضن على العمل الإنساني نفسه بيسير مساحته وتغطيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق