الأحد، 15 فبراير 2015

فحص أسباب "المقاطعة"..!

ما هي المصلحة من مقاطعة الإنتخابات؟! وبالذات الشريحة التي لم تشهد إنتخابات من قبل في حياتها؟! هل هنالك فائدة بالنسبة لها في الإستجابة لحملة أحزاب الأمة والإصلاح وقطاع الشمال بالمقاطعة؟! فلنقل أنه لا مصلحة لها في الإنتخابات، وأن هذا الموسم للمؤتمر الوطني مئة بالمئة كما تقول تلك الجبهة، هل المقاطعة التي تعزز موقف كيانات سياسية وحركات مسلحة بعينها أمر مفيد للمواطنين؟! أم مفيد فقط لتلك الكيانات والحركات؟!وكيف عساها أن تسخر هذه المكاسب التي يمنحها لها المواطن مجانا؟!
ألم ينظم غازي صلاح الدين عددا من الإنتخابات السابقة مع ذات النظام، وكانت تلك المواسم متهمة بذات الإتهامات بل أسوأ؟! ألم تنظم الحركة الشعبية إنتخابات أبريل 2010 وقاطعها حزب الأمة دامغا إياها بذات الأوصاف؟!
ألم تواصل الحركة الشعبية هجماتها المستعرة على إنتخابات 1986 التي أثمرت عن فوز حزب الأمة؟! ألم تتهم الحركة الشعبية تلك الإنتخابات بأنها إستمرار لنظام مايو الذي هو امتداد للأنظمة المريضة والمتعاقبة على السودان بعد الإستعمار؟! ألم تواصل الحرب على ذلك النظام “الديموقراطي” الذي ترأس وزارته الصادق المهدي؟! ما الذي يجعل الصادق المهدي نسخة 1986 عدوا؟! والصادق المهدي نسخة 2010 عدوا؟! والصادق نسخة 2015 صديقا وشريكا في مقاطعة الإنتخابات؟!
إذا كانت تلك الإنتخابات كلها فاسدة ومعلولة وشاركوا فيها بنظام “الورديات”، الحركة تشارك والأمة يقاطع، غازي ينظم ويترشح في دائرة بحري وينالها تحت سلطان المؤتمر الوطني واليوم يقاطع ويحرض على المقاطعة..!
إذا كانت الأمور متقلبة لهذا الحد، لماذا لا يشارك المواطن في هذا “التقلب” من باب التجربة والتدريب على العملية الإنتخابية حتى يكون مستعدا عندما تتفق كل هذه الأحزاب، أو يأتي وضع “يأخذها” كلها خارج الساحة ويأت بقوى جديدة “لنج”؟! لو حسبنا تكلفة دورة تدريبية على الإنتخابات تقدمها منظمة للمواطنين في الأحياء، دورة متكاملة … حملة وتصويت ووكلاء وفرز وإعلان وطعونات و…
هذه دورة مجانية تماما … لماذا تضيع من يدي بغرض مجاملة الصادق وغازي وعرمان؟!
إذا كان الكبار والأساتذة وزعماء الوطنية يجربون ويتقلبون “وتهتدون وتفلحون وتقاطعون” لماذا لا يأخذ المواطن العادي نصيبا من هذه التجارب التي يتمرغ فيها الجميع … حتى حملة السلاح أخذوا “كوتتهم”؟!
الحكم بطريقة الجرذنة والتخوين بسبب المشاركة في الإنتخابات أمر لا يمكن أن يصدر ممن مارسوا هذه الجرذنة والخيانة عشرات وعشرات المرات و”بالشيء الفلاني”، دعوا المواطن يمارس بنيته الصافية طالما مارستم من قبل بنواياكم السياسية والحزبية السيئة؟!
بالمناسبة، يجب على الأحزاب ألا تطلب من المواطن أن ينام هو على الجنب الذي يريحها هي، مشاركة أو مقاطعة حسب مصالحها؟! ومن حق المواطن أن ينام على الجنب الذي يريحه هو؟!
سيقولون أن المؤتمر الوطني سيزور الإنتخابات … دعوا المواطن … يراقب الوطني ويضبطه متلبسا … ويقود الثورة التصحيحة إذا أراد … وبطريقته التي يريد وليس بالريموت كنترول من منافي زعماء المعارضة والحركات المسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق