الثلاثاء، 24 فبراير 2015

السودان والدفاع.. منتج غير تقليدي!

من الواضح ان السودان نجح بقدر ما فى فتح (مسارات) جديدة في مسيرة علاقاته الخارجية مع المجتمع الدولي والمحيط العربي، الامر الذي يعطي مؤشرات (ايجابية) في مستوى تطبيع العلاقات! كسر الـ(طوق لفتور العلاقات) مع دول الخليج كان مؤشر للأنفتاح الذي مارسته الدبلوماسية السودانية فى نسختها الجديدة و ظهر ذلك جلياً بالتقارب الذي تم مع الجارة مصر، ومساندة السودان لها إبان زيارة الرئيس البشير التى تجاوز خلالها الرئيسان عدد من المحطات.
ثم كانت الخطوة الاكثر ايجابية بنجاح الدبلوماسية السودانية في تفح (منصة) حوار مفتوح مع الادارة الامريكية، والنتائج التي تحققت في هذا الصدد بعد زيارتي غندور ووزير الخارجية. ورحلة الرئيس البشر هذه الايام لدولة الامارات العربية جاءت معززة لذات الفكرة وداعمة للعلاقات مع الخليج.. خاصة وقد رافق الرئيس في هذه الزيارة وفد وزاري كبير، ضم طاقمي الدفاع والاقتصاد.
الامر الذي يعطي مؤشرات مهمة على صعيد التعاون الاقتصادي والدفاعي على السواء، فالسودان لا زال أرضاً بكراً تستطيع ان تستوعب كافة الاستثمارات الخليجية، وقادرة على احتضان مخلف أنواع وأنماط الاستثمار( الراعي والصناعي والتعديني و الخدمي) . ابو ظبي احتضنت أمس الاول مؤتمر الدفاع الدولي، الذي جاء تحت شعار (قمة الدفاع للمستقبل) و يناقش المؤتمر القضايا المستقبلية المتعلقة بتكنولوجيا الدفاع، وصاحب المؤتمر معرض (الدفاع أيدكس 2015) الذي شارك فيه السودان باسم هيئة التصنيع الحربي.
دخول السودان النادي الدول المصنعة الاسلحة فى حد ذاته حدث له عدة دلالات، فقد جاء في الأخبار ان السودان شارك في المعرض بـ(ذخائر وأسلحة خيفة ودروع قتالية ودبابات ومركبات وأجهزة اتصالات و كاميرات رؤية ليلة) . من الدلائل المهمة التى يمكن استخلاصها: السودان هو البلد الافريقي الوحيد الذي دخل في أطول حرب عرفتها القارة الافريقية واجه بصمود لا تستطيعه الآخرون أطول حصار اقتصادي مارسته عليه أمريكا وحلفائها الأوربيين. من الدلائل أن يدخل هذا السودان وهو مرفوع الرأس الى نادي الدول المصنعة للأسلحة.
استطاعت وزارة الدفاع الوطني بذات قدراتها على (صد) الأعداء ان تشرف على (هيئة التصنيع الحربي) التى بدورها منحت السودان كل هذا الفخار، وهي تشارك فى اكبر معارض الدفاع في الوطن العربي والشرق الاوسط.
سبق للهيئة المشاركة عام 2013 في عرض (الصناعات الدفاعلة) والذي انعقد بأبو ظبي تحت شعار (اكتساب الفرص و ابراز القدرات) وكانت الراكشة عامئذ بطائرات دون طيار من انتاج (صافات) احد أجسام هيئة التصنيع الحربي السوداني. بعد النجاح الذي حققته الدبلوماسية بكسرها للجدار الحديدي تأتي هيئة التصنيع الحربي لتقدم السودان للعالم كدولة مصنع ة ومنتجة لمعدات الدفاع تماماً كما قال ويزر الدفاع: إن السودان انتظر هذا اليوم طويلاً ليقدم نفسه لأفريقيا والعالم العربي.
نجاح السودان دبلوماسياً هو الذي أتاح الفرصة للمشاركة فى مثل هذه المحافل، إذ يعتبر وجوده فى هذا المعرض تعريفاً مشرفاً بإمكانياته وقدراته فى مجال الدفاع، فضلاً عن ان هذه المشاركات تصقل المهارات وتعزز الفرص و تفتح أسواق جديدة للمنتج السوداني غير التقليدي، وتؤسس لتبادل التجارب والانفتاح العالمي نحو التقانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق