الاثنين، 9 فبراير 2015

ياسر .. في انتظار "المجزوزة"؟!

القصة وما فيها – دون أن ترهقوا أنفسكم في التحليل والتفكير - أن عرمان غاضب وساخط وناقم على المفاوضات السودانية الأمريكية المباشرة لأنه كان ملك المفاوضات بالوكالة، وليس ياسر عرمان وحده الذي يعلوه شيطان الغضب حاليا، هنالك طابور طويل من المستفيدين من التوتر الملازم للعلاقات السودانية الأمريكية، هنالك منظمات ومراكز وشخصيات مختلفة الأحجام والأعمار والألوان السياسية، كلها تعيش وتقتات على التوتر السوداني الأمريكي، والمسألة بالنسبة لهم "أكل عيش"، ومرتبات وإعانات مجزية.
للأسف ومن المحزن والمحبط حقا أن التيار اليساري السوداني الذي يعتنق الإشتراكية مذهبا في غالبه صار التابع الذليل للرأسمالية والنيوليبرالية الإقتصادية.
للأسف أن الأمين العام لقطاع الشمال الرفيق ياسر عرمان انتهى به المقام بعد طول حرب على المعسكر الغربي أن يتناسب وجوده السياسي تناسبا عكسيا مع تردي العلاقات بين الخرطوم وعواصم غربية، وأن يصبح رهانه الوحيد وأمله الأوحد هو القطيعة الديبلوماسية معها فقط لا غير.
في أسئلة ياسر عرمان العشرة للبروف غندور إحساس واضح بخيبة الأمل والإحباط للتعامل المباشر والمتكافيء الذي يحدث حاليا بين الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية.
قلناها لياسر كثيرا، كان عليه أن ينتهز فرصة وجود غندور معه في طاولة واحدة فالرجل يتمتع بصبر عجيب ومقدرة مذهلة على "صناعة التقارب" الذي يحتاج إليه ياسر الذي ابتعد كثيرا ويبتعد كل يوم.
حتى الآن من مصلحة ياسر الإقتراب من المسار التفاوضي والإستفادة من البروف غندور لا سيما وأن القضايا لن تحسم دفعة واحدة في جولة واشنطون التي يغيب عنها ياسر، ولا يعتبر طرفا فيها لأنها جولة بين حكومتين وبين حزبين وبين عاصمتين، إنها ليست "بروباغاندا" أو "حملة تهويل وتضليل إعلامي" إنها ليست عبثا ... إنها "شغل حكومات" و "لقاءات مسئولين"، إنها ليست ونسة بالفيسبوك أو لقاء على قروب واتساب.
ويمكن أن يعاجل ياسر بإبداء مرونة معقولية في الشق التفاوضي الذي تبقى بعض منه في يده، لأنه لن يبق كثير منه إلى شهر مارس، ولو حاول تعطيل المسار التفاوضي والمضي به حسب هواه، فإن من يملكون القرار في هذا الصدد لديهم خيارات أخرى.
ياسر .. في الجولات السابقة ضيعت الفرصة تلو الفرصة، أو بالأحرى إستمعت إلى نصائح وخطط مسمومة من بعضهم، وتسببوا في إضاعة الفرص منك.
والآن ... ذات الصوف جائتك مجزوزة ...وبلسان أمريكي فصيح ... Take it or leave it!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق