الأربعاء، 25 مارس 2015

البشير في ولاية (الأندلس الثانية).. حفظ راية الإنقاذ

في يناير الماضي زار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ولاية سنار، وكانت زيارة ناجحة بكل المقاييس، حيث افتتح «كوبري» جديداً ووجه الرئيس وزارة الطرق والجسور بربط طرق المحلية بالطريق القومي، فضلاً عن توجيه هيئة السكة الحديد بإحياء خط هيا سنار، وشدد على أن ما تقوم به الحكومة ليس دعاية انتخابية وإنما في إطار مسؤولياتها تجاه المواطن، لكن المهم في تلك الزيارة أن الرئيس تمت تزكيته للترشح للرئاسة، ولذلك كان خطابه وقتها أمام الحشد الجماهيري بمحلية شرق سنار ذا طابع انتخابي وقال لمواطني سنار:
«إن الصوت أمانة ما تدوه لمرشح ساكت إلا للذي يخاف الله فيكم، وهاجم بشدة من أسماهم بالمخذلين أصحاب القلوب الميتة وقال إنهم سيأتوا لسنار طالبين أصواتكم»، مستدلاً بمكانة سنار الخاصة في قلوب كل السودانيين - كما قال-
وها هو مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة المشير البشير وصل سنار أمس التي أعلن واليها منذ يناير الماضي جاهزيتهم للانتخابات، لكن قطعاً زيارة الرئيس واجبة سيما وأن سنار كما قال البشير في اللقاء الحاشد الذي أقيم على شرفه أمس هي الدولة الإسلامية الأولى التي وحدت أهل السودان وأقامت دولة الشريعة ولذلك تعهد بالمحافظة على تلك الراية التي قال: «قدمنا من أجلها الشهداء وعهدنا معهم المحافظة على هذه الراية»، فاستصحب البشير في خطابه متطلبات المرحلة واستحقاقات سنار للفترة القادمة واستعرض المشروعات الواجبة النفاذ مستقبلاً، في ولاية زادت أهميتها واكتسبت بعداً إستراتيجياً بعد أن أضحت ولاية حدودية بعد انفصال الجنوب، تحدها جنوباً النيل الأزرق، وغرباً النيل الأبيض، وتحدها ولاية أعالي النيل بدولة الجنوب في الجنوب الغربي.
كما تأتي في المرتية الثانية بعد القضارف في إنتاج الذرة والسمسم والزراعة الآلية، حيث تضم مشاريع الدالي، والمزموم، وأبوحجار فضلاً عن عدد كبير من المشاريع المروية بالطلمبات من النيل الأزرق، وامتلاكها ثروة حيوانية ضخمة.ولعل مرشح الوطني للرئاسة استصحب معه تلك المكانة المميزة لسنار، حيث اعتبر البشير أن دولة الفونج الإسلامية التي اتخذت من سنار عاصمة كانت نموذجاً لانصهار السودانيين عن طريق التحالف الشهير بين عبدالله جماع وعمارة دنقس، وقال «عندما سقطت الأندلس كانت سنار تعوض المسلمين عن فقد الأندلس».
وذكر أن سنار أول من أقام دولة للشريعة الإسلامية، وكان لها سهمها الواسع عبر الرواق السناري في الأزهر الشريف والأوقاف في المدينة المنورة، منوهاً إلى أن دولة سنار استقبلت الحجاج من غرب أفريقيا وشنقيط والمغرب خير استقبال، ما دفع الحجاج للإقامة فيها.
علاوة علي الدراية التامة للرئيس بسنار وتاريخها العريض والمشرق كان يحفظ في قرارة نفسه كلماته لأهلها، في زيارته السابقة حيث قال: «إن أي حكومة لا تخدم الجماهير لا تستحق أن تحكم»، وتابع «الحكومة ليست عربات وبيارق». ولذلك قطع البشير لدى مخاطبته الحشد الجماهيري بالإستاد الأولمبي بأن مشروع سنار عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2017م سيكون في مقدمة البرامج وإكمال مشروعات المياه والصحة والتعليم وتنفيذ الطريق الدائري سنجة، بمنطقة الدالي والمزموم المعروفة بإنتاج الذرة والسمسم وزهرة الشمس، بالطرق المسفلتة، بعد أن نجحت الحكومة في حل أزمة المياه والكهرباء فيها،
وكذلك طريق البر الشرقي كركوج- أم درمان فلاتة وطريق الدندر- القضارف والطريق إلى حظيرة الدندر وكهربة المشاريع الزراعية ومواصلة البستنة في حوض نهر الدندر والنيل الأزرق، وأعلن البشير عن خط جديد للسكة الحديد يربط هيا بسنار وكوستي.
وبشر البشير مواطني سنار بقرب إنتاج الغاز من مربع «8» الواقع في منطقة السوكي شرقي الولاية، ما يعني تغيُر واقع الحال في ولاية سنار والتي تعتبر من الولايات المنتجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق