الأحد، 22 مارس 2015

الحسن الميرغني .. (نيو لوك)

برز السيد الحسن نجل الميرغني في توقيت مهم بالنسبة للإتحاديين كرمز شاب يحمل من الرؤى والأفكار ما يعينه على مواصلة مسيرة والده في قيادة الحزب الكبير، واستطاع حتى الآن أن يكسب جولات المواجهة داخل الحزب بوصفه القائد المفوض لترتيب البيت من الداخل والنظر في تحالفات الحزب وتوجيه بوصلته باتجاه التعامل مع الأحداث.
أكثر ما يميز الحسن الميرغني شجاعته في تبني ما يرى والإسراع في إنجاز ما يعتبره ضرورة دون تردد أو تلكؤ، ويبدو أن الكاريزما التي يتميز بها الحسن تختلف عن عقيدة الإتحاديين الموروثة في الابتعاد عن اتخاذ القرارات في الأوقات الساخنة وانتظار الأجواء الملائمة لإعلان المواقف.
المعروف أن الإتحاديين عموماً والختمية على وجه التحديد لا يدخلون أصابعهم في (الفتة وهي حارة)، ولكن نجل الميرغني تعامل مع الأحداث بحيوية استثنائية وطرح نفسه داخل منظومة الحزب كقيادة سيكون لها كثير من التأثير خلال الفترة القادمة.
اتفقنا أو اختلفنا على الطريقة التي يدير بها الحسن الميرغني الأوضاع داخل حزبه، فلابد أن نقول إن دفقا شبابياً يتعاطي مع واقع التكلس البائن في مفاصل الحزب بدأ في التكوين، حراك فاعل وقرارات حاسمة ومضاء وقدرة على المواجهة مع قوة شكيمة وإرادة سياسية تجعل من الشاب الحسن قيادة جديرة بالتوقف على ما تفعل في مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ الحزب الذي كان يحتاج إلى نفس وتفكير جديد.
عاد الحسن إلى خط الحزب في ما يتعلق بالتعاون مع الحكومة بقناعة جديدة، وكلنا يعلم موقفه السابق الرافض للتقارب مع المؤتمر الوطني، لكنه وقع الآن على دفتر الحضور لقيادة دفة الحزب واتخذ كثيراً من الخطوات التي تؤهله ليكون قيادة فاعلة في أوساط الإتحاديين مستقبلاً.
الحسن الميرغني مطالب، إلى جانب دعم خط الحزب وفقاً لرؤية السيد محمد عثمان الميرغني بأن يحافظ كذلك على الحزب الاتحادي بوصفه حزب الوسط السوداني والتيار الذي يعبر عن السودانية بطبيعتها ووسطيتها وسماحتها واعتدالها، فالساحة الداخلية تحتاج إلى الإتحاديين في بعثهم الجديد كقوة قادرة على إحداث التوازن السياسي والدفع بمبادرات وأفكار تعين الجميع على تجاوز الأزمات الراهنة وتقرب بين القوى السياسية.
يحتاج الحسن إلى جمع الإتحاديين وتفعيل إطار مؤسسي يتوافق مع حيوية الشباب وأفكارهم الجديدة حتى يمنحنا حزباً بـ(نيو لوك) يتواءم مع مقتضيات الممارسة الديمقراطية والشورية والمؤسسية ويحتاج كذلك إلى استصحاب حكمة الشيوخ وما أكثرهم في الحزب الكبير حتى يحافظ على الإرث التاريخي للإتحاديين ويضيف أفكاراً جديدة تستقطب منتمين جدداً.
على كل استطاع الحسن الميرغني أن يعيد الحزب إلى دائرة الأحداث، وأن يجعل من الإتحادي منبراً لإطلاق المواقف والمبادرات مع قدرة عالية على مواجهة مناهضي توجهاته داخل الحزب، كل هذا وذاك يؤهل الحسن للعب دور محوري خلال الفترة القادمة، نتمنى أن يركز فيه على جمع الإتحاديين وتفعيل الأطر المؤسسية ومنحنا حزباً بـ(نيو لوك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق