الأربعاء، 18 مارس 2015

طبيعة الأشياء.. "اتحادية"

الناس في بلدي يحبون الحزب الاتحادي الديمقراطي بصورة طبيعية وعفوية!! مثل حبهم "للهلال" أو "المريخ" والنيل وكسلا و"أم فتفت" و"أم رقيقة".
لا يوجد سبب "مادي" لهذه الظاهرة!
ولكن المشكلة أن ذات "الحزب" يبدد هذه المشاعر الدفينة منذ وقت ليس بالقصير دون سبب ظاهر!!
الحزب الاتحادي "ظاهرة" سودانية مائة في المائة ويشبه تماماً الأرض والناس و"شكل الحاجات البتمشي كيف!!
يوجد تناقض في طبيعة الأشياء.. من حيث "الجوهر" و"المسمى" حزب اسمه الاتحادي، ولكنه لم يشهد يوماً اتحاداً حقيقياً على برنامج أو هدف محدد!!
انظروا للمشهد الماثل الذي يعيشه الاتحادي وما يعيشه من أزمة خانقة وحقيقية وتختلف عن بقية الصراعات التي ظلت تحكم عمل الحزب وأجنحته المتصارعة!!
أطرف ما قرأته عن أزمة الاتحاديين ما كتبه زميلنا وصديقنا الصحفي الساخر "محمد عبد الماجد" وهو يقول : إن كل الصحف السودانية لم تعثر إلا على صورة واحدة لمولانا "الحسن الميرغني".. صورة "تقلبها" الصحف ذات اليمين وذات الشمال.. يتساءل محمد كيف لرجل بصورة واحدة وأخذت له من جانب واحد.. كيف له أن يحكم الحزب الاتحادي الديمقراطي؟!
طبعاً القصة أكبر من "صورة" فقبل أعوام وقبل انتخابات 2010م نشرت زميلتنا "ثناء عابدين" – الممسكة بملف الحزب في الصحيفة – نشرت خبراً يقول : إن الميرغني حل مؤسسات الحزب تمهيداً للتوريث!! ذاك الخبر أقام الدنيا وأقعدها وأغضب كالعادة قطاعات كبيرة من أهلنا الاتحاديين منهم عمنا (علي نايل) الذي تتمنى أن يعود من منفاه الاختياري لأرض الوطن ليواصل نضاله من الداخل!! من داخل الحزب ومن داخل الوطن.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل الأزمة الحالية ذات علاقة بالتوريث أم هي امتداد لذات الصراع الذي نشب داخل الحزب أيام انتخابات 2010م وتم حسمها بقرار مشاركة الحزب في الانتخابات ومن بعد ذلك في الحكومة؟!!
ليس سهلاً فصل "17" من قيادات الحزب "بجرة قلم" خصوصاً إذا كانت تلك القيادات ذات وزن من العيار الثقيل ولها تأثيرها السياسي والإعلامي والاجتماعي في الساحة.
ومع ذلك فإن تاريخ الحزب يقول لنا: إن الابتعاد عن دائرة رئيس الحزب والطائفية لا يجد حظه من النجاح وسرعان ما تعود الجماعات الغاضبة والساخطة للحظيرة مرة أخرى وتبدأ "ساقية" أهلنا الاتحاديين في الدوران بذات "الإيقاع" والصوت "الرتيب" الذي ملته الأذن!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق