الاثنين، 16 مارس 2015

الجبهة الثورية و"قطاع الشمال" في جنوب كردفان.. السعي دوماً لزعزعة الاستقرار

لم يخيب إعلان ولاية جنوب كردفان لاحتسابها لأي استهداف للمنطقة من الحركة الشعبية قطاع الشمال للانتخابات توقعات الولاية، وبالرغم أن كثيراً من المراقبين كانوا يرون أن هذا الإعلان خطوة استباقية للأحداث، وتحذيراً مبكراً للحركة الشعبية قطاع الشمال من أحداث أي حالات عنف وخراب تعتري عملية الانتخابات بالولاية، بجانب تفادي للأحداث التي صاحبت انتخابات العام 2010م التي فاز بها مولانا أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان الحالي، حيث فاجأت الجبهة الثورية صباح "الخميس" الماضي مواطني وحكومة جنوب كردفان بشن هجمات عسكرية على منطقة كالوقي في جنوب كردفان، أدت إلى خسائر في الأرواح أغلبها بين الأطفال والنساء بجانب تدمير المواقع الخدمية بالمنطقة وتشريد الأسر، على الرغم من حالة الاستعداد التي أعلنتها الولاية تحسباً لهذه الأحداث التي تقصد بها الجبهة الثورية تعطيل العملية الانتخابية بولاية جنوب كردفان، حيث يأتي قصف الجبهة الثورية لمنطقة كالوقي ضمن الحملة التي أطلقتها الجبهة الثورية تضامناً مع الحركة الشعبية وحركات دارفور بحملة "أرحل" التي أطلقتها قوى المعارضة في وقت سابق لمقاطعة الانتخابات، حيث اعتبر الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان أن الهجوم الذي شنته الحركات المتمردة على كالوقي جزء من خطط دفاعية وهجومية للرد على حملة "الصيف الحاسم" التي أعلنتها القوات المسلحة.
وبرغم من تهديدات وتأكيدات الجبهة الثورية بأنها ستواصل الهجوم على جنوب كردفان منعاً لقيام الانتخابات، إلا أن الحكومة السودانية أكدت على قيام الانتخابات في جنوب كردفان، وجدد د. مصطفى عثمان رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني التأكيد على قيام الانتخابات بولاية جنوب كردفان، واصفاً هجوم الجبهة الثورية على منطقة كالوقي بالـ"الساذج والبربري" الذي يستهدف قتل المدنيين والعزل بجانب تدمير البنيات والخدمات الأساسية، داعياً المجتمع الدولي لتجريم وإدانة عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها الجبهة الثورية، الأمر الذي أكده والي ولاية جنوب كردفان اللواء أحمد خميس بأن عملية الانتخابات بالولاية قائمة وأن الهجمات التي تقودها الجبهة الثورية على الولاية لن تؤثر في العملية الانتخابية، التي قال إنها قائمة في موعدها، مضيفاً خلال برنامج "في الواجهة" أمس الأول بأن الحملات الانتخابية مستمرة وأن العملية الانتخابية تعتبر استحقاقاً دستورياً واجب النفاذ.
حيث اعتبر عدد من المحللين استطلعتهم "الصحافة" بأن إعلان ولاية جنوب كردفان الاستعداد المبكر لأي استهداف من الجبهة الثورية، كان قراءة موفقة من حكومة الولاية في ظل أحداث الحرب التي تشهدها المنطقة، إضافة لكونه تعاطياً وردة فعل لقرار الجبهة الثورية الذي أعلنته في السابق بمقاطعة الانتخابات.
بينما يرى مراقبون بأن هجوم الجبهة الثورية على منطقة "كالوقي" بعد 24 ساعة من إعلان ولاية جنوب كردفان حالة الاستعداد لاستهداف أي هجوم من الجبهة الثورية يستهدف الانتخابات، رسالة قوية من الجبهة الثورية لحكومة الولاية لتؤكد بأنها موجودة في الميدان لمنع قيام الانتخابات.
حيث يجئ استعداد الولاية السابق وتحسبها لأي عمليات استهداف من قطاع الشمال، وفقاً لمعلومات وردت للولاية كشفت عن وجود مخطط للحركة الشعبية قطاع الشمال لاستهداف الانتخابات كما يأتي استعداد الولاية لأي تمرد نسبة للظروف الأمنية التي تعيشها الولاية من استهداف قبل الحركات المتمردة للمنطقة التي كان آخرها في مطلع هذا العام، الذي تصدت له القوات المسلحة.
وقبل صد القوات المسلحة لهجوم الجبهة الثورية الأخير كان المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصواري خالد سعد، قال إن قواتهم تصدت لهجوم شنه متمردو الحركة الشعبية – قطاع الشمال – على ثلاث مناطق حررتها القوات المسلحة من قبضة التمرد في جنوب كردفان، وأكد أن المهاجمين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، أثر  مهاجمة قوات التمرد مناطق "القنيزيعة ودلوكة وبلنجة" بجنوب كردفان في محاولة للسيطرة على تلك المناطق التي باءت سيطرة الحركة فيها بالفشل عقب إعلان الجيش السوداني تحريرها.
وظلت الحكومة السودانية تقاتل المتمردين في مناطق جنوب كردفان منذ العام 2011م بينما تقود عمليات متشابهة ضد حركات دارفور المتمردة منذ العام 2003م، كما ظلت ولاية جنوب كردفان في حالة استعداد قصوى في إعداد الجيش وتخريج الدفعات النظامية من أجل حماية المنطقة من الأعداء. وأعلنت القوات المسلحة أنها تستعد لانطلاقة الوثبة الثانية في عمليات الصيف الحاسم للقضاء على المتمردين بولاية جنوب كردفان، وقال قائد الفرقة 14 بكادوقلي عبد الهادي عبد الله إنهم ماضون في خططهم العملياتية لكسر التمرد مؤكداً مضي الجيش في خطته التي قال إنها تهدف إلى كسر شوكة التمرد، مضيفاً أن الجيش يجري الآن استعداداته لانطلاقة الوثبة الثانية في عمليات الصيف الحاسم، وفق توجيهات الرئيس عمر البشير.
وكانت الحركة الشعبية أعلنت في عدد من المناسبات صراحة بأنها تسعى لإجهاض مخططات النظام في كافة بقاع السودان خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، الأمر الذي دفع ولاية جنوب كردفان لإعلان الاستعداد خاصة في مرحلة الانتخابات القادمة التي تمثل الممارسة السلمية للسلطة الأمر الذي ترفضه الحركة الشعبية قطاع الشمال وتسعى جاهدة لأحداث الفوضى والاقتتال بالإقليم.
حيث ظلت الحركة الشعبية قطاع الشمال تمارس الاحتكاك والفوضى في كل عملية انتخابية تجري بولاية جنوب كردفان التي تعتبر منطقة حساسة محازية لدارفور وجنوب السودان، مما أدى إلى أحداث عنف واقتتال في انتخابات العام 2010م التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص بمنطقة الفيض عبد الله التي كانت تقودها الحركة الشعبية، ما دفع لتأجيل الانتخابات حيث لم تجر بالتزامن مع الانتخابات العامة بسبب اعتراضات الحركة الشعبية على نتيجة الإحصاء السكاني الذي تقسم على أساسه الدوائر الانتخابية.
وبحسب إفادات مراقبين بأن منطقة جنوب كردفان تظل المستهدف الأول للحركة الشعبية قطاع الشمال نسبة لطبيعة المنطقة الجغرافية التي تمثل مأوى للحركات المتمردة القادمة من جنوب السودان ودارفور مبينين أن إعلان ولاية جنوب كردفان للاستعداد لاحتساب أي استهداف بعد رسالة واضحة للحركات بأن المنطقة جاهزة لحسم أي تفلتات تحدث من قبل الحركات خاصة قبل فترة الانتخابات القادمة، وتحاشياً لما حدث في الانتخابات الماضية التي أحدثت حالات قتل ودمار بالولاية، كما درجت "الجبهة الثورية" لزعزعة الانتخابات قبيل قيام أي انتخابات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق