الخميس، 26 مارس 2015

الأحزاب والمواقف السلبية!

الأحزاب السياسية هي إحدى مواعين المجتمع التي تبث الأمن والسلام وتنشر الصدق والموضوعية.. بل إنها تعتبر من أهم تلك المواعين في نشر التفاعل الإيجابي الذي يلتزم التجرد من أجل دعم الاستقرار والأمان وتحقيق التنمية والتطور.. من هنا فإن أكثر ما يقلل من قيمة العمل السياسي ويحط من سمو ممارسته هو ما تتخذه بعض الأحزاب من مواقف سلبية تنطلق من مواقف الكراهية والكيد.
بعض القوى قررت عدم المشاركة في الانتخابات منذ فترة طويلة وهي فترة كانت كافية جداً بالحسابات السياسية لأن تحضر فيها نفسها، تحضر أعضاءها وتجري اتصالاتها وترتب حالها.. فترة كانت كافية لدراسة الساحة السياسية لاتخاذ الموقف المناسب وفق الحجم والقوة والأهداف والمرامي.
إذا كانت بعض الأحزاب لم تفعل ذلك ورهنت ممارستها بل ووجودها في الساحة السياسية بانتظار أولاً نقول المشاركة ما تفعله الحركات المسلحة المتمردة أو ما ينتج عن ضغوط قوى دولية معادية.. نقول إذا كانت بعض القوى لم ترتب للمشاركة في الانتخابات وتنتظر ما ينتج عن أفعال تهدد الأمن وتزعزع الاستقرار فليس من حقها بل ليس من صالحها أن تشكك في العملية الانتخابية قبل أن تجري!.. ليس من حقها أن تقول إن الانتخابات ستكون مزورة، وإن نتائجها معلومة سلفاً. قد يكون هذا الحديث مقبولاً بعد المشاركة والوقوف عن قرب على كل خطوات العملية الانتخابية أما إلقائه كاتهام دون تثبت ودون دليل فهذا يعبر عن ضعف في المنطق وقلة في الحيلة.
القول بتزوير الانتخابات قبل إجرائها لا يعدو أن يكون إلا كحالة الإنكار التي يعزيها الطب النفسي لدى البعض بأنها حالة كراهية لبعض الحقائق.. بل إن هذا الإنكار أو الاتهام التزوير قبل إجراء الانتخابات ليس إلا إحساس كاذب يحاول نفي وجود أشياء حقيقية!
كان أولى بهذه القوى إن كانت متأكدة من أن العملية سيشوبها التزوير – كان أولى بها أن تشارك – وإن كانت لا تتوقع الفوز – حتى تكون مراقبتها لصيقة فتوثق هذا التزوير وتثبته. فحينذاك ستكون مشاركتها إيجابية.
نقول تقع على الأحزاب السياسية مسؤولية كبرى في المجتمعات فهي التي تبث فيها العافية وهي التي تنشر فيها الصدق وهي التي تعزز فيها الاستقرار وهي التي تغذي الرأي العام في سلوكه وممارسته.. فلا أقل بعد كل ذلك من أن تتحرى الموضوعية في مواقفها والصدف في أقوالها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق