الاثنين، 23 مارس 2015

جرس أم جرس وين؟

عندما تنادت قيادات قبيلة الزغاوة في السودان وتشاد لملتقي منطقة أم جرس الأول الذي استضافته جارة السودان تشاد والذي رعاه وخاطبه الرئيس التشادي إدريس دبي اتنو بموافقه الرئيس عمر البشير في أكتوبر من العام 2013م إستدعي الكثيرون ذاكرتهم متسائلين ما الذي يحدث هناك في أم جرس؟.
ولماذا إنعقد الملتقي هناك، وليس في السودان؟
لكن الملتقي نفسه وبحسب مخرجاته أجاب على بعض التساؤلات لكنه ابقي على أخرى قائمة في أذهان المتسائلين والإجابة على التساؤلات في أن اللقاء ناقش (الكثير) من القضايا ذات الصلة والمتعلقة بالقبيلة، وبالطبع ما يحدث في إقليم دارفور المحايد لتشاد والذي يجاور حدودها الشمالية الغربية التي توجد فيها دار زغاوة وأن التنادي جاء من أجل إيجاد رؤية شامل القبيلة جزءاً منها لمعالجة المشكلات التي عانت ومازالت تعاني منها دارفور خاصة وأن القبيلة يشارك أبناؤها بل ويقودون أغلب الحركات الدارفورية المتمردة الحاملة للسلاح والتي إنحازت للسلام وإن نظر الكثيرون لذاك الملتقي بعين الريبة والشك ينطلق من اعتبارات كل يراه من منطلقاته الذاتية وما يتوفر له من استدعاء تاريخي ظل يضع قبيلة الزغاوة في قفص الإتهام لكن ذاك الشك والريبة تبدد قليلاً بزيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي المهموم بمعالجة قضية دارفور للخرطوم ومخاطبة لأهل الإقليم في قاعة الصداقة وإعلانه بأن أم جرس ليست مقصورة على قبيلة بعينها وإنما لكل القبائل، نتج عن ذلك اللقاء قيام ملتقي أم جرس الثانية التي كانت جامعة والتي أحدثت إختراقاً كبيراً في شأن ملف الأزمة في دارفور، لأن الملتقي شارك فيه زعماء القبائل ورموزها وعدد من القادة السياسيين على رأسهم الشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي وزعيم قبيلة المحاميد موسي هلال، وأفضي الملتقي الذي وصف بالناجح إلى تعبيد الطريق لإيجاد معالجات حقيقية لمشكلة دارفور التي دفع ثمنها كل أهل الإقليم بلا إستثناء بلقاءات عديدة لأعضاء الآلية من أبناء الزغاوة بأبناء القبيلة في الحركات بعد أن قررت الحكومة بناءً على مخرجات الملتقي وقتها توحيد كل المبادرات المتعلقة بقضية الإقليم في آلية واحدة تم انشاؤها بقرار رئاسي ضمت (100) شخصية باسم آلية أم جرس برئاسة النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح الذي يولي إهتماماً كبيراً لقضية دارفور وعرف عنه أنه يعمل في صمت وبعيداً عن الأضواء، هذه الآلية وبتشكيلها الواسع الذي روعي فيه الكثير من الجوانب وجدت إرتياحاً كبيراً وسط الأوساط الدارفورية وسبق ذلك الحراك الكبير للآلية الأولي الخاصة بالقبيلة قبل توسيع مظلتها لتكون جامعة تشكيل مكاتب لها بعدد من ولايات دارفور نفذت تلك المكاتب عدداً من الأعمال الخادمة للعملية السلمية – هذا الطرح المختلف في معالجة القضية المعقدة بمخاطبة جزور المشكلة إشراك أصحاب المصلحة خلق أرضية صلبة تفاعل معها كافة الأطراف بما فيها الحركات المتمردة رغم تحفظها على ما أسمته تقزيم القضية في إطار القبيلة لكن المعروف أن تأثير قيادات الإدارات الأهلية في دارفور وغيرها علي منسوبيها كبيراً في أي أمر رغم تغير هذا الواقع الذي لم يعد كالسابق لكنه مازال وسيظل هو المفتاح السحري لاجتثاث شيطان المشكلة والتباعد في المواقف بين أطراف النزاع والمشفقون على ما تم إنجازه عبر منصة الآلية باتوا مشفقين على ما تم وينتظرون المزيد لأنهم يرون أن جرس أم جرس بات لا يرن كثيراً .. إن شاء الله المانع خير؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق