الاثنين، 23 مارس 2015

ختمي حداثي وشيوعي طائفي

لو أن (نفس) الأستاذ محمد لطيف لم يكن هو الحاضر الأكبر في إفادات السيد محمد الحسن الميرغني رئيس الحزب الاتحادي بالوكالة فإن زعمي أننا بإزاء زعامة مختلفة وافر الحظ.
وأنا على قناعة أن روح الصحافي تبعد الأستاذ لطيف من (صناعة) الإفادات وهي التي دفعته ليقدم لنا صورة جديدة للسيد الميرغني الابن.
التصريحات التي تفضل بها ونشرتها الزميلة اليوم التالي أمس تبين أن الرجل ينطلق من رؤية واضحة وقاموس مختلف ومواقف سياسية قائمة على أسس.
تحدث الرجل عن صورة السودان وتغييرها وعن الشراكة مع المؤتمر الوطني وأهمية الإنتخابات وإنتاج (الأوزان) الحقيقية لجمعية تأسيسية متوافق عليها ولم ينس الرجل أن يصوب نيراناً ثقيلة على قوات (صديقة) واصفاً من يقفون في الطرف الآخر منه (هؤلاء يبحثون عن موقع دون حياء) وهذه لغة جديدة صلبة تعبر عن موقف صلب حول رجل من القدامى في العمل السياسي والحزب الاتحادي إلى مطلق لأعيرة نارية قد لا تناسب مواقفه السياسية ولكنها هددت مواقعه فقال عنه الأستاذ علي السيد المحامي أن (هنالك مصالح تجمع محمد الحسن الميرغني بالمؤتمر الوطني).
الإنتخابات قريباً تطوي صفحتها والأهم أنها في سبيل أن تنتج لنا قيادة جديدة على الحزب الاتحادي والطائفة الختمية.
قيادة يمكن أن تعبر عن مواقف جديدة ومرحلة جديدة تختلف عن نهج السابقين الملتزم بلغة رقيقة وفعل قوي من تحت الموائد.
الصورة التي يعرفها أهل السودان أن أبناء قيادات الطائفة الختمية لا يلجون ميادين السياسة بصورتها السافرة وأخلوا بهذا المفهوم الساحة السياسية لأبناء المهدي والأحفاد منهم.
ربما يكون الناتج تنافساً ولكن هذا مفيد للطائفتين والحزبين والحياة السياسية السودانية.
الأحزاب السياسية تبدل موقعها ونحت إلى الطائفية التي تنحي عنها السادة.
في مقال الأستاذ عبد العزيز البطل أمس بالسوداني ذكر عن قيادي شيوعي عبارات خارجة للتو من ثلاجات التنميط الإيدلوجي من نوع (الطائفة الختمية حثالة الإمبريالية الإسلامية).
بوابة خروج ودخول ربما تغذي ساحة السياسة بقوى إسلامية تناهض الإسلاميين الحداثيين من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والقوى القريبة منها وتنتج قوى إسلامية فاعلة تلبي حاجة الساحة السودانية والإسلامية والعالمية الذاهبة إلى تجاوز اليسار ولغته والشيوعية و(طائفيتها).
هذا إفراز جيد ومميز للإنتخابات والشكر موصول للأستاذ محمد لطيف وهذا دور للصحافة منسي أن تقدم لنا الرموز والجديد منها ومن مواقفها ولغتها الفاتنة في التنافس السياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق