الأربعاء، 25 مارس 2015

بيان سارة.. والشروط الضارة!

أسهب الشيخ في وصف  الذئب  الذي أكل سيدنا يوسف..  كيف أنه كان كث الشعر..  حاد المخاطب طولها.. وعيناه يتطاير منهما الشرر.. وحين  نبهه أحدهم أن الذئب لم يأكل سيدنا يوسف.. قال  الشيخ ببساطة.. إذن هذا  هو الذئب الذي لم يأكل سيدنا يوسف.. قصة تشبه تلك التي تحدثت أمس عن لقاء جمع بين المهدي وغندور.. نشرتها  بعض صحف  الخرطوم.. لكن وعلي غير وضع شيخ الذئب هذا.. فرواية  غندور – المهدي.. تؤكد  أن الرواية  المزعومة غير بعيدة عن الحقيقة..  ففي حين  نسبت صحيفة الأهرام اليوم لقيادية بحزب  الأمة  أن لقاء الصادق وغندور في إطار قوي نداء السودان..
إلا أن بياناً صادراً من حزب  الأمة يكاد يقول إن اللقاء لو تم فلا شك أنه سيكون في إطار نداء السودان.. ذلك أن نداء السودان لم يعد مفهوماً تكييفه من وجهة نظر الحكومة.. هل مغضوب عليه حد محاكمة الموقعين عليه.. أبو عيسي ومكي  مدني  نموذجاً.. أم  مرضي عنه حد القبول بما يترتب عليه..  قبول الحكومة بالملتقي التحضيري  في أديس أبابا نموذجاً؟..
وعموماً ليست هذه هي  المرة الأولي  التي تقبل فيها الحكومة الأم وتحتضن الجنين... فمن قبل رفضت إعلان باريس.. ثم هرولت نحو تفاهمات أديس أبابا محتضنة ومتبنية.!
ومن أصل بيان  حوي خمسة  عشر بنداً صادر عن اجتماع من مقر  إقامة رئيس الحزب بالقاهرة  عبر أمينته العامة سارة نقد الله.. خصص البند العاشر لموقف حزب  الأمة من الملتقي التحضيري  نقرأ منه ..(قبل حزب الأمة الدعوة  الموجهة من الآلية الأفريقية الرفيعة لحضور الملتقي التحضيري في أديس أبابا في يومي 29 و 30 مارس الجاري، وسوف نعمل علي توحيد كل قوي النظام الجديد  علي الأساس  الآتي.. نعم تتم تلبية  الدعوة دون شروط مسبقة، لكن نطالب وفد النظام بتقديم  هامش جدية بإعلان تجميد  الانتخابات العبثية  الحالية وإلغاء التعديلات الدستورية الأخيرة المكرسة للدكتاتورية ووقف محاكمة أ. فاروق أبو عيسي ود. أمين مكر مدني ود. فرح  عقار وإطلاق سراحهم..) غني  عن القول إن مبدأ حضور اللقاء دون شروط مسبقة بمثل منتهي الجدية من جانب الحزب..
لكن.. انظر لقائمة الشروط الملحقة بعد الموافقة.. وهي شروط يسميها البيان مجرد تأكيد لهامش الجدية.. لا الجدية كلها .. ولا شك أن الوطني يتساءل.. إن كان إيقاف الانتخابات وإلغاء التعديلات الدستورية هامش جدية.. فما هي الجدية يا تري؟..
يمكن أن يكون مفهوما المطالبة بإيقاف المحاكمات وإطلاق سراح المعتقلين إلخ.. لكن هل يقبل النظام الموافقة علي حرية الإغاثات.. وهو  أمر مرفوض منذ سنوات..؟ ثم.. يفسر موضوع  هامش الجدية.. حديث  البيان في موضع آخر عن حكومة انتقالية بالنسبة للمؤتمر الوطني لها معني واحد لم تستطع تجاوزه.. وهو تفكيك  النظام.. أو بداية تفكيك النظام..
لذا مقترحات حزب الأمة تبدو سهلة جداً.. ومشجعة جداً لقيام الملتقي التحضيري.. لكنها أيضاً.. معقدة جداً,, وقد تنسف الملتقي التحضيري قبل التئامه.. ليبقي اللغز الذي ينبغي أن يتعاون الجميع في حله الآن.. كيف توزع الحكومة الخبز علي الجميع.. ثم تحتفظ به سالماً.؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق