الاثنين، 23 مارس 2015

القبة والفكي

تبقي من هذا الشهر (مارس) أقل من أسبوع، بعده بأسبوعين يفترض أن تكون كامل العملية الانتخابية بالبلاد قد اكتملت وأعلنت النتائج، بمعني آخر أن ثلاثة أسابيع فقط تقل بيوم أو يومين تفصل بين الناس وفرز النتائج وإعلانها.
وحتى الآن لا نشاط ظاهر ومؤثر سوى المؤتمر الوطني، بمرشحه للرئاسة أو مرشحيه في الدوائر الذين يمضون في تدشين حملاتهم ومخاطبة الناس، أما بقية الأحزاب فقد أكتفي أغلبها بملصقات تشابهت فيها الشعارات والنصوص وإن اختلفت الوجوه بلحي وبغير لحي، هذا مع الاعتراف بأن بعض المستقلين يشكلون زخماً ويحدثون حراكاً جيداً خاصة في الولاية الشمالية ولكن في الغالب الأعم فقد فشلت كل الأحزاب المسجلة أو المشاركة في الحكومة في إظهار أي قدر من النشاط بما يبرر حتى مشاركتها في الحكومة المركزية أو الحكومات الولائية.
ما أتوقعه أن يحدث المستقلون خاصة إذا زاد عددهم بالكسب والفوز بالدوائر أن يحدثوا إضافة إيجابية للبرلمان المقبل المنبثق عن الانتخابات الحالية، وأما ممثلو الأحزاب فلا أتوقع لهم عماراً، وهذا يلزم المؤتمر الوطني حال حيازته على الأغلبية المشكلة للحكومة ألا يتورط في شراكات مع أحزاب فشلت حتى في حشد عضوية أبناء العمومة المكونة لها في الحملات الانتخابية وربما أيام الاقتراع القادمات، والأفضل أن يدخل الحكومة أصحاب الأوزان المتميزة والحقيقية، وأما أولئك الذين يسدون الطرق في المركز والولايات وزراء ومعتمدين بالرئاسة أو في مستوى من مستويات الحكم فأولي بهم البرلمان إن دخلوه فقط.
إن المسألة لا تتعلق بإمكانيات مادية تعوق تحرك بعض الأحزاب، فاضعف الإيمان لم يفعلوه ولو بمخاطبة عادية بأحد أسواق المدن، وهذه مسألة لا تكلف مالاً لكنها تتطلب فقط عزيمة وإصرار لا تتحلي به تلك التنظيمات التي يعجبك قولها وصراعاتها وجدلها فتظن أن (القبة تحتها فكي) قبل أن تكتشف انها بلا عزم أو روح مبادرة، والأنكي ربما أنها بلا قواعد وإنما هي تنظيمات تعتمد على اسم قديم لحزب أصل أقاموا له فرعاً، أو تجمعاً لبعض الطامحين سياسياً ممن يجيدون الخطابة في المناسبات ومواقيت الاستطلاعات.
إني بهذا القول لا اقصم ظهر العملية السياسية، وإنما أحرص عليها، ولو أن الأمور هكذا فأفضل للحكومة والمؤتمر الوطني أن يبذلا الجهد لإدخال الأمة القومي وحركات التمرد الحاملة للسلاح إلى الخرطوم وفق أي معالجة سياسية تضمن للبلاد شركاء ولو متشاكسين ولكنهم قادرون على العمل والمناجزة فهذا يكسب العملية برمتها بالانتخابات وبدونها قوة لافتة تكون في آخر الأمر خطوة تجاه نشاط ديمقراطي له نتائج.
إن ثلاثة أسابيع فترة قصيرة لاستدراك ملاحظاتنا هذه ولكن من المهم أن تكون الرؤية المستقبلية للحزب الحاكم أكبر شمولاً من مجرد الانغلاق على أحزاب ضعيفة وغير حقيقية، فهذا سيضعف آخر الأمر المؤتمر الوطني نفسه إن لم يكن قد أضعفه بالفعل الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق