الخميس، 12 مارس 2015

الاتحادي وهضربات البعض

يبدو أن البعض ما زال وسيظل (حبيساً) للحق منذ أن قاد الاتحادي عبر مسمياته التاريخية مسيرة النضال الوطني ضد المستعمر في ذات الوقت الذي كان أكثرهم يهرولون ويلهثون خلف أحذية المستعمر، ولا يريدون ذهابه وقد قرأنا لبعضهم وهو يكتب بلا رياء أو خجل (لا ولن نتخلى عن الانجليز ولو طارو لطرنا وراءهم زرافات ووحدانا).
نعم، البعض أعلنها صريحة في ذلك الزمان الذي كان رجال الحركة الوطنية السودانية يقودون النضال ضد المستعمر والبعض ما زال يحمل البغض والكراهية والحقد والحسد لذلك الحزب منذ ذلك التاريخ لأن دورهم الوطني وقتها كان صفراً كبيراً وعجزاً ظاهراً وخذلانا سارت بخبره الركبان.
منذ ذلك  الوقت والبعض مازال يكيد ويكيد، ولا يترك مناسبة أو بلا مناسبة لينال من  الاتحادي الذي عجزت كل أحزاب السودان أن تصل إلي نصف جماهيريته  الضاربة فهو  الحزب الذي احتل عقول وقلوب أهل السودان حباً دون قرار أو مرسوم جمهوري أو تجنيد لمواقفه الوطنية المشرفة وهو (حزب الفطرة السودانية) السليمة التي بنيت علي العديد من الأفكار والموروثات والمرتكزات ولن تحركها  رياح التآمر والكيد السياسي وطوفان الغيرة ومحاولات الدمار التي يقودها الصغار أصحاب التاريخ المعروف والمعروف أو فلنقل إنهم أصلاً بلا تاريخ.
نقول إن سر عظمة الاتحادي تكمن في امتلاكه عقول وقلوب شعب  السودان، لأن رموز هذا الحزب قد فارقوا الحياة الدنيا كما دخلوا أنظف  من (صحن الصيني) ولم يسجل لهم التاريخ فساداً أو امتلاكاً للعقارات وهم أبناء الطبقات الوسطي ولم يحدثنا التاريخ عن هروبهم إلي (فقه التملك الذي يجعل السارق نظيفاً وعفيفاً وبلا جرم وبلا محاكم طالما (أعاد ما سرقه) كاملاً غير منقوص، نعم لم يحدثنا التاريخ إلا عن سيرتهم ومسيرتهم العطرة وبعضهم  تخرج جنائزهم من بيوت الإيجار، وهم الذين كانت بيدهم السلطة والسلطان والصولجان.
أتوا يأتوا (يمتطون) الدبابات والمجنزرات تسبقهم المارشات العسكرية، ولكنهم حكموا وتحكموا بقرار من شعب هذا البلد الذي كان طيباً وحدادي مدادي، وكانوا يحكمون وعيونهم وقلوبهم ونظراتهم تتجه إلي رضاء الشعب وأشواقه بعيداً  عن نزعات ومتطلبات ورغبات النفس الأمارة بالسوء دائماً، ولهذا أحبهم شعب السودان، ولكن أعوان وأذناب الاستعمار لا يعجبهم من يريد أن يكون خادماً مطيعاً لهذا الشعب منفذاً لرغباته، قائماً علي أمره، ويكون هم أعداء شعب السودان الأول والأخير هو كيفية (القضاء) علي هؤلاء الذين يحبهم الشعب، ويقضون الليالي وهم يمكرون ويتآمرون ويدبرون ويخططون لخطف الحكم من الشعب وسرقته بليل دون رياء أو خجل،  لأنهم عاجزون عاجزون عن نبل ثقة وأصوات شعب السودان، ولهذا يختارون الطريق الآخر وهو صندوق الذخيرة بعد أن فشلوا في صندوق الانتخابات.
نقول ونكتب إن الصحف تعرف تماماً جماهيرية الاتحادي وتعلم علم اليقين أن القارئ الاتحادي يشكل أكثر من 75% من القارئ السوداني، ولهذا تلجأ إلي البحث عن كل ما هو اتحادي لتبرزه لرقم الترويج وكسب  المال والتوزيع الكبير لأنها تعلم علم اليقين أن معظم القراء يهتمون بأخبار حزبهم، حزب الحركة الوطنية السودانية حتي الذين يكرهون الاتحادي ويكتبون كلاماً وحروفاً سالبة عنهم يعترفون بجماهيرية الاتحادي وأنه حزب الطبقة الوسطي المستنيرة التي تهتم بالشأن العام السوداني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق