الثلاثاء، 17 مارس 2015

الإمام والسراب السياسي!!

طلب حزب الأمة القومي المعارضة الذي هرب إمامه وزعيمه للخارج في رحلة (يهربون) من الاتحاد الأفريقي أن يكف عن مراقبة انتخابات السودان للعام 2015م وأن يبرئ ذمته من المشاركة  في المراقبة .
جاء ذلك لدي لقاء وفد مفوضية الاتحاد الأفريقي برئيس الحزب بالإنابة، وقدم الحزب العديد من النصائح السياسية للاتحاد الأفريقي في إطار تنفيذ مخططه الرامي إلي إفشال الانتخابات إما عبر المقاطعة أو حملة (ارحل) أو التشكيك في العملية الانتخابية برمتها.
بسبب دكتاتورية زعيم هذا الحزب الذي فقد البوصلة السياسية التي تنير له الطريق حتي يعود إلي صوابه الوطني ورشده السياسي ووقار الزعامة والإمامة التي أصبحت (ديكورا) وزينة يرتديها كما يشاء ويبدلها كيفما يشاء.. بسبب دكتاتورية الزعيم والإمام تفرق دم حزب الأمة العريق بين القبائل السياسية وأصبح حزب الأمة أحزاباً بمسميات متعددة وانتفت منه صفة (القومي) بل يعيش هذا الحزب أزمات داخلية بعضها ظهر علي السطح السياسي وبعضها مسكوت عنه وبعضها ستكشف عنه مقبل الأيام.
من كان يتوقع لحزب عريق مثل حزب الأمة والذي يعتبر من الأحزاب الكبيرة في البلاد أن يتردي سياسياً إلي الدرك الأسفل ويضرب زعيمه المثل في (المكابرة السياسية) والعداء السافر للإنقاذ وقادتها ورموزها وفي مقدمتهم قائد الإنقاذ الرئيس عمر البشير الذي أكرم الأمام الصادق وأحسن معاملته لكن (الزعيم المكابر) أصبحت المكابرة جزءاً من سلوكه السياسي بل مكوناً أساسياً لشخصيته التي باتت محيرة للأجيال الحالية التي تتحدث في مواقع التواصل الاجتماعي عن "ماذا يريد الإمام"، وهو سؤال من يجب عليه يستحق جائزة كبيرة.
انحرف الإمام الصادق عن المسار السياسي الوطني منذ أن وضع يده علي يد أعداء الدين والوطن الذين يبحثون عن قائد سياسي (ضال) يقودهم إلي مزيد من التيه والضلال السياسي.. قائد يحلم بحكم السودان عبر وسائل غير ديمقراطية بما يسميه (بالانقلاب المدني) علي حكومة منتخبة وأن يتحقق له ذلك عبر (انتفاضة شعبية) أو بالجهاد المدني ويرفض صناديق الاقتراع التي تحدد حجم ووزن حزبه الذي أصبح من (وزن الريشة) وجماهيره وقواعده (المشتتة) بالداخل والتي في (الشتات) بالخارج.
أي حزب يقبل الاستنصار  بالأجنبي ويرفض التداول السلمي للسلطة فانه حزب غير وطني وغير ديمقراطي ذلك لأن أجندته التي يحملها في برنامجه غير وطنية وغير ديمقراطية.
فالسودان وطن يسع  الجميع إلا من (أبي) أو (تمرد) علي الشرعية الدستورية، السودان شهد علي مدار ربع قرن من الزمان انفتاحاً علي العالم الخارجي منقطع النظير وأصبح له مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بسبب العقلانية السياسية التي تتمتع بها قيادة الدولة ممثلة في الرئيس البشير ومعاونيه والتي تحلت بالحكمة والرشد في إدارة البلاد والرسو بسفينتها إلي بر الأمان ثم التوجه بها في مرحلة  ما بعد الانتخابات نحو غد أفضل باتت ملامحه تبدو في الأفق من خلال البرنامج الانتخابي الذي طرحه مرشح حزب المؤتمر الوطني للرئاسة المشير عمر حسن أحمد البشير، ونقول للإمام الصادق إن الذي تجري وراءه هو السراب الذي يحسبه الظمآن ماء!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق