الاثنين، 26 يناير 2015

الانتخابات ... اختبار حقيقي لمعرفة الحجم الطبيعي

من المعروف ان الانتخابات العامة هي الآلية الوحيدة المتفق عليها عالمياً في قضية تداول السلطة سلمياً ومن المدهش حقاً أن القوى السياسية التى ظلت لعقود تدعو وتنادي بهذه الآلية حين يأتي الآوان تتراجع وتتذرع بأمور واهية لا تمت إلى الجدية بصلة.ومن غرابة الأمران كل هذه القوى السياسية -مع علمها المسبق بموعد الانتخابات العامة- والتي تمثل المخرج الوحيد للسودانيين لطي الخلافات والعيش في إجواء السلم والحريات.باعتبار أن العملية الانتخابية استحقاقاً دستورياً، والضامن للتداول السلمي للسلطة.
فالانتخابات تمثل اختباراً حقيقياً للأحزاب لمعرفة حجمها الطبيعي، ومد قناعة قواعدها بما تطرحه من برامج ورؤى ، وهي فرصة مواتية لشباب الأحزاب للتدرج وتحمل المسؤوليات باعتبارهم عماد مستقبل هذه الأحزاب.
و بلغ عدد المرشحين للدوائر البرلمانية والنيابية بالولايات كافة ، ثلاثة آلاف مرشح. فالذين أكملوا إجراءات الترشيح للرئاسة بلغ عددهم ستة مرشحين، رغم أن هناك كثيرين قاموا بسحب الاستمارات ، وهناك تسع دوائر ولائية خارج عملية الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية، وهي" سبع دوائر بجنوب كردفان، و دائرتان بولاية وسط دارفور بمناطق جبل مرة"
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات بولاية الخرطوم، عن استلام 204 استمارات ترشيح للمنافسة في الدوائر القومية والولائية، بينما تنافست ستة أحزاب سياسية على دوائر الولاية.وفصّل رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية إبراهيم الكافي، أن لجنته استلمت 72 استمارة ترشيح للمنافسة على الدوائر الولائية، و48 للقومية، و84 استمارة للمنافسة في القوائم النسبية.وأضاف:" الاستمارات تم استلامها من مرشحي المؤتمر الوطني، وحزب الإصلاح الوطني، وحزب الأمة الفيدرالي، وحزب الأمة القيادة الجماعية، وحزب قوى السودان المتحدة، وحزب وحدة وادي النيل، بجانب عدد كبير من المستقلين"، وقال إن لجنته ستستمر في تلقي استلام طلبات الترشيح، حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وفي السياق أعلن حزب الأسود الحرة مشاركته الجادة في انتخابات أبريل المقبل بولايات شرق السودان ونهر النيل شمال السودان والخرطوم العاصمة.وقال القيادي بالحزب مبارك الشيخ سلمي إن دوافع خوضهم للانتخابات أملاها توجه الحزب وحرصه على ترجمة شعاراته وبرامجه لأرض الواقع.وأكدت المفوضية القومية للانتخابات ، انتهاء المرحلة الأولى من عملية سحب طلبات الترشح للمستويات الانتخابية، وانطلاق المرحلة الثانية، الأحد، بمباني المفوضية بالطائف وفقاً للجدول الزمني المعد.وقال القيادي بالحزب مبارك الشيخ ، في تصريح صحفي إن الأسود الحرة حزب قومي موجود وسط الجماهير، ويعبر عن قضاياها وهمومها بالوسائل السلمية والديمقراطية، كغيره من الأحزاب الوطنية بالسودان ، وقال "نحن نتطلع لتوسيع القاعدة نحو المشاركة في الجهازين التنفيذي والتشريعي، بما يوازي قوة نفوذ الحزب ووزنه السياسي".وأعرب عن رضاهم عن مشاركته الحالية في حكومة القاعدة العريضة، مشيراً إلى أنها أفرزت تجربة عمل وشراكة سياسية فاعلة.
من جانبه أعلن نائب رئيس حزب العدالة جمعة كوة ، أن مرشح حزبه للرئاسة يحيى صالح ، يخوض العملية الانتخابية إيماناً منه بأن معالجة مشكلات السودان ، لا تتم إلا عبر التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات باعتبار أنها استحقاق دستوري.وأشار كوة إلى أن حزبه سيخوض الانتخابات على كل مستويات الحكم ، داعياً كل القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات ، وحث السياسيين على الالتزام بمنهج الحوار الوطني لحل قضايا البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق