الخميس، 22 يناير 2015

النصر لهم

الأيام والساعات التي يقضيها أحدكم على (شات) لأحد مجموعات التواصل الاجتماعي أو في منتدي نضير بطيب الحديث والنغم، يقضيها إخوة لنا من تل لأخر ومن جبل لثاني ومن كمين به مسقط نيران لمواقف صعبة يعبرها الرجال من إخواتنا وأصدقائنا بكل العزم، لا يبالون أو يهابون حتى الموت في نزلات العدو.
قدموا الغالي والنفيس ولا يزالوا يقدمون، ما تراجعوا عن حيز نالوه وما انكسروا أمام صف الغادرين، يعملون في صمت ورزانة، ولسان لحالهم أن الأمور بخواتيمها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ويحدث هذا وقد زن بعض المدبرين بالهزيمة أن الكذب يصنع مجداً أو أن الافتراء يحقق غاية، وستمضي الأيام وتخرج مسيرات النصر والظفر لأنه لا يصح إلا الصحيح، ولأن القوات المسلحة السودانية إرث وتاريخ تليد شيد على المكرمات وناصع السجل والوقائع.
ستظل القوات المسلحة حامية ألحمي، ومحل الثقة والتقدير، ولا يظنن متمرد أو خارج عليها وعلى الوطن أن عبث الشائعات أو تسويق الأكاذيب، سيجعل من هذا الجيش الجسور كما يتوهم البعض ويظن انها أم الشهداء وصانعة الرجال والتي ظلت على مدار التاريخ الوطني صاحبة الفضل والبيان والسنان، تقدم في كل المنعطفات الشهداء والشباب النضير لا تسأل بعدها إلا عن سلامة الوطن وشعبه، وبهذه المواريث فإن يد الجيش لاحقة وباطشة، فالتحية لهم حيثما حلوا وحلت أرواحهم فما كانوا يوماً فتية خذلان أو رجال تخاذل، يكرمون بلادهم ويرفعون رأسه وإن عز النصير ومشي الجهلاء بالنميمة والحقد.
ستظل القوات المسلحة وتبقي منزلاً طاهراً وموقعاً لا يقبل إلا الشرفاء النابهين لأنها حوض لا ينعقد فيه الاختصاص إلا للأقوياء الوطنيين وأمة من الناس لا تعقد لواء قياداتها إلا لمن خلصت دواخلهم واستطالت قاماتهم بالهمة والعزم، أم الشهداء ورسول الخير إن أظلمت بالناس الظروف وأضرتهم لا ضيق حيث لا طريق ومخرج إلا بمدخل البسالة لتأتي القوات المسلحة بجراحها متزينة.
لا أقبل دعم الجيش في هذه الظروف بالحديث المادح فتلك قدرة المتخاذل لكن ليكن الدعم عملياً بإنعاش هيئة دعم القوات المسلحة ولدي آلاف السودانيين ممن هم خارج حياضها قدرة ورغبة في دعمها، والله وكيل الجميع بالعوض ولا أعظم استثمار من رفد ودعم مسيرة الجهاد.
التحية لإخواننا في الجيش وكل السائرين الآن على دروب العزة من كل القوات النظامية والمجاهدون، وهم يطردون تجار الحروب وسماسرة الأزمات وينفذون مهامهم بمنهجية (قضاء الحوائج بالكتمان)، فعدوهم أعلم بهم وببأسهم ونحن أعلم بهم وبجسارتهم التي جعلت الجيش رغم كيد الأعداء وارتفاع مخططات التأمر فوق الجميع، قوات حامية ألحمي لا يضرها خذلان صديق وتراجع صاحب فكل يلقي الله فرداً.
واللهم نصرك الذي وعدت، وموعدنا يوم الزينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق