الأربعاء، 21 يناير 2015

كيف تتعامل قوات الدعم السريع مع الحركات المسلحة؟

ما من شك أن قوات الدعم السريع التى ذاع صيتها مؤخراً في مناطق النزاعات المسلحة في مناطق جنوب كردفان ودارفور، أثبتت أنها قوات أوجدت لنفسها وزناً عسكرياً راجحاً في كفة ميادين القتال هناك، ويكفي فى هذا الصدد أن الحركات المسلحة فى دارفور ومنذ انطلاق هذه القوات لم تذق مطلقاً طعماً للنوم، ولم يتسنّ لها التجوال، ولا الاستمتاع بجرائم النهب والترويع التى كانت تقوم بها باستمرار فى مناطق دارفور وكردفان بحرية ومتعة بالغة.
وتشير الأنباء إلى أن العشرات من أسرى الجيش الشعبي قطاع الشمال قد وقعوا مؤخراً فى يد قوات الدعم السريع كنتيجة مباشرة لحالة الارتباك التى عمت أوساط الحركات المسلحة؛ ففي الثلاثين من نوفمبر 2014 على سبيل المثال وإثر اشتباك رهيب بين قوات الدعم السريع وقوات قطاع الشمال فى منطقة تدعى (واني) بالجبال الغربية بجنوب كردفان، فقد دحرت قوات الدعم السريع قوات قطاع الشمال ووقع فى أسرها جندي برتبة الوكيل عريف يدعى (إسماعيل بريمة انجليز).
وفي الرابع من يناير الحالي دحرت قوات الدعم السريع أيضاً قوات قطاع الشمال فى منطقة (خور العفن) وأسرت جندي يدعى إبراهيم صاروخ عجبنا. ووفقاً للقانون الجنائي السوداني لسنة 1991 فإن الجنود المأسورين يعتبروا جناة وفقاً لما إرتكبوه من أفعال، باعتبار أن العمل المسلح نفسه أكبر جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي السوداني، ولهذا فقد تم التحقيق مع هؤلاء الأسرى وأحيلوا -كأمر طبيعي- للمحاكمة أمام محكمة جنائية عادية فى كلٍ من الخرطوم والخرطوم بحري.
ولعل الأمر الملفت للنظر فى هذا الصدد أن هؤلاء الجناة بعضهم قديم عهد بالجيش الشعبي مثل المدعو إسماعيل بريمة انجليز، إذ يشير فى استجوابه أمام المحكمة إلى التحاقه بالجيش الشعبي في العام 2001 بعد أن تم تجنيده بواسطة (جقود مكوار)، أحد ابرز متمردي جنوب كردفان، ويشير إلى تلقيه تدريب بدولة إرتريا فى ذلك الحين كما يشير إلى مشاركته فى العديد من المعارك فى شرق وجنوب السودان.
أما المدعو إبراهيم صاروخ عجبنا فهو يزعم أنه من أبناء الدلنج وأنه في العام 2010 وأثناء رجوعه من رعيّ بهائمه تم اختطافه إلى جنوب السودان وأجبر على الانخراط فى الحركة! من بين هذين النموذجين بإمكاننا أن نلحظ عدة ملاحظات؛ أولها أن قوات الدعم السريع وفضلاً عن قيامها بواجباتها القتالية فى التصدي لحملة السلاح ودحرهم بإتباع ذات أساليبهم القتالية وتكتيكاتهم فهي تقوم بالقبض على من يتسنّى لها القبض عليهم وتحليهم إلى المحاكمة بتهم جنائية واضحة مستقاة من القانون الجنائي السوداني؛ وهذا الإجراء يعتبر إجراءاً قانونياً سليماً، فالجلسات التى تجري لمحاكمتهم علنية وتتوفر لهم فيها كافة حقوق الدفاع، والقاضي الذي يحاكمهم قاضيهم الطبيعي ولا يحاكموا فى محاكم خاصة أو استثنائية.
إجمالاً يمكن القول إن قوات الدعم السريع تعمل على تصفية العمل المسلح واستئصال شأفته من الساحة السودانية بشتى السبل القتالية والقانونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق