الخميس، 22 يناير 2015

مخططات الثورية.. رسالة لأكثر من جهة

(سهر الجداد ولا نومو) مثل سوداني يتطابق كثيراً مع ما تقوم به الحكومة في الكشف عن مخططات الجبهة الثورية، وقد كثر في الفترة الأخيرة حديث الحكومة عن كشفها لمخططات تقوم بها الجبهة الثورية، آخرها الحديث عن وقوع صاروخ كان يستهدف القصر وكبري القوات المسلحة، وكشف معلومات عن اجتماع لقادة خلص إلي تفعيل العمل لإسقاط الخرطوم، ويري خبراء أمنيون، أن كشف مثل هذه المخططات يدخل أحياناً  في إطار إرسال رسالة اطمئنان للمواطن، بأن الأجهزة الأمنية علي قدر التحدي، إضافة إلي تنبيه المواطن بأن هناك خطراً محدق به، كما يدخل أيضاً في إطار معرفة مدي تفاعل  المواطن مع مثل هذه المخططات وردت فعله تجاهلها.
يلاحظ تصاعد نبرة التهديد وكشف المخططات منذ إعلان الحكومة لعمليات الصيف الحاسم، والترديد بأن عام 2015م هو عام حسم التمرد، وذكر ذلك رئيس الجمهورية في لقاء نصرة مزارعي الجزيرة الأخير، بأن هذا العام سوف يشهد حسم التمرد في السودان، ومنذ ذلك الحين ظلت الحكومة تطلق بين الفينة والأخرى كشوفاتها لمخططات الجبهة الثورية، حيث أكدت بعض المصادر في تقارير إعلامية، أن هناك اجتماعاً عقد بين قادة الجبهة الثورية سرياً بدولة الجنوب بمشاركة رمزية من قوي المعارضة بالداخل، وأكد أن الاجتماع خلص إلي تفعيل العمل لإسقاط النظام في الخرطوم وذلك بمشاركة دول أجنبية مثل أمريكا وفرنسا وإسرائيل إضافة إلي مشاركة (16) خبيراً أجنبياً لتدريب المتمردين من الجبهة الثورية والحركة المسلحة للعمل ضد الخرطوم، وأكدت المصادر وجود تنسيق فيما يجري بين قوي المعارة بالداخل وما يتم ترتيبه في الخارج، وأشار إلي لغة بعض القادة السياسيين المعارضين للحكومة بالداخل في وسائل الإعلام وما يحاك ضد الحكومة بالخرطوم من داخل الأراضي الجنوبية سوف يعيد التوتر بين البلدين مرة أخري، وما أثير مؤخراً عن اتهام البلدين لبعضهما بإيواء ودعم متمردي الطرفين، وبدلاً من أن تواجه الحكومة مخططات الجبهة الثورية سوف تواجه أيضاً تحدي التعامل مع حكومة الجنوب خاصة وأن هناك ترتيبات وملفات أمنية لم تفعل بعد.
وفي منحي ذي صلة يؤكد الخبير العسكري الفريق أول محمد بشير سليمان في حديثه لـ(ألوان) أمس، أن للحكومة قدرة عالية علي كشف أي مخططات خارجية، وأنها تمتلك تقنيات تمكنها من التقاط المحادثات التي تدور بين قادة الثورية إضافة إلي وجود (غواصات) داخل الجبهة الثورية نفسها، كما أن هناك تعاوناً استخباراتياً بين السودان وهذه الدول يستطيع من خلاله معرفة ما تقوم به الجبهة الثورية، وأوضح سليمان، أن هذه  الحكومة هي دولة أمنية من الدرجة الأولي ولها القدرة علي التحسب لأي مهددات أمنية، رغم فشلها في اكتشاف تحرك خليل إلا أن ذلك لا يعني أن لها المقدرة علي كشف ما يحاك ضدها والاستعداد له، وذكر سليمان بالرغم من الاستعداد يأتي العدو أحياناً من حيث لا نحتسب وهو ما نسميه في التخطيط العسكري (البعد المقترب الرابع) مشيراً إلي أن ما يحدث الآن بين الحكومة والجبهة الثورية هو صراع عسكري، وارد فيه الاختراق، وهو صراع يعتمد علي الاستخبارات وجمع المعلومات ولا نستطيع التكهن بأن للحكومة القدرة علي الاحتواء في كل المرات، كما أننا أيضاً لا نستطيع الجزم للجبهة الثورية القدرة علي الاختراق، ويأتي حديث الحكومة عن كشفها لمخططات الجبهة الثورية في أطار خلق رأي عام وتنبيه المواطن أن هناك خطراً حوله وأنها واعية ومتابعة لكل ما يتم ويحاك ضدها.
وأنها ليست المستهدفة فقد بل أمن واستقرار المواطن، ويذهب في ذات الاتجاه الفريق عثمان بلية الذي أكد علي قدرة الحكومة وأجهزتها الأمنية علي التعامل مع هذه المخططات، وأوضح بلية في حديثه لـ(ألوان) أمس، إن للحكومة قدرة استخبارتية وأمنية تمكنها من متابعة ما يدبر ضدها وكشف أي مخطط تخريبي يتم مستقبلاً.
إلي ذلك أوضح المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدين الدومة أن الحديث عن كشف المخططات يقود إلي أن ما يكون ليس هناك مخططاً والاتهام في مكانه يدخل في إطار الخداع الإستخباراتي من الجبهة الثورية صد نظام الخرطوم وأكد الدومة في حديثه لـ(ألوان) أمس، إن لهدف من كشف هذه المخططات إرسال رسالة للجبهة الثورية بأنها لن تستطيع اختراق نظام الخرطوم وإن ما تقوم به مكشوف لدينا الأمر الثاني هو إرسال رسالة للرئيس من قبل الأجهزة المعنية بأنها قدر التحدي وأنها صاحية لكل ما يستهدف أمن البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق