الاثنين، 5 يناير 2015

في "فنقا" كتمت والنهاية بدأت

يبدو أن واشنطن وتل أبيب وكمبالا توافقت على نقل الحركات المتمردة من الميدان إلى قاعات التفاوض للتأثير على سلطة الإسلاميين في الخرطوم سياسياً، فما عادت محاولات التأثير الميداني ذات أثر بعد أن سلحت الحكومة السودانية قواتها بصورة متطورة في كل الجوانب.. وأصبحت مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للقيام بعمليات الدفاع عن مكتسبات الوطن ابتداءً بالإنسان نفسه باعتباره محور الاهتمام.
خمس ساعات من القتال حققت فيها القوات الحكومية نصراً مؤزراً على بقايا حركات مسلحة ترفض أن تلقى "السلاح" من أجل تهيئة الأرض للتنمية والمرافق الخدمية وسد حاجات المواطنين.
خمس ساعات من القتال نجمت عنها خسائر كبيرة في جانب الحركات المسلحة.. كان جزءاً عظيماً منها غنائم في يد القوات الحكومية.. وهذه صورة مهمة لواشنطن لكي ترى بنفسها أن أرض دارفور الطاهرة هي مقبرة الدعم الخارجي.. وأن هذا الدعم الأجنبي يبقى مغنم القوات الحكومية، وكلما زاد زادت الغنيمة.. نعم واشنطن لا تخسر شيئاً فهي تعوض عن دعمها وتمويلها لمشروعات الفتن والحروب في العالم بفرق السعر الزهيد في نفط العراق وقزوين وقادة التمرد الذين يتنعمون ويتلذذون بالفنادق العلمانية في بعض العواصم الأوروبية والإفريقية لا يخسرون شيئاً.
والخاسر هو المواطن.. المواطن الذي يحارب في صفوف التمرد، وحينما يقتل برصاص الدفاع الوطني لا يسع قادة التمرد إثارة سيرته. وكثيرون هم ضحايا طموحات المتمردين سواء أكانوا من أبناء دارفور أو جبال النوبة في الشمال.. أو أبناء الدينكا والنوير البسطاء في الجنوب.. الذين يستثمرون فيهم الكراهية العنصرية المتوارثة منذ أيام الاحتلال البريطاني تجاه أبناء الشمال.. أما منطق عرمان "النفاقي".. فهو انه يريد أن يحارب أهله لأنهم.. ولأنهم.. ولأنهم.
"فنقا" شهدت معركة عنيفة جداً.. فهل لم يكن التمويل الأجنبي كافياً؟! أم أن الحركات أصبحت تأكل من سنامها؟! أم أنها محقة حينما كانت تقول إنها تعتمد على ما تتحصل عليه من غنائم؟! لكن هل تتحصل على غنائم الحكومة أم غنائم المواطنين؟!
لا فائدة تجنيها القوى الأجنبية من دعمها للتمرد، غير إنشغال جزء من الأمة هو شعب السودان عن قضايا الأمة الملحة والمؤلمة، ووضعها في المستوى الثاني في قائمة الأوجاع، باعتبار أن في المستوى الأول مشكلة الأمن داخل القطر، وهي سياسة صهيونية تهدف إلى استرخاء الأمة حتى لا تقضي بين عشية وضحاها على الاحتلال اليهودي فواشنطن وتل أبيب تكسبان حتى من خسارة التمرد، أما كمبالا، فهي تتلقى الدعم.. ولم يكن يهمها جون قرنق، بل أمواله الطائلة التي كانت لدعم التمرد البديل دارفور بقيادة عبد الواحد، وبعد مقتل قرنق لم يجد هذا الدعم لا عبد الواحد ولا مناوي ولا تراجي مصطفى. وهذا ما جعلهم يتجهون صوب "قطاع الشمال".. وقدر "مناوي" ان قطاع الشمال أفضل له من وجوده في قائمة مساعدي الرئيس ولكنه الآن في الجبهة الثورية لم يجد "حتى مساعد حلة". فقد قضت القوات الحكومية على قواته.. وربما يكون الآن في طريقه لنيل اللجوء السياسي في فرنسا.. أما عبد الواحد فهو "قرنق الصغير" طبعاً.. ومكتبه في إسرائيل الذي يديره له آدم يحيى داؤود هو عزاؤه الوحيد.
وغداً "دريج"
ماذا قلت يا "دريج" عن نميري؟! هل قرأت رواية المسؤول الذي تسبب في غضب مستثمر ومغادرته البلاد بسبب شروط تخص مصلحته الشخصية؟! هل تقصد هذه الحادثة حينما قصصت قصة ضرب نميري للمسؤولين؟! الله يرحم "نميري"..ويمد في أيامك..وغداً بإذن الله "نتونس". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق