الثلاثاء، 20 يناير 2015

حزب الأمة..!!

يترقب الجميع الموقف النهائي لحزب الأمة القومي وما سيتخذه من إجراء وتدبير، إذ بدا وكأن الحزب متنازع بين مطلوباته كونه حزباً سياسياً له مواقفه وتقديراته عبر مؤسساته وبين كونه تنظيماً يعاني خللاً مريعاً في جانب الانقياد خلف رغبات رئيسه الصادق المهدي الذي هو من يجر الحزب بقياداته ومؤسساته إلى حافة هاوية المواجهة، فهو من قرر التخاشن مع الجيش وجهاز الأمن والمخابرات، وهو – أي المهدي- من وقع باسم الحزب على إعلان باريس ثم أديس رغم أنه ذات الشخص الذي جمد عضوية نصر الدين الهادي لأنه أنضم للجبهة الثورية بصفته الشخصية وليس كقيادي بحزب الأمة.. وكان الصادق نفسه من أشد الناقدين لوثيقة (الفجر الجديد) وكفي يومها المؤتمر الوطني مؤونة الرد والمناجزة وعرض عيوبها!
الآن ثمة تيارات يحددان مسار حزب الأمة، طرف قد لا يعارض القرارات في صفتها النهائية لكن يقرأها في مجموعات (واتساب) أو على صفحات الصحف، وهؤلاء قادة وقيادات في هياكل الحزب لا يستشارون ربما أو يخطرون بعد اتخاذ الموقف، وطرف أخر عائلي واضح أن مريم الصادق من تتزعمه، وهو من يحدد توجهات التنظيم الكبير .. وللأسف فإن هذا الجناح هو من يملك ختم الإجازة لأنه وعرفاً فأي قول لـ مريم هو خبر وأي قول لمن سواها من القيادات رأي يحتمل الخطأ والإصابة، وبالتالي لم يعد غريباً لي أن يكون الأصل في أشياء حزب الأمة تقدير المنصورة الذي هو في أرجح الروايات رأي والدها والبنت سر أبيها على شيوع القول العامي.
أزمة مؤسسة الحزب تفضحها البيانات الطويلة والمطولة التي هي كلام المهدي معني ونص منطوق هيئات حزبه شكلاً وإخراجاً، ففي الوقت الذي يفترض أن يخوض الأمة معركته القانونية حول مذكرة حله التي قيل إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني دفع بها لمسجل التنظيمات، وهي مذكرة نقاط ارتكازها وركائزها قانونية وإن ألبسها البعض لبوس السياسة، اتجه الكيان العريق للحلول الانفعالية من شاكلة النزول للأرض وإنفاق العمل السري وهو توجه لا أظن أن حكيماً من أعضاء دست القيادة يوافق عليه، لأنه ببساطة يصادق على مذكرة الجهاز ويمنحها براءة صحة بل ووجوب لأي إجراء يتخذ، لكنه وطالما أن رغبة مالك الحزب والحائز على شهادة بحثه ستكون ما يرغبه إلا أن تكذب الساعات المقبلات ويملك زيد أو عبيد قول (لا) وأني لاحدهم ذلك.
حزب الأمة حينما كان حاكماً في السلطة وله وزارة الداخلية والأمن ورئاسة الوزراء لم يتردد في اعتقال ثلة من الأكاديميين جلسوا في ورشة (أمبو) مع الحركة الشعبية بحجية أنهم خالطوا وناقشوا حملة السلاح بالحركة الشعبية لتحرير السودان وجون قرنق يومها وهو إجراء لم تفعله الإنقاذ مع مريم المهدي أو حزبها صاحب الحصة الأكبر في مساحات الصحف رغم أن الصادق المهدي جلس ووقع مع (كل) المعارضة المسلحة التي تحارب الدولة والمواطنين من تخوم جبل مرة إلى سهول كادوقلي .. فهل خالط معتقلو ورشة (أمبو) مسلحين وخالط المهدي الآن مشجعين للهلال المبجل فلا تهلك أسي وتجلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق