الخميس، 22 يناير 2015

تنظيم علي محمود حسنين .. انشقاقات وخلافات تعجل بالانهيار

تطورات مثيرة، ومرحلة بالغة التعقيد وصل إليها تنظيم السياسي والقانوني الضليع والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين، المعروف "بالجهة الوطنية العريضة" التي اتخذت من دول مجاوره وأخرى أوروبية مقراً لها منذ تكوينها في العام 2010م كتنظيم مناهض سلمياً لحكومة الإنقاذ، ويهدف إلى إسقاطه.
انشقاقات بالجملة واستقالات لحقت بالتنظيم خلال الشهرين الحالي والمنصرم، وأخرها انسحاب حزب تجمع الوسط الإسلامي بقيادة د. يوسف الكودة بجانب كوادر وشباب تجمع كردفان للتنمية، عن تنظيم حسنين المذكور، فضلاً عن تقدم الأمين العام د. حسين إسماعيل أمين نابري، الذي دفع بمذكرة شديدة اللهجة لحسنين وبين من خلالها الأسباب التي دفعته للاستقالة، وقد تمحور سبب انسحاب الكودة عن التنظيم في إن رئيسه يتجه لتوقيع اتفاق مع حركة عبد الواحد محمد نور المسلحة ما اعتبره تراجع ومخالفة لمبادئ الحزب الرافضة لمبدأ العنف والعمل المسلح.
الكودة يحرج حسنين
لم يكن انسحاب حزب تجمع الوسط الإسلامي بقيادة الشيخ د. يوسف الكودة عن الجبهة الوطنية العريضة بالأمر اليسير لجهة الثقل الذي يتمتع به الحزب ورئيسه، ويمثل الانسحاب بمثابة ضربة قاضية للتنظيم وغير مسبوقة منذ انطلاقته، وقطعاً سيخلق قرار الانسحاب فراغاً في هياكل الجبهة التنظيمية والبرامجية، وما دفع الكودة للانسحاب الاتجاه القوى لرئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين لتوقيع اتفاق مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، الأمر الذي عده الكودة متناقض مع مبدأ حزبه الرامي إلى نبذ التغيير عبر الوسائل العنيفة والمسلحة، وقد قام الكودة بتحرير خطاب لحسنين يعلن فيه انسحابه عن التنظيم، ونص الخطاب الذي تحصلت عليه "الأهرام اليوم" إشارة للاتفاق الوشيك بين حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وبين الجبهة، الوطنية العريضة والذي وردنا في بيان الأمانة الإعلامية للجبهة الوطنية العريضة ونسبة لتعارض هذا مع وسائل وطرق التغيير التي اختطها الحزب في إرادته للتغيير المنشود بالبلاد من كفاح مدني مع اختيار حركة تحرير السودان من كفاح مسلح مع كامل التقدير والاحترام لاختيارهم هذا.
لذا تقرر وبعد تداول مع عضوية المكتب القيادي للحزب ضرورة الانسحاب من عضوية الجبهة الوطنية العريضة ومنصب المستشار الذي كان يتولاه رئيس الحزب، وكان قرار الانسحاب صادماً لعلي محمود حسنين.
إنسحاب تجمع كردفان
تجمع كردفان للتنمية المعروف اختصاراً بـ(كاد) أحد الكيانات المطلبية ذات المطلبية التي اختارت الوسائل السلمية للتعبير عن إرادة وحقوق أهل كردفان، ولتطابق الرؤى والأهداف مع الجبهة الوطنية العريضة بقيادة على محمود حسنين، قرروا الانضمام إليها، وشكلت قوة ضاربة وكانت بمثابة ذراع أيمن للجبهة، غير إن شباب ومثقفي تجمع كردفان المنتشرين في الدول الأوروبية ومن هم داخل البلاد بقيادة عبد الحميد منعم منصور قرروا الانسحاب من الجبهة الوطنية بدافع وأسباب تختلف قليلاً عن حزب الوسط الإسلامي، وتمحور دافعهم الرئيسي للانسحاب في ما أسموه بالهيمنة المفرطة لزعيم التنظيم حسنين علي مفاصل الجبهة فضلاً عن تفرده باتخاذ القرارات المصيرية، ما يصعب تحقيق أهداف تجمع كردفان للتنمية المرجوة من خلال التحالف مع التنظيم، وقال القيادي بتجمع كردفان للتنمية ومسئول الجبهة الوطنية العريضة بإقليم كردفان عمر سراج الدين في تصريح لـ"الأهرام اليوم" إنهم قرروا رسمياً الانسحاب عن الجبهة الوطنية العريضة بعد دراسة مستفيضة للقرار مع القواعد وكوادر التجمع بأوربا،  وأعلن عمر عن انهيار تام لتنظيم حسنين بعد انسحاب تجمع كردفان للتنمية وحزب الوسط الإسلامي بقيادة د. يوسف الكودة بجانب استقالة الأمين العام د. حسن إسماعيل أمين نابري، وأكد إن بيان التجمع أكد على حدوث انهيار شامل في العمل التنظيمي، بالجبهة وعشوائية القرارات في إختيار القيادات، وعدم الرجوع للمؤسسية في القرارات.
تحريف للنظام الأساسي
اتهم القيادي بتجمع كردفان عمر سراج الدين بجانب قيادات التنظيم على محمود حسنين بتحريف النظام الأساسي للجبهة الوطنية العريضة الذي تم التوافق عليه خلال المؤتمر الأول للجبهة في لندن عام 2010م الاستعاضة عنه بنظام أساسي جديد دون إجازته من هيئة القيادة وإستئجار دار في القاهرة دون الرجوع لهيئة القيادة مما حدا بالدكتور أحمد خير رئيس أمانة الإعلام لتقديم استقال، كما اتهم عمر سراج الدين حسنين بتحويل هيئة القيادة لموظفين تنفيذيين بموجب تلك التصرفات والممارسات، ولفت إلي أنهم تقدموا بمذكرات عديدة لحسنين بهذا الخصوص، لكنه أصر على موقفه وواصل تصرفاته وقراراته الانفرادية ما دفعهم للانسحاب عن الجبهة الوطنية العريضة.
هجوم عنيف
على ذات المنهج الذي سار عليه تجمع كردفان للتنمية في الانتقادات والاتهامات صوب الأمين العام المستقيل د. حسن إسماعيل أمين نابري، انتقادات لاذعة، للسياسي والقانوني الضليع علي محمود حسنين، ثمة اختلاف بين موقف التجمع والأمين العام الذي وضع ما اسماه عجز الجبهة الوطنية العريضة عن تلبية نداءات القواعد المتكررة بشأن تحقيق الهدف الاستراتيجي للجبهة والمتمحور في إسقاط نظام حكم الإنقاذ، وإقامة البديل الديمقراطي، على رأس مسببات الاستقالة بجانب ما اسماه في البيان الذي تحصلت عليه "الأهرام اليوم" بالتباطؤ الممنهج والمستمر لرئيس الجبهة وقيادتها في تنفيذ الهدف اللازم والضروري المتمثل في عملية التقارب والتوحد مع قوى ومكونات المعارضة الأخرى الناشطة والجادة في سبيل إسقاط النظام، فضلاً عن أسباب ودفوعات أخرى متعلقة بالعمل التنظيمي للجبهة الوطنية العريضة، وقد دفع هذا الموقف عدد كبير من قواعد الجبهة إلي تشكيل رأي مماثل تجاه علي حسنين، الأمر الذي يشكل بدوره هزة كبيرة في صفوف الجبهة وهدد استمرارها.
الموقف الآن
وفقاً لمصادر مقربة بالجبهة الوطنية العريضة تحدثت لـ(الأهرام اليوم) فإن انهيار تام قد لحق بالجبهة عقب انسحاب أكبر ازرعها والمتمثل في تجمع كردفان للتنمية بجانب انسحاب تجمع الوسط بقيادة يوسف الكودة، وأكدت المصادر انه لا يوجد الآن بعد انسحاب هذه الكيانات تنظيم يعرف بالجبهة الوطنية العريضة في ارض الواقع.
ما لحق بالجبهة الوطنية العريضة من تطورات ربما تعلن رسمياً خلال الأيام المقبلة – وفقاً لهذه الحيثيات – عن وفاة التنظيم، سيضع السياسي المرموق على محمود حسنين في محك حقيقي، وربما التفكير في تكوين تنظيم آخر، يستقطب كيانات جديدة خلافاً للتي كان جزء من التنظيم القديم، الذين يبدو استقطابهم مجدداً عصياً، لجهة التباعد المريع في الشقة بين الطرفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق