الأربعاء، 21 يناير 2015

الأمة القومي تحت الأرض..!

عرف لحزب الأمة القومي وكيان الأنصار  دورهما البارز من علي سطح الأرض في سائر الأنظمة والمناسبات.
ولم يعرف العمل من تحت الأرض غير الحزب الشيوعي السوداني الذي كانت له تجاربه وممارسته التي وثق لها.
ومنها الحقبة النوفمبرية التي وثق  لها الراحل "مصطفي المكي" في مقالاته بعد ثورة أكتوبر بعنوان (ست سنوات تحت الأرض).
علي أن حزب الأمة الذي عرف في عهد زعيمه السيد "الصادق المهدي" بعد ثورة أكتوبر 1964م بـ(حزب الأمة  القومي) قد صارت له تقلبات ومبادرات في العمل السياسي أفضت  به في الفترة الأخيرة  إلي الانفتاح علي الكيانات حاملة السلاح.
ورغم اتفاق  (جيبوتي) الذي عاد به من المعارضة الخارجية (التجمع الوطني  الديمقراطي) إلي الداخل ملقياً بسلاح (جيش الأمة) ممارساً لنشاطه السياسي السلمي والإحالة هنا إلي:
-    (إعلان باريس) مع الجبهة الثورية  في أغسطس من العام الماضي.
-    ثم اتفاق (نداء السودان) مواصلة لإعلان باريس مع الأحزاب المعارضة الأخرى.
وقد أدي به ذلك – أي منذ  أغسطس/ آب الماضي – إلي أن يدخل في مرحلة اغتراب  أخري يمارس فيها العمل السياسي عن بعد أو بـ(الريموت كنترول) في مرحلة عمرية وحزبية سياسية لا تسمحان بذلك فضلاً عن (أزمة ثقة) وخروج علي المألوف بينه وبين النظام  الحاكم مما أدي إلي تطورات  جنائية وقانونية أخري كرست الفرقة والخلافة التي تجسدت  في المطالبة بإعمال قانون هيئة الأحزاب السياسية ضد حزب الأمة القومي والقانون الجنائي  ضد زعيمه السيد "الصادق المهدي".
وقد كانت مواجهة ذلك كله عند قيادة حزب الأمة القومي في الداخل بالدفع القانوني كما أعلن وقيل في تصريحات مسؤولي الحزب، إلا أن السيد الإمام "الصادق المهدي" وهو صاحب (تقلبات ومبادرات) كما قلنا وذكرنا سابقاً أتي للحزب وللساحة السياسية بجديد هو (العمل من تحت الأرض) بعد تجميد مؤسسات الحزب.. أي معيداً تجربة الحزب الشيوعي السوداني المعهودة والمعروفة.
المبادرة أعلاه دفع بها السيد رئيس الحزب من الخارج إلي قيادة الحزب ومؤسساته المؤقتة في الداخل لتصبح قراراً حزبياً.. خلاصته:
-    ممارسة الحزب نشاطه من تحت الأرض وإغلاق دوره في الولايات.
-    ثم تفويض السيد رئيس الحزب بتشكيل مؤسسات استثنائية.
ومن عجب أن القرار بتفاصيله المذكورة وحسب بيان صادر عن قيادة الحزب في الداخل التي اجتمعت لساعات طويلة كما جاء في البيان تمت الموافقة عليه (جماعياً..!) أي بالإجماع..!
فالقيادة المكلفة – كما يقول البعض من رموز الحزب- هي الأخرى استثنائية ومؤقتة، ودور السيد زعيم الحزب في تركيبها وهيكلتها هو الأكبر، وكان من المنتظر أن ينعقد المؤتمر العام للحزب وفيه يعاد ترتيب كل شئ بطريقة شرعية ومؤسسية.
واليوم من (تحت الأرض) وبمؤسسات استثنائية يشكلها زعيم الحزب وهو في الخارج، يعود كل شئ إلي السيد الإمام وبخاصة في غياب المؤتمر العام للحزب وإغلاق دور الحزب في الولايات تبعاً لفلسفة (العمل من تحت الأرض..)
الحال كذلك.. يبقي السؤال هو: هل بادر حزب الأمة القومي من تلقاء نفسه بالغياب عن الساحة السياسية وإتاحة الفرصة لغيره ممن انسلخوا عنه للممارسة نشاطهم وربما بفاعلية.. ولم يبق له هو غير حراك زعيمه عبر مهجره في الخارج، منهياً بذلك كل ما كان يمكن أن يحل الأزمة من إجراءات ودفاعات قانونية ووساطة مزمعة.
فهل يعقل أن يعمل الحزب الشيوعي صاحب الخبرة والتجربة من فوق الأرض، له صحيفته ودوره ونشاطه السياسي والاجتماعي ويحرم حزب الأمة القومي نفسه بمبادرة منه وقرار بالإجماع.
هذا علماً بأن ما (تحت الأرض) اليوم ليس بالأمس، حيث إن الكشف عن المستور بالوسائل الحديثة والمعاصرة بات متاحاً، إذ إن أدوات الرصد والمتابعة اليوم باتت نشطة ومتعددة.. وعليه ربما بدأ قرار حزب الأمة  القومي بممارسة نشاطه من تحت الأرض مجرد (رد فعل) غير مدروس، فالأمر في (الألفية الثالثة) وهي ألفية التقانة غيره في الألفية الثانية..!!
ولكن من يدري والسيد الإمام في (مهمة لم تكتمل بعد) كما يقول السيد نائب رئيس الحزب اللواء (م) برمة ناصر، ماذا ستكون الخطوة الثانية في تلك المهمة بعد القرار بالعمل من تحت الأرض؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق