الثلاثاء، 27 يناير 2015

أحزاب اللحظة والفرد

استغرب أن يجير الفرد تاريخه ومستقبله السياسي للحظة في التأريخ هي التي تحكم حياته كلها وتحدد مشاعره وأفكاره ومواقفه.
وليس بعيداً عن هذا أن يقف المرء محددات حياته على شخص دون فكرة ويبني عليها كل شأنه، ويحيرني في هذا أن يجد المذهب الشيعي أتباعاً كثيراً ومفكرين وخلاصة الأمر أن لحظة في التأريخ هي التي تحدد كل القضية والقضايا والسياسة والفهم. وتقصر طائفة من السودانيين شأنهم عند رجل واحد مثل ما يعتقده من يتبعون الفكر الجمهوري في السودان أو الذي يرون في ناصر والناصرية متكأ أصيلاً لهم. يذهب الرجال وتنتهي القضية وينضب المعين مع تطور الحياة والحاجة إلى أفكار حاضرة ومتجددة. ومثل هذه المواقف والأفكار التي تقوم عليها أحزاب وجماعات تحدث حراكاً واسعاً واستقطاباً حاداً ولكنه محدود العمر يقل أثره بعد غياب المؤسس والمفكر وتنتاب الفكرة والحزب والجماعة شيخوخة مبكرة مندثرة مهما ارتفع صوتها وعلا ضجيجها. مثل هذه الأفكار يحسن معها أن تترك للأيام وهي كفيلة بها ولكن قوم نقوم على روح قلقة لا ننتظر موات هذه المواقف التي تنبت قوية وتحتاج إلى عمر قصير نزيد فيه باهتمام أكبر بها. ربما تكون الفكرة الاتحادية ذات اختلاف بدرجة أقل كونها تقوم على فكرة تستدعي الروح الوطنية في السودان وهذا ما يبث روحاً في الفكر الاتحادي الذي يقوم على العلم ولحظة رفعه ومن رفعه.
رغم أن الركون إلى موقف من التأريخ ومواقف لأشخاص قد لا تنفع في تأسيس فكر سياسي شامل يرمي إلى إقامة منهج لإدارة الحياة كلها ورسم حاضر ومستقبل البلد. كثير من الأحزاب السياسية في السودان تتأسس على هذا المعنى والفهم ونبتت مجدداً أحزاب الطائفة والقبيلة والجهة والعنصر وهذه مصيبة أكبر. ولكن هذا الواقع سيكون مفيداً معه التدافع والحراك السياسي يقبل عبره الناس ما يريدون ويقبلون ويصححون المسار. ألاحظ بتقدير نشاطاً واسعاً للأحزاب الاتحادية وهي تستعد للانتخابات القادمة وليتنا نعايش صراعاً وتنافساً بين المكونات الاتحادية وبينها والقوى الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق