الاثنين، 17 أغسطس 2015

سودانيين في داعش.. مسلسل الموت ما زال مستمراً

لم تفق الخرطوم بعد من صدمة التحاق ما يقارب الـ 25 طالباً وطالبة بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش، خلال الأيام الماضية حتى حملت الأنباء المتواترة أمس الأحد عن مقتل منجل الراحل أبو زيد محمد حمزة في دولة ليبيا بمدينة سرت لينضم لمجموعة من الشاب السودانيين الذين لقو حفتهم بعد أن غادروا البلاد، بغرض الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة بداءً من تنظيم القاعدة وانتهاءً بالدولة الاسلامية (داعش) في الوقت الذي بدا فيه البعض يتساءل عن الأسباب الرئيسية التى تقود الشباب و تدفعهم للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة والتي تتخذ الموت سبيلا لتحقيق مكاسبها في رحلة البحث عن الأسباب هي المشكلة التى بدأت تسطير على عقول الكثيرين.
رحيل نجل الداعية
كثير من مواقع الالكترونية حملت خبر مصرع نجل الرئيس السابق لجماعة أنصار السنة أبو زيد محمد حمزة (عبد الإله) بعد أن جر نفسه في سيارة مفخخة في سرت اللييبية مع تنظيم الدولة الإسلامية داعش. وطبقاً للمعلومات فإن أشقاء القتيل في الخرطوم نعوه أمس الأحد وأكدوا بأن عبد الاله نقل الى المستشفي متأثراً بإصابة بالغة قبل أن يفارق الحياة متأثراً بالإصابات التى لحقت به جراء تفجير نفسه في العملية النوعية التى أقدم على تنفيذها بمدينة سرت، معقل التنظيم بليبيا .و احسبت تيارات السلفية الجهادية على شبكات التواصل الاجتماعي عبد اله واعتبروه من العناصر الفاعلة التي ساندت تنظيم الدولة بالعراق والشام وفرع ليبيا، مضيفاً إن الشهيد هو أحد أبناء الشيخ السلفي أبو زيد محمد حمزة الداعية الشهير بالسودان.
معلومة عنه
بحسب موقع سودان تربيون فإن الخبير في الجماعات الاسلامية محمد خليفة صديق قال إن عبد الاله يبلغ من العمر حوالي 24 عاماً وكان قد غارد برفقة شقيقه الأصغر محمد إلى مالي حيث قتل هناك مرافقهما عماد محمود من بناء مدينة الخرطوم بحري مؤكداً أن الشقيقين انتقلا إلى ليبيا و أوضح صديق ان عبد الاله لم يكمل تعليمه واكتفى بالجلوس لامتحان الشهادة الثانوية قبل ان يغارد وشقيقه الاصغر بالخفاء الى مالي، حيث أبلغا أسرتيهما من هناك بنية (الجهاد في سبيل الله).
دراسات عميقة
في غضون الايام القليلة الماضية شهدت العاصمة الخرطوم ندوات ومؤتمرات خصصت للحديث عن ظاهرة التطرف عموماً والتحاق الطلاب السودانيين بداعش ، الدراسات العميقة التى قدمت خلال الفترة الماضية تحدثت صراحة عن أس المشكلة وفرص الحل بإيجاد بدائل تمنع الشباب من ان يلتحقوا بتنظيمات تلجأ لاستخدام العنف في تحقيق مكاسبها.
إقرار واعتراف بالتقصير
الندوات التي أقيمت غضون الفترة الماضية نجد أن السمة التي ميزتها عن سابقتها من الدراسات والمحاضرات التي ألقيت في الخرطوم بأنها حوت اعترافاً وإقراراً بالتقصير في إنزال المشاريع التى رفعها الاسلاميين في بدايات حكمهم إلى ارض الواقع فالمشروع الحضاري الذي أطلقته الجبهة الاسلامية كان من المنتظر أن يحقق طموحات وآمال الشباب الثائر والباحث عن تحقيق طموحاته حسبما قال القيادي الاسلامي البارز غازي صلاح  الدين عتباني، فإن من اسباب تفشي ظاهرة الغلو والتطرف وسط الشباب والمجتمعات العربية تعود لأسباب من بنيها غياب العدالة الاجتماعية وتفشي حالات الظلم من قبل الحاكم للشعوب. وأكد بأن الامر يجعل الشباب يبحثون عن فكرة أجدى تحررهم من الاضطهاد والاستبداد.
نشاط سوداني
كان الحديث في الفترة الماضية عن التحاق شبان سودانيين بالتنظيمات المتطرفة للعمل كأطباء في كل من سوريا وبعض المدن الليبية التى تسيطر عليها الجماعات المتطرفة، فالمتطرفون الذين يقودون الجماعات وجدوا ضالتهم في السودانيين واستطاعوا قدر الإمكان إقناع مجموعات كبيرة منهم بغية الالتحاق بهم في الجبهات القتالية، فباتت العمليات النوعية التي ينفذها منضوين تحت تلك التنظيمات كان يمثل السودانيون فيها رأس  الرمح فلقي كثير منهم حتفهم في عمليات تفجيرية نوعية نفذها التنظيم في عدة مدن.
رحيل النوابغ
بحسب مراقبون ومتابعون لشأن التنظيمات المتطرفة فإنها استطاعت إقناع النوابغ من الطلاب خاصة الذين يدرسون التخصصات النادرة ، كالطب والهندسة فوجدوا ضالتهم في كثير منهم خاصة الباحثين عن التغيير وتحقيق أهدافهم كما أشيع في كثير من الشعارات التي رفعتها تنظيمات سياسية معتدلة بيد أنها فشلت في تحقيقها لاعتبارات كثيرة، يبد أن الالتحاق بالجهات القتالية في كل من سوريا وليبيا أدى لمقتلهم فلم يكن نجل أبو زيد (عبد الاله) الذي راجت أنباء غير رسمية أمس عن قتله في تفجير بمدينة سرت لم يكون الاول ولن يكون الأخير فسبقه عدد ليس بالقليل لقوا حتفهم في مثل تلك العمليات.
الأسباب والمشاكل
كثير من الباحثين والدارسين لأحوال الجماعات المتطرفة بدئوا في البحث والتقصي عن الأسباب التي بدأت تقود الشباب للالتحاق بتنظيمات تتخذ العنف وسيلة لتحقيق أهدافها و أطروحاتها التي تقدمها للعالم أجمع فدراسات الباحثين لم تصل بعد لإيجاد حلول ناجعة تنهي معها تدفق السباب والتحقاهم بالتنظيمات المتطرفة، بيد أن أمين عام لهيئة العلماء السودان بروفسير محمد عثمان صالح يرى بأن التطرف هو صناعة الإخفاقات بدءاً من الشعرات المرفوعة وعد تحقيقها في الواقع ولم ينس صالح بأن وجّه اتهاماً لمن وصفهم بالأعداء الداخليين من الحكام بالاضافة الى التآمر الدولي الصليبي الصهيوني اليهودي وبيّن صالح في حديثه للاهرام اليوم  الى ان كل تلك الأسباب مجتمعة هي التى اظهرت داعش وأدت لبروز الجماعات التطرفة.
احتجاج سياسي
رؤية محمد عثمان صالح عن التطرف متطابقة مع ما قاله القيادي الإسلامي الصافي جعفر الذي اكد بان داعش بدأت كجماعة احتجاج سياسي بيد أنه أكد بأن كثرة الضغط ومنعهم من التعبير قادهم للتعبير عن احتجاجاتهم باستخدام لغة العنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق