الخميس، 20 أغسطس 2015

طاقم عبد الرحيم.. سقف الرضا في قمته

تأخير الإعلان عن تشكيل حكومة الخرطوم الجديدة، وطول فترة الترقب من شأنه رفع سقف التوقع وبلوغ أعلى عرش للأمل و(العشم) في التشكيلة التي يعمل الوالي عبد الرحيم على اعتمادها بكل تمهل وتأنٍ على ما يبدو.
الوالي عبد الرحيم غير مستعجل في الإعلان عن طاقمه الذي سيخوض معه تجربته الأولى في حكم الولايات حاكماً لولاية الخرطوم بكل ما فيها من تحديات وتعقيدات ورصيد نجاح وفشل للولاة الذين سبقوه.
لكن هذا التأني له تأثيره الكبير على الأداء العام في الولاية كما كنا قد توقعنا وكتبنا قبل حين مطالبين الرجل بعدم إطالة هذه الفترة الانتقالية التي يشعر فيها كل من حوله بأن اسمه مكتوب بقلم الرصاص فيتناقص تركيزه في العمل للحد الأدنى أو دونه.
والشواهد على صدق هذا التوقع ماثلة أمامنا الآن.. الوالي عبد الرحيم يوجه المحليات بتنظيف العاصمة فتكون النتيجة عاصمة أكثر اتساخاً من حالتها قبل التوجيه.
عبد الرحيم يقوم بتنشيط استعدادات فصل الخريف فلا تجد أية مظاهر لافتة للعمل في هذا الملف ولولا أن الخريف تغيب وتسيب عن موسمه في الخرطوم لكانت حالة الخرطوم الآن لا تطاق من فرط تردي أوضاعها البيئية وظهور تلك الأوبئة والأمراض الموسمية القاتلة.
الأداء في ولاية الخرطوم خلال الأشهر الماضية كان متكاسلاً جداً في كل المجالات الخدمية وأقل من المستوى الطبيعي له في السابق، حتى رجال المرور وحركة المرور في الولاية نلحظ فيها مستوى متراجعاً جداً عن الأداء والتنظيم المعتاد لهذه الحركة ونلحظ فوضى عارمة في طرق المرور الداخلية وتجاوزا للإشارات الحمراء في ظل وجود رجل المرور وهذه ظاهرة جديدة تماماً لم تكن تحدث في السابق.
نحن نتظر مخاض التشكيل الوزاري.. ننتظر الآن مخاض هذا الجبل لكننا نخشى أن يلد فأراً ويأتي بطاقم تنفيذي دون المستوى ودون التوقعات بعد كل هذا الانتظار لسحب ستار المسرح التنفيذي في ولاية الخرطوم.
نخشى من قائمة وزارية محبطة وغير مدهشة ومليئة بالمجاملات والمعادلات التنظيمية.. نخشى من قائمة تنفيذيين لا تضع هموم الإنجاز والاختراق في المجالات الخدمية في أولويات معايير الاختيار.. نخشى من مجيء حكومة أصدقاء ومعارف ومقربين وليست حكومة كفاءات شابة تمتلك القدرة على حلحلة المشاكل التي تواجه ولاية الخرطوم.
نخشى من قرارات ثورية في زمان الحاجة إلى قرارات موضوعية ونخشى من تشكيلة لا نعرف ما هي المعايير التي تم على أساسها الاختيار.
من حقنا أن نرفع سقف التوقعات ومن حقنا أن نقسو في حكمنا وتقييمنا لاحقاً لها ولمن يقبل بالتكليف والعمل ثم لا ينجز شيئاً.. من حقنا أن نمل من المجاملات وأن نطالب باختيار رجال أكفاء من النوع الذي يتشرف بهم المنصب وليس النوع الذي يكون قد سعى سعياً حثيثاً للحصول على هذا المنصب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق