الأحد، 16 أغسطس 2015

حركات مصلحة

يمضي اليوم على التمرد في دارفور 13 سنة أثبتت خلالها الحركات فشلاً ذريعاً ليس على المستوى السياسي العام، بل وحتى على مستواها وغياب الهدف والرؤية الذي مارسته أثبت عدم صلاحيتها للنضال من أجل المهمشين الذي أدعته، منذ السنوات الأولي  بدأت فيها الصراعات ذات الطابع الشخصي والقبلي والتي قادتها الى الانشقاقات على نفسها حتى وصلت إلى أكثر من أربعين حركة عدل ومساواة وتحرير سودان، كما أنها لم تستطع الصمود أمام حكومة المؤتمر الوطني رغم الإمكانات التي وجدتها والمساندة السرية والعلنية من جهات كثيرة.
ذلك العدد المهول من الحركات لم تخرج منه حركة واحدة مختلفة، بل ولا رجل واحد مختلف وأصبح كل شخص فيها يبحث عن مصلحته حتى ولو على حساب رفقائه وأقربائه، وأصبحت هي تدور في مدارين، أما أنها وقعت اتفاقاً مع الحكومة وعادت إلى الخرطوم ليتحول الصراع فيها إلى صراع شخص بين قادتها، الكسبان فيه هو من يجيد اللعب مع الحكومة، أو أنها تحولت إلى مرتزقة في الدول المجاورة تقاتل بلا هدف مع جماعات لا يربطها بها أي هدف، الكسبان من يديرها من بعيد.
في الخرطوم هنا تجاوزت الحركات الموقعة الحدود وأصبح برنامجها الثابت هو الصراع والاختلاف على ما وقعوا عليه، جميعهم غير قادرين على تحمل بعضهم، كل منهم يقول يا ليت نفسي، ليس في فقههم شيء اسمه تنال أو تحاور أو إقناع أو اتفاق، ينهشون في لحم بعضهم كالذئاب بالحق أو بالباطل، هذا ما يحدث في حركة التحرير والدالة منذ أن جاءت، وتلك حركة العدل والمساواة بقيادة دبجو منذ أن جاءت أيضاً وحتى الآن لم تستطع فعل شيء سوى كيل الاتهامات لبعضهم، أما الحكومة فهي سعيدة بما يحدث جعلتهم يتصارعون عليها.
هذا أنموذج.
الأنموذج الثاني الحركات التي أصبحت تقاتل من أجل القتال فقط، فقبل أيام لقي العشرات من متمردي دارفور مصرعهم داخل الأراضي الليبية بعد اشتباكات مع السكان المحليين، وفصائل ليبية مناوئة للجنرال حفتر الذي تدعمه حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مني أركو، وأكدت مصادر ليبية متطابقة أن خسائر فادحة قد لحقت بمتمردي دارفور.
السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجمع منى وعبد الواحد بحفتر؟
يمكننا أن نجد تفسيراً لعلاقة خليل بقذافي والقتال إلى جانبه، ولكن ما الذي يجمع حركات دارفور بالجماعات الليبية، ليس هناك أيديولوجية مشتركة، وجميعهم لا يحملون الوعي الأفريقي الذي يجعلنا نقول إنهم مناصرين للحق، واللواء حفتر له تاريخ طويل من الولاء للقذافي ثم أصبح معارضاً له، حاول منذ بداية الثورة على القذافي تنصيب نفسه قائداً على قوات الثوار لكنه فشل واختفي بشكل تدريجي من المشهد السياسي ثم عاد مؤخراً ونفذ محاولتين انقلابيتين، ويقول بعض المحللين أن حفتر لا يخرج عن كونه واحد من الذين يتم استخدامهم من أجل إجهاض ثورات الربيع العربي وصناعة الفوضى فهو تربطه علاقة خاصة بأمريكا.
رجل بهذه السيرة التي جعلت مواطنيه غير متفقين عليه، ما الذي يجعل الحركات المسلحة تقف إلى جانبه أن لم تكن هي نفسها بال أخلاق؟.
قبل هذا وقفت الحركات المسلحة مع بعض أطراف الصراع في الجنوب وحاربت الى جانب مشار تارة والى جانب سلفاكير تارة أخرى، واتهمت بتجاوزات كثيرة في الجنوب.
اعتق
أنه لم يبق للحركات كلها شيء يمكن أن تصنع منه مستقبل سياسي جديد وأصبحت حركات مصلحة فمن الطبيعي أن تعيش بلا أخلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق