الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الاتحادي الأصل.. يفقد (مصباح) الإرشاد!

من المتوقع أن تنفذ الكتلة البرلمانية لحزب الاتحادي الأصل اليوم زيارة إلي قبر الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري بمقابر البكري؛ وقالت الأنباء أن الزيارة تقودها نائب رئيس البرلمان والقيادية  الاتحادية عائشة احمد صالح؛  وتأتي لرفع (الفاتحة) علي قبر الراحل وإحياء ذكراه.
فكرة الزيارة بحسب تصريح النائب البرلماني عن الاتحادي الأصل (الطيب رابح) من بنات أفكار (عائشة)؛ وهي الزيارة الأول من نوعها؛ التي تنفذ بترتيب (حزبي) إلي قبر الزعيم الأزهري وبحسب (الطيب) أن الزيارة بغرض إحياء ذكري الزعيم باعتباره شخصية قومية اتحادية جلبت الاستقلال.
المسلك لا غبار عليه من الناحية الإسلامية؛ فقد ثبت عن الرسول الأكرم صلي الله عليه وسلم القول فيما معناه: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور؛ أما الآن فزوروها ولا غبار عليه كذلك بأن للراحل سهم وافر في الرصيد الوطني.
لكن تتبادر للذهن عدة أسئلة ملحة منها علي سبيل المثال لا الحصر: لماذا الآن؟.. وأين كان الاتحاديون طيلة السنوات الماضية التي تقارب عمر الاستقلال نفسه ولماذا لم تتهم الزيارة لقبر الزعيم الأزهري طوال تلك السنوات وهل إحياء ذكري الراحل لا تتم إلا من خلال زيارة قبره؟
كذلك لماذا تأتي الزيارة في هذا الوقت بالذات؟.. والحزب الاتحادي في (أسوأ) حالاته؟.. فهو الحزب الذي نال (النصيب الأكبر) من الانقسامات خلال تأريخه الطويل وأصبح يمتلك أكثر من ستة أجنحة؛ كل جناح فيها يتحدث باسم الحزب.
وهو الحزب الذي عجز عن عقد مؤتمره العام لعشرات السنين؛ حيث كان آخر مؤتمر عقده في ستينيات القرن الماضي وهو أكثر الأحزاب السودانية (تذبدباً) في مواقفه.. يطلق اليوم رأياً ويناقضه غداً فصار حزب الوسط السوداني أكثر  الأحزاب ضعفاً وهشاشة بين قوي الطيف السياسي السوداني.
وأكبر دليل علي ضعف الحزب هو النتيجة التي أحرزها في الانتخابات الأخيرة؛ إذ كيف لحزب يدعي أن قاعدته أكبر من ثلث أهل السودان يحوز علي (25) دائرة فقط في البرلمان؛ فيوشك (المستقلون) أن ينالوا أكثر منه عبر صناديق الاقتراع.
وفوق هذا وذاك يتسيد الخلاف داخل بين (الميرغني) الموقف السياسي اليومين الماضيين؛ ما بين الحسن الميرغني وإبراهيم الميرغني؛ ويتصل (التلاسن) بينهما ويستعر وكلاهما يدعي أن مصدره هو السيد محمد عثمان (الأب).
تقرر كتلة الاتحادي الأصل بالبرلمان (زيارة القبر) في الوقت الذي يعلن فيه أحد القادة التاريخيين للحزب بأن أصل الخلاف داخل الحزب وبين فروع البيت الميرغني سببه (الورثة) علي مال الحزب داخل البنك الإسلامي.
فقد نسيت صحف الأمس للقيادي الاتحادي حسن أبو سبيب قوله أن أسباب الصراع الذي تدور رحاه بين الحسن الميرغني والخليفة عبد المجيد تتمحور حول مصالحهما في البنك الإسلامي السوداني؛ وقال أبو سبيب أن الطريقة الختمية ليس فيها مصالح توازي المصلحة التي في البنك الإسلامي لذلك يلهث كل من الحسن الميرغني والخليفة عبد المجيد خلف مصالحهما في البنك المذكور.
هذه باقتضاب (الحالة الراهنة) داخل حزب الوسط الكبير الذي أًبح قاب قوسين من (التلاشي) بعد أن فقد بوصلته الهادية وفقد مصباح الإرشاد؛ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق