الأربعاء، 19 أغسطس 2015

دبلوماسية الحوار الوطني

مما لا شك فيه أن وزارة الخارجية في عهد بروفيسور غندور قد صارت أكثر حيوية ونشاطاً عن السنوات الماضية خاصة في اتجاه القارة السمراء التي لم نوليها الاهتمام الذي تستحقه في التواصل الذي يدعم قضايانا الداخلية خاصة فيما يتعلق بدعوة الرئيس البشير للحوار الوطني الذي يفضي إلى وفاق سوداني – سواني يضع حداً نهائياً للحروب الأهلية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، واتضح بأن هناك بعض الدول الأفريقية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في دعم الحوار الوطني بالتأثير على بعض قادة الحركات المسلحة وإقناعهم بالمشارك في الحوار بحكم إقامتهم في تلك الدول أو زياراتهم المتكررة للبعض منها خاصة وأن إحلال السلام في السودان سيدعم الاستقرار في القارة الإفريقية ويحقق المصالح المشتركة والتعاون ما بين السودان وتلك الدول في المجالات السياسية والاقتصادية.
ولقد قام بروفيسور غندور بزيارات ماكوكية لمعظم الدول الإفريقية، حيث تكللت مساعيه بالنجاح على طريق التنسيق المشترك في القضايا الدولية والرؤية الموحدة للاتحاد الإفريقي الذي مازال يسعي للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن منذ سنوات طويلة كما أن ملف الصراع العسكري في دولة جنوب السودان الشقيقة كان حاضراً في مباحثات وزير الخارجية السوداني مع كل الرؤساء الذين التقي بهم في الأيام الماضية من أجل إن يعم السلام في الجنوب وأن تعالج أزماته بالحوار الذي مازال متعثراً حتى بعد لقاء دول الإيقاد الأربع في العاصمة الإثيوبية في الأسبوع الماضي ليستمر الضغط على الفرقاء حتى تتم المصالحة الوطنية هناك بدون مزيد من إراقة الدماء وبروفيسور غندور السياسي الهادئ يعرف جيداً مفاتيح التطبيع الكامل مع الدول الأوروبية التي مازالت في حالة مد وجزر في سياساتها تجاه السودان وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت مؤشرات إيجابية حينما التقي غندور الرئيس أوباما بأديس أبابا في نهاية الشهر الماضي وبدأت خطوات تعاون لأول مرة في مجالات الزراعة والتكنولوجيا المتطورة التي تم فك حظرها بالنسبة للجامعات السودانية وبالتالي فإني استبشر خيراً بمرونة واعتدال السياسة الخارجية التي تقوم على تحقيق المصالح المشتركة بيننا وكافة دول العالم مع التزامنا التام بكل بنود المواثيق التي صادق عليها السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل الأزمان الماضية خاصة تلك المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وإطلاق الحريات العامة ليأتي نجاح الحوار الوطني الذي يفضي إلى وقف الحرب الأهلية في بلادنا كخاتمة لكل معاناة شعبنا في السنوات الماضية لأن في نجاح الحوار تنشأ العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع كل دول العالم وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والتي بالضرورة سوف تسقط أسم السودان من الدول الراعية للإرهاب خاصة وأن بلادنا يمكن أن تلعب دوراً محورياً في القارة الأفريقية للحيلولة دون انتشار التطرف الديني والحركات المتشددة والتي على رأسها (داعش) وبوكوحرام فنجاح الحوار الوطني هو المفتاح السحري الذي يضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة في القارة الإفريقية وذلك عبر وزارة الخارجية الجديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق