الأحد، 16 أغسطس 2015

الأمل ينبت فى دارفور

٭ أول مرة أشعر بالأمل فى تحسن الأوضاع بولايات دارفور كان خلال الأسبوع الماضي، وذلك عندما تحركت قافلة سيارات مكونة من شاحنات من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مدينة الطينة التشادية وهى تحمل خيرات السودان إلى الجارة الشقيقة تشاد وشعبها بعد توقف دام 13 عاماً، ليصبح الخبر أكبر دلالة على الأمن والاستقرار، ومؤشراً على توفيق من الله تعالى للوالي الجديد عبدالواحد يوسف الذى منع أخبار اختطاف السيارات وإطلاق الزخيرة داخل عاصمة ولايته من الوصول إلى الصحف عبر فعل على الأرض، بالقضاء تماماً على مثل هذه الأشياء التى كانت تؤرق الحكومة والمواطنين معاً.
٭  شعور المواطنين بالتحسن الأمنى والاستقرار فى حاضرة شمال دارفور لم أسمعه من أناس بعيدين عن المدينة، أو ينقله لى راوٍ ، وإنما لمسته بنفسي عندما زرتها الأسبوع الماضي، إذ كانت الفاشر تعج بالنشاط فى جميع المحاور، وأكبر داعم لهذا الخير الذي بدأ يظهر، هناك افتتاح طريق الإنقاذ الغربى وانسياب حركة المرور فيه مما جعل البضائع تصل بسهولة وتكلفة أقل، وانعكس ذلك حركة تجارية وإعماراً للأسواق وزيادة لفرص العمل ورغداً نسبياً فى معاش الناس الذين باتوا يشترون بعض السلع بأسعار أقل بكثير عما كان فى السابق.
٭ قد يقول قائل إن هذا فى شمال دارفور فقط، ماذا عن بقية ولايات الإقليم؟
- أقول إن الأمر ليس محصوراً هناك فقط، فقد زرت الجنينة قبل رمضان بأسبوع ووقفت على الحركة التجارية والوضع الأمني والنقل حتى الحدود التشادية، فكانت الأمور جيدة وممتازة، وقد اختفت مظاهر التفلتات بشكل كبير إذ أننى رغم حضوري بصحبة القيادي بحركة العدل والمساواة جناح السلام العائد من الأسر وسجون جبريل التجاني كرشوم، الذي استقبلته واحتفلت بمقدمه جماهير المدينة بمختلف أوساطها، إلا أنني لم أسمع طلقة سلاح واحدة، وعرفت بعدها أن التعاون الوثيق بين الإدارات الأهلية والقوات النظامية أثمر سلاماً اجتماعياً وتعايشاً سلمياً، اذا قلت لي إن هذا داخل الجنينة فقط، أقل لك إننى قبل أكثر من شهر ذهبت فى رحلة مع صحفيين ودون حماية من الجنينة إلى منطقة وادى التمر بمحلية جبل مون، لتغطية مؤتمر قبيلة المحاميد.
٭ وطوال هذه المسافة لم أسمع صوت زخيرة أو أرى مايثير الرهبة، فقد كان الطريق رغم جباله ووديانه وبعده آمنا ، إذاً هنالك مكاسب تحققت بحمدا الله فهل نحافظ عليها أولاً ثم نعززها ثانياً بمعالجات جذرية للازمات التي قادت للاحتراب وعدم الاستقرار فى ولايات دارفور، أم نترك الوضع يعود للمربع الأول لأن المعالجات الجزئية ليست كافية، وإن جلبت أمناً واستقراراًَ نسبياً، شعوري بالأمل زاد عندما ركبت طائرة من مطار الخرطوم إلى الفاشر، ووجدت أن عدد الركاب فيها أقل من نصف المقاعد بكثير، وبالاستفسار وسؤال من حولي عن السبب، عرفت أن غالبية المواطنين إتجهوا نحو السفر براً عبر طريق أم درمان الفاشر، فقلت هنيئاً لهم لأنهم صبروا على استغلال شركات الطيران لأوضاعهم خلال الفترة الماضية التي ضاعفوا لهم فيها أسعار التذاكر فى وقت كانت فيه تذاكر مدن أخرى بعيدة مثل بورتسودان أقل بكثير من تذاكر مدن دارفور، ثم إن نقص عدد الركاب فى الطائرات يوضح إن أعداداً كبيرة فضلت البصات، وهذا أيضا مؤشر قوي على التحسن الامني والاستقرار في طرق الولاية، وننتظر أن تمتد دائرة الخير إلى جنوب دارفور بإكمال محور الفاشر نيالا، وقد بشر د. التجانى السيسي رئيس السلطة الإقليمية فى حديثه لي بذلك، وقال إن الطريق سيكتمل قريباً بعد أن تم إتخاذ إجراءات وتدابير جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق