الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الليري المنجم الأخضر والمعدن الأحمر..

إنهم أحد عشر كوكباً ليسوا كإخوة يوسف لكنهم استهدفوا مثله ممن كانوا يظنون إنهم إخوتهم، وليس في الأمر دم كذب بل هي دماء طاهرة فاضت من هؤلاء الذين خرجوا ضرباً في الأرض بحثاً عن الرزق الحلال يحفرون الصخر ويغربلون التراب بحثاً عن جرامات من الذهب تقيم أودهم وتسد رمق عيالهم وأسرهم، إنهم أحد عشر معدناً تقليدياً كانوا ينقبون عن الذهب في منجم يسمي (الأخضر) في منطقة الليري بولاية جنوب كردفان، هاجمت الحركة الشعبية قطاع الشمال منجمهم مع ساعات الفجر ووقت قرآن الفجر لتقتلهم بالرصاص والدم المنسكب بغير ذنب جنوه إلا أنهم سلكوا السبل وضربوا الصخر ليفتوه عسي أن يقوى ساعد رزقهم بجهد عضد ذراعهم، من بينهم إمام مسجد المنجم والمؤذن.
فانظر كيف يكون القتل والاستهداف والانتقاء لإمام المسجد ومؤذنه فهل كان الهجوم الذي قارب مواقيت صلاة الفجر مقصوداً في توقيته وأهدافه البشرية؟ ولماذا يستهدف هؤلاء البسطاء الذين يكافحون من أجل لقمة العيش وما ذنبهم؟ وهل مشروع السودان الجديد الذي يدعي منظروه أنه يسعي لتمكين المهمشين يستبطن فكرة استهدافهم أولاً ونهب ممتلكاتهم وقتل من يسعي لإقامة الشعائر وذكر الله عز وجل؟
وهل التعدين الأهلي جريمة في أعراف قطاع الشمال تستحق القتل حتى من دون اتهام أو محاكمة أو حق المتهم ليس في الدفاع عن نفسه فقط، بل في معرفة التهمة الموجهة إليه؟ وهل الاستهداف هو لصنعة التعدين الأهلي أم للمواطن الذي قد يفلح حظه في الوصول إلى كسب من الذهب أو لا يجد حتى ما يدفع عنه الجوع لنفسه ومقامه في المنجم طلباً لمزيد من التنجيم، ناهيك عن الوفاء بمصروفات من يعول؟ أم أن التعدين الأهلي الذي ينتج كميات متفاوتة من الذهب تسهم بتصديرها من بنك السودان بعد شرائها من المواطن يعتبر متواطئاً مع الحكومة لأنه وفر لها العملات الصعبة التي مكنتها من تجاوز مخطط الانهيار الاقتصادي عقب انفصال الجنوب أو ثورة الجياع المتوهمة المسنودة من قبل الجبهة الثورية التي يصطف فيها قطاع الشمال؟
حاشية:
يبدو واضحاً للعيان أن قطاع المشال الذي حول منجم (الأخضر) الى منجم (أحمر) لا يستطيع الفكاك عن جوهر قادته القديم ومعدنهم الأحمر الماركسي سواء من خلال خلفية انتمائهم إلى الحركة الشعبية الأم أيام كان هذا هو توجهها المعبر عنه في المانفستو، أو بولاء قادتها المعروف للحزب الشيوعي السوداني ولافتاته من قبل ومماهاتها له في مواقفه ومصالحه في مفاوضات المنطقتين، وكأنهما ليستا جنوب كردفان والنيل أزرق بل جزء من تضاريس الاتحاد السوفيتي يراق دم أهلهما لمصلحة دياليكتية مزعومة.
اللهم أرحم الموتى واشف الجرحى وعوض المنهوبين وأكتب السلام لأهل المنطقتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق